من اليمين : حافظ الميرازي - خالد داوود – جورج حشمة
من واشنطن

معتقل غوانتانامو

تناقش الحلقة قرار المحكمة العليا الأميركية الذي يعطي معتقلي غوانتانامو الحق في اللجوء إلى القضاء، وهل التزمت واشنطن بالقرار؟

– التغييرات التي طرأت على معتقل غوانتانامو
– غوانتانامو في أعين الصحافيين العرب


undefinedحافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن ونناقش فيها الجدل الدائر بشأن معتقل غوانتانامو الأميركي على الأراضي الكوبية، هذا الجدل مازال قائما خصوصا بعد أحدث تقرير صدر من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالدعوة إلى إغلاقه خصوصا وأنه غير مُجْدٍ حتى في مكافحة الإرهاب الجدل قائم هنا في واشنطن وقائم في الولايات المتحدة بدعوات حتى من رؤساء أميركيين سابقين وهو جدل يأتي وسط تأكيدات متجددة من إدارة الرئيس بوش بالأهمية الأمنية للمعلومات التي تستقيها من معتقل غوانتانامو وأيضا التأكيدات بحسن معاملتها لنزلائه.

[تقرير مسجل]

حافظ المرازي: لقد مر عام على قرار المحكمة العليا الأميركية والصادر في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران العام الماضي بأحقية المعتقلين في اللجوء للقضاء الأميركي رغم أنهم من غير المواطنين الأميركيين كما أنهم محتجزون خارج الأراضي الأميركية حيث يقع المعتقل على الأراضي الكوبية غير أن منتقدي الحكومة جاؤوا إلى نفس المكان إلى سلالم المحكمة العليا الأميركية من المدافعين عن الحقوق الدستورية والحريات المدنية ليعترضوا على أن شيئا لم يتحقق بعد.

مايكل راتنر – رئيس المركز الأميركي للحقوق الدستورية: لقد تصرفت الحكومة وكأن أمر المحكمة اقتراحا وليس أمر رسميا، هانحن بعد سنة من إصدار الحكم ولم يحصل أحد من المعتقلين على يوم واحد في المحكمة ولم يتمكن أحد من المعتقلين من تحدي أسباب احتجازه قانونيا، للأسف رغم أننا نفوز في المحكمة على المستوى الحقوق إلا أن المحكمة ليست فقط مفتوحة بل إن الحقوق الدستورية مطبقة في غوانتانامو، لكن المحكمة قامت بالمماطلة وحاولت أن تقاوم قرار المحكمة العليا وأمر الدستور الأميركي الذي يضمن للجميع الحق في الإجراءات القانونية المتعارفة.

حافظ المرازي: وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون بضرورة إغلاق معتقل غوانتانامو صونا لسمعة أميركا جدلا حزبيا بين الديمقراطيين والجمهوريين وهي تصريحات جاءت بعد دعوة الرئيس الأسبق جيمي كارتر بالمِثل إلى إغلاق المعتقل ولو على مراحل.

جيمي كارتر – الرئيس الأميركي السابق: أعتقد أنه ليس بالإمكان في الوقت الراهن إغلاق غوانتانامو على الفور فهذا أمر يجب أن يتم على مراحل. وخلال فترة من الوقت تواجد هناك العديد من الأشخاص، الآن هناك حوالي خمسمائة وعشرون شخصا وأعتقد أن لهم الحق في المحاكمة. وفي الحقيقة ما يقلقني هو وزير الدفاع الذي صرح بأنه لو حصل هؤلاء الأشخاص على محاكمة وثبتت براءتهم فلن يطلق سراحهم هذه ليست طريقة لمعاملة الناس.

حافظ المرازي: وقد أثار تشبيه منظمة العفو الدولية معتقل غوانتانامو الأميركي بمعتقلات الـ(Gulag) السوفيتية في عهد ستالين حفيظة الإدارة الأميركية التي صبت جام غضبها بالمثل على خصومها الديمقراطيين مثلما فعل كارل روف المستشار السياسي للرئيس بوش بانتقاده السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربن بدعوى أن تصريحاته عن غوانتانامو نقلتها الجزيرة على الفور وهو ما لم يحدث لكن لا مانع من نقلها إذاً، فقد استهجن السيناتور ما يحدث في غوانتانامو قائلا إنه يمكن أن يُصدق لو حدث في معسكرات النازية أو الـ(Gulag) السوفيتية أو الأنظمة المجنونة وهي تصريحات اضطُّر للاعتذار عنها حين اتهمه زملائه من الجمهوريين خصوصا بأنه يُهين بها القوات المسلحة الأميركية وبالتالي دُعي أعضاء الكونغرس من لجنة القوات لمسلحة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى زيارة معتقل غوانتانامو ليروا بأعينهم ما اعتُبر حسن معاملة للسجناء هناك بل ولتذوق الطعام الذي يأكل منه المعتقلون ويبدو أن الزيارة أفلحت فهذه النائبة من كاليفورنيا أبدت إعجابها بما رأته حين تحدثت الأربعاء الماضي في جلسة استماع بالكونغرس حول الأوضاع في غوانتانامو.

إيلين تاوشر– نائبة ديمقراطية من كاليفورنيا: أنا راضية عن زيارتي للمعتقل وأرى أن السيد رئيس الجلسة برع في محاولة إبراز ما أعتبره تقدما جذريا مما سمعناه عن غوانتانامو خلال السنوات الثلاث الماضية.

حافظ المرازي: وتحدث في الجلسة القائد العسكري المشرف على غوانتانامو الجنرال جاي هود مؤكدا على الأهمية الأمنية لمعلومات المخابرات التي تم الحصول عليها من المعتقلين وعدد المزايا التي يحصل عليها السجناء، خصوصا ما أسماه بالحرية الدينية وهو ما وافقه عليه أغلب النواب المتحدثين فتباروا في مدح غوانتانامو.

كين كالفيرت – نائب جمهوري من كاليفورنيا: أمر مثير للسخرية أن يكون غوانتانامو هو المكان الوحيد في كوبا الذي تُمارس فيه الديانات بحرية.

مادلين بورديللو – مندوبة ديمقراطية بالكونغرس من غوام: أُعجبت بشكل خاص وأنا من اللواتي تقفن في التفاصيل لنظافة المعتقل ومعاملة الأسرى، إنه نوع من المنتجع السياحي.

جويل هفلي – نائب جمهورية من كولورادو: لا أحد يريد دخول السجن لكن لو كان لابد من ذلك فيبدو لي أن غوانتانامو هو الخيار الأفضل.

حافظ المرازي: بَيْد أن منتقدي غوانتانامو من محامي الحقوق المدنية يرون أن العبرة ليست بالجولات المصطنعة التي تُنظم لأعضاء الكونغرس لرؤية المعتقل.

