من واشنطن

المهاجرون السوريون الأوائل في أميركا

تتناول الحلقة علاقة الولايات المتحدة بكل من لبنان وسوريا، وهي العلاقة المعقدة والمتعددة الأبعاد، وما يعرف بسوريا الصغرى في نيويورك التي استقر فيها عدد كبير منهم فيها.

– أهمية سوريا الصغيرة في نيويورك
– الأميركيون العرب وتاريخهم الطويل في الولايات المتحدة

– سوريا الصغيرة مركز للحياة الأميركية العربية

– الريحاني والتحولات المضيئة للربيع العربي

– دلالات الديمقراطية في فكر الريحاني

– اهتمام الريحاني بقضايا الأمة العربية

‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪تود فاين‬ تود فاين
‪تود فاين‬ تود فاين
‪مي الريحاني‬ مي الريحاني
‪مي الريحاني‬ مي الريحاني

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن، حلقة هذا الأسبوع تأتيكم من نيويورك علاقة الولايات المتحدة بكل من لبنان وسوريا علاقة ومعقدة ومتعددة الأبعاد، قبل أكثر من 130 عاما بدأ المهاجرون مما كان يعرف في سوريا الكبرى آنذاك يتوافدون على نيويورك وقد استقر عدد كبير منهم آنذاك في موقع قريب من هذا الموقع أصبح لاحقا يعرف بسوريا الصغرى، قصة سوريا الصغرى تختزل جانبا هاما من جوانب العلاقة بين الولايات المتحدة ولبنان وسوريا بل من العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب والمسلمين بشكل عام تود فاين أميركي مهتم بتاريخ العلاقات العربية الأميركية ومهتم أكثر بما تبقى مما يعرف بسوريا الصغرى في نيويورك.

[تقرير مسجل]

عبد الرحيم فقرا: قبل أكثر من 130 عاما وصلت أفواجٌ من عرب ما كان يعرف آنذاك بسوريا الكبرى أي سوريا ولبنان إلى نيويورك، جاءوا إلى هنا فارين إما من الفقر أو من استبداد العثمانيين، هذا شارع واشنطن حيث بنوا مجتمعا متكامل المعالم عماده التجارة بشتى أنواعها بما فيها تجارة الحرير بعد أن قوض دورهم العالمي فيها آنذاك بناء قناة السويس، كانوا قوة حقيقية وفاعلة في هذا الشارع، أما اليوم فقد تحولت ذاكرتهم إلى أشباح لا يلامسها إلا من يتعقبها عن كثب، وقد أجهزت على ذاكرتهم ناطحات السحاب أو طبقات من الاسمنت، صدق أو لا تصدق هنا كان يسكن أمين الريحاني الذي تحول بيته إلى مرآب للسيارات، تود فاين أميركي يؤمن بجمال وعظمة التنوع في بلاده كما يقول وقد أطلق حملة لإنقاذ سوريا الصغيرة أو ما تبقى منها.

[شريط مسجل]

تود فاين/ مؤسسة حملة إنقاذ شارع واشنطن في نيويورك: نحن أمام كنيسة سان جورج الملكانية السورية بنيت عام 1921 لها واجهة رائعة أضيفت لها في 1930 من طرف المهندس هنري كساب المدينة تحمي هذه البناية لكننا قلقون بخصوص البنايتين المجاورتين وهم آخر معالم شارع واشنطن هنا.

عبد الرحيم فقرا: ذات يوم قال أبو علاء المعري ابن معرة النعمان السورية:

رب لحد قد صار لحدا مرارا         ضاحك من تزاحم الأضداد

هذا برج الحرية الذي أقيم لذاكرة من قضوا في هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر حيث كان مركز التجارة العالمية الذي بني على أنقاض جزء من سوريا الصغيرة، كم هي غريبة مفارقات التاريخ وتعاريجه؟ في هذه العمارة الواقعة بين برج الحرية وكنيسة القديس جورج تقطن استر، استر كانت في شقتها عندما ضرب مركز التجارة العالمية.

[شريط مسجل]

استر/ إحدى سكان شارع واشنطن: هناك مفارقة بالفعل في حقيقة أن السوريين واللبنانيين كانوا يعيشون في هذا المكان أو أن حيهم كان هنا لكن حقيقة أن 20 عربيا من مختلف نواحي الحياة هاجموا المباني هنا بالطائرات لا علاقة له بالشعب العربي ككل.

عبد الرحيم فقرا: اذكروا محاسن موتاكم تود فاين يحول ذكرها وتخليدها في هذا الموقع ليس فقط لأن سوريا الصغيرة كانت ذات يوم معقلا للوافدين من سوريا الكبرى ولكن لأنها أيضا تجسيدا لتنوع المجتمع الأميركي كما يقول.

[شريط مسجل]

تود فاين: هذه الحديقة تقع أمام مسكن أمين الريحاني أنها على شارع غرينتش قرب  little Syria قرب شارع واشنطن والمهم بالنسبة لي أنها موقع رائع لتفكر المهاجرين ويوما ما يجب وضع نصب تذكري للاحتفال بهم.

عبد الرحيم فقرا: ورب ضارة نافعة يقول تود فاين فلعل مآسي سوريا الحديثة وآثار إعصار ساندي الذي سبحت في مياهه سوريا الصغيرة لعدة أيام، يعيد الاعتبار إليها ويخرجها من نسيان الزمن ونسيان أحفاد من أقاموا هنا ذات يوم.

