من واشنطن / صورة عامة
من واشنطن

أحداث سبتمبر وانعكاساتها على الانتخابات الأميركية

تتحدث الحلقة عن تأثير أحداث سبتمبر وانعكاساتها على الانتخابات الأميركية، ما مصلحة المسلمين الأميركيين في التصويت لباراك أوباما؟

– مواقف أوباما ومصالح المسلمين في التصويت له
– ذكرى أحداث 11 سبتمبر وتأثيرها في الانتخابات
– النسق الفلسفي لكل من المرشحين في حملتيهما

عبد الرحيم فقرا
عبد الرحيم فقرا
 كيث أليسون
 كيث أليسون
ريتشارد وايتز
ريتشارد وايتز
 فواز جورجس
 فواز جورجس

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا في حلقة جديدة من برنامج من واشنطن.

[شريط مسجل]


جورج بوش/ رئيس الولايات المتحدة الأميركية:  منذ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أخذنا المعركة إلى الإرهابيين في الخارج حتى لا نواجههم على أرض الوطن وبفضل رجالنا الشجعان وبفضل كل من يعملون لضمان أمننا لم يحدث هجوم آخر ضد أراضينا لأكثر من 2577 يوما.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: الرئيس جورج بوش خلال مراسم إحياء الذكرى السابعة لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، للمرة الثانية منذ وقوع تلك الهجمات في كل من نيويورك وواشنطن تحل ذكراها في غمرة الموسم الانتخابي الرئيسي في الولايات المتحدة، أحد الفروق الجوهرية في هذا الصدد بين انتخابات عام 2004 والانتخابات الحالية هو التراجع الملحوظ في ملف الإرهاب كما يتعارف عليه الأميركيون في حملة هذا العام مقارنة بانتخابات عام 2004.

[تقرير مسجل]

المعلق: أصداء حرب العراق وأفغانستان كملف ارتبط ارتباطا وثيقا بأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في سياسة الرئيس جورج بوش خفتت في الحملة الانتخابية الحالية خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية حتى مع اقتراب وحلول الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وقد ذهب كل من جون ماكين وباراك أوباما إلى حد بعيد هذا العام باتجاه تخفيف الوطء على أرض استغلال تلك الذكرى في تحقيق منافع انتخابية وقد يكون ذلك احتراما لذكرى الضحايا لكن أيضا حسب بيتر باينارت لأن المشهد تغير منذ عام 2004.


بيتر باينارت/ كبير الباحثين في المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية: تخوض أميركا حربين في كل من العراق وأفغانستان ولهما دلالة أكثر ثورية عند الناخبين اليوم من الإرهاب لأننا ابتعدنا مسافة كبيرة عن تجربة الحادي عشر من سبتمبر.


المعلق: بيد أن الابتعاد عن تلك التجربة لا يعني بالضرورة أن حملتي المرشحين خاصة حملة جون ماكين قد ابتعدتا عن ربط العراق بأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كما بدا واضحا عندما خطبت سارة بايلن المرشحة لمنصب نائبة الرئيس في فوج من الجنود الأميركيين يستعد للتوجه إلى العراق ويشمل ابنها.

سارة بايلن/ المرشحة الجمهورية لمنصب نائبة الرئيس: ستكونون هناك لحماية الأبرياء من أعداء خططوا لموت آلاف الأميركيين ونفذوه واغتبطوا به، ستكونون هناك لأن أميركا لا يمكن أبدا أن تعود إلى ما كان لها من شعور زائف بالأمس قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.


المعلق: هذه التصريحات جاءت في أعقاب ما أعلن عنه الرئيس جورج بوش الأسبوع الماضي من خفض مرتقب للقوات الأميركية في العراق ممهدا الطريق لجون ماكين لكي يعاود انتقاداته لباراك أوباما في هذا الشأن.


جون ماكين/ المرشح الجمهوري للرئاسة: السيناتو أوباما رفض الاعتراف بخطئه حول رفع عدد القوات الأميركية في العراق وقال إن ذلك الإجراء لن ينجح لكن بفضل الجنرال باتريوس وهؤلاء الشبان الأميركيين الشجعان نحقق النصر في العراق ونعود إلى بلادنا مشرفين.


