من واشنطن

أميركا وحقوق الإنسان

تطرقت حلقة 10/12/2013 من برنامج “من واشنطن” لمسألة حقوق الإنسان في السياسة الخارجية الأميركية، وقد تباينت مواقف الضيوف بين من يتهم الولايات المتحدة بانتهاك هذه الحقوق في العديد من دول العالم، وبين من يرفض ذلك ويشدد على المصلحة القومية الأميركية.

تطرقت حلقة 10/12/2013 من برنامج "من واشنطن" لمسألة حقوق الإنسان في السياسة الخارجية الأميركية، وقد تباينت مواقف الضيوف بين من يتهم الولايات المتحدة بانتهاك هذه الحقوق، وبين من يرفض ذلك ويؤكد أن الأمر مرتبط بالمصلحة القومية الأميركية.

واستضافت الحلقة سامي الحاج من شبكة الجزيرة بالدوحة، والسفير الأميركي السابق ديفد ماك، والسفير اللبناني السابق لدى تشيلي مسعود معلوف، ومن نيويورك أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا جوزيف مسعد.

وقال سامي إن للولايات المتحدة سجلا حافلا داخليا وخارجيا في مجال انتهاك حقوق الإنسان، واتهمها بالازدواجية في التعامل مع المسألة بدليل أنها تنتقد دولا وتتغاضى عن إسرائيل التي قال إنها أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم.  

بدوره، رأى مسعد أن الولايات المتحدة ترتكب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان، ولكنها دولية أكثر منها محلية. وقال إن كل الإدارات الأميركية المتعاقبة تستخدم الانتقائية في هذا المجال، وإنها تدين أعداءها لا أصدقاءها.

ورفض ماك اتهام بلاده بعدم الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان والديمقراطية في سياستها الخارجية، وأشار إلى أن هناك قرارات اتخذها رؤساء أميركيون على أساس حقوق الإنسان رغم موافقة الشعب الأميركي عليها، ومثال ذلك الحصار الذي فرضه الرئيس الأسبق رونالد ريغان على جنوب أفريقيا.

في المقابل، اعتبر معلوف أن أي سياسة خارجية في العالم تبنى على المصالح الوطنية، ولكن لا  تتعارض هذه المصالح دائما مع مسألة حقوق الإنسان. ومثال على ذلك -يؤكد معلوف- ما قام به الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكون عام 1860 من وقف الرق، وكذلك الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا الذي اعتمد عند خروجه من السجن على سياسة المصالحة وحقوق الإنسان، وكان ذلك في مصلحة بلده.

مصالح إستراتيجية
وعرجت الحلقة مع ضيوفها على الموقف الأميركي من الأوضاع في مصر، ووصفه معلوف بالمرتبك إلى حد ما، لأن الولايات المتحدة -بحسبه- دعمت جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسها الرئيس المعزول محمد مرسي لقناعتها أنها انتخبت من الشعب، وبعد تطور الأحداث لم تحدد موقفها بصورة واضحة.

ورأى ماك أن بلاده كانت لها علاقات عمل مع الرئيس المخلوع حسني مبارك ومع مرسي، وستواصل على النهج نفسه مع السلطة الحالية في مصر حتى لو كانت غير راضية عن سياستها، وشدد على أهمية هذا البلد بالنسبة للمصالح الإستراتيجية الأميركية.   

ولكن مسعد عارض موقف ماك، وقال إن الموقف الأميركي مرده أن كل اللاعبين الذين يتنافسون على السلطة في مصر اتفقوا على خدمة الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الأميركيين قاموا بعدة محاولات للانقلاب على الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر لأنه كان يعارض سياستها.

بدوره، شدد سامي على أن السياسة الأميركية غير واضحة في التعامل مع السلطة الحالية في مصر، وهي تغض الطرف عنها رغم ما سماها الانتهاكات التي ترتكبها.