من واشنطن

محاولات تقييد حمل السلاح في أميركا

تتناول الحلقة الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول حق المواطنين بحمل السلاح في ظل المذابح المتكررة التي تشهدها المدارس هناك وغيرها من المنشآت على يد مسلحين مدججين بالسلاح والذخيرة.

– انتشار الجريمة في المؤسسات التعليمية الأميركية
– تأثير حمل السلاح على مستقبل العملية التعليمية

– سيكولوجية المواطن الأميركي وثقافة حمل السلاح

– أبعاد معارضة الكونغرس لقانون حظر السلاح

 

‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪لوسيندا روي‬ لوسيندا روي
‪لوسيندا روي‬ لوسيندا روي
‪إريك دايفز‬ إريك دايفز
‪إريك دايفز‬ إريك دايفز
‪خالد صفوري‬ خالد صفوري
‪خالد صفوري‬ خالد صفوري

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلاً بكم جميعاً إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن، بينما كانت الأمم المتحدة تستعد لمواصلة مشاوراتها حول العنف والصراعات والكوارث في عالم ما بعد 2015 الموعد الذي حدد عام 2000 لبلوغ أهداف الألفية للتنمية، جاءت تفجيرات بوسطن لتذكر بأن العنف والصراعات ليس حكراً على دول الجنوب، بل هو ظاهرة لا تعرف حدوداً.

[شريط مسجل]

مجدي مارتينز سليمان/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إن وجه النزاع اليوم، هو استمرار أثر الحرب الأهلية والنزاع الإقليمي في سوريا ومناطق أخرى في المنطقة، لكن الحرب في سوريا ليست الحرب الوحيدة والحرب ليست الشكل الوحيد العنف، فنرى العنف يسيطر على الشارع في مدننا التي ينتشر فيها السلاح والجريمة والتوتر، وذلك يحدث أثراً على أطفالنا وشبابنا ونسائنا، إن الأمن الشخصي أصبح الاهتمام الرئيسي في دول أميركا الوسطى أكثر من التعليم ومن فرص العمل، إن وباءً يتمثل بالعنف يجتاح دولاً ومدناً عديدة في أميركا الوسطى والجنوبية والكاريبي، إن أحداث القتل في المنطقة تضاعفت وأن أغلب الضحايا هم من الشباب تحت سن الثلاثين.

عبد الرحيم فقرا: في هذه الحلقة نركز على الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول حق الأميركيين في حمل السلاح في ظل المذابح المتكررة التي تشهدها المدارس الأميركية وغيرها من المنشآت على يد مسلحين مدججين بالسلاح والذخيرة كما حصل في جامعة فرجينيا تك عام 2007 وفي مدرسة ساندي هوك عم 2012 على سبيل المثال للحصر.

[شريط مسجل]

باراك أوباما/الرئيس الأميركي: هل نعتقد فعلاً أنه لا حق لآلاف العائلات التي تعرضت حياتهم للتدمير جراء استخدام السلاح بالحديث عن هذه القضية، هل نعتقد بأن مشاعر هذه العائلات وخسارتها غير مهمة في هذا النقاش؟ بشكل عام كان هذا يوماً مخجلاً بالنسبة لواشنطن، لكن هذا الجهد لم ينته بعد، سأقول للأميركيين بكل وضوح بإمكاننا جلب تغييرات حقيقية تقلل من استخدام السلاح حتى لا يفقد الأميركيون أملهم بنا..

عبد الرحيم فقرا: من أين يأتي تشبث الأميركيين بامتلاك السلاح؟ وكيف يتعامل الدستور الأميركي مع ذلك؟ ولماذا تحدث تلك المجازر وتتكرر؟ وما طبيعة المعارك والسجالات الدائرة حول تقليص حق امتلاك السلاح في الكونغرس وفي المجتمع الأميركي برمته؟ وما هي تأثيراته على ذلك المجتمع ومستقبله؟ هذه بعض القضايا التي سنطرحها في هذه الحلقة، ولكن قبل ذلك تقرير للزميل ناصر الحسيني.

[تقرير مسجل]

ناصر الحسيني: أساتذة ومعلمون أميركيون لا يشعرون بالأمان داخل الحصص يتخوفون من أي جريمة قتل، والحل الأسلحة النارية وتعلم استخدامها، سيكون اليوم مليئاً بالنسبة لجوني صاحب شركة لتعليم استخدام الأسلحة النارية إلى جانب ابنه لوك، يجهزان المكان في أحراش ولاية تكساس، بعد قليل سيأتي حوالي 50 معلماً وأستاذاً تواقين لتعلم استخدام الأسلحة النارية دفاعاً عن أنفسهم إذا ما هاجم مختل ما مدرستهم يوماً ما، يقول جوني أنه تعلم دروس كل الهجمات السابقة التي استهدفت المدارس والأماكن العامة في أميركا، وأن السبب في ارتفاع أعداد الضحايا أنهم لم يكونوا يملكون سلاحاً يوم الهجوم لردع المهاجمين.

[شريط مسجل]

جوني برايس/ مدرب سلاح: في حالات عدة يعتبر السلاح هو وسيلة لوقف التهديد، في ساندي هوك مثلاً السلاح كان الطريقة الوحيدة لوقف ما حدث، لقد طالب لضحايا القاتل بالتوقف وبكوا واستعطفوه فماذا فعل القاتل؟ استمر في إطلاق النار وحصد الأرواح.

ناصر الحسيني: بضعة دقائق وتبدأ حصته، يشرح جوني كيف يجب على الشخص دائم الاستعداد؟

[شريط مسجل]

جوني برايس/ مدرب سلاح: أنا لا أؤمن سلاحي على أن أكون دائماً على استعداد وإذا تطلب الأمر، هذا ما أحتاجه إطلاق النار وبسرعة. 

ناصر الحسيني: من بين دروس اليوم أيضاً التعود على سماع دوي الرصاص والتصويب بدقة استعداداً ليوم قد تهاجم فيه مدرستهم، الخوف من سيناريو الهجوم على المدرسة يشغل بال الجميع هنا، المعلمات حاضرات أيضا في هذه الدروس.

[شريط مسجل]

مدرسة: إن أحد مهام المدرسين الآن هي حماية الأطفال، وأعتقد أن مجتمعنا أظهر لنا بوضوح أنه يتعين على المدرسين حمل السلاح.