مايكل راتنر: أولا وقبل كل شيء الحقيقة هي أن أولئك الأشخاص مازالوا محتجزين منذ ثلاثة أعوام ونصف دون جلسة استماع، لا يهمني عدد أعضاء مجلس الشيوخ الذين ذهبوا إلى هناك فهذه هي الحقيقة ثلاثة أعوام ونصف وبأي حق يُحتجز أشخاص بوصية من الرئيس دون السماح لهم بالمثول أمام المحكمة؟ ثانيا أنا متأكد أن ما تفعله الولايات المتحدة في غوانتانامو هو إحضار مسؤولين وصحفيين وتمثيل ما يحدث. من المحتمل أنهم مثلوا إحدى جلسات الاستجواب. وهناك أدلة حصلنا عليها من وثائق تشير بأنهم فعلوا ذلك من قبل ليُظهروا صورة حسنة لأعضاء المجلس والصحافة، لكن ما نعرفه عن جلسات الاستجواب مختلف جدا، هناك أشخاص يُقيدون يُعرون ويتعرضوا للضرب وتغطية الرأس ومواجهة الكلاب. وليس بإمكاني أن أُفسر كيف صدّق ألئك المشرعون ما رؤوه.

التغييرات التي طرأت على معتقل غوانتانامو

حافظ المرازي: كيف صدّق أعضاء الكونغرس الذين زاروا غوانتانامو بأن هناك تغير قد حدث؟ ألا يمكن بالفعل أن يكون هناك قد حدث تغير؟ على أي حال كنا نتمنى أن يكون معنا أحد أعضاء الكونغرس الذين ذهبوا مؤخرا إلى معتقل غوانتانامو، لكن العضوة الوحيدة التي وافقت واتفقت معنا على الحضور وهي النائبة شيلا جاكسون لي من تكساس النائبة الديمقراطية اعتذرت في الساعات الأخيرة عن الحضور معنا، على أي حال ربما تكون هناك محاولة أو طريقة أخرى لنا لمعرفة هل تغير شيء في غوانتانامو، فالزميل الصحفي الذي زار غوانتانامو من قبل ليطلع على الأمور في جولة نظمتها وزارة الدفاع زارها مرة أخرى بعد أيام من زيارة أعضاء الكونغرس ومازال هو موجود فيها وهو الزميل محمد العلمي ويحدثنا الآن من غوانتانامو، محمد إلى أي حد هناك تغيير عن زيارتك السابقة بالنسبة لمعتقل غوانتانامو بالشكل الذي نقله أعضاء الكونغرس في هذه الجلسة؟ وإلى أي حد مسألة أنها قد تكون مسألة مصطنعة أو مفبركة لصالح أعضاء الكونغرس يمكن أن يكون اتهام له أساس في رأيك؟

محمد العلمي – موفد الجزيرة إلى غوانتانامو: ملاحظات شخصية أولا حافظ هناك بالفعل تغييرا بالمقارنة مع الزيارة التي أشرت إليها حافظ والتي قُمت بها لهذا المكان أواخر أغسطس/آب من العام الماضي، في ذلك الوقت كان التوتر حاضرا كانت هناك بداية محاكمة أوقفتها المحاكم الأميركية الفدرالية فيما بعد، كان من الصعب التحرك أو حتى التنفس بدون أن يكون هناك حارس إلى جانبك، الممنوعات طويلة القائمة طويلة جدا من الممنوعات، هذه الممنوعات خُفِّضت إلى حد ما ولكنها مازالت تمنع من الوصول إلى صلب القضية، أي الحديث إلى المعتقلين، تصويرهم، القائمون أو المشرفون العسكريون على هذه القاعدة يؤكدون المرة تلو الأخرى أنهم بالفعل يحاولون احترام المشاعر الدينية للمعتقلين وأنهم يعطوهم فسحة كافية للتعبد وللصلاة. هناك احترام لهذه الطقوس على مستوى الغداء إلى آخره. ولكن مرة أخرى لا يُسمح لنا بالحديث إليهم وحضرت في الزيارة الماضية جلسة استجواب مع أحد المعتقلين السعوديين هذه المرة حضرت مع أحد المعتقلين الأفغان والذي تبيّن لي بغض النظر هل كانت العملية تمثيلية أم لا أن التُهم الموجهة إلى المتهميْن معا ولو افترضنا جدلا أن تهم الحكومة تهم صحيحة فإنها لا ترقى بأي طريقة ممكنة إلى مستوى الاتهامات الرسمية التي يوجهها الرئيس ونائب الرئيس ووزير الدفاع بأن كل هؤلاء المعتقلين هم مجموعة من القتلة والسفاحين وبالتالي.. يعني حتى يتعارض مع ذلك إقدام السلطات العسكرية على إطلاق سراح بعض المعتقلين بين الفينة والأخرى مما يؤكد أن المعتقلين.. ليس كلهم..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ما هي التهم اللي تعتبرها ليست كبيرة التي سمعتها في الحالتين؟

محمد العلمي [متابعاً]: نعم، تهم المتهميْن معا لم يُتهما مباشرة بحمل أسلحة ضد الأميركيين ويمكن تلخيص أنهم أن حالتهما بأنهما كانا يوجدان في المكان الخطأ في الزمن الخطأ. بالنسبة لقضية التمثيل وإعداد مسرحية الاستجواب للمشرعين الأميركيين كنت قد طرحت هذا السؤال على الجنرال جاي هود المسؤول العسكري الأول عن القاعدة ويبدو أنه رفض الصيغة التي اعتبرها اتهامية في الأسئلة وأوقف المقابلة حينما سألته هذا السؤال ولو أنه رد عليه قائلا..

جاي هود: كلا هذا ليس صحيحا، ليس صحيحا على الإطلاق ونحن ولأي غرض كان لا نشرع في إجراء تحقيق بنية خداع أو تضليل أي جهة حكومة أميركية أخرى بشكل غير قانوني وآمل أن تفهم ذلك وهذا يُنهي محادثتي معك وأنا أسف حقا.