[نهاية التقرير]

أهمية سوريا الصغيرة في نيويورك

عبد الرحيم فقرا: أين تكمن أهمية سوريا الصغيرة بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة العربية في الوقت الراهن؟

تود فاين: أن little Syria جزءا من التاريخ ليست شيء يؤثر فينا اليوم أعتقد أنها هي المكان الذي نلتقي فيه ونتبادل أخبارنا وهنا اجتمعت اللغتان العربية والانجليزية في إقامة الرابطة القلمية هنا حيث كان أمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي يعملون كانوا هنا يمشون سويا في هذا المتنزه اعتقد أن علينا أن نتصور كيف كانت عليه الأمور وفي كيفية استمرارها ضمن أحلامهم وطموحاتهم.

عبد الرحيم فقرا: طيب هذا الموقع الذي نحن فيه قريب من سوريا الصغيرة، وسوريا الصغيرة محاذية لموقع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر هل يمثل ذلك مفارقة بتصورك بأي شكل من الأشكال؟

تود فاين: يمكن أن يعتبر البعض ذلك من سخرية القدر، أما أنا فاعتبرها  مصادفة غير ذات صلة بالموضوع، مجموعة عديدة أتت إلى الولايات المتحدة وأثرت في نيويورك، نيويورك شبيهة ببصلة فريدة عندما تنتزع منها الطبقة ستجد مجموعة مختلفة، ربما لم تكن تتوقع وجودها وتعيش في مناطق مختلفة وفي أوقات مختلفة أيضا، الارتباط الوحيد الذي يجدني على استعداد على الحديث حوله هو أن هذا الحي أصبح موقعا يأتيه الجيل الجديد من العرب الأميركيين الذين يريدون فهم تاريخهم ودورهم في هذا التاريخ فإذا كان هذا مغايرا لما حدث في مركز التجارة العالمي أو أنه قريب منه ليس ذلك سلبيا بحد ذاته  إذن هذه من الأمور التي يجب أن نعتز بها ونحافظ عليها.

الأميركيون العرب وتاريخهم الطويل في الولايات المتحدة

عبد الرحيم فقرا: هناك من الأميركيين من يقول أنه لا مكان للعرب في نسيج المجتمع الأميركي ومع ذلك هناك هذه المنطقة التي تعرف بسوريا الصغيرة التي هي  بمثابة شاهد على وجود العرب سواء من المسيحيين أو المسلمين في أميركا منذ أكثر من قرن؟

تود فاين: طبعا هذا من أسباب حماسنا للموضوع حيث نريد أن يعلم الناس بقصتنا، نريد للأميركيين أن يعلموا ما قدمه العرب الأميركيون للمجتمع الأميركي، نريد منهم أن يفخروا بذلك أن يكون عندهم ما يتطلعون إليه بفخر شيئا يرونه ويقولون  لقد جاء أجدادي إلى هنا، ومن هنا بدؤوا حياتهم في هذه البلاد ولكن وللأسف فإن little Syria قد تدمر أغلبها ولذا فإن الحفاظ على بعض منها لتحكي الحكاية يمكن أن يعمل على تثقيف الناس.

عبد الرحيم فقرا: هل هناك أي علاقة بين هذا الرفض وبين انمحاء آثار العرب الأميركيين في سوريا الصغيرة، انمحاء يكاد يكون شاملا؟

تود فاين: تلعب نيويورك دورا هاما في تشكيل مفاهيم الناس حول الهجرة إلى أحياء مثل شاينا تاون أو لت ليتلي هي من أيقونات البلاد ورموزها وليست لنيويورك فقط عندما يأتي الناس ويرون تجسيدا حقيقيا للتاريخ يضعون قصصا وكتابات حول من كان أولئك المهاجرون الأوائل وماذا كان دورهم في المجتمع الأميركي وهكذا لأنه ليست لدينا قصص مؤثرة حول الهجرة العربية إلى أميركا ليس لدينا تأثير على إفهام الناس هناك فجوة وفراغ حول من كان هؤلاء العرب الأميركيون وما الذي عملوه من اجلنا وماذا كان دورهم؟

عبد الرحيم فقرا: ما مدى المسؤولية التي يتحملها العرب الأميركيون أنفسهم حيال انمحاء آثار العرب الأميركيين من حي سوريا الصغيرة طبعا لم يبق إلا الشيء القليل من آثارهم في ذلك الحي؟

تود فاين: ليس من العدل أن ننتقدهم كثيرا يعود ذلك جزئيا إلى أن قسما من الحي تم تدميره إضافة إلى أنهم نجحوا في حياتهم وانتقلوا إلى مناطق أخرى وحققوا المزيد من النجاح، الآن فإن أصولهم العرقي أصبح شأنا هاما وتتم مهاجمتهم والبعض لا يفهمونهم أعتقد أنه على العرب الأميركيين مسؤولية شرح قصتهم وتاريخهم وأن يقوموا بما تقوم به مجموعات عرقية أخرى في حماية البنايات القديمة ووضع اللوحات وأن يقيموا النصب التذكارية التي ستصبح يوما ما شيئا هاما لكن وفي نهاية المطاف على العرب الأميركيين أن يتحدوا لانجاز عمل كهذا.