مدرس: الخوف هو الذي يدفع هؤلاء إلى تعلم استخدام السلاح الناري حتى داخل الحصة المدرسية إذا تطلب الأمر.

مدرس آخر: إذا ذهب القاتل إلى مدرسة وهو يعلم أن كل مدرس يحمل السلاح وأن هناك 40 معلماً و200 تلميذ قادرين على حمل السلاح فلن يتمكن من اجتياز بوابة الدخول.

ناصر الحسيني: الآن وقد بدأت ظاهرة إقبال الأطر التعليمية على تعلم فنون وأسرار استخدام الأسلحة النارية ما هي إلا بضعة سنوات حتى تصبح الظاهرة عامة في مدارس أميركا حسب كثيرين، وهو أمر قد يصعب معه أي محاولة لتقنين الأسلحة من طرف السياسيين. ناصر الحسيني، الجزيرة، ليفتون، تكساس.

[نهاية التقرير]

انتشار الجريمة في المؤسسات التعليمية الأميركية

عبد الرحيم فقرا: يسعدني الآن أرحب بالبروفيسور لوسيندا روي، صاحبة كتاب "التزام الصمت ليس خياراً.. ما تعلمناه من مأساة فرجينيا تك"، روي أستاذة سابقة في جامعة فرجينيا تك، حيث كانت قد درست سونغ هوي شو الأميركي من أصول كورية، الذي قتل 32 طالباً ومدرساً في ذلك اليوم، قبل أن يردي نفسه قتيلاً هو أيضا، لوسيندا مرحباً بك، عطفاً على ما شاهدناه في هذا التقرير، هل تمنيتِ في وقت من الأوقات أن تكون لك خبرة والقدرة على استخدام السلاح لحماية الطلبة أو التلاميذ؟

لوسيندا روي: لقد خطرت لي هذه الفكرة منذ عام 2007 فيما إذا كنت سأكون أكثر أمناً لو حملت السلاح، وتوصلت إلى نتيجة بأنني لن أكون أكثر أمناً لأنه كان من الصعوبة علي أن أتوقع متى كان سيستخدم سلاحه في مكتبي، أعتقد أن مسؤولية المدرسين هي أن يتدخلوا قبل وقوع الأزمة، كان يتوجب أن أستمع إليه ما استطعت ثم أن أقوم بإعلام مكتب خدمات المساعدات الاستشارية والنفسية والشرطة أيضا لرؤية ما إذا كان باستطاعتهم تقديم المساعدة، لكنني لو ركزت بدلاً من ذلك على حمل السلاح والتأكد من قدرتي على استعماله في حال توجيه سلاحه إلي، فلن أكون قادرة على الإصغاء إليه بدقة كما فعلت، وقد أعلمت الجهات المختصة بذلك، ولسوء الحظ لم يجد المساعدة التي يحتاجها، وأعتقد أن دور المدرس هو أن يتدخل مبكراً ما أمكنه.

عبد الرحيم فقرا: بالنسبة لهذا الكتاب، العنوان الفرعي للكتاب هو "ماذا تعلمنا من مأساة فرجينيا تك؟" ماذا تعلمتِ أنتِ شخصياً من مأساة فرجينيا تك؟

لوسيندا روي: ما تعلمته هو أننا سنواجه عاصفة قادمة، السلاح متوافر بكثرة في هذا البلاد، هناك 315 مليون قطعة سلاح وهناك الكثير من الطلاب الذين يعانون من أمراض عقلية واكتئاب وآخرين من العدميين الذين يريدون التدمير لأجل التدمير، الحوار بين الأجيال ضئيل، والكثير من الطلاب لا يتحدثون لمن هم أكبر منهم، علينا الاهتمام بهذه الظاهرة، هناك مدن فقط مكونة من الشباب كجامعة فرجينيا تك وفيها 30 ألف طالب وطالبة، ولا يلاحظ فيها أحد وجود أشخاص سونغ هو تشو، كان تشو يضع نظاراته السوداء داخل غرفة الصف ويعتمر قبعة ويتحدث بهمس، لاحظت ذلك ولاحظه آخرون لأن صفوفنا صغيرة ولكن بصفة عامة فإن ذلك لا يحدث في جامعات كبيرة، علينا أن نعطي كبار السن مزيداً من الأدوار وإلا لن نستطيع أن نؤثر في هذا الأمر.

عبد الرحيم فقرا: في حالة تشو وأنتِ تعرفت عليه وعرفتِه عن كثب، هل كان الخلل في تشو نفسه؟ هل كان الخلل في الراشدين في البالغين كما تقولين؟ هل كان الخلل في الإجراءات التي كانت متبعة أو غير متبعة في فرجينيا تك وفي أخواتها من المؤسسات التعليمية؟

لوسيندا روي: هذا سؤال جيد فالمشكلة كانت متعددة الجوانب، فمنذ بلوغه 3 أعوام لم يكن يتحدث كثيراً بل بالكاد كان يتحدث مع الناس، كان يعاني من حالة تحول دون إقباله على الحديث كان يعيش في صمت، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت خدمات الاستشارات والمساعدات النفسية الناجعة، لذا كان من الصعب لفت النظر إلى طالب يعاني من هذه الحالة والحصول على المساعدة، الأمر الآخر صعوبة توقع أعمال العنف ويقول خبراء الأمن أنه موضوع صعب، عندما يرى المدرسون والمستشارون بأنه هناك مشكلة حقيقية علينا أن نتدخل بطريقة أفضل من ذي قبل، في الولايات المتحدة اليوم من السهل على أي شاب أن يحصل على سلاح هجومي، وهو أكثر سهولة من أن يتلقى العلاج النفسي في أغلب الأحوال، أنها مشكلة حقيقية لأن من هم بحاجة إلى علاج نفسي لا يجدون المساعدة.