حافظ المرازي: محمد بالنسبة للجنرال جاي هود في مقابلتك معه ربما قبل أن ينفعل بهذه الطريقة ويسحب الميكرفون لسماع انتقادات تتكرر هنا وسمعناها في البرنامج من أحد محامي الحقوق المدنية السيد راتنر مثلا، هل نوقش موضوعات أو ناقشت معه موضوعات مثل نوعية الطعام الذي حصل عليه أعضاء الكونغرس، نوعية الغذاء، هل قارنت هذا مثلا أو كان هناك فرصة لسؤال المعتقلين إن كانت أي فرصة للقائهم أو محاميهم عن الفارق بين ما وجده أعضاء الكونغرس وما يحصل بالفعل؟

محمد العلمي: هذا من القضايا التي أثيرت أثناء وبعد زيارة الوفد، وفد المشرعين، بأن أحد المشرعين الجمهوريين قال إن المعتقلين وكأنهم في منتجع سياحي على الكاريبي يُعطَون الدجاج بالليمون وعلمت من بعض المحاميين أن موكله أبلغه أنه لم يرَ الليمون ولم يذق طعم الليمون منذ وصوله إلى غوانتانامو وحينما نقلت هذا الكلام إلى الجنرال هود رفض هذا أيضا. وكان هناك أيضا سؤال حول إعطاء المعتقلين الآيس كريم إذا ما وافقوا على الطلوع في التليفزيون وأكله أمام شاشات العالم ربما لتعزير هذه الصورة بأنهم يُعامَلون معاملة جيدة رفض ذلك أيضا وأكد على أن المعتقلين يُعامَلون معاملة إنسانية بغض النظر عن كونهم مجرمين ويسعون إلى قتل الأميركيين.

حافظ المرازي: الاتهام بالآيس كريم أيضا من أحد المحاميين عن هؤلاء المعتقلين، لكن هل محمد القضايا الأخرى المثارة حول غوانتانامو هل ترى في تناول الحكومة أو أسلوب تعامل وزارة الدفاع ومسؤولي المعتقل تغيرا عن السابق سواء من ناحية كونهم في موقع الدفاع، محاولة أن يُفسروا الأمور، مسألة الإفراج عن أكثر من مائتين من قبل من هذا المعتقل؟

محمد العلمي: وأكد لي الجنرال بالفعل بعد انتهاء المقابلة التي انتهت بطريقة مفاجئة أنه بالفعل سيتم إطلاق سراح بعض المعتقلين وهو ما يتنافى مبدئيا على الأقل مع الاتهام الجماعي لهم بأنهم كلهم من السفاحين، جوابا على سؤالك حافظ يجب التفريق ربما بين المؤسسة العسكرية المشرفة على هذا ويبدو أنها في نظر بعض المراقبين أُعطيت حبة بطاطس ساخنة جدا من السياسيين في واشنطن، يريدون التعامل بأفضل طريقة ممكنة حسب اعتقادي مع قضية غير جيدة، لا يريدون أن يُسألوا حول المحاكمات، حول لماذا يتم سجن هؤلاء بدون محاكمات عادلة وبدون سماع الأدلة لأنهم يعتبرون هذه قرارات سياسية تُتخذ في واشنطن وليس في غوانتانامو وأن مهمتهم هنا هي الحفاظ على أمن الولايات المتحدة بالحفاظ على هؤلاء وراء القضبان.

حافظ المرازي: الزميل محمد العلمي متحدثا من غوانتانامو للمرة الثانية في زيارته إلى هذا المعتقل للتعرف على الأوضاع هناك، محمد العلمي سبق أن تندّر للصحافة الأميركية وقال أنني قد أكون المحمد الوحيد فعلا الذي دخل إلى غوانتانامو وخرج منه، يبدو أنه المحمد الوحيد فعلا الذي عاد إلى غوانتانامو بعد أن زاره من قبل، شكرا لك، على أي حال مسألة غوانتانامو مسألة جادة للغاية نحن نتحدث عن خمسمائة أو حوالي خمسمائة وعشرين من أربعين دولة، نتحدث عن معتقلين مسلمين بالتحديد يمكنك أن تقول هذا معتقل المسلمين سواء أسميناهم المتهمين بالإرهاب من المسلمين أو غيرهم، لماذا يمر عام على صدور قرار المحكمة العليا الأميركية في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران من العام المنصرم دون أن يحدث تقدم كبير كما يقول منتقدو الحكومة بالنسبة لحالة هؤلاء؟ لماذا لم ينظر القضاء الأميركي في حالاتهم لو كان قد نظر فيها ما الذي حدث؟ وهل هناك فعلا حقوق أعطتها المحكمة العليا الأميركية لهؤلاء المعتقلين رغم أنهم من غير المواطنين الأميركيين وغير موجودين على أرض أميركية؟ هذا ما أناقشه في هذا الجزء من برنامجنا عن غوانتانامو والجدل حول إغلاقه مع اثنتين من ضيوفنا أو ضيفاتنا في البرنامج برنامج من واشنطن، في الأستوديو أرحب بالسيدة روث ويدجوود..

روث ويدجوود: (Thank you).

حافظ المرازي: أستاذة القانوني الدولي والدبلوماسي بجامعة جونز هوبكنز ولها العديد في الواقع من المناصب والمسائل التمثيلية الأخرى لعل ربما أبرزها أنها العضو الأميركي في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ضمن أشياء كثيرة لكن سنُركز على وضع كأستاذة بجونز هوبكنز، من نيويورك أرحب أيضا بالمحامية تينا فوستر وهي محامية حاليا بمبادرة غوانتانامو للعدل العالمي بالمركز الأميركي للحقوق الدستورية، أيضا تينا فوستر لها نشاط كبير في التنسيق بين الأربعمائة محامي الذين يدافعون عن معتقلين في غوانتانامو وعادت مؤخرا من العالم العربي وحضرت عدة مؤتمرات حول موضوع غوانتانامو، لعلي أبدأ مع السيدة أو البروفيسور ويد جوود بتفسيرك أنتِ هل هناك انتهاك حتى للقوانين الأميركية عام بعد صدور قرار المحكمة العليا الأميركية بأن هؤلاء من حقهم اللجوء للقضاء الأميركي، ما الذي حدث؟ هل هناك انتهاكات لحقوقهم وأيضا للقوانين الأميركية من جانب الإدارة أم لا؟

