من واشنطن

أميركا والعراق.. هل اتسع الخرق على الراقع؟

هل تدفع حرائق الشرق الأوسط الرئيس باراك أوباما للعودة بجنود بلاده إلى المنطقة بعد وصفه حرب العراق بالغبية؟ وما خيارات أميركا في مواجهة دولة الخلافة الجديدة؟

عادت حرب العراق التي رجحت معارضتها كفة الرئيس باراك أوباما في بداية طموحه الرئاسي قبل ست سنوات لتقض مضجعه في الجزء الأخير من رئاسته، بينما حرب سوريا التي بدت له أهلية لا تهم أميركا إلا إنسانيا، جاءت بلهيبها لتصبح مع العراق أكبر تحد خارجي لأميركا.

مع صعود اسم دولة الخلافة، طرح برنامج "من واشنطن" في حلقة 8/7/2014 سؤالا: هل ستجد أميركا نفسها في جبهة واحدة مع روسيا وسوريا وإيران والعراق وحزب الله ضد الخلافة والخليفة البغدادي؟

رهان غير سهل
مراسل الجزيرة في البيت الأبيض فادي منصور قال في مداخلته إن الرهان الأميركي على إحداث تغيير سياسي في العراق بخروج رئيس الوزراء نوري المالكي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لا يبدو أمرا سهلا في الوقت الذي يخفق فيه البرلمان العراقي في الوصول إلى توافق سياسي، ويرسخ تنظيم "الدولة الإسلامية أقدامه في المناطق التي سيطر عليها.

ونقل منصور أن البيت الأبيض يبني إستراتيجيته على المسارين السوري والعراقي، ومن ذلك رصد مبلغ خمسمائة مليون دولار لدعم ما تصفه واشنطن بالمعارضة السورية المعتدلة، وتزويد العراق من جانب ثان بخبراء عسكريين، والاستعداد لتوجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة إذا لزم الأمر.
 
أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميريلاند شبلي تلحمي قال إن هناك ترابطا بين العراق وسوريا، ولكن الأولوية لدى إدارة أوباما الآن هي محاربة "تنظيم الدولة"، مضيفا أن هذا سيؤدي إلى تقييد أوباما وإدارته وضعف إمكانية الضغط على المالكي والرئيس السوري بشار الأسد.
شبلي تلحمي:
اللجوء إلى خيارات عسكرية ليس في وارد السياسة الأميركية ما دام لا يوجد تهديد للأمن القومي الأميركي، والعراق وسوريا ليسا ملفين هامين لدى الأميركيين، والذي أعادهما إلى طاولة النقاش هو تنظيم داعش

ورأى تلحمي أن اللجوء إلى خيارات عسكرية ليس في وارد السياسة الأميركية ما دام لا يوجد تهديد للأمن القومي الأميركي، مضيفا أن العراق وسوريا ليسا ملفين هامين لدى الأميركيين، والذي أعاد هاتين المنطقتين إلى طاولة النقاش هو "داعش"، على حد تعبيره.

رؤية النخبة الأميركية
بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط قال إن صعود تنظيم الدولة أحدث تغييرا في رؤية النخب السياسية بأميركا، بينما الرئيس أوباما لا يريد أن يسوق هذه الرؤية لتصبح تدخلا في الشرق الأوسط، مذكرا بأن أوباما اضطر لمواجهة النظام السوري عقب الهجوم الكيميائي، لكنه لم يتردد في قبول العرض الروسي للتخلص من المواجهة العسكرية.

ورأى سالم أن الرئيس الأميركي يريد أن يقضي السنتين الأخيرتين من الحكم بأقل قدر من المواجهة ليلقي بالمهمة إلى من هو بعده، سواء هيلاري كلينتون أو أي شخص من الحزب الجمهوري.

سيناريو شبيه بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 إذا ما تكرر سيورط إدارة أوباما في حرب خارجية، لكن التدخل -يضيف سالم- موجود الآن على شكل خبراء أمنيين في العراق ودعم عسكري لقوات المعارضة السورية.

الصحفي السوري المقيم في واشنطن عمر المقداد قال إن حكومة المالكي لو أنها تصرفت بطريقة وطنية منذ وصولها إلى الحكم، لتجنبت ما وصل إليه الحال في العراق.

لكنه اشار إلى اتساع الخرق على الراقع حين قال "حتى لو رحل المالكي هل سيرحل داعش؟"، لافتا إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا بعد إعلان دولة الخلافة.