عبد الرحيم فقرا: ما حجم النقاش وما حجم الإجماع بين المدرسين ومسؤولي الجامعات والمؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة بشأن ما يجب اتخاذه من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه المذابح في المدارس الأميركية والجامعات؟

لوسيندا روي: إن أغلب المدرسين في الولايات المتحدة يترددون في حمل السلاح ولا يرون أنها طريقة سليمة ويعتقدون أننا بحاجة إلى مزيد من الخدمات الاجتماعية والنفسية والتحقق من تاريخ وسوابق الناس، حتى لا يتمكن أولئك الذين يعانون من مشاكل عقلية أو نفسية من الحصول على السلاح، إن أغلب المدرسين يتفقون مع هذا التوجه والبعض منهم يقول أنهم بحاجة إلى حمل السلاح، أولئك الذين يعيشون في مناطق ريفية بعيدة جداً عن المدن أو البلدات هم بعيدون عن مركز الشرطة، وقد تحتاج الشرطة إلى 30 أو 40 دقيقة كي تصل إليهم عند الضرورة لذا فهم يطالبون بتلقي تدريبات أمنية، وهذا أمر مقبول لكن ما أريد التأكيد عليه هو أن على الناس أن يتذكروا أنه ليس من السهل الرد على استخدام السلاح في غرفة مكتظة بالطلاب، قد تكون نيتك هي قتل المهاجم لكنك قد تقتل الأبرياء عن طريق الخطأ علينا أن نتذكر أن غرفة صف مليئة بالطلاب ليست بالضرورة المكان الأمن لحمل السلاح رغم أن حمل السلاح هو لحمايتهم قد تقع حوادث مأساوية وعلينا أن نتوقع حدوثها.

عبد الرحيم فقرا: كيف تقارنين بين هذه الفواجع وفاجعة المؤسسة التعليمية في الولايات المتحدة في هذا السياق بالمدارس وبما هو سائد بالمدارس بمناطق أخرى من العالم كأوربا مثلا مجتمعات متطورة أقصد؟

لوسيندا روي: لدينا أسوء إحصائيات حوادث إطلاق الرصاص في المدارس في العالم بالطبع هناك هجمات في بلدان أخرى في دبلن في اسكتلندا وحوادث أخرى في فرنسا وغيرها، لكن الولايات المتحدة هي الأكثر عنفا في مدارسها حيث يقوم واحد أو اثنان بإطلاق رصاص على مدرسة بكاملها وهذا ليس أمرا مفاجئا، إن الحصول على السلاح أمر سهل هنا ولكنني بالوقت نفسه أعتقد انه يشكل مشكلة عالمية تخص العنف والشباب، فكيف يمكن أن نحد من تلك الموجة؟ لا أعتقد أن هناك بلاد في العالم يطرح تساؤلات متشابهة حول ما يتوجب علينا أن نفعله لتربية الشباب على أن لا يتوجهوا إلى العنف وأن لا يكون العنف هو حوارهم الوحيد يجب أن نتحاور مع أولئك الذين لديهم الاستعداد المسبق لإلحاق الضرر بالآخرين.

تأثير حمل السلاح على مستقبل العملية التعليمية

عبد الرحيم فقرا: ما هو في الحالة الأميركية بتصورك التأثير الذي يمكن لمسألة حمل السلاح وما يرتكب من مذابح في المدارس الأميركية أن يكون لهذه الظاهرة على مستقبل المؤسسة التعليمية في الولايات المتحدة وبشكل أعم على المجتمع الأميركي برمته؟

لوسيندا روي: أعتقد أن حق حمل السلاح قد خرج عن نطاقه إنني أتفهم أسباب أن يكون للبعض القدرة على الدفاع عن أنفسهم في بيوتهم، ولكن حق حمل السلاح قد تحول إلى حق امتلاك مخزن للأسلحة، حق الحصول على السلاح حتى لو لم يتمتع الفرد بقوى عقلية كاملة، هناك حق الحصول على السلاح حتى لو كنت طفلا في السادسة أو السابعة أو الثامنة ويترك البعض أسلحتهم في متناول الأطفال وقد وقعت أحداث مؤسفة بين أطفال في هذا السن، علينا أن نكون أكثر حساسية في هذا الموضوع وأن نتبع ما تمليه الفطرة السليمة ومن الطبيعي أن يكون هناك من هم ليسوا على قدر كاف من المسؤولية كي يحملوا السلاح، ما فعلناه هو إننا وبفجاجة أتحنا حمل السلاح لأمثال سونغ لي شو أشخاص يستطيعون إشاعة الخراب والفوضى، علينا مراجعة ذلك وأن ننزع منهم حق اقتناء وحمل السلاح وأن نعمل على ضمان أن لا يلحقوا الضرر بنا يجب أن ندرس بعناية ما الذي يعنيه حق حمل السلاح ومن له هذا الحق لقد منحنا سونغ لي تشو وأمثاله حق الدخول إلى مدرسة أو جامعة والبدء بإطلاق النار لقد أعطيناهم الحق بأن لا يخطرون بأنهم يعانون من أمراض عقلية أعطيناهم الحق بأن لا يتحدثوا عما ينوون القيام به وما يخططون له، يجب أن نعيد التفكير ونراجع هذا الأمر بعناية وأن نتأكد من إننا نبحث هذا الأمر بكل جدية.

عبد الرحيم فقرا: نهاية لوسيندا وبإيجاز هل المشكلة هنا تكمن في الهيكل التعليمي في للولايات المتحدة أم أنها مشكلة مجتمعية هي جذورها في النظام الأسري، جذورها في النظام الاجتماعي في النظام الاقتصادي السائر في هذا البلد؟

لوسيندا روي: يسرني انك أتيت على موضوع العائلة والنظام الاجتماعي لأنهما أمران جوهريان للموضوع برمته، فالأمر يتعلق بثقافتنا بكيف نربي أطفالنا؟ كيف نمجد العنف؟ ونحن نقوم بذلك دوما خذ على سبيل المثال البرامج التلفزيونية والأفلام كأننا نعد الأطفال كي يتوقعوا أن القتل هو القاعدة العادية إن علينا جميعا في هذا العالم أن نحذر من ذلك لقد عشت في إفريقيا الغربية وبريطانيا وقد شهدت أعمال عنف هناك وقد شهدت الأثر السيئ لهذا كله خاصة على الشباب.

عبد الرحيم فقرا: لوسيندا روي صاحبة كتاب "التزام الصمت ليس خيارا.. ما تعلمناه من مأساة فرجينيا تك" استراحة قصيرة الآن ثم نعود.