روث ويدجوود – العضو الأميركي في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: دعوني أُقيِّم موقفنا الآن فقد شغلت مناصب مختلفة مستشارة لحكومة الولايات المتحدة وكذلك للأمم المتحدة وأمامي واجبات قضائية تنتظرني في هيئات موزعة ولكنني سأحاول أن أبذل قصارى جهدي، أقرت المحكمة العليا من خلال حكمها الصادر في حزيران/يونيو 2004 بوجود آلية تصحيح تخول للمعتقل سؤال المحكمة بصحبة محام، بموجب أي سلطة وقع احتجازي استنادا إلى ما جاء في الميثاق الأعظم المُشرَّع في عهد الملك جون كنترا عام 1215 والذي يُقر بحق النظر في شرعية الاعتقال، لكن المحكمة العليا أصدرت حكما غريب الأطوار أقرت بوجود آلية للتصحيح ولكن بدون تحديد، فيما يخص الدعاوى المقدمة في حالة غوانتانامو لم توضح ما إذا كان التصحيح سيتم عبر القانون الدستوري أو القانون الدولي العُرفي أو اتفاقية جنيف أو عن طريق إعادة الصياغة لاتفاقية جنيف. لقد تركوا للمحاكم الصغرى وللحكومة مهمة التخمين عما كان يجول ببال المحكمة العليا حين أقروا بوجوب محاكمة مشروعة دون تحديد نطاق ومرجعية العملية نفسها. ما حصل منذ ذلك الوقت هو أن الحكومة أرست عملية كانت جارية من قبل على شكل جلسات لتحديد الهوية من خلالها يَمثُل كل معتقل أمام محكمة عسكرية ليُبرر ما كان يقوم به آنذاك في أفغانستان وما إذا كان يرغب في استدعاء شهود في حدود الممكن أو تقديم معلومات حصل عليها عن طريق عائلته أو أصدقائه التي تُبرر تواجده. ويقع تعيين ضابط عسكري كمساعد له لفهم حيثيات العملية وليُنظر في بعض الأدلة وفي أخرى تعد سرية لم يتمكن المعتقل من الإطلاع عليها ولكن أساسا هذه العملية تختلف عن المحاكمة الجنائية والتي تعتمد معيار بدون الشك المعقول وهو المعيار التقليدي المعتمد في الحروب التقليدية حين يلبس الناس بذاتهم العسكرية ويشيرون أنفسهم كمقاتلين، المعيار هنا يكمن من أرجحيه الأدلة بدرجة 51%، في حالة المحكمة العليا لم يكن المعيار واضحا ولكنه لم يكن أي شيء أقل من ذلك الذي أشارت إليه المادة 5 من معاهدة جنيف لسنة 1949. وقد أفضت بعض جلسات الاستماع الخاصة بالعدو المقاتل إلى الإفراج عن بعض المقاتلين وهو كما أعتقد شيء جيد. صحيح ليست عملية بالموصفات المطلوبة ولكنها على الأقل تُقدم شيئا، هل كان المقصود بها أن تكون عملية تقصي حقائق موضوعية؟ بالطبع لا، حتى يصعب القيام بتقصي الحقائق في خضم حرب عندما تخضع عمليات الاستخبارات إلى تقييم مستمر في ضوء حقائق جديدة ولكن أعتقد أن وجود عملية جارية هو شيء جيد في حد ذاته ومن السخرية أن يشوب طور تنفيذ قرار المحكمة خلل، ثانيا وقع ما أسميه إخلاء سبيل مشفوع بعهد الشرف، فهناك شاب اعترف بذهابه إلى أفغانستان لنقُل من أجل القتال وعُرض عليه أن يتخلى عن نية القتال مع الأخذ بالاعتبار بأنه ربما كان يافعا عندما التحق بالطالبان وأنه كان أحمقا وهنا يجدر القول بأنه يصعب التنبؤ بنهاية الحرب حتى في أفغانستان حيث عادت طالبان للبروز من جديد في منطقة الجنوب الشرقي. ونأمل أن يُسلَّم أكبر عدد ممكن من هؤلاء لبلدانهم مع وعد بأنهم لن يعودوا إلى القتال مجددا.

حافظ المرازي: سيدة تينا فوستر كيف من جانبك تري الصورة؟ ألا يوجد تحسن وإجراءات كما أوضحتها البروفيسور ويدجوود لنا هنا؟

تينا فوستر – محامية مبادرة غوانتانامو للعدل العالمي: لا من المهم أن نتذكر أن المحكمة العليا في السنة الماضية أقرت بأحقية أصحاب الدعوة من معتقلي غوانتانامو الذين تقدم بالنيابة عنهم مركز الحقوق الدستورية بالتمتع بحقوق المواطن الأميركي من حيث تقديم مطلب طعن في اعتقالهم وعرض دعواهم على المحاكم الأميركية. وإلى يومنا هذا لم يقع أي شيء من هذا القبيل، الأطراف الفاعلة في العملية التي تحدثت عنها الضيفة الأخرى تمتلك صِبغة قضائية ولم تُعر أهميةً لأصول المحاكمة المشروعة الجارية في الولايات المتحدة، لذلك لا أتفق مع القول بأن المحكمة العليا لم تكن واضحةً بشأن تحديد القانون الذي أقرت بانطباقه على معتقل غوانتانامو، إنها أقرت نفس القانون الذي كان نافذا لعدة قرون في القانون الدولي وعلى أرض الولايات المتحدة الأميركية، الإجراءات القضائية التي تتكلم عنها لا تُشبه في شيء عملية المحاكمة المشروعة المعروفة في العالم المتحضر.

"
عندما تحتجز مقاتلا في زمن حرب لا يعتمد نفس معيار الإثبات كما في المحاكمة الجنائية ناهيك عما تضيفه مصاعب القتال من تعقيدات
"
روث ويدجوود

روث ويدجوود: أعتقد أن هناك خلاف جدي يجدر بالضيفة أن تتطلع على نص الرأي الذي أصدرته المحكمة العملية المشروعة تشير إلى عملية الإيفاء بما هو مستحق، عادةً عندما تحتجز مقاتلا في زمن حرب لا تعتمد نفس معيار الإثبات كما في المحاكمة الجنائية ناهيك عما تضيفه مصاعب القتال من تعقيدات، بأي موجب تحتجزون هؤلاء؟ هذا ما طرحته المحكمة العليا على الحكومة ولكن في حالة حمدي والتي تتعلق بمواطن أميركي أشارت القاضية ساندرا دي أوكونور ومن السخرية أنها أعلنت تقاعدها اليوم وهي جمهورية معتدلة أنه حتى في حالة ياسر حمدي لربما يجوز إجراء جلسات تحديد الهوية أمام محكمة عسكرية وأن العملية برمتها لن ترقى إلى مستوى المحاكمة الجنائية في قانون العُرف الشائع الإنجليزي الذي لا يجيز قبول سوى الأدلة غير القائمة على الأقوال.

تينا فوستر: بعد الإذن أود التعليق، يمكننا أن نواصل الجدل حول محكمة القصد العليا فيما يخص دعاوى أصلية هي الآن رهن الاستئناف أمام محكمة الطعن بواشنطن دي سي التي حددت العملية الشرعية المطلوبة، برغم ذلك وفي الفترة الفاصلة لم يتسنَ لأي من هؤلاء أن يقدم دعواه للمحاكم الأميركية ولماذا وقع الإفراج عن كل المعتقلين من البلدان الغربية تقريبا بينما لم يُطلق سراح أيّ معتقلين من البلدان العربية أو المسلمة؟ بل احتُجزوا بموجب أدلة سرية هذا سؤال أوجهه إلى الضيفة، لماذا التمييز بين العالم العربي وغير العربي؟

