من واشنطن

دور إيباك والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل

تشهد الساحة الأميركية نقاشات متزايدة حول دور إيباك والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وناقش برنامج “من واشنطن” يوم 18/3/2014 إلى أي مدى يمثل ذلك تغييرا بالمزاج العام الأميركي إزاء الملف الفلسطيني الإسرائيلي؟

تشهد الساحة الأميركية نقاشات متزايدة حول دور إيباك والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وناقش برنامج "من واشنطن" يوم 18/3/2014 إلى أي مدى يمثل ذلك تغييرا في المزاج العام الأميركي إزاء الملف الفلسطيني الإسرائيلي؟

واستطلع البرنامج في النصف الأول من الحلقة مجموعة من الأصوات الأكاديمية والشبابية لقراءة هذه التطورات الجديدة المتمثلة في توجهات من أساتذة جامعيين وطلبة لمقاطعة إسرائيل أكاديميا، بسبب الاحتلال والتمييز العنصري خصوصا حين تتحدث عن يهودية الدولة.

فندلي أشار في حديثه عن تأثير الإيباك على الكونغرس بشأن إعادة تعريف اللاسامية مع وجود عدد كبير من المسيحيين المتطرفين، بحيث أصبح تجنب أي انتقاد لتصرفات إسرائيل أمرا واضحا

وكان للعضو السابق في الكونغرس بول فندلي رأي في نجاح الإيباك، وهي أبرز منظمات الضغط في أميركا، وفشل المجموعات الأخرى التي تدعم القضايا العربية وفلسطين بالتحديد، فقال "إنه وضع غير متوازن، هناك الكثير من العرب ولكنهم منقسمون، بينما اليهود متحدون حول أمر واحد هو تنفيذ ما تريده إسرائيل".

تعريف اللاسامية
وأشار فندلي أيضا في حديثه عن تأثير الإيباك على الكونغرس بشأن إعادة تعريف اللاسامية مع وجود عدد كبير من المسيحيين المتطرفين بحيث أصبح تجنب أي انتقاد لتصرفات إسرائيل أمرا واضحا.

بدوره قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن والت إن النقاش حول دور إيباك أصبح أكثر انفتاحا الآن، وبدأ الأميركيون يتحدثون علنا عن نفوذها وعن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

والنصف الثاني من الحلقة تحدث فيه مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية جون أولترمان، وأستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي الحديث بجامعة كولمبيا جوزيف مسعد.

وحول المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، قال أولترمان إنه لا يعتقد بأن ثمة حسّا قويا للمقاطعة، وأن الاتجاه الأساسي هو نحو التعاون مع الإسرائيليين.

بينما رأى جوزيف مسعد أن هنالك مجموعات من الأساتذة لهم روابط أكاديمية مثل رابطة الدراسات الأميركية ذهبت إلى مقاطعة الجهات الأكاديمية التي تساعد الجيش الإسرائيلي في الاحتلال، وهذه الروابط مستقلة عن الجامعات. مشيرا كذلك إلى مجموعات طلابية منها "طلاب من أجل العدالة في فلسطين".

تغير نوعي
هذا التغير-بحسب مسعد- عند الطلبة والأساتذة لم يكن موجودا قبل عشر سنوات، ويعد تغيرا نوعيا  في مواجهة سياسات إسرائيل.

وردا على سؤال حول أوجه الشبه بين نظامي جنوب أفريقيا وإسرائيل، قال أولترمان إن المواطنين العرب في إسرائيل يصوتون في الانتخابات ويتمتعون بالحقوق ولديهم إمكانية الوصول للقضاء.

هذا الرأي رد جوزيف مسعد عليه بالقول إن جنوب أفريقيا أعطت حق التصويت للملونين والهنود ولكنها كانت دولة عنصرية.

ويؤكد أولترمان أن التشابه الثقافي بين المسيحية واليهودية في أميركا هو شعور أميركي عام، مضيفا "حين أتحدث إلى الناس وأسأل: هل توجد نقاط تشابه بين الأميركي وبين العربي والمسلم؟ يجيبون: لا".

وفي سياق نفوذ إيباك، قال مسعد إنه ما زال قويا في الكونغرس، لكن ثمة من يحاجج بأن مصالح أميركا أعلى وأهم من إيباك.

وأضاف أنه ليس كل ما تضغط من أجله إيباك ينفذ أميركيا بالضرورة، ومن ذلك الضغوط لمنع صفقة أواكس للسعودية، وضرب سوريا وإيران، معتبرا أن أميركا تعوض إسرائيل حاليا خلال المفاوضات مع محمود عباس، حسب تعبيره.