[فاصل إعلاني]

عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم جميعا في الجزء الثاني في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن أرحب بضيفي في هذا الجزء البروفسور إريك دايفز من جامعة رتغرز في نيوجيرسي والمحلل خالد صفوري الذي نسعد بمساهماته معنا في العديد من القضايا ومن بينها قضية اللوبيات بما فيها اللوبي القومي لحملة السلاح ذو النفوذ السياسي الكبير، مرحبا بكما أبدأ بك إريك هناك بطبيعة الحال قطاعات معينة من الشعب الأميركي متشبثة تشبثا قويا بمسألة امتلاك السلاح، لماذا؟

إريك دايفز: هذا جاي من تراثنا من وقت ثورة 1776 وطبعا في الدستور الأميركي يوجد تعديل وتعديل ثاني وهذا يعطي للمواطن حق  يعني حمل مسدس أو بندقية ولكن هذا أيضا متعلق بفكرة فردية أو سيادة الحرية الشخصية يعني  individual liberty هذا شيء مهم في تراثنا، وأيضا يوجد تغيير ديمغرافي حاليا في أميركا وكثير من البيض كأنا يعني يتفكر في عصر ذهبي، الوقت في القرن 19 كل شخص كل فرد عنده حرية مطلقة يعني  إطلاقا ولهذا السبب يعني هذا رمز، رمز عمل تدهورا في رأيي لهؤلاء الأشخاص خصوصا الرجال إن الحرية الشخصية يعني في تدهور مستمر في هذا المجتمع.

سيكولوجية المواطن الأميركي وثقافة حمل السلاح

عبد الرحيم فقرا: إنما هذه المعادلة معادلة بين ممارسة الحرية الشخصية في امتلاك السلاح في ظل هذه المذابح المتكررة التي تقع ونشهدها في مختلف المواقع بما فيها المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة، كيف يتشبث هذا النوع من الأميركي بهذه الحرية في ظل هذه المذابح؟

إريك دايفز: وطبعا توجد هذه يعني تعثر لحملة إصلاح يعني في الأرياف وأيضا في تعثر طبعا لصناعة الأسلحة، في تعثر كثير للذين يمولوا هذه الحركة في الكونغرس بمعاكسة يعني أي محاولة فيها يطبق الضبط أو التحكم بالأسلحة يعني في رأيي بالمنطقة نحن نريد كمواطنين بأن هؤلاء المجرمين والأشخاص اللي عندهم يعني أمراض سيكولوجية ما يعني عندهم الحق أو عندهم إمكانية بأن يحصلوا على الأسلحة.. لقد شفنا في هذه المدرسة في كناتيكيت وفي الأستوديو والسينما إلى آخره نتائج هذه المشكلة.

عبد الرحيم فقرا: خالد طبعا هناك مجتمعات أخرى غير المجتمع الأميركي يتمسك فيها الناس بالسلاح بعض المجتمعات العربية كاليمن مثلا إنما لم ولا نرى نفس الوتيرة للجرائم التي ترتكب بالسلاح في بعض هذه الدول شبيهة بما نرى هنا في الولايات المتحدة، لماذا بتصورك؟

خالد صفوري: أعتقد أنه حمل السلاح موجود ومتعمق في المجتمع الأميركي وبالتالي إذا أراد شخص وأصابته حالة من الغضب وحالة من اليأس وأراد أن يقوم بأي حادث من السهل جدا أن يقوم ويذهب لشراء السلاح في معظم دول العالم الحصول على السلاح  ليس بالأمر الهين، في الولايات المتحدة معظم الولايات أنت تحتاج إلى ما يسمى Back Ground Check أو تعبي ورقة من أجل الحصول على مسدس لكن من أجل الحصول على بندقية هجومية تستطيع أن تدفع 500 دولار ألف دولار وتخرج من المحل فيها فمعناه إذا الواحد لديه حالة غضب أو يأس أو طرد من عمله وهو يريد أن ينتقم فإنه سيستطيع يتوجه إلى أي محل سلاح في ولاية مثل فيرجينيا من أسهل الولايات في الولايات  المتحدة الحصول على السلاح فيها ويشتري 3 بنادق هجومية بألفين دولار ويشتري 10 آلاف طلقة ويخرج ليس هنالك حدود لكمية السلاح التي سيقتنيها.

عبد الرحيم فقرا: طيب إنما أعود إلى سؤالي يعني في ظل هذه المذابح يخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما على الشعب الأميركي في حالة غضب ويقول يجب التعامل مع هذه المسألة في الكونغرس يجب التشريع لتقنين امتلاك السلاح ومع ذلك مسألة التقنين تواجه تحديات وتواجه عقبات في الكونغرس لماذا؟

خالد صفوري: لأنه من الشيء الغير معروف في بلدان الشرق الأوسط أنه أحد أقوى اللوبيات في الكونغرس الأميركي ليست فقط أيباك هي قوية هنالك الـ NRA اللي هي لوبي حملة السلاح في الولايات المتحدة حوالي 10 ملايين عضو لكن لديه نفوذ كبير جدا ونفوذه ليس بالعدد فقط نفوذه بأنه أعضاء الـ NRA نشيطين جدا وبالتالي هنالك تجارب سابقة عندما قام الكونغرس بإصدار تشريعات اعترضت عليها إل NRA إل NRA انتقمت من هؤلاء أعضاء الكونغرس ونجحت في إسقاطه وبالتالي أعضاء الكونغرس يخشون ذلك هنالك أربع أعضاء في مجلس  الشيوخ الأميركي من الديمقراطيين الذين صوتوا الآن لصالح إل NRA أنهم يأتون من الولايات المحافظة وهنالك نفوذ كبير للـ NRA في هذه الولايات وبالتالي..