سوريا الصغيرة مركز للحياة الأميركية العربية

عبد الرحيم فقرا: العديد من الوافدين آنذاك كانوا من جبل لبنان فيما يعرف اليوم بدولة لبنان لماذا سميت سوريا الصغيرة إذن؟

تود فاين: Little Syria أو سوريا الصغيرة تعبير أميركي تعني بذلك أن الأميركيين يحاولون معرفة أولئك السوريين الذين قد ينظروا إليهم باستغراب نظرا لهيئتهم ولباسهم يرونهم يلبسون الطرابيش يبيعون حاجياتهم في الأسواق والشوارع ويصفوا الناس بالسوريين هكذا قالوا عن الحي بأنه سوريا الصغيرة Little Syria أما المهاجرون فلا يستخدمون هذا الوصف إنهم يسمونه شارع واشنطن وهو بؤره نشاط الشارع نفسه يمكن أن نعتبر أن اغلبهم جاءوا من جبل لبنان وآمل ألا يتجادل الناس حول التسميات، الموضوع ليس حول التسميات أنه حول الناس أنفسهم حول قصتهم.

عبد الرحيم فقرا: بالنظر إلى الأخبار المأساوية التي يتابعها العديد من الأميركيين عن سوريا هل تعتقد أن ذلك قد يعطي مسألة سوريا الصغيرة هنا في نيويورك أهميه اكبر في أعين هؤلاء أو على الأقل في أعين بعضهم أم أنك ترى أن الأمر ليس بالضرورة كذلك.

تود فاين: لا نحاول تسيس الأمور في محتوى تغير على مر السنين لقد تغيرت الأمور وتغيرت الشخصيات الفاعلة وأنا مرتاح للقول بأن الجهوية والإقليمية هي اقل مما نفترض وأن الرأي السائد هو أن المهاجرين العرب الأميركيين هم من الموارنة والأرثوذكس ومن الروم الملكيين والكاثوليك والسنة والشيعة، وأن هؤلاء يختلفون عن بعضهم البعض، تاريخنا يقول أنهم كانوا جميعا متحدين ضد الاستعمار الأوروبي وكانوا مع الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية وإنهم جميعا عملوا معا إن سوريا في محاولتها وضع وإيجاد نظام جديد ممكن أن تستلهم من تجربه هؤلاء الناس.

عبد الرحيم فقرا: العديد ممن عاشوا هنا في حي سوريا الصغيرة في نيويورك كأمين الريحاني وغيره بطبيعة الحال كانوا مهتمين بالغ الاهتمام بما كان يدور في موطنهم الأصلي لكن كيف تحدد إسهاماتهم في مستقبل العرب الأميركيين وكيف تحدد إسهاماتهم في مستقبل الولايات المتحدة بشكل عام؟

تود فاين: لقد حاولوا قدر المستطاع الاستفادة من حقيقة أنهم عاشوا في نيويورك للإسهام في إحداث العلم العالمي والعربي والعرب الأميركيين أيضا لذا أخذوا على عاتقهم الدفاع عن فلسطين، عندما صدر وعد بلفور وتحول الأمر إلى مشكلة واخذوا على عاتقهم إقناع الحكومة الأميركية أن تعمل شيئا لمصلحة سوريا عندما كان الفرنسيون يثيرون المشاكل ومع العثمانيين أيضا، وفي الولايات المتحدة قاموا أيضا بتأليف ونشر الكتب والأعمال الأدبية مثل جبران خليل جبران وكتاب  النبي الذي انتشر عالميا وكانت لهم خبرات مشتركة يمكن للعرب الأميركيين أن يثمنوها عاليا، هكذا وضعوا أسس الهوية العربية الأميركية علينا أخذها بعين الاعتبار.

الريحاني والتحولات المضيئة للربيع العربي

عبد الرحيم فقرا: الريحاني كان أول من استخدم عبارة الربيع العربي، هل ترى أي علاقة بين ربيعه العربي وما يدور حاليا في المنطقة؟

تود فاين: أمين الريحاني وجميع الكتاب الآخرين في little Syria هذه كانوا منغمسين في قضية الثورة لأن هذا كان هو الموضوع الرئيسي في الإمبراطورية العثمانية لأنه في حال تحررنا من الإمبراطورية العثمانية فماذا بعد كيف يمكننا إقامة نظام جديد؟ في أي نظام سياسي نفكر؟ هل سنصل إلى وضع قومي عربي وعن أي نظام سياسي نتحدث، اعتقد أن ما قام به الريحاني أنه قال  أن الثورة هي الأمر السهل وأنت تعلم أن في الشرق الأوسط ثورات عديدة ولم تكن تلك هي الثورة الأولى رغم ما يمكن أن يفكر فيه الغرب، كانت هناك ثورات عديدة في تاريخ المنطقة والسؤال هو هل سيكون هناك تطور لوضع نظام ينتفع منه الجميع فيما بعد؟ لقد كان هذا محل اهتمامه كيف يمكن للفرد أن يتطور كي يكون هناك نظام جديد ينفع الجميع.

عبد الرحيم فقرا: قبل 130 عاما فر العديد من العرب الأميركيين إلى نيويورك من الأوضاع السيئة في سوريا الكبرى هل يعيد التاريخ نفسه بالنظر إلى ما يحصل هناك حاليا؟

تود فاين: لسوء الحظ كان القرن العشرين مأساة حقيقية كان هناك أمل عند انهيار الإمبراطورية العثمانية بإقامة نظام حقيقي ينتج عن ذلك وحده والناس شعروا بأن الغرب يجب أن لا يتدخل وأن بعض المشاكل التي يتعامل معها العربي الآن كان يجب التعامل معها في العقدين الأول والثاني من القرن العشرين، أعتقد أن هذا ما كانوا يمثلونه ولست هنا لأتحدث عن مستقبل العالم العربي ولا أعتقد أن هذا هو الموقف الأميركي أيضا على الناس أن يقرروا مواقفهم وأن يقوموا بذلك بأنفسهم دون تدخل الآخرين.

