من واشنطن

سوريا بين الرؤية الأميركية والطموح الروسي

ناقشت حلقة “من واشنطن” الأهمية الإستراتيجية لسوريا في حسابات الغرب، خاصة عند الأميركيين، بعد تدخل موسكو عسكريا لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد.

حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن يؤدي التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى تدميرها وإلى عنف أكبر يهدد دول المنطقة، وذلك في حال كان هذا التدخل يهدف إلى دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي شدد على أنه "لن يكون جزءا من أي حل لسوريا على المدى البعيد".

وقال كيري -في لقاء خص به حلقة (6/10/2015) من برنامج "من واشنطن"- "إذا كان التدخل العسكري الروسي في سوريا من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية فهو مرحب به، أما إذا كان بغرض دعم الأسد فإنه سيجلب المزيد من الإرهابيين والمقاتلين الأجانب إلى سوريا، وهذا سيؤدي للمزيد من العنف".

وأضاف كيري أن الولايات المتحدة ليست متأكدة مما يريده الروس من خلال تدخلهم في سوريا، لكنه أشار إلى أنهم "أقحموا أنفسهم في حرب أهلية طائفية، وهذا أمر خطير جدا".

الوزير الأميركي أكد أن "الأسد لن يكون جزءا من أي حل في سوريا على المدى الطويل"، وأنه لا علاقة للأميركيين بهذا الأمر، وإنما لأن سلوكه جعله "شخصا غير مرغوب فيه" من طرف السوريين، واتهم الأسد بأنه لم يحارب تنظيم الدولة، وإنما حارب شعبه بالغازات والبراميل المتفجرة.

وأوضح كيري أن الرؤية الأميركية تقضي بأن يشارك الأسد في فترة انتقالية، وفق ما ينص على ذلك ميثاق جنيف، بشرط أن يكون ذلك لفترة زمنية معقولة ومنصفة، وهي الفكرة التي قال إن معظم العقلاء قبلوا بها.

وشدد ضيف "من واشنطن" على أن حل الأزمة السورية أصبح "أولوية عالمية"، وأن بلاده تسعى لحل سياسي وليس لحل عسكري.    

جون كيري: الأسد لن يبقى لفترة طويلة    (الجزيرة)
جون كيري: الأسد لن يبقى لفترة طويلة    (الجزيرة)

مفتاح الحل
من جهته، شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على أن بلاده تعمل من أجل "سوريا دون الأسد ودون تنظيم الدولة"، مؤكدا أن هذا هو "مفتاح الحل"، وقال إن الاثنين مطالبان بالرحيل بسبب ما يقترفانه من قتل وتدمير.

ورأى كاميرون أن قضية اللاجئين السوريين الذي يتدفقون على أوروبا جعلت الوضع أسوأ، وأشار إلى أن بلاده من الدول التي تقدم دعما لهؤلاء اللاجئين.   

زعزعة المنطقة
وأكد رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة أن "الاحتلال الروسي" لسوريا يزعزع استقرار المنطقة، وقال إن هذا التدخل "قصف" كل الجهود السياسية وجميع المقاربات التي كان يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي في سوريا.

واتهم روسيا بقصف المدنيين وقوات الجيش الوطني الحر، وربط تدخلها العسكري بانهيار نظام الأسد وسيطرته على 14% فقط من الأراضي السورية.

وبشأن ما إذا كانت هناك ازدواجية في الموقف الأميركي، اكتفى خوجة بالقول إن الدول الإقليمية هي المناطة بمساعدة الائتلاف ودرء أي محاولة لتقسيم سوريا، لأن ما وصفه بالاحتلال الروسي يزعزع أمن المنطقة.

يذكر أن روسيا قبل نحو أسبوع شنت غارات جوية في سوريا، وقالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إن جل هذه الغارات استهدفت مواقعها فضلا عن مناطق سكنية. كما استهدفت بعض الضربات مواقع لتنظيم الدولة.