عبد الرحيم فقرا: طب عفوا من أين لهذا اللوبي تحديدا يعني ما هو مصدر قوة هذا اللوبي يعني سمعنا إريك يتحدث عن شركات السلاح لكن بالنسبة للمواطن الأميركي يعني تشبث هذا المواطن بحمل السلاح ألا يسهل المأمورية على هذا اللوبي في الكونغرس؟

خالد صفوري: طبعا ولكن علينا أن نعود إلى مشكلة ما ذكرها الدكتور وهي مشكلة متأصلة في عقلية بعض الناس في الولايات المتحدة وخصوصا في الجنوب، الحرب الأهلية لم تنته حتى الآن لبعض الجنوبيين ويعتقدون أن الحكومة الفدرالية والتي شنت حربا على الولايات الجنوبية من اجل إجبارها على التخلي عن العبودية يعتبرون إن هذه الحرب لا زالت موجودة ويعتبرون أن الدستور الأميركي الذي ضمن حقك في تكوين مليشيا يتعارض مع محاولة الدولة أن تمنعك من الحصول على السلاح، ولهذا هذه القوة في الجنوب تجد أن الولايات الجنوبية هي أكثر الولايات التي تقاوم أي تغيير في قوانين حمل السلاح وهي الولايات التي معنية برفضها وعدم حبها للحكومة الفدراليةنأأ تعتبر أنّه في تناقض بين الحرية الشخصية والقوة الشخصية للفرد في مواجهته إذا رفض الحكومة وبالتالي هنالك اعتراض على أو تقوى ويقوى الحكومة الفدرالية فأنت إذا حاولت أن تأخذ حريتك تقاومها بالسلاح، ولهذا يتم مقاومة موضوع حمل السلاح وتجد أعضاء في الكونغرس الأميركي يتكلمون حول هذا الكلام  أنّ هذا حق تكوين مليشيا ، حق أن  تملك السلاح ويعني ليس هنالك منطق حقيقي في أنت تذهب إلى بعض معارض السلاح أنا ادعوك أن تحضر كاميرا الجزيرة هنالك أكبر معارض يحصل في ولاية فرجينيا وهنالك أسلحة مضادة للطائرات تباع وتشترى وفقط لأنها غير أوتوماتيكية وتحويلها إلى سلاح أوتوماتيكي يعني مهندس يستطيع أن يقوم فيه بخمس دقائق.

عبد الرحيم فقرا : إريك هل انفتاح هذا المجتمع كما يقول الأميركيون والحرية التي تحدثت عنها أنت في بداية البرنامج هل أصبحت هذه المسائل تشكل خطر على المجتمع الأميركي بدل أن تخدمه؟

إريك دايفز: فعلاً لأنه في يوجد في التراث الأميركي يعني عقلية المؤامرات دائماً يعني يوجد جزء من  المواطنين يتفكروا ويعتقدوا أن الحكومة الفدرالية دائماً يحب أن يطبق الحماية أو السيادة على الشعب يعني يسحبوا منهم الحريات، فهذا حملة البندقية المسدس في ذهنهم يعني رمز عن الحرية وأيضاً رمز الكفاح ضد هذا التيار يعني مثلاً يسموا أوباما اشتراكي Socialist أو مسلم، هذا يدل على عقليتهم أنه في تغيير ديمغرافي وأيضاً يعني انسحاب يعني  الحريات الشخصية وفي رأيهم طبعاً هذا يعاكس الدستور.

عبد الرحيم فقرا: طيب، طيب ما حجم التحدي إذن الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة في ظل كل ما يقال عن أنشطة ما يسمّى بالميليشيات المسلحة الآن في الولايات المتحدة سواء الميليشيات المحسوبة على اليمين أو على اليسار؟

إريك دايفز: هذه مسؤولية الحكومة الفدرالية الحكومة المركزية أن يأتي للمواطنين بالأمن، لكن كما قال الأستاذ خالد في كثير من الدول في الجنوب وفي West Middle يعني غرب المتوسط هذه الولايات يعني معظمهم يعني ريفية ما فيها الكثير من المدن وكل شيوخ مثلا في ألاسكا يعني الديمقراطي مارك باغتش خائفين من الانتخابات المستقبلية بأنهم يفقدوا مناصبهم إذا هم يؤيدوا هذا التغيير في القوانين بالنسبة لحملة الإصلاح.

عبد الرحيم فقرا: خالد، خالد إذن هل يمكن القول أنّ هناك عملية سياسية تحكم الحياة في الولايات المتحدة لكن بموازاة ذلك هناك من لا يزال يرفض تلك العملية كما تمارس من قبل الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة؟

خالد صفوري: لا شك في ذلك وعندما تتحدث أنت مع المحافظين أو مع اليمين يذكرك بأنّ الحكومة الفدرالية حاولت وقامت بقمع الشعب الأميركي ويذكرك بحادثة ويكو تكساس التي أدت إلى مقتل ما يزيد من 100 شخص عندما هاجمت الحكومة الفدرالية مقر ديفدينس، وهنالك حجزت روبي ريدج عندما قامت FBI بقتل شخص وأطفاله معه هنالك عدة حوادث يذكرك في اليمين الأميركي بأنّ الحكومة عندما تسنح لها الفرصة تحاول أن تنزع هذه الحرية، وعندما نتذكر حادثة أوكلاهوما التفجير الكبير الذي أدّى إلى مقتل عدد كبير من حوالي 200 شخص كان رد على إدارة كلينتون في ذلك الوقت، كل ما ينتخب في العهد الحديث آخر ثلاثين سنة ديمقراطي تبدأ الشكوك تزداد في أن الحكومة تحاول أن تأخذ حريتك من خلال محاولة تحديد حرية حمل السلاح ولهذا هي معركة حياة أو موت بالنسبة إلى العديد من الجنوبيين والعديد من اليمين الذي يعتقد أن موضوع حمل السلاح هو جزء من الحرية الشخصية التي تحاول أن تنتزعه منك  الحكومة الفدرالية، وهم يعتقدون أنّ الحكومة الفدرالية هي شيء شيطاني وبالتالي لا تثق فيه ويعطوك العديد من الإثباتات وهنالك قوانين في أميركا بدأت تتغير حتى موضوع زواج المثليين حتى موضوع الإجهاض كله يرتبط بالحكومة الفدرالية بنشر الفكر الإلحادي أو الفكر الاشتراكي أو الفكر المعادي للحرية الشخصية فهم يعتقدون أنه سيأتي يوم يقاتلوا فيه الحكومة الفدرالية إذا اضطروا من خلال هذه الأسلحة التي يملكونها..

عبد الرحيم فقرا: تفضل.