روث ويدجوود: لا أعتقد أن هذا الكلام ينطبق على مائتين من المعتقلين الذي أُطلق سراحهم، حتما لم يكونوا كلهم من العالم الغربي البعض منهم كان من العالم العربي، هناك معضلة قائمة لا يمكن إعادة مقاتل إلى بلد يُعتقد أنه سيتعرض فيه للتعذيب وهذا ولّد حيرة لجهة إرضاء واجبين مختلفين، لا يمكنك إرساله للمعتقل واتباع سياسة كما تُعرَّف بالفرنسية عدم تسليم المعتقل خوفا من التعذيب فلا ترسله إلى مكان يُعتقد بتعرضه فيه لسوء المعاملة. والحكومة الأميركية محتارة في أمرها من ناحية لا يمكنها مواصلة احتجاز هؤلاء ومن ناحية أخرى لا يمكنها تسليمهم، فماذا سيكون مصير هؤلاء إذاً؟ وصحيح أنه ستة من أصل ثمانية من المعتقلين سُلموا إلى حكوماتهم بعد الحصول على وعد ومن هذه الأخيرة بمراقبة هؤلاء عن كثب كي لا يشكلوا خطرا. ولكن بالنسبة للشباب أو أولئك الأكبر سنا من رجال القاعدة وعندما تحاول أن تقبض عليهم قبل أن يُنفذوا فِعلهم تظل عملية المراقبة البسيطة لرجال الشرطة غير كافية لإحباطهم وهذا ما حصل فعلا مع عشرة من هؤلاء الذين عادوا مباشرةً إلى القتال في أفغانستان.

تينا فوستر: لا أؤمن بوجود قانون في أي مكان من العالم يسمح بأسر أو احتجاز الناس على خلفية الوقاية من جرائم في المستقبل، فالكثير من هؤلاء أُسروا في بلدان كالبوسنة والجزائر وقامبيا وزامبيا ولا أعرف أي قانون يسمح لرئيس الولايات المتحدة أن يأسر ويحتجز أناسا من كل أنحاء العالم لأجل غير مسمى بدون توجيه أي تهمة لهم فقط بسبب رغبته في منعهم من ارتكاب جرائم في المستقبل؟ لقد تعرفنا على بعض المعتقلين في غوانتانامو والتقيت بأفراد عائلاتهم وتحدثت مع البعض ممن أُطلق سراحه، هو أمر مثير للسخرية أن تذكري عدم تسليم المعتقل خوفا من التعذيب وعن وجوب اتخاذ الحكومة الأميركية لإجراءات تمنع تعرض الناس للأذى في بلدان أخرى بعد احتجازهم شرعيا، لقد أُرسل البعض منهم لبلدان أخرى ليلاقوا التعذيب فقط بسبب احتجازهم في غوانتانامو، عُذبوا بدون أن تُوجه بحقهم تهمةً ضمن عملية قانونية.

حافظ المرازي: الحوار من الممكن أن يستمر بالطبع بينكما ولكن معي بعض الدقائق في هذا الجزء ولو أسألكِ فعلا روث على هذه النقطة اللي أثارت إليها تينا وهي إذا كان موضوع الـ(Rendition) إرسال الولايات المتحدة واتهامها حتى في إيطاليا الآن الحكومة الإيطالية على عدد من الـ(CIA) ومن المخابرات المركزية الأميركية بأنهم اختطفوا رجل دين أو إمام من أصل مصري وبعثوه إلى بلده بتهمة أنه سيُعذب هناك للحصول على معلومات فكيف يمكن لشخص أن يقتنع بأن الحكومة التي تفعل هذا وتُرسلهم للتعذيب في دول هي خائفة أن تُطلق سراحهم من غوانتانامو لأنهم قد يذهبوا ليُعذبوا في دولهم؟ يعني هل مسألة الخوف من التعذيب هو الذي يمنع من أن عدد كبير من العرب وهم الذين مازالوا في غوانتانامو؟ هل هذا ما تقولينه؟

روث ويدجوود: لو حاول أحدنا أن يؤسس نظاما عادلا من الصفر لاختار إما إطلاق سراح شخص بعد أسره في المعركة فيعود إلى قتالك من جديد وبذلك تجعل رُحى الحرب تدور إلى الأبد أو أن تحتجزه بنفسك أو يمكن أن تُرجعه إلى بلده عند ذلك ينتظرنا واجب مقدس ألا يقع إرجاعه بنية تعريضه للتعذيب أو على الأقل بشبه يقين ألا يحدث ذلك، ما الذي يمكن أن تفعله إذا كان البلد معروفا بسجله السيئ؟ في هذه الحالة يتعين التصرف بنية طيبة تتوفر بعد حصولك على تطمينات من ذلك البلد بأن ذلك سيلقى معاملةً حسنة والتساؤل عن كيفية تحقيق ذلك هو كذلك أمر مشروع وها أنا أحاول أن أشرح الأمور بالمنطق المتعارف.

حافظ المرازي: سؤالي الأخير لكِ سيدة ويدجوود بتقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنه حتى من الناحية العملية لمكافحة الإرهاب أنت بالعكس أنت تُغذي شخص على كراهية أميركا أكثر وأنه يريد أن ينتقم منها حين يخرج، حين يضع شخص في مثل هذه الأقفاص وهذه المعاملة بغض النظر عنها ثلاث سنوات ونصف ماذا تنتظر منه حين يخرج؟ هل تؤيدين فكرة إغلاق غوانتانامو لأنه غير عملي حتى في مكافحة الإرهاب بافتراض أنهم إرهابيون أو مشروع إرهابيين؟

"
قانون الاحتلال يقضي بإمكانية اعتقال شخص بموجب الشك المحدد كما جاء في النص القانوني، ولهذا خضع هؤلاء للمقاضاة وفق معيار أدلة لا يستهان بها أدت إلى تصنيفهم كمقاتلين
"
روث ويدجوود

روث ويدجوود: أعترف أن قضية غوانتانامو باتت أعمق من مسألة حياة وباتت تشد الأنظار إليها بقوة المغناطيس السحري وحتما لا يوجد تبرير لأي انتهاك يكون قد حصل خلال الاستجواب هناك وفي هذا الصدد أتفق تماما مع تينا ولكن في ذات الوقت مازالت هناك حرب جارية ضد القاعدة وأُقر برأيي كل من جيمي كارتر وبل كلينتون ومنظمة الأمن والتعاون بأوروبا القائل بإغلاق قاعدة غوانتانامو، لكن كيف ستتعامل مع الناس الذين وقعوا في الأسر؟ لا أعتقد أنه يمكن القول عندما تدخل في حرب مع مجموعة أعلنت الحرب علينا وعلى أوروبا الغربية والأنظمة العربية كلها بأن الاحتجاز لا يجوز. وآخر مثال كإجابة على ما طرحته الضيفة الأخرى بشأن معاهدة جنيف الرابعة، قانون الاحتلال يقضي بإمكانية اعتقال شخص بموجب الشك المحدد كما جاء في النص القانوني وفي حالتنا هذه خضع هؤلاء لمقاضاة وفق معيار أدلة لا يستهان به أدت إلى تصنيفهم كمقاتلين.