المعلق: أما أوباما الذي كان قد عارض غزو العراق منذ البداية فقد ظل على موقفه حتى بعد تراجع وتيرة أعمال العنف وانخفاض عدد القتلى الأميركيين هناك، مشيرا في كل مرة إلى أن أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر ترتبط بأفغانستان وليس بالعراق وإلى تنظيم القاعدة قد داخل الأراضي العراقي بعد الغزو وليس قبله.


باراك أوباما/ المرشح الديمقراطي للرئاسة: إن ما لا يفهمه الرئيس بوش وجون ماكين هو أن الجبهة الرئيسية للحرب على الإرهاب ليست ولم تكن أبدا في العراق بل هي في أفغانستان وباكستان من حيث هاجمنا الإرهابيون في الحادي عشر من سبتمبر وما زالوا يخططون لمهاجمتنا.

[نهاية التقرير المسجل]

مواقف أوباما ومصالح المسلمين في التصويت له


عبد الرحيم فقرا: سياسة الرئيس جورج بوش في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كانت لها شعبية كبيرة في الولايات المتحدة لكنها أثارت كذلك جدلا حادا ارتبط لاحقا بالعديد من الملفات من بينها غزو العراق ومسألة الحريات المدنية، وإذا كانت العديد من قطاعات الشعب الأميركي قد انتقدت إدارة الرئيس جورج بوش في هذه المسألة فقد وجدت تلك الانتقادات أصداء قوية عند المسلمين الأميركيين، فبعد موجة الابتهاج الذي أثاره ترشح باراك أوباما لمنصب الرئاسة عند هؤلاء يشعر بعضهم حاليا بخيبة أمل إزاء ما يصفونه بمحاولات حملته النأي به عنهم خوفا على حظوظه في الفوز على غريمه الجمهوري جون ماكين لكن في لقاء خاص مع الجزيرة دافع العضو المسلم في الكونغرس كيث أليسون عن مرشح حزبه للرئاسة وقد بدأ أليسون اللقاء بالتعليق على تزامن الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر والحملة الانتخابية في الولايات المتحدة.

[شريط مسجل]


كيث أليسون: أولا دعني أقول أهلا وسهلا ومرحبا، السلام عليكم وعلى كل مشاهديكم، لقد كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول حدثا فاجعا للولايات المتحدة، بكل تأكيد نحن استعدنا عافيتنا، رتبنا نيويورك وأعدنا بناء البنتاغون لكن نفسية الشعب اهتزت لذلك هذا حدث نتوقف عنده كلنا ونتذكر الأحبة الذين فقدوا، لقد فقدنا أميركيين من أصول لاتينية، فقدنا مسلمين أميركيين، فقدنا أميركيين سودا وبيضا، كل شرائح شعبنا طالتها الفاجعة وتكبد الجميع الخسائر وأعتقد أن الشعب بأكمله يتذكر ذلك خاصة وأن العهد لم يطل.


عبد الرحيم فقرا: الآن مقارنة بما حصل في انتخابات 2004 كان ملف مسألة الإرهاب لا يزال حيا في ذاكرة الأميركيين وبالتالي غطى الموضوع على جوانب عديدة من جوانب الحملة الانتخابية آنذاك، هذه المرة نلاحظ تراجعا في مسألة التركيز على الإرهاب والأمن القومي في الحملة الانتخابية، كيف نفسر ذلك؟


كيث أليسون: بالطبع فإن الزمن دائما ما يضع الأحداث في سياقها التاريخي لكن الجراح لم تلتئم بعد، ليست مفتوحة كجراح الأحداث الأقرب عهدا، اليوم أعتقد أن الناس مهتمون بالاقتصاد فقد وصلت البطالة إلى 6,1% وهي أعلى نسبة منذ خمس سنوات ودخلنا في أزمة القروض العقارية الناتجة عن انهيار نظام الائتمان العقاري، فالناس يركزون على ذلك ببالغ الانشغال. لكن الناس يركزون أيضا على ما يحدث في العراق وأعرف أن دائرتي الانتخابية تهتم بهذا الموضوع وتريد أن تتأكد من أننا لن ندخل في صراع جديد فنحن قلقون من اللغة التصعيدية وطبول الحرب التي تقرعها إدارة الرئيس بوش ونحن نناشد بلدنا أن يتوخى لغة الحوار والدبلوماسية والتفاوض.