خالد صفوري: علينا كذلك أن نعرف أنه في أميركا هنالك الآن 309 مليون مواطن أميركي هنالك أكثر من 300 مليون قطعة سلاح وبالتالي موضوع التحديد من حمل السلاح موضوع متأخر أنت مثلما تقول  أنه أنا أريد تحديد حمل السلاح الآن لكن هنالك مئات الملايين من القطع السلاح يتم بيعها وتبادلها حتى بدون أي أوراق ثبوتية في المهرجانات وحتى على الإنترنت، وبالتالي موضوع تحديد السلاح مشكلة كبيرة والقوانين التي عرضها أو دعمها الرئيس أوباما هي حقيقةً شكلية ولن توقف من الحوادث التي تحصل بشكل مستمر.

عبد الرحيم فقرا: يعني عطفا على موضوع الكونغرس، كانت هناك عضو في الكونغرس في حادثة إطلاق نار في إحدى الولايات..

خالد صفوري: في أريزونا.

عبد الرحيم فقرا: أصيبت في أريزونا عضو في الكونغرس مع ذلك مسألة التعامل مع التشريع المتعلق بالسلاح يواجه مشاكل في الكونغرس حتى بالنظر إلى ما قلته عن الحلول الترقيعية للرئيس باراك أوباما كما وصفته، ما الذي يمكن لباراك أوباما أن يقوم به لحشد الدعم الشعبي لأي تشريع يريد أن يمرره في الكونغرس في هذا الصدد؟

خالد صفوري: حسب استطلاعات الرأي 90% من الشعب الأميركي يؤيدون ما يسمّى Back Ground Check أو التشييك.. 

عبد الرحيم فقرا: التحقق يعني.

خالد صفوري: التحقق لكن من ضمن النظام الحالي هنالك ما يسمّى Back Ground Check وفي سنة مثلاً 2009 تم تقديم 4.8 مليون طلب Back Ground Check ورفض تسعمائة ألف شخص وبالتالي النظام موجود والنظام يعمل وبالتالي القانون الذي حاول أن يمرره أوباما هو cosmetic أو شكلي ليس حقيقةً يمس في صلب الموضوع الذي يتكلم عن البيع على الإنترنت والتبادل في الشارع، فإذا كان هنالك شخص غاضب يريد أن ينتقم يستطيع حتى لو وضعت هذه القوانين أن يحصل على السلاح لأنه متوفر في الإنترنت متوفرة في wall mart متوفر على صفحات الصحف فإذا أنت لم تستطيع أن تمرر مشروع كبير فالمشاريع الشكلية لن تؤثر حقيقة في رأيي ليس هنالك بيد أوباما الكثير ما يستطيع أن يعمله هنالك لوبيات في الولايات المتحدة هي أقوى من أي رئيس أميركي يأتي ولا تستطيع أن تحاربه أو يحاربه الرئيس.

أبعاد معارضة الكونغرس لقانون حظر السلاح

عبد الرحيم فقرا: عطفا عليه، يعني إريك كما سبقت الإشارة في هذا البرنامج هناك عمليات قتل تقع بالسلاح في تقريباً كل أنحاء العالم إنما هناك من سينظر إلى الولايات المتحدة من خارج الولايات المتحدة ويقول هذه البلاد تقول إنّ لديها دستور يقنن الحياة السياسية لها عملية ديمقراطية يعيش بموجبها الناس ومع ذلك هناك أغلبية تريد أن تغير قوانين حمل السلاح وهي عاجزة لأنّ هناك معارضة في الكونغرس..

إريك دايفز: لكن نظام الكونغرس، النظام السياسي والقوة في هذه البلد السلطة ما عم تمشي مع الرأي العام بالنسبة لحملة الأسلحة، الأمر الثاني يقول إذا نحن نمنع المواطنون حمل الأسلحة فقط المجرمين أن راح يحملوها، لكن هذا غلط، ما في كونغرس يعني قانون يمنع ويعاكس تعديل ثاني للدستور الأميركي فقط السجن ويعني تحديد مخازن الرصاص..

عبد الرحيم فقرا: الرصاص، الذخيرة..

إريك دايفز: يعني Magazine  والبندقيات العسكرية، أنا كمواطن ليس عضو جيش نحن مش أعضاء يعني جيوش يعني ما في ضرورة..

عبد الرحيم فقرا : أنا يعني مثلا عفواً الشاب الذي ارتكب المذبحة في مدرسة نيوتاون يعني حجم الذخيرة قيل أن حجم الذخيرة التي كانت متوفرة يمكن أن يغزو بها بلد..

إريك دايفز: آه طبعاً.

عبد الرحيم فقرا : كيف بالنسبة لأنصار حمل السلاح في الولايات المتحدة كيف يمكن أن يدافعوا عن الحق الشخصي للفرد الأميركي بأن يمتلك السلاح وفي نفس الوقت منع شخص من أن يكون مدجج بالسلاح بهذا الشكل الذي شهدناه؟

إريك دايفز: لكن هذا يرجع يعني تعليقات دكتور لوسيندا في كثير من المرات في كثير من الشباب يعني ما يعتقدوا أن عندهم أمل في المستقبل ما عندهم يعني نظام العائلة اللي همّ يطمئنوا فيها وكثير منهم يعني يفتكروا أنّ  نلاقي  نفس الشيء مثلاً في الشرق الأوسط مثلاً الجيش المهدي في العراق إذا تعطي لهذا الشاب يعني بندقية ومسدس يعني في نوع من التقوية السيكولوجية، الآن عندي القوة، الآن عندي يعني إمكانية يعني أواجه الأشياء اللي أنا مش مبسوط فيها مش فرحان فيها ويعني في بعد سيكولوجي إنما مهمة جداً يعمل هذه المسألة معتقداً أكثر من فقط القوانين..

عبد الرحيم فقرا: مفهوم، مفهوم إنما الفرق قد يجادل بين الولايات المتحدة والعراق وأنّ في الولايات المتحدة نظام ديمقراطي واضح المعالم برغم أنّ فيه كثير من جوانب الخلل جوانب النظام السياسي في العراق غير واضحة وبالتالي لماذا يفشل رئيس كباراك أوباما رئيس الدولة في تمرير تشريعات في الكونغرس يسانده فيها معظم الشعب الأميركي؟

إريك دايفز: هو المقارنة بين العراق وأميركا أنا اعتقد أن العنف في العراق سياسي وليس إجراميا على العموم وأيضا في أميركا عندنا نظام اللامركزية القوة ليست في واشنطن معظم القوة في الولايات..