حافظ المرازي: نعم، شكرا جزيلا لكِ يمكن كلمة أخيرة آخذها من ضيفتي في نيويورك السيدة تينا فوستر، يمكن في نصف دقيقة كلمة أخيرة منكِ؟

تينا فوستر: بشأن ما يجب فعله بعد غلق قاعدة غوانتانامو فإن الإجابة وبكل بساطة سهلة جدا، لو وُجدت أدلة قائمة ضد شخص تشير إلى ارتكابه ذنبا أو جرما فيتوجب مقاضاته أمام محكمة عادية وبغياب الأدلة ضد ذلك الشخص يجب الإفراج عنه وفي هذه الحالة بالذات لا أرى مبررا لتخلينا عن تقليد قانوني تواصَل منذ مائتي سنة.

روث ويدجوود: ولكن السؤال الصعب ماذا لو كان هناك 65% من الأدلة وليس 99%؟

حافظ المرازي: دعيني أنا أجيب على هذا السؤال بأنه (Beyond reasonable doubt) القضاء الأميركي إنه أن يكون الإنسان مذنب بشكل لا شك فيه فمعنى 65% أن هناك شك 35% بالمعايير الأميركية إذاً هناك شك في الإذناب، نحن لا نتحدث عن أنه بريء 100% ولكن نتحدث على أنه ليس مذنبا 100% إن صح لي أن أدلي بأي دلو في هذا الموضوع القضائي ولست خبيرا في القانون، على أي حال أشكر السيدة روث ويدجوود أن تكون معنا في الأستوديو شكرا جزيلا لكِ وأشكر أيضا من نيويورك السيدة تينا فوستر وبالطبع النقاش مازال دائرا على المستوى العالمي وهنا على المستوى الأميركي، يبقى لنا في الجزء الأخير من برنامج من واشنطن حوار مع اثنين من الصحفيين العرب الذين زارا غوانتانامو من قبل وكتبوا أو كتبا عنها في الصحافة العربية وملاحظاتهم خصوصا فيما يتعلق بعلاقة المعتقلين العرب في غوانتانامو بحكوماتهم ولكن بعد هذا الفاصل في برنامج من واشنطن.

[فاصل إعلاني]

غوانتانامو في أعين الصحفيين العرب

حافظ المرازي: الجدل حول معتقل غوانتانامو والدعوة إلى إغلاقه سواء من منظمات دولية ومن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو حتى داخل أميركا، دعوات من رؤساء أميركيين سابقين جيمي كارتر وبل كلينتون وتأكيد إدارة بوش على أن المعتقل مهم من حيث مكافحة الإرهاب كما تقول وبأنها تعامل السجناء بشكل جيد بتنظيم عدة زيارات للتأكيد على ذلك سواء لأعضاء من الكونغرس الأميركي عادوا ليصفه أحدهم بأنه أشبه بالمنتجع أو يقول الآخر السجن سيئ ولكن أن كان لابد من السجن فليكن مثل هذا السجن، ثم تنظيم زيارات للصحفيين حتى الرئيس بوش دعا إلى.. أو شجع الصحفيين للذهاب إلى غوانتانامو، هناك من الصحفيين العرب من ذهبوا والزميل محمد العلمي تحدث إلينا في بداية البرنامج من غوانتانامو في الزيارة الثانية له أيضا في زيارة سابقة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي مجموعة من الصحفيين العرب في واشنطن ذهبت إلى غوانتانامو للإطلاع على الأوضاع هناك ومنهم ضيفانا هنا في الأستوديو أرحب بهما الأستاذ جورج حشمة مراسل صحيفتي ديلي ستار وجوردان تايمز ورئيس رابطة الصحفيين العرب في واشنطن والزميل الأستاذ خالد داوود مراسل صحيفة الأهرام المصرية، خالد أعتقد أنت حصلت على جائزة من نقابة الصحفيين المصريين على ما كتبته عن موضوع غوانتانامو، ما الذي لفت انتباههم أكثر فيما كتبته ومختلِف في رأيهم عما كتب عن غوانتانامو في ملاحظاتك الشخصية كصحفي عربي؟

"
كان يتم لف بعض المعتقلين في العلم الإسرائيلي والأميركي كنوع من الإذلال، وحفظهم في غرف شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، مع الموسيقى الصاخبة
"
 خالد داوود

خالد داوود – مراسل صحيفة الأهرام المصرية في واشنطن: يعني هو في الواقع انتقاد للنظرية الأميركية القائمة عن إن نحن نقدم أحدث ما توصل له العالم من تكنولوجيا في السجون، يعني تلك النظرة الأميركية أنها طالما نقدم لك طعاما جيدا، نحفظك في مكان نظيف فيجب أن تكون سجين سعيد وطبعا يعني هذه مأساة كبيرة لأن الظروف التي يتم احتجاز فيها المعتقلين هناك التقارير الواردة عن التعذيب وإساءة المعاملة ليس فقط وفقا للمعتقلين أنفسهم ولكن لضباط مكتب التحقيقات الفدرالي وعاملين هناك ومترجمين تؤكد أنه يتعرضون للتعذيب للإهانة الجسدية والجنسية مذكرات الـ(FBI) ضباط مكتب التحقيقات الفدرالي أشارت كيف كان يتم لف بعض المعتقلين في العلم الإسرائيلي والعلم الأميركي كنوع من الإذلال، حفظهم في غرف شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، الموسيقى الصاخبة كل هذه الممارسات ذكرتها التحقيقات الأميركية نفسها، فنعم قد تكون الزنازين نظيفة ولكن لمَن يعيشون هناك يعيشون في ظروف غير إنسانية مطلقا لا يتم السماح لهم أحيانا بالخروج سوى خمس دقائق في اليوم في مساحات لا تتسع عن الزنازين التي أُقيموا فيها، فمن المؤكد أن هذه ظروف غير إنسانية مطلقا وتنتج ما أشرت له أنت سابقا من إرهابيون جدد وليس أناس يمكن إصلاحهم في مرحلة لاحقة.

حافظ المرازي: جورج أنت كتبت لديلي ستار على الأقل أيضا عن ملاحظاتك في غوانتانامو، هل أعجبك أي شيء أو يعني هل شيء.. في أي شيء لفت انتباهك حتى بلاش إعجاب؟

جورج حشمة – مراسل صحيفتي ديلي ستار وجوردان تايمز: كما ذكر الزميل والأخ خالد المكان نظيف، الأكل عظيم أما الحالة النفسانية الموجودة للسجين ما كنتش معقولة وخصوصا لاحظنا هذه في جلسة الاستجواب التي جرت لسجين سوري..

خالد داوود: جلسة محاكمة (Tribunal).

