من واشنطن

غزة.. كيف يدير المسلمون الأميركيون علاقتهم مع واشنطن؟

سلطت الحلقة الضوء على حضور غزة في المشهد السياسي الأميركي أثناء العدوان الإسرائيلي عليها، وقدرة الجاليات العربية والإسلامية على تشكيل موقف ضاغط على الإدارة الأميركية والكونغرس.

بحثت حلقة 29/7/2014 من برنامج "من واشنطن" ما سيكون عليه موقف إدارة الرئيسي الأميركي باراك أوباما من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

وسلطت الحلقة الضوء على حضور غزة في المشهد السياسي الأميركي أثناء العدوان الإسرائيلي عليها، وقدرة الجاليات العربية والإسلامية على تشكيل موقف ضاغط على الإدارة الأميركية والكونغرس.

جاءت الحرب في الوقت الذي لاحت فيه أعلام انتخابات الكونغرس النصفية، حيث تبدأ المزايدات السياسية لدعم إسرائيل، فهذا السيناتور تشارلز شومر يقول إن "الطريقة الوحيدة لإرساء وقف نار مجدٍ هي ألا تتمتع حماس بعد الآن بالقدرة على إطلاق الصواريخ أو إرسال قتلة عبر الأنفاق إلى إسرائيل".

وأجمع ضيوف الحلقة على أن الكونغرس متفق تماما على دعم إسرائيل، أما الضغط العربي على الإدارة الأميركية فهو منعدم تقريبا، بل إن المحلل السياسي خالد صفوري يقول إن "الدول العربية  تضغط على واشنطن ضد بعضها بعضا، وإنه لا وجود لموقف عربي موحد، فلماذا يكون لدى الإدارة الأميركية محفزات لحل القضية الفلسطينية؟".

حرب الجميع
ورأى صفوري أن بعض أوجه تعقيد الوضع السياسي يتمثل في موقف أعضاء في الكونغرس وبعض الصحافة حين يصفون هذه الحرب بأنها "حرب الجميع ضد الإرهاب"، مشيرين إلى أن مسؤولين عربا يتصلون بإسرائيل ويؤيدون ضرب غزة.

خالد صفوري:
الدول العربية تضغط على واشنطن ضد بعضها بعضا، ولا وجود لموقف عربي موحد، فلماذا تكون لدى الإدارة الأميركية محفزات لحل القضية الفلسطينية؟

الصور التي تنقلها وسائل الإعلام عن العدد الكبير من الضحايا تحرج الإدارة الأميركية وتحرج الذين يقفون في الوسط من أعضاء الكونغرس، هذا ما يجب -بحسب صفوري- أن يدفع الجاليات العربية والإسلامية إلى استثماره، مبديا أسفه من أن هذه الجاليات مشتتة بين العديد من الأزمات.

من جانبه، قال المحلل السياسي سعيد عريقات إن هناك هجمة كبيرة في أميركا "لربط حماس بداعش والقاعدة"، لكن الإدارة ومراكز الأبحاث تعي أن حماس حركة محلية ولدت تطالب بإنهاء الاحتلال، مستشهدا بما قاله رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إن التخلي عن السلاح مرهون بإنهاء الاحتلال والاستيطان.

وأبدى عريقات اعتقاده أنه ستجري العودة خلال اليومين المقبلين إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، ويتضمن هذا الحل إعادة فرض السلطة على غزة، مشيرا إلى أن أميركا تريد التعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

مأدبة أوباما
من ناحية أخرى، تناولت الحلقة مأدبة الإفطار التي أقامها البيت الأبيض للمسلمين وحضرها السفير الإسرائيلي، والتي تخللها حديث في الشأن السياسي مع الرئيس الأميركي.

محمد السنوسي -من شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين- انتقد الرئيس أوباما لدفاعه عن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها خلال دعوته المسلمين إلى إفطار رمضان، كما أن أوباما لم يبدِ تعاطفا بالشكل الكافي في شأن الضحايا الذين يقتلون في غزة، حسب قوله.

العضو في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) نهاد عوض وافق على أن تأييد الرئيس الأميركي إسرائيل ليس جديدا، ولكنه في ما يتعلق بمأدبة الإفطار قال إن أوباما لن يهين المجموعات اليهودية في اجتماعاتها كما أهان المسلمين الأميركيين.