عبد الرحيم فقرا: العديد من الأميركيين يقول أن الولايات المتحدة هي رمز للمستقبل فهل تلاشي سوريا الصغيرة يمثل سطوة المستقبل على الماضي؟

تود فاين: الولايات المتحدة تطور أشياء جديدة كغيرها من البلدان وتبني ناطحات سحاب جديدة لكني أعتقد  أن جزءا من التقاليد الأميركية هو أن تقوم كل مجموعة عرقية بسرد قصتها وتحافظ عل شيء ما أيضا وكما قلت أن المجموعات العرقية الأخرى تقوم بذلك للإيطاليين ايطاليا الصغيرة ولليهود حيهم فيما يعرف بالور إي سايت وللصينيين تشان تاون لا أقول أن على السوريين واللبنانيين أن يعتبروا تلك البنايات في شوارع واشنطن قمة حضارتهم لديهم بنايات كبيرة في لبنان وسوريا وأماكن أخرى، لكن عليك أن تشرح قصتك وتاريخك للشعب الأميركي إذا كنت تريد أن تكون جزءا من هذا الخليط العجيب هنا لذا نطالب بالحفاظ على سوريا الصغيرة هذه.

عبد الرحيم فقرا: لماذا تشعر أنت شخصيا بكل هذا القلق إزاء مستقبل حي سوريا الصغيرة؟

تود فاين: في وجهة نظري ومن وجهات نظر أميركيين آخرين كانت العشر سنوات الأخيرة شاذة وغريبة ترى بلادك في حرب وتشهد كثيرا من صور النمطية والتعصب لقد ألهمني هؤلاء الكتاب والريحاني بشكل خاص كانت له نظرة خاصة حول ما يجب أن تكون عليه العلاقة العربية الأميركية وأوضح ذلك في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، بالنسبة لي في وصف هذه الفوضى واليأس وجدت الريحاني وبدأت نشر أعماله ومنها كتاب خالد الرواية العربية الأميركية الأولى ومنها علمت بهذه المشكلة هنا في شارع واشنطن، ورأيت أن المشاكل مترابطة وكما أن علينا أن نشجع ونعلي منزلة كتابات وأدبيات الرابطة القلمية علينا أن نحافظ على بعض من التراث المادي كي يبقى ذكرى للناس ككل.

عبد الرحيم فقرا: وهل ترى في ذلك صورة للفينيق وهو يصعد من حطام وطبعا الفينيق هو رمز للبنان عند اللبنانيين مثلا؟

تود فاين: في لبنان أيضا في لبنان القضية نفسها هي كيف تشرح ما حل بك من كوارث عندما يتم تدمير المباني وتضيع الأمور وفي خضم اليأس تعلم أنه بقي لدينا شيء ما يمكن الإشارة إليه والاعتزاز به اعتقد أن الأشياء المادية هامة لأنه يمكن أن نتأملها وننظر إليها ونشعر بالتقارب والوحدة ليس علينا أن نقوم بكل شيء على الانترنت يمكن أن نلتقي في مواقعنا المشتركة ونجد الإلهام من تاريخ فقدناه .

عبد الرحيم فقرا: تود فاين مؤسس حملة إنقاذ شارع واشنطن في نيويورك في نهاية هذا الجزء من الحلقة استراحة قصيرة ثم نعود.

[فاصل إعلاني]

عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مرة أخرى في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن تأتيكم هذا الأسبوع من نيويورك، كانت لأمين الريحاني إسهامات هامة في الفكر والسياسة في كل من الولايات المتحدة والمنطقة العربية على حد سواء سنتابع بعض أوجه تلك الإسهامات مع مي الريحاني ابنة أخيه ألبرت. مسيرة التاريخ والجغرافيا كمسيرة القدر تأبى أن يتحكم فيها البشر في مدينة بوتوماك في ولاية ميريلاند تسكن مي الريحاني التي ولدت في لبنان كعمها أمين الذي أخذته مسيرة التاريخ والجغرافيا من الفريكة اللبنانية إلى نيويورك الأميركية.

مي الريحاني: أمين الريحاني خصص كل حياته ليعرف أميركا والغرب ككل على قيمة الحضارة العربية قيمة التاريخ العربي قيمة أنه يبنوا علاقة مع العرب إذن مثلما قلت معك حق في مسافة جغرافية وتاريخية وحضارية بين الفريكة وبين أميركا.