جورج حشمة: هذه بيسمونها المحكمة بس هي مش محكمة زي ما ذكرت الأخت فوستر قبل.. شرح موقفه بأن هو عمره 18 سنة لما توقف أبوه كان في أفغانستان يحارب ضد الاحتلال السوفيتي بعدين لما خلصت الحرب بعد وراه عائلته وراح إلى أفغانستان مع أمه و12 طفل من أولاد أبوه، كانت الموضوع كان مش معقول قال لهم أنا توقفت لا سامع بالطالبان ولا بأعرف شيء عن القاعدة أنا رجل بريء وبدي أطلع من هنا، هذه المحكمة بالنسبة لسوريا كانت أخذت رسالته ووجهة نظرة وإحنا سمعناها، ممنوع كنا نتحدث معه أو نأخذ أي حديث منه وطلعنا من الجلسة قالوا لنا لازم تطلعوا لأن هلا الجلسة سرية في..

خالد داوود: أدلة سرية.

جورج حشمة: أدلة سرية طبعا ما نعرفش إيه الأدلة وما زال أنا على ما أذكر إنه الشاب بعده موجود هناك وكان أبوه موجود أجا أبوه شاهد ضد ابنه يعني.

حافظ المرازي: هكذا يقول الاتهام العسكري بأن الأب سيشهد.

جورج حشمة: الاتهام العسكري أبوه عمره 44 سنة والشاب كان 18 صار هلا لما كنا إحنا في ديسمبر صار 21 سنة.

حافظ المرازي: طيب جورج يعني لماذا يدعونكم أنتم نظموا لك.. أنت نظمت هذه الدولة لمجموعة من الصحافيين العرب ليذهب لماذا إذا كان ما يُعرض لا يقنع أحدا؟

جورج حشمة: هن الفكرة هن ما دعونا إحنا طلبنا أو أنا طلبت شخصيا..

حافظ المرازي: نعم هل وافقوا وقدموا تسهيلات.

جورج حشمة: ووافقوا على الدعوة ورحنا خمسة أشخاص.

حافظ المرازي: هل يعتقدون أن في شيء حين تراه ستتغير وجهة نظرك؟

جورج حشمة: أيوه الفكرة إنه كنا ضيوف لأربعة، خمسة أيام إنه شاهدنا الأماكن كلها والحقيقة هي نظيفة وحلوة يعني ما في أي مشاكل فيها بس أنا أذكر كانوا غلطانين في تفكيرهم.

حافظ المرازي: خالد أنت بتقول إنه الشيء الجيد هو إنه سجن على الطريقة الإسلامية؟

خالد داوود: بالضبط يعني هل هي كانت القضية، انظر نحن نطعمه أكل حلال انظر عدد (Calories) أو السعرات الحرارية مساو لمثل هذه الأمور بالطبع كما يقول الأستاذ جورج يظهرون لنا قرآن وسبحة يعني فمن ناحية معينة كأننا لا نقرأ أي شيء آخر، فنحن نعرف أن القرآن موجود ولكن نعرف أيضا حوادث تدنيس القرآن، بس حافظ لو سمحت لي أنا عايز أقول حاجة مشكلة غوانتانامو إن هو نموذج مصغر لما تقوم به الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر، أن أميركا الآن أو الإدارة الحالية تحديدا تعطي نفسها الحق في اعتقال أي بني آدم في أي مكان في العالم واحتجازه في مكان سري دون أي اطلاع من سواء صليب أحمر أو إذا سمعنا عن المعتقلين الأشباح هذه هي المشكلة الحقيقية يعني نموذج مصغر بيتكرر..

حافظ المرازي: ماذا عن المفارقة اللي شرحتها تينا وروث في النقاش من قبل حول موضوع إنه المعتقلين العرب هم أسوأ الوضع في غوانتانامو، لا أحد يسأل عنهم في الغالب، لكن هناك على الأقل هناك في جمعيات للدفاع عن العرب أعتقد أنت كنت أثرت مع رئيس الوزراء المصري خالد في زيارته الأخيرة أحمد نظيف لواشنطن أثرت معه في المؤتمر الصحفي سؤال ورفعت أيدك بسؤال أنا أذكر عن موضوع هل ناقشتم موضوع غوانتانامو.

خالد داوود: عندنا التقى بوش.

حافظ المرازي: عندما التقى بوش ماذا كان تحديدا سؤالك يعني؟

خالد داوود: يعني هو اللي حصل رئيس الوزراء نظيف كان هنا في مصر في نفس اليوم الذي انتشرت فيه قصة تدنيس المصاحف في غوانتانامو وأنا بشكل عام مهتم بهذه القضية بالطبع فسألته حتى كمواطن مصري ورؤية جمعيات يمنية وكويتية وعُمانية كما أشرت أنت تعمل (Campaigning) ودعاية أيضا فسألته هل أنتم في مصر تريدون هؤلاء المعتقلين..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ستة أو سبعة من المعتقلين في غوانتانامو مصريين.

خالد داوود [متابعاً]: ستة أو سبعة الخارجية تقول أقل من تسعة يعني لا يعطينا رقم محدد لكن في مصر يقولون ستة أو سبعة.

حافظ المرازي: كان سؤالك هل تريدهم أو مصر تريدهم أم لا؟

خالد داوود: أنا مبدئيا أثرت هذه القضية مع الرئيس بوش يعني أنا متصور أي صديق للولايات المتحدة..

حافظ المرازي: رد عليك أولا بأنه القضية لم تُثر لأنها تناقش في قنوات أخرى لكن حين شددت عليه.

خالد داوود: أنا شايف إحنا كدولة مصرية لازم الناس ترجع يعني لما شددت عليه في ذلك فقال يعني ضاحكا.

حافظ المرازي: نستمع إلى ما قاله معنا مقطع صوتي لما قاله نستمع إليه، إجابته يتوقف الأمر على شكلهم إذا كنت أريدهم أو لا أريدهم ما المقصود الناس بتضحك على..

خالد داوود: أعتقد أنه يمزح بعض الشيء يعني للأسف الشديد الحكومة المصرية ربما..

حافظ المرازي: يعني إذا كان شكلهم غير ولاد ناس مثلا عفوا جورج تفضل؟

جورج حشمة: الحقيقة اليوم في خبر من القاهرة إنه وزير الداخلية المصري طالب إنه أميركا تعطيهم لائحة بالمصريين الموجودين في غوانتانامو والدلالة على ذلك..