عبد الرحيم فقرا: في الولايات..

إريك دايفز: وكثير منهم عندهم شيوخ يعني أعضاء مجلس الشيوخ أو النواب اللي همّ يؤيدون لكن خائفين كما قلت أن همّ يفقدوا وأيضاً في التيار التابع الحزب الجمهوري يركز  على هذا الكفاح ضد أوباما وضد هذه القوانين الجديدة اللي يفتكر أنّ هذا أيضاً يؤيد الحزب الديمقراطي في الانتخابات المستقبلية..

عبد الرحيم فقرا: خالد.

خالد صفوري: المشكلة مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة أنا أعتقد أنّ ليس باستطاعة رئيس خصوصاً ديمقراطي أن يواجه هذه المشكلة، الشعب الأميركي صحيح أنه يؤيد هذه التغييرات لكن نحن لو نظرنا عن قرب على ضحايا العنف السلاح في الولايات المتحدة حول عشرة آلاف شخص يقتل سنوياً في أميركا بالسلاح لكن حقيقة ثمانين أو خمسة وثمانين بالمئة من الذين يقتلوا هم من السود ومعظمها جرائم سود ضد سود وهذا ليس حافز للأبيض الأميركي الذي هو يسيطر على النظام السياسي في الولايات المتحدة بشقيه الديمقراطي والجمهوري أن يمارس ضغطا فعليا عندما تحصل جريمة قتل في الأحياء البيضاء في واشنطن        في North west Washington وهي غالبية بيض تتحدث محطات التلفزيون عنها لمدة أسبوع لكن  يومياً هنالك حوادث قتل السود في west  South وWashington North west ولا نسمع عنها نهائياً.

عبد الرحيم فقرا: عنف الأسود ضد الأسود.

خالد صفوري: العنف الأسود ضد الأسود وإذا استمرت المشكلة بهذه الطريقة أعتقد أن اهتمام الحافز الأميركي في تغيير هذه القوانين غير موجود باعتبار أنه أغلب ضحايا عنف الأسلحة في الولايات المتحدة وضحاياهم ليسوا من البيض ولهذا سياسيا ليس هناك ثمنا باهظا، صحيح أنه 90% من الشعب الأميركي يريد هذا التغيير لكنه لم يصّوت عليها لكن في النهاية إذا كان إل Congressman كان ضد يعني صوت ضد تحديد حمل الأسلحة فإن المواطنين في مقاطعته لم يصوتوا ضده في حملته الانتخابية، ليس الموضوع الأول والرئيسي بالنسبة للمواطن الأميركي.

إريك دايفز: في واشنطن كان آخرون يعني كانوا شديدين ضد حملة الأسلحة يعني أخذوا هذا القانون للمحكمة العليا وهم قالوا أن هذا القانون ضد الدستور، الصحيح أن المشكلة لا توجد فقط في الكونغرس توجد أيضا في المحاكم الذين هم يؤيدون على العموم هذا الجناح الذي لا يريد أن يطبق تعاقد الأسلحة.

عبد الرحيم فقرا: إريك مسألة السلاح مشاكل العنف في الولايات المتحدة لها بعد في الآمن القومي الأميركي عندما تنظر إلى مشاكل السلاح في المكسيك وتسرب السلاح من المكسيك إلى الولايات المتحدة ومن الولايات المتحدة إلى المكسيك يعني هنا يفترض المرء أن الولايات المتحدة وأن الأميركيين سيأخذون هذا التهديد على أنه تهديد للأمن القومي الأميركي بما يساعد على تغيير وتمرير تشريعات في الكونغرس مع ذلك لم يحصل.

إريك دايفز: لا بد أن نرجع للأسباب بالنسبة لتهديد الآمن القومي استخدام الحاضر هذه ترجع للمشاكل في المدارس والفقر والبطالة وعدم الشغل لكثير من الناس، ومع هذا تدهور من الناحية السيكولوجية الذي لا يملك عمل يحب أن يكون لديه مسدس أو بندقية يعني وهذا يعطيه القوة وأيضا في نفس الوقت يعني يشترون هذه البندقيات لأنهم يشتركون في الجرائم لكي يجبون فلوس أو يعني..

عبد الرحيم فقرا: خالد إلى أي مدى تشعر أنت مسألة حمل السلاح في الولايات المتحدة قد تحولت إلى هم للأمن القومي بالنظر إلى ما يحصل كما سبقت الإشارة على الحدود مع المكسيك مثلا؟

خالد صفوري: أنا لا أعتقد أن هنالك هم في موضوع السلاح بالنسبة لقطاعات كبيرة من الشعب الأميركي، الإعلام يتكلم عنها لكن دائما تهمة اليمين أن الإعلام هو يساري ويتبنى أمورا يسارية وبالتالي إذا أنت ذهبت إلى الولايات الجنوبية وبعض الولايات الوسطى خصوصا المحاذية للساحل الغربي هي كلها ولايات حملة سلاح وولايات أعضاء كونغرس منها محافظين 35 محافظ من أصل 50 من الجمهوريين مجلس النواب غالبيته جمهوريين، مجلس الشيوخ لا تستطيع أن تمرر مشروع قرار بدون 60 صوت تجد أغلبية ساحقة وبالتالي ليس لديك بيد الرئيس الأميركي ولا النظام السياسي المعارض لحملة السلاح الأداة من أجل تغيير هذه القوانين، معظم الأنظمة السياسية الموجودة في أميركا هي أنظمة يعني بيد قوة من تدعم حمل السلاح، وأن هنالك حل الحل أعتقد أن الولايات بعض الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيين تقوم بتحديد قوانين وتقنين حمل السلاح، ولاية ميريلاند المحايدة لفرجينيا  قوانين حمل السلاح فيها صعبة وصارمة وفي فرجينيا سهلة لكن المشكلة هنا الحدود مفتوحة نحن نذكر قبل سنوات Mayor نيويورك عمدة نيويورك قام بمؤتمر صحفي اتهم ولاية فرجينيا وقال أنه سيرفع دعوى على ولاية فرجينيا بأنه العصابات في نيويورك تأتي إلى فرجينيا وتشتري الأسلحة من فرجينيا، هناك محل أسلحة لكل ألف شخص في ولاية  فرجينيا، فأنت تحدد هذه القوانين في واشنطن DC في العاصمة أو في ميريلاند المحاذية لفرجينيا لكن المجرمين يأتون إلى ولاية فرجينيا ويشترون أسلحة من أجل أن يتجنبوا هذه القوانين، لكن الولايات البعيدة مثل الشمال الشرقي على سبيل المثال في معظمه لديه قوانين صارمة في حمل الأسلحة وهي بعيدة عن مشاكل حمل الأسلحة الموجودة في الولايات الجنوبية.