عبد الرحيم فقرا: كل شيء تقريبا في بيت مي التي تُعنى بقضايا التربية والتعليم يوحي بأنها تشبعت بفكر عمها أمين وقد استخدم الريحاني العم عبارة الربيع العربي وتنبأ به عدة عقود قبل وقوعه، وترى مي في عمها جسرا بين الشرق والغرب بين المسيحية والإسلام بين الأدب والسياسة بين العقل والأخلاق التي تبنى عليها الأمم، نفس القيم التي تغنى بها أمين الريحاني تتغنى بها ابنة أخيه مي، فكيف تنبأ بموجة تغيير في المنطقة العربية سماها في زمانه بالربيع العربي؟ وكيف كان دوره السياسي في مختلف القضايا ذات الصلة بالعلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة العربية؟

كيف تعتقدين أن أمين الريحاني لو كان معنا اليوم سينظر إلى الربيع العربي كما يوصف اليوم مقارنة بالربيع العربي الذي تحدث عنه في مطلع القرن العشرين؟

مي الريحاني: سؤال مهم جدا في رأيي وأمين الريحاني تكلم عن الربيع العربي في كتابه كتاب خالد هذا الكتاب كتب سنة 1909 و 1910 ونشر في 1911 في هذا الكتاب خالد الشخصية الموجودة في الكتاب اللي تمثل أمين الريحاني طالب باحترام صوت الشباب العربي بمعنى طالب بأن الرأي رأي الشباب العربي هو رأي مهم وقال في الكتاب أن الشباب العربي سيثور وقال في الكتاب أن الشباب العربي سيقوم بمظاهرات في الشوارع العربية في المدن العربية ويطالب باحترام رأيه واحترام صوته وسمى هذه المظاهرات التي ستحصل في البلدان العربية الربيع العربي.

عبد الرحيم فقرا: رأى الشباب ينتفضون، ماذا رأى بعد انتفاضة الشباب؟

مي الريحاني: رأى شيء يختلف عما هو الوضع اليوم رأى أن الشباب عندما ينتفض في العالم العربي سينتفض ويطالب بالحرية ويطالب بالمساواة ويطالب باحترام رأيه ويطالب بفصل الدين عن الدولة هذا هو الاختلاف النقطة الأخيرة، النقاط الثلاثة الأولى ربما هي نفسها ولكن النقطة الأخيرة تختلف لأن أمين الريحاني اعتبر أن الحكم في العالم العربي عليه أن يفصل الدين عن الدولة وهذا لم يحصل بعد الربيع العربي إذن في بعض النقاط التي هي تمام كما كتبها ونقطة مختلفة جدا.

دلالات الديمقراطية في فكر الريحاني

عبد الرحيم فقرا: المفارقة أن أمين الريحاني الذي كان يدعو إلى الفصل بين الدين والدولة كان مسيحي ولكن كان في الوقت نفسه يعتبر نفسه مسلم.

مي الريحاني: صحيح جدا أمين الريحاني في وصيته التي كتبها ربما عشر سنوات قبل أن يترك هذا العالم قال في هذه الوصية أنا عربي أنا مسيحي وأنا مسلم قال أن الأديان عليها أن تتوحد قال أيضا انه يؤمن بوحدة الأديان ولا فرق عنده بين الدين المسيحي والدين المسلم والدين الدرزي والدين البوذي، آمن في وحدة الأديان وقال أن هو قبل أي شيء آخر هو عربي.

عبد الرحيم فقرا: هل يعني هذا المزج بين العقائد في منظور أمين الريحاني هل كان من إفرازات أصوله في لبنان أم انه كان من إفرازات نشأته وتشبعه بالثقافة الأميركية حين أقام في الولايات المتحدة؟

مي الريحاني: أظن من الاثنين، أظن من الاثنين هو نشأ في لبنان إلى عمر 12 سنة وانتقل إلى نيويورك إلى أميركا مع والده ومع عمه عندما كان بعمر 12 إذن النشأة المهمة بين الـ 12 والعشرين كانت في  نيويورك وتأثر بالاثنين تأثر بالاثنين ومزج الاثنين مزج بمعنى أخذ من الاثنين أخذ أفكار ومعطيات وتأسيسات إذا فينا نسميها هذا الأمر من الحضارة العربية ومن الحضارة الأميركية.

عبد الرحيم فقرا: الآن بالنسبة للحضارة الأميركية والثقافة الأميركية ما هي الأمور التي تعتقدين أنها بهرت أمين الريحاني في الثقافة الأميركية وما هي نقائص الثقافة الأميركية كما رآها أمين الريحاني؟

مي الريحاني: أنا مسرورة بسؤالك لأنه ربما هذا السؤال الذي أمين الريحاني يعتبره من الأسئلة الأساس، انبهر في الديمقراطية الأميركية انبهر بأن كل فرد له صوته، كل فرد له قيمة هذا الفرد، هذه قيمة أميركية اعتبرها من أهم القيم واعتبرها قيمة ربما تحتاج لها الشعوب المختلفة أينما كانت في العالم، الشعوب العربية وغير شعوب أيضا، أيضا بهر بقيمة الحرية من القيم التي احترمها جدا الحرية لهذا السبب كتب مقال مشهور جدا متى توجهين نظرك أيتها الحرية إلى الشرق كان يكلم تمثال الحرية في نيويورك، سأل التمثال، تمثال الحرية، متى تنظرين إلى الشرق؟ إذن الحرية الديمقراطية من القيم التي أعجب بها في الولايات المتحدة من النقائص الاهتمام بالماديات هذا الاهتمام الهائل بالماديات هذا الاهتمام الكبير جدا والعميق جدا للأمور المادية لم يحترم هذه القيمة عند الغرب بينما كان يقول دائما الشرق يعطي الغرب روحانيات، القيم الروحانية تأتي من الشرق وقيم الحرية والديمقراطية تأتي من الغرب.

