من واشنطن

تغير الحسابات الأميركية في أفريقيا

تباينت آراء ضيوف حلقة الثلاثاء 4/2/2014 من برنامج “من واشنطن” بشأن تحديات وفرص واشنطن في أفريقيا، مثل استعباد الأفارقة وتحريرهم ومساعدتهم على تحرير أنفسهم، وإنشاء دولة ليبيريا، كما تمثل مصادر النفط ومنافسة الصين وتنظيم القاعدة أبرز محاور الاهتمام الأميركي بالقارة.

تباينت آراء ضيوف حلقة الثلاثاء 4/2/2014 من برنامج "من واشنطن" بشأن تحديات وفرص واشنطن في أفريقيا، مثل استعباد الأفارقة وتحريرهم ومساعدتهم على تحرير أنفسهم، وإنشاء دولة ليبيريا، كما تمثل مصادر النفط ومنافسة الصين وتنظيم القاعدة أبرز محاور الاهتمام الأميركي بالقارة.

وفي رد للمتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت فيرمان على سؤال للجزيرة، قال إن هناك قوة من مشاة البحرية الأميركية للتدخل السريع متمركزة في منطقة مورون الإسبانية، قوامها نحو 500 عنصر من ذوي الجاهزية العليا، بهدف مضاعفة الأمن في السفارات في شمال وغرب أفريقيا، وتعمل هذه القوة بالتنسيق مع وزارة الخارجية وتدعمها.

وقال المحلل السياسي حافظ لغويل إن سقوط نظام معمر القذافي يمثل تحديا للسلم العالمي ككل، وذلك بسبب مقدرة المجتمع الدولي على إسقاط الأنظمة، ولكنه لا يستطيع أن يبني أنظمة بديلة لها، حيث يمكن أن تصبح ليبيا مركزا للاستقرار أو الفوضى للدول المحيطة بها، وأميركا هي المسؤولة عن الموقف الحالي في المنطقة بتنازلها لحلف الناتو ليقود الحرب بدلا عنها ضد القذافي.

وأبان أن ليبيا من الناحية الاقتصادية لا تعني الكثير لأميركا، ولكن موقعها بين مناطق النفوذ الإنجليزي والفرنسي وموقعها في شمال أفريقيا جعل لها أهمية كبرى لدى واشنطن، منبها إلى أن فرنسا ترى أن مناطق الجنوب الليبي مناطق نفوذ خاصة بها تاريخيا.

ورطة أمنية
واعتبر مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط بواشنطن محمد المنشاوي أن واشنطن في ورطة أمنية حقيقية في ليبيا، فبانهيار القذافي انهارت الدولة تماما، مما لا يسمح بوجود الغرباء خصوصا الأميركيين، واصفا ليبيا اليوم بأنها "قنبلة موقوتة" لجيرانها حيث لا يعلم الغرب كيفية التعامل معها.

وأوضح أن دور مصر تقلص كثيرا خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، ولم تعد من اللاعبين الكبار في القارة، خصوصا بعد تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي عقب الانقلاب.

وحول دور الصين في خلق الاستقرار في القارة، أكد المنشاوي أن وجود تفاهمات مع أميركا أفضل الحلول، وتقسيم مناطق النفوذ سيكون الحل المرضي للطرفين.

وأشار المحلل السياسي سعيد التمسماني إلى أن أفريقيا هي قارة المستقبل، وأميركا تسعى لتعزيز وجودها هناك، وفي الماضي كانت هناك أهمية كبرى للوضع الأمني ومحاربة الإرهاب في المنطقة، ولكن الآن أصبحت هناك فرص اقتصادية جعلت أميركا حريصة على التنافس حولها مع الصين، وفتح السوق الأفريقي أمام الاستثمار الأميركي.

وأبان التمسماني أن امتداد وجود "الإرهاب" من منطقة الساحل وحتى داخل أفريقيا دفع أميركا للبحث عن شركاء للمساعدة في محاربته، منبها إلى أن فرنسا لا تستطيع القيام بأي عمل عسكري في مستعمراتها السابقة دون الدعم الأميركي.

ورأى المحلل السياسي أن واشنطن أصبحت أكثر وعيا بالفرص الاستثمارية التي يمكن أن تقدمها القارة السوداء، وتساءل عن الدور الذي يمكن لواشنطن أن تلعبه في القارة: هل تتدخل تحت إستراتيجية حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد أم تبحث عن إستراتيجيات أخرى؟