عبد الرحيم فقرا: شكرا لك خالد صفوري وشكرا لك إريك دايفز، الآن قبل أن أعود إلى مشاورات الأمم المتحدة حول العنف والصراعات والكوارث، شكرا لكما وإلى اللقاء، في ندوة نظمتها الحكومة الفنلندية في العاصمة هيلسنكي ضمن مشاورات الأمم المتحدة حول العنف والصراعات والكوارث وسبل التعامل معها في عالم ما بعد 2015 موعد بلوغ أهداف الألفية للتنمية، جرت مناقشة العديد من المحاور ذات الصلة نعرض جزءا من تلك الندوة يبدأ بحديث لوزيرة التعاون الدولي  في حكومة السويد.

[شريط مسجل]

صوفيا ستراند/ وزير الدولة للتخطيط والتعاون الدولي في السويد: يجب أن نجعل العنف الخيار الأقل تفضيلا ومن الضروري أن نتوصل إلى مؤسسات سياسية شفافة وخاضعة للمسألة وأكثر شمولا، تشكل مؤسسات سياسية قوية ومفتوحة خط دفاع ضد الصراعات والعودة إلى العنف، عند وجود مؤسسات من هذا القبيل تزداد إمكانية حل الصراعات بشكل سلمي ويصبح بإمكان كل مجموعة أن تسمع صوتها دون اللجوء إلى العنف، الانتخابات الديمقراطية والحوار المنفتح يضمن احترام حقوق الشعوب ومصالحها من قبل الحكومات وبمعزل عن الانتخابات على العمل الحكومي أن يتمتع بالشفافية دون أن يخضع للمسألة على الدوام، على المعلومات أن تكون متاحة حتى يتمكن الناس من اتخاذ قرارات صائبة وأن يتمكنوا من محاسبة المسؤولين ولكن دون حكم القانون من غير الممكن أن تنجح هذه السبل، وجود إطار قانوني يحمي حقوق الشعوب ووجود مؤسسات قانونية متاحة للجميع يسمح للأفراد بالنمو وتحقيق إمكاناتهم التنموية.

عبد الرحيم فقرا: أحمد، أحمد أنت مصري ولديك اهتمامات متعددة كناشط أحد تلك الاهتمامات مكافحة العنف الجنسي ضد النساء، لماذا اخترت أن تنشط على هذه الجبهة أنت كرجل؟

أحمد عوض الله/ ناشط مصري: العنف الجنسي مشكلة معقدة لها تبعات كثيرة كناشط في حركة التغيير في مصر حركة تطالب في الكرامة وحقوق الإنسان أؤمن بأن للعنف الجنسي أثار كبيرة ندفع الثمن غاليا هذا لا ينطبق فقط على النساء اللواتي يتعرضن له لكن يؤثر أيضا على المشاركة السياسية، حين تتعرض المتظاهرات خلال الاحتجاجات لهجمات من هذا القبيل فذلك يعني الكثير بالنسبة لنا نحن المنخرطين في الحركة المؤيدة للديمقراطية في مصر وذلك لأن المشاركة النسائية مهمة جدا لإحداث التغيير.

عبد الرحيم فقرا: دعني أتابع كلامك بسؤال آخر ما هو تأثير العنف الجنسي ضد النساء على الديمقراطية في مصر بصرف النظر عما يتوفر منها حتى الآن؟

أحمد عوض الله: عندما تشعر النساء بأنهن غير آمنات في الأماكن العامة  يؤدي  ذلك إلى استثنائهن من العملية السياسية يصبحن غائبات هذا يعني الكثير يعني أننا سنفقد النساء كمحركات للتغيير وبالتالي أشعر بأننا فقدنا الكثير، يجب أن نضمن آمن وسلامة النساء يجب أن نطور مؤشرات للحصول على الأمن ورجال الأمن وبالطبع عندما يأتي الأمر لمسألة المساواة يجب أن نتخذ إجراءات محددة لأن النساء هن اللواتي يتعرضن للعنف ليس فقط في الأماكن العامة بل أيضا في الأماكن الخاصة يجب أن نكون حذرين وأن نطور مؤشرات لقياس ذلك.

عبد الرحيم فقرا: تفضل.

كيفن كيلي/ وزارة الخارجية الايرلندية: اسمي كيفن وأعمل في وزارة الخارجية الايرلندية لقد لفت نظري في التقرير جملتين أود أن أقرأها عليكم، في النصف الغربي من الكرة الأرضية تعرض 37 ألف شخص تحت عمر الرابعة والعشرين للقتل بشكل متعمد في عام 2010 وفي عام 2011 تظهر حلقة العنف العالمية أن 526 ألف شخص قضوا جراء العنف سنويا وأن 55 ألف شخص منهم كانوا يقطنون في مناطق نزاع وما زاد اهتمامي أكثر هو أن أكثر من 396 ألف حالة وفاة نتيجة للعنف كانت في مجتمعات سلمية.

عبد الرحيم فقرا: انتهت الحلقة يمكنكم التواصل معنا كالمعتاد عبر بريدنا الإلكتروني والفيسبوك والتويتر، في إحدى حلقاتنا المقبلة وفي ظل ما تعرفه المنطقة العربية من تحولات نقارن بين نمط المجتمع والسياسة في بلد كفنلندا الذي يعرف بميوله ما يصفه الفنلنديون بالعدالة الاجتماعية والسياسية والنموذج الأميركي الذي يعتبر ذلك ضربا من ضروب الاشتراكية التي كان يتهم أوباما بالرغبة في فرضها على الشعب الأميركي، إلى اللقاء.