عبد الرحيم فقرا: على ذكر الحرية وتمثال الحرية الرئيس جورج بوش الابن طبعا كان يتحدث كثيرا عن الحرية ويأخذ عليه الكثير من العرب أن مفهومه للحرية أدى إلى تدمير العراق لكنه في أحد خطاباته تحدث عن تمثال الحرية بجنب الأهرامات في مصر.

مي الريحاني: أظن أنه مستمدة من أمين الريحاني لأن خطاب الرئيس جورج بوش استشهد بأمين الريحاني في خطاب معين استشهد بأمين الريحاني وعدد كبير من المفكرين الأميركان استشهدوا بأمين الريحاني خاصة حول الجسر بين الغرب والشرق واحترام القيم الشرقية واحترام القيم الغربية، قيم الشرقية كما ذكرت الروحانيات خاصة والقيم الغربية كما ذكرت خاصة الحرية ولم ير التناقض بين الاثنين لم ير تناقض بين الحرية والروحانيات أو بين الديمقراطية والروحانيات واعتبر الغناء البشري، البشرية تكون تغتني إن قبلت بقيم آتية من الشرق وآتية من الغرب.

عبد الرحيم فقرا: مجتمع الشرق الأوسط ومجتمعات الشرق الأوسط مجتمعات عمرها آلاف السنين وفيها تنوع ولكن مع ذلك أمين الريحاني كان قلق من وضع هذه المجتمعات كان يتخوف من الطائفية كان يتخوف من التشرذم ما الذي استفادة في هذا الباب في إقامته بالولايات المتحدة؟

مي الريحاني: استفاد اقتناع، من اقتناع عميق بأن الانصهار ممكن بأن الانصهار بين شعوب فيها أعراق مختلفة وأديان مختلفة ونظريات مختلفة هو مؤمن الإيمان العميق بان الانصهار ممكن لهذا نادي بالقومية العربية نادي بها لأنه امن أن العرب حتى لو بعض العروق تختلف حتى لو بعض ربما معطيات تختلف آمن بالوحدة العربية.

عبد الرحيم فقرا: على ذكر الشرق أو المشرق هذا الرجل أمين الريحاني جاء من المشرق جاء من لبنان إلى الولايات المتحدة، كان عمره 12 سنة كيف تعتقدين أنه نظر إلى وصوله إلى الولايات المتحدة في ذلك الوقت؟

مي الريحاني: أتى من ضيعة صغيره في لبنان اسمها الفريكة هي  في جبل لبنان ونشأ وترعرع في هذه الضيعة كأي لبناني من الجبل، فجأة وصل إلى هذه المدينة الكبيرة ناطحة السحاب نيويورك، إذن كان في مفاجئات كبيرة في حياته عندما في سن 12، 10 ولكن كان لديه إمكانية استيعاب كبيرة جدا كان يستوعب كل ما هو جديد كل ما هو مختلف ويحلله ويدرسه، لهذا السبب حياة أمين الريحاني أصبحت من عمر 12 لحد ما توفي عملية استيعاب لأفكار جديدة، وعملية صهر أفكار مع بعضها آمن كما قلت سابقا إيمانا كبيرا أن البشرية تغتني عندما تتعرف على أفكار جديدة وتغربل هذه الأفكار وتأخذ الأفضل منها، لا تأخذ كل الأفكار الجديدة  ولكن تنتقي ما هو الفضل ما هو المناسب وتصهر المناسب بما كان موجود لدى هذه الشعوب آمن بانصهار أفكار مختلفة.

اهتمام الريحاني بقضايا الأمة العربية

عبد الرحيم فقرا: طيب كيف كان تأثيره بتصورك على الساحة الثقافية والسياسية هنا في الولايات المتحدة؟

مي الريحاني: تأثير كبير جداً، أمين الريحاني أعطى حياته بأجملها لقضية الوحدة العربية قضية فلسطين قضية القومية العربية ونادي بها هنا في الولايات المتحدة، كان يحاضر دون توقف تقريبا في جامعات أميركية في أندية أميركية عن القضية العربية، كان يجتمع برؤساء جمهوريات رؤساء جمهوريات أميركان وبوزراء خارجية منهم مثلا ثيودور روزفلت رئيس جمهورية أميركي، وسمسم وزير خارجية أميركي لإقناع القيادة الأميركية بالاعتراف مثلا بالسعودية بعد رحلته إلى شبه الجزيرة العربية، رحلة أمين الريحاني إلى شبة الجزيرة العربية وبعد تعرفه على الملك عبد العزيز وبعد اقتناعه بأن الملك عبد العزيز سيكون القائد الجيد للمملكة العربية السعودية وبعد توحيد السعودية على يد عبد العزيز أتى أمين الريحاني إلى أميركا وطالب لاعتراف بالمملكة العربية السعودية.

عبد الرحيم فقرا: علاقته بملك السعودية في ذلك الوقت يعني ما طبيعة تلك العلاقة ما هي المحاور التي ارتكزت إليها تلك الصداقة؟

مي الريحاني: علاقة قوية جدا جدا وهناك رسائل وهذا كتاب هنا، عنوان الكتاب هو الملك عبد العزيز آل سعود وأمين الريحاني الرسائل المتبادلة كتاب بكامله 200 صفحة رسائل بين أمين الريحاني والملك عبد العزيز آل سعود 200 صفحة رسائل، هذه الرسائل تتداول وتتناول أمور مختلفة منها الوحدة العربية منها دور العرب منها دور الملك هو نفسه عبد العزيز منها التربية والتعليم، مثلا هناك رسالة من أمين الريحاني للملك عبد العزيز يقول فيها من أهم الأمور في المملكة العربية السعودية هو تأمين التربية والتعليم لجميع أبناء السعودية وتأمين التربية ليس فقط على المستوى الابتدائي والثانوي ولكن على المستوى الجامعي نتكلم 1920، 1921 بعد ما كان في جامعات بكل العالم العربي ما في مدارس ثانوية بكل العالم العربي 1920، 1921 أمين الريحاني يتكلم في كل هذه الأمور مع الملك عبد العزيز، يتكلم عن الجيل الجديد عن انفتاح الجيل الجديد عن علاقة الجيل الجديد بالدول الأخرى.