خالد داوود: دي المشكلة الحقيقية يعني يا أستاذ جورج هناك زيارات قامت بها كافة أجهزة المخابرات العربية لمعتقل غوانتانامو لزيارة المعتقلين الخاصين بهم سواء السعوديين أو المصريين أو الأردنيين، فده عدم المعرفة دي مشكلة، يمكن الأستاذ جورج أشار في البداية لحالة المواطن السوري اللي إحنا حضرنا المحاكمة السورية بتاعته هي سوريا بكل تأكيد يعني عارف القاضي والمحامي والمدافع هو نفس الشخص ولكن هو قال شيء في النهاية يعني قال ماشي أنا ما عنديش أمل إن أنتم تفرجوا عني من غوانتانامو بس لو أفرجتم عني ما ترجعونيش سوريا يعني فأعتقد إن يمكن ده عامل من ضمن العوامل ماذا ستفعل بعض الحكومات العربية بمعتقليها لو تم الإفراج عنهم هل ستكون معاملتهم أسوأ مما هو عليه الحال في غوانتانامو أو لا؟

حافظ المرازي: لكن رد فعلك ربما على الإجابة التي استمعت إليها إنه سأقرر إن كنت أريدهم أو لا أريدهم إذا قرأت.. هذا يتوقف على شكلهم يعني ما المقصود يعني؟

خالد داوود: يعني أنا أعتقد إنها يعني زي ما بيقولوا غلبه التوفيق في هذه الإجابة على ما أعتقد لأنه أي مسؤول حكومي في أي بلد وأنا كمواطن مصري عايز أشعر إن حكومتي هتدافع عني في أي مكان لو أنا معتقل مهما كانت التهمة بتاعتي ولذلك أعتقد إن هو كان رد فعل سلبي للغاية.

حافظ المرازي: كلمة أخيرة.

جورج حشمة: بس من المخجل هو من المخجل إنه أميركا سلمت لدول عربية ومنهم مصر والأردن وحتى سوريا من المعتقلين لا نعرف عنهم شو صار فيهم في مصر ولا في الأردن ولا في سوريا، سوريا في شخص أطلقوا سراحه بعدين ذهب كان رجع لكندا لأن هو معه الجنسية الكندية، هذه الشغلة الدول العربية مش لازم نسمح لهم تجاهل هاي القضية كليا والصحافة في العالم العربي أرجو إنها تثير هاي القضية في صحفهم، هالمعتقلين اللي أعطتهم أميركا.. ما يقولوا هنا إنه للتعذيب لأن هذه الدول تسمح للتعذيب هذه هي قضية مشينة للعالم العربي.

خالد داوود: وأنا في نفس الوقت يعني إذا كان ليا حاجة أولا يعني زي ما في جمعيات في دول عربية عديدة ومصر لها.. الدفاع أتمنى إنه إذا كانت الحكومة عندنا في مصر مش عايزة تهتم أوي بقضية المعتقلين دول يبقى في جهود شعبية تشكيل لجان زي ما بيحصل في الدول الثانية من أجل الدفاع عن هؤلاء المواطنين كعرب كمسلمين وضرورة خروجهم من هذا المكان الكئيب اللي فعلا أشبه بمعسكر العمل القسري كما قالت الـ..

حافظ المرازي: شكرا جزيلا لكم وأتمنى أيضا أن يكون هناك زيارات للمعتقلات العربية من صحفيين..

خالد داوود: ياريت على الأقل ده الحجم الكبير طبعا..

جورج حشمة: بنبعت صحفيين أميركان مش عرب.

حافظ المرازي: صحفيين أميركان على الأقل يُسمح لهم للعودة أو للخروج، شكرا جزيلا جورج حشمة وخالد داوود بالطبع كتعقيب على بعض برامج سابقة لنا برنامج الذي قدمناه عن في اليوم العالمي للاجئين العشرين من يونيو/حزيران وقدمنا فيه تقرير للجنة الأميركية وتقييمها لدول العالم في معاملة اللاجئين ولبنان كانت للأسف أخذت أدنى الدرجات في معاملة اللاجئين الفلسطينيين، منها موضوع عدم السماح للفلسطينيين هناك بالعمل، لبنان أخذت قرارا جريئا أو وزير العمل لديها بالسماح بخمسين وظيفة للفلسطينيين المولودين في لبنان بأن يشغلوا فيها قد تكون وظائف يدوية أو بسيطة كبوّاب أو كاتب أو إداري أو غيرها، لكن مازال هناك وظائف مهنية غير مسموح بها لكنها خطوة على الأقل جيدة نتمنى ربما أيضا قانون عدم السماح لهم بالتوريث أو التمليك أن يُرفع كما نتمنى أيضا كما أُثير في الحلقة وقتها موضوع وثيقة السفر المصرية للفلسطينيين أن يُسمح لهم بالعودة احترام البلد الذي تصدرها بأن تسمح لها بالدخول إليها دون تأشيرة إن كانت وثيقة السفر من نفس البلد هناك أيضا عدة رسائل من البريد الإلكتروني بعضها يشكر البرنامج البعض متضايق أننا استضفنا مثلا ستيف إمرسون الكاتب الأميركي المتخصص في الكتابة عن العرب واتهامهم بالإرهاب ويقول هل اعتقدتم أنكم (Fox News) أو محطة فوكس لا تستضيف مثل هؤلاء الناس أريد تفسيرا لذلك، نقول طالما أنت محصن وتعرف حقوقك لماذا لا تستمع إلى وجهة النظر الأخرى؟ الأخ يوسف أبو نيجي يشكرنا ويقول إنه متابع للبرنامج ومتابع لبرامج أخرى قدمتها من قبل في الشبكة العربية الأميركية ويسأل لماذا لا تدعم الجالية سامي العريان؟ ويسأل هل هناك أي موقع على الإنترنت لدعم سامي العريان للحصول على العدالة وقضيته؟ هناك www.freesamialarian.com من خلال هذا الموقع يمكن أن يتعرف على الكثير، هناك سيدة كتبت تقول إنني قد سكت على سعد الدين إبراهيم حين قال آراء من موضوع الديمقراطية ومصر فلماذا تُبدي رأيك جلست صامتا ولم تُبدِ رأيك لماذا؟ ثم هناك مشاهد يقول لماذا تُصر دائما على عدم إبداء رأيك؟ كل الناس لهم آراء فلماذا أنت يبدو أنك خائف من الأميركيين لذلك لا تبدي رأيك؟ ويصف نفسه بأنه مشاهد مصري لا يحب الهراء ومتضايق من برامجنا التي تتناول موضوع مصر ويطلب من الجزيرة أن تستطلع هذا البرنامج وترى مدى قيمته وإن كان غير محبوب أن تُلغيه هذا أرجو أن يكون وصلهم طلبك وبالطبع هناك الأخ أيمن من نيويورك يدعم البرنامج ويقول أي شيء أو عمل يمكن أن يساعد في هذا البرنامج من خلاله، أشكركم جميعا وأعدكم بأننا سنقدم وجهات نظركم وأن تقولوا ما ترونه في البرنامج وأشكر فريق البرنامج في

الدوحة وهنا في العاصمة واشنطن ومع تحيات الجميع وتحياتي حافظ المرازي.