من واشنطن

مستقبل العلاقات بين واشنطن والإخوان المسلمين

ناقش برنامج “من واشنطن” نظرة الولايات المتحدة إلى مستقبل علاقاتها مع الحركات الإسلامية المعتدلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

كيف تنظر الولايات المتحدة إلى مستقبل علاقاتها مع الحركات الإسلامية المعتدلة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين؟ وما سر صمت واشنطن على قمع النظام المصري للإخوان منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013؟

حلقة الثلاثاء (28/4/2015) من برنامج "من واشنطن" حاولت مع ضيوفها الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، خاصة في ظل غموض موقف الولايات المتحدة التي رغم انتقادها الحكم الصادر على الرئيس المعزول محمد مرسي، فإنها لم تعرب عن موقفها النهائي منه.

حالة صدمة
وزير الاتصال وعضو الأمانة العامة في حزب العدالة والتنمية المغربي مصطفى الخلفي أوضح أن الموقف الأميركي لم يستطع تجاوز حالة الصدمة عقب التطورات التي حدثت في المنطقة وجعلت التيارات السياسية الإسلامية فاعلا رئيسيا في عمليات التحول السياسي بدول الربيع العربي.

وأكد الخلفي أن الرهان على التدخلات الأميركية لتحقيق إصلاحات داخلية رهان فاشل، وأرجع ذلك إلى فشل السياسات الأميركية في الانسجام والتكيف مع التطورات التي حدثت في المنطقة.

وحول عدم وضوح مواقف أميركا من الحركات الإسلامية، رأى الباحث في معهد هدسون صامويل تادرس أن الإدارة الأميركية تفاجأت بأحداث الربيع العربي، وأنها صاغت علاقاتها مع تلك الدول طبقا لظروف تتفاوت بين دولة وأخرى، وهذا ما يفسر وجود شيء من الضبابية وعدم الوضوح في تلك العلاقات، بحسب رأيه.

وفسر غموض الموقف الأميركي من الحكم على مرسي بأنه يعكس فشل الإدارة الأميركية في تحديد سياساتها تجاه مصر، وأكد أن واشنطن حاولت أن تتهرب من اتخاذ موقف لحظي، وفضلت الانتظار حتى ينجلي الموقف.

وأشار تادرس إلى أن التجربة المصرية أوضحت أن هناك جانبا من المجتمع المصري رفض جماعة الإخوان وقام باختيار آخر، الأمر الذي غير وجهة النظر الأميركية التي كانت تعتقد أن الإسلام السياسي هو الذي يمثل الشعوب العربية.

وأوضح الباحث أن التوافق والالتقاء بين مكونات الشعب المصري أمر في غاية الصعوبة، وأرجع ذلك إلى الكثير من التجارب السيئة بين المصريين.

موقف ضبابي
من جهته، أكد البرلماني عن حزب الحرية والعدالة المصري عبد الجواد الدرديري أن غموض مواقف الإدارة الأميركية تطبيق لسياسة "إمساك العصا من المنتصف"، مشيرا إلى أنها تعايشت مع حكومات دكتاتورية لأكثر من ستين عاما، ولهذا يصعب عليها التعامل مع حكومات ديمقراطية.

وعن دوره المأمول ككادر إسلامي في إقناع الأميركيين بالتعامل مع الإسلام السياسي، قال الدرديري إن هناك تحديا حقيقيا يتمثل في مقدرة العالم العربي على تحقيق الديمقراطية والحفاظ عليها، وناشد الأميركيين أن يغيروا طريقتهم في التعامل حينما يتعلق الأمر بالرئيس المعزول مرسي لأنه رئيس منتخب، كما دعا للانتباه إلى ضرورة الحوار بين النخب المصرية داخل وخارج البلاد.

وبحسب الدرديري، فإن أميركا لم تأخذ موقفا واضحا معاديا للحركات السياسية الإسلامية، وقال إن شعوب العالم الإسلامي تريد أن تعيش بكرامة وحرية، وإن على أميركا أن تعيد النظر في تعاملها مع حركات الإسلام السياسي، وأن تتخلص من عقد الاستعلاء التي تتعامل بها، وعبر عن أسفه لعدم تمكن الرئيس باراك أوباما من تنفيذ وعوده في بداية عهده بتغيير التعامل مع العالم الإسلامي.

من ناحيته، دعا رئيس حركة الحرية والعدالة الاجتماعية في الجزائر أنور هدام إلى تذكر المقولة التي أطلقها أوباما حينما تولى السلطة ونادى "بضرورة التعامل مع العالم الإسلامي وفقا لذهنية جديدة"، وأرجع تعثر أوباما في ترجمة هذه المقولة على أرض الواقع إلى عدم وجود شركاء في العالم الإسلامي وعدم وجود شركاء في الإدارة الأميركية أيضا.

وناشد هدام الحركات الإسلامية أن تمتلك خطابا سياسيا واضحا، وأشار إلى أنها تمثل طموح الربيع العربي، رغم أنها لا تمثل جميع الشعوب العربية.

وأكد أن اتهام الإخوان المسلمين والحركات السياسية "بالإرهاب" ليس في مصلحة الجميع، وأن جلوس المصريين على طاولة واحدة أمر لا مفر منه، لأنهم يدركون أن استقرار بلادهم يعني استقرار المنطقة كلها.