عبد الرحيم فقرا: ماذا عن الملك فيصل في العراق ما طبيعة العلاقة بينه وبين الملك فيصل؟

مي الريحاني: علاقة جيدة جدا أيضا وهناك كتابين عن العراق نتيجة زيارة أمين الريحاني للعراق الكتاب الأول اسمه فيصل الأول والكتاب الثاني اسمه قلب العراق، وفي الكتابين يتناول الوضع العراقي ويركز على وحدة العراق لأنه يعترف أن هناك شعوب مختلفة منها الأكراد ويعترف بالخلفيات المختلفة لهذه الشعوب ويعترف بالمعطيات المختلفة ولكنه يركز على وحدة العراق أو على مستقبل العراق القوي إن بقي موحد وهذا هو الحديث والبحث مع الملك فيصل الأول.

عبد الرحيم فقرا: طيب طبعا كان متشبع بالأفكار الأميركية فيما يتعلق بالوحدة والحريات إلى غير ذلك ذهب إلى العراق وجد ربما في هذا الباب النقيض مما كانت تعرفه الولايات المتحدة إنما كيف أثرت زيارته وإقامته في العراق على فكره بالنسبة لمستقبل المنطقة برمتها ما هي آماله وما هي مخاوفه في ذلك الوقت؟

مي الريحاني: لديه مخاوف والمخاوف هي مبنية على الطائفة والتعصب للطائفية ووجد أن الطائفية موجودة في العالم العربي في كل الأوطان العربية في العراق في لبنان في سوريا في شبة الجزيرة العربية إن كان بين مسلم ومسيحي وإن كان بين سني وشيعي، تخوف من هذا الأمر هذه كانت مخاوف أمين الريحاني الطائفية ولكن آماله واقتناعه بأن العالم العربي يستطيع أن يتوحد كان إيمان كبير عميق ومتجذر فيه ولم يتراجع عن هذا الإيمان وقال ربما سنواجه صعوبات وربما الطريق طويلة للوصول إلى الوحدة العربية ولكن علينا أن نعمل من أجل هذا الهدف وعلينا أن لا نتراجع عن هذا الهدف.

عبد الرحيم فقرا: كان بشكل عام يبغض الاستعمار.

مي الريحاني: طبعا.

عبد الرحيم فقرا: سواء كان استعمار عثماني أو استعمار فرنسي أو استعمار بريطاني.

مي الريحاني: صحيح جدا.

عبد الرحيم فقرا: لكنه فضل حسب فهمي أن ينصح الملك عبد العزيز في ذلك الوقت بأن يتعامل مع الأميركيين في مسألة النفط.

مي الريحاني: صحيح جدا اللي قلته مئة بالمئة صحيح أمين الريحاني ناضل ضد الاستعمار وكما قلت تماما هو ضد الاستعمار العثماني والفرنسي والبريطاني ولكنه رأى أن الأميركيين في ذاك الوقت 1920، 1925 و 1930 أميركا لم تكن مستعمرة بعد، لم تستعمر غيرها لهذا السبب رآها أهون وأفضل من البريطانيين والفرنسيين والعثمانيين ولهذا السبب من الأمور التي تداول وتناولها مع الملك عبد العزيز هي قضية النفط ونصح الملك عبد العزيز أن يتعامل مع الأميركان وليس مع البريطانيين.

عبد الرحيم فقرا: زار الحجاز زار العراق زار اليمن ومناطق أخرى ما هو فحوى فكر أمين الريحاني بعد أن زار تلك المناطق في المنطقة العربية؟

مي الريحاني: إذا بتسمح لي بس أقولك ليش زار سأعطيك فحوى الفكرة زار لأنه هو قرر انه يريد أن يتعرف على أصوله العربية بطريقة مباشرة ليس فقط عن طريق قراءة التاريخ وقراءة بعض الكتب قرر أن يتعرف على أصوله العربية بطريقة مباشرة لسبب قام بزيارته لشبه الجزيرة العربية 1920 و 1921 و 1922 وكما قلت تشرفت وقلت زار العراق والحجاز واليمن وجميع مناطق شبه الجزيرة العربية فحوى خلاصة هذه الزيارة أنه قرر بالعمل على توحيد شبه الجزيرة العربية عن طريق إقناع الملك عبد العزيز وعن طريق إقناع الملوك الآخرين كالملك فيصل الأول والشريف حسين أن عليهم أن يعملوا معا لتوحيد العرب.

عبد الرحيم فقرا: ما هي  أهم الملفات التي كانت يناقشها أمين الريحاني مع روزفلت بالنسبة للشرق الأوسط؟

مي الريحاني: سأتكلم عن أهم الملفات ولكن لن أحصرها بالرئيس روزفلت  لأني على مدى ما يقارب 30 سنة  نادي بملفات عربية أو بأمور عربية منها من القضايا نادي فيها عدم القبول بالطرح الصهيوني لخلق إسرائيل، أمين الريحاني حاضر وكتب ونشر في نيويورك تايمز مقالات عديدة لعدم القبول بخلق دولة إسرائيل، طبعا حورب بسبب هذا الأمر طبعا اللوبي الصهيوني القوي في الولايات المتحدة حارب أمين الريحاني بسبب مناداته المستمرة بعدم قبول خلق دولة اسمها دولة إسرائيل.

عبد الرحيم فقرا: ما مدى اهتمام أمين الريحاني بذلك الوقت، اهتمامه بالتفريق بين الصهيونية واليهودية؟

مي الريحاني: فرق بين الاثنين، فرق تماما بين الاثنين وكان يقول دائما الصهيونية هي الخط السياسي الذي أنا أحارب هذا الخط واليهودية أمر آخر يهود هذا دين ما اللي علاقة بالدين ولكن أنا أحارب وأرفض المخطط الصهيوني الذي يهدف اللي خلق دولة إسرائيل وكما قلت حاضر في نيويورك مع انه كله نعرف انه بنيويورك الصهيونية تلعب دور كثير كبير وحاربته الصهيونية بنيويورك مع هذا كله نشر في نيويورك تايمز عدد كبير من المقالات ضد اللوبي الصهيوني، وهذه المقالات التي نشرت في نيويورك تايمز جمعها والدي ألبرت الريحاني ونشرها في كتاب اسماه The fate of Palestine مصير فلسطين.

عبد الرحيم فقرا: إذا أمكن أن تنظري إلى وضع المنطقة الآن بأعين أمين الريحاني هل كان سيقول هل كان سيستهول أن هذه المشاكل لا تزال موجودة أم انه كان يقول أن التغيير يحتاج إلى زمن طويل كما نسمع الآن في غمرة ما يوصف بالربيع العربي؟

مي الريحاني: الاثنين معا سيقول انه مستاء جدا من أن الطائفية لا تزال موجودة، مستاء جدا بأن الطائفية تسمح  بحروب داخلية ببعض البلدان العربية  وبين البلدان العربية، وبنفس الوقت سيقول علينا أن نعمل من اجل التغيير والتغيير سيحصل، أمين الريحاني متفائل دائما متفائل مع كل الصعوبات لا يتراجع عن قيم آمن بها لا يتراجع عن أهداف عمل لها، لا يتراجع عن أفكار عمل لنشرها مع كل الصعوبات التي تواجه الشعوب العربية والعالم ككل وهو كشخص لا يتراجع أبدا.

عبد الرحيم فقرا: مي الريحاني نختتم هذه الحلقة من برنامج من واشنطن بإلقاء نظرة على شخصية عربية أخرى اهتمت بها مكتبة الكونغرس هذه المرة جرجي زيدان.

[تقرير مسجل]

تعليق صوتي: مائتا عام مرة على إنشاء مكتبة الكونغرس وإذا كانت المكتبة ملاصقة لعصب التشريع الأميركي فإن الأميركيين ينظرون إليها كسجل حي على الإبداع الإنساني والمعرفي، هنا أقيم حفل لتكريم الكاتب اللبناني جورج زيدان الذي لم تطأ قدماه الولايات المتحدة لكنه فكره تمكن من الوصول إليها، فللمرة الأولى تمت ترجمة كتاباته إلى اللغة الانجليزية لتخاطب القارئ الأميركي بلغة يفهمها.

[شريط مسجل]

جورج زيدان/ حفيد الكاتب اللبناني جرجي زيدان: أكثر الأميركان طبعا  لا يقرأ عربي روايات تاريخ الإسلام، فأحسن انه هذه الترجمات متوفرة للشعب الأميركي.

تعليق صوتي: اهتمام مكتبة الكونغرس  بجرجي زيدان جاء في فترة تشهد فيها المنطقة العربية متغيرات منذ حوالي عامين وتصادف أيضا مع مرور الذكرى 150 لميلاده، سفير الجامعة العربية السابق في واشنطن حسين حسونة الذي دعا المكتبة لإقامة مثل هذه البرامج عن المفكرين العرب يقول أن احتفال المكتبة بجرجي زيدان أشارت إلى كونه  بمثابة جسر بين الشرق والغرب.

[شريط مسجل]

حسن حسونة/ سفير الجامعة العربية السابق في واشنطن: للعرب مساهمة في الحضارة الغربية يعني وهو يؤكد على النهضة التي تقوم على التعددية وعلى التعامل بين كل فئات العالم العربي والإسلامي، فهو يرى أن لا تناقض بين القومية العربية والفكر الإسلامي ولكن هناك تكامل ومشاركة بين العالمين الإسلامي والعربي وهذا ما ننادي به.

تعليق صوتي: المشاركون في هذه الندوة أجمعوا بأنها خطوة نحو التعريف بإسهامات رواد النهضة العربية بالإرث الإنساني أملين أن يسهم ذلك في تغييب بعض الصور النمطية للعرب في أذهان الأميركيين.

[نهاية التقرير]

عبد الرحيم فقرا: وبه نسدل الستار على هذه الحلقة من برنامج من واشنطن أتتكم من نيويورك، يمكنكم التواصل معنا كالمعتاد عبر بريدنا الإلكتروني وفيسبوك وتوتير إلى اللقاء.