عبد الرحيم فقرا: سيد أليسون طبعا أنت شخصيا ديمقراطي مسلم وأسود، ماذا تعني هذه العناصر في سياق الحملة الانتخابية الحالية؟


كيث أليسون: يريد كلا المرشحان أن يفوز بالطبع، أنا أفضل باراك أوباما لكن ليس بسبب العرق، أنا أفضل أوباما نظرا لموقفه كمعارض للحرب في العراق من البداية ونظرا لدعوته لتدابير اقتصادية من شأنها أن تساعد الطبقة الوسطى والفقراء وأولئك الذين هم حقا بحاجة إلى المساعدة، من المهم بمكان أن نذكر أنه سنة 2000 كان المدير العام لشركة ما يتقاضى أربعين ضعفا لما يتقاضاه عامل متوسط في سنة 2005، لا، لا، عفوا، لقد كان الرئيس المدير العام لشركة ما يتقاضى أربعين ضعفا لما يتقاضاه عامل متوسط سنة 1980 لكن في سنة 2005 صار معدل راتب الرئيس المدير العام يصل إلى 411 ضعفا لراتب عامل متوسط، إذاً توسعت الفوارق وانعدم التكافؤ وشمل هذا الناس من كل الخلفيات، لذا أنا أساند باراك أوباما لأنه يقف إلى جانب الكادحين والطبقة الوسطى ويريد للجميع أن تكون لهم فرصة في هذا الاقتصاد وأعتقد أنه بإمكاننا أن نعتمد عليه ليجنبنا حروبا حمقاء كان علينا أن نتجنبها منذ البداية، وأعتقد أنه في حالة وجدت الولايات المتحدة نفسها في صراع يحتم عليها أن تدافع عن نفسها فإنه سيلجأ إلى الدبلوماسية لمحاولة حلحلة المسائل ثم سيكون له إستراتيجية جيدة للنجاح في حالة لزوم استعمال الخيار العسكري لكن ذلك سيكون الخيار الأخير عكس الإدارة الحالية.


عبد الرحيم فقرا: الآن العديد من المسلمين الأميركيين بما فيهم أنت كيث أليسون ليست لديهم مشكلة مع كون باراك أوباما يدين بالديانة المسيحية ولكن لهؤلاء العديد من المشاكل مع أوباما لأنههم يشعرون أنه يحاول أن ينأى بنفسه عنهم في هذه الانتخابات، ماذا يعني ذلك لك أنت كعضو في الكونغرس يدعم باراك أوباما ولك ناخبين من المسلمين مثلا في مينيسوتا من الصوماليين؟


باراك أوباما يتطلع إلى مشاركة أناس من كل الأديان والثقافات في حملته، ويناشد المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وأية ديانات أخرى أن يشاركوا في حملته

كيث أليسون: أعتقد أن باراك أوباما يتطلع إلى مشاركة أناس من كل الأديان والثقافات في حملته، إنه يناشد المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس وأية ديانات أخرى أن يشاركوا في حملته، أما باراك أوباما بنفسه لا أعتقد أنه نأى بنفسه، لقد شاركت في حملته وأنا أناشد الجميع من الذين يسمعونني أن يساندوه أيضا، لكن دعوني أقل إنه في وقت ما من حملته كان هناك بعض الهلع لدى الساهرين على حملته نتيجة الهجومات التي تعرض إليها من قبل اليمين المتطرف الأميركي والذين زعموا كاذبين أنه كان مسلما بغرض تخويف الأميركيين منه وحاولوا تحريك مشاعر التنافر الديني لدى الشعب لذا فقد كان هناك بعض الهلع لدى حملته في بعض الأحيان ولكنه تدخل وصحح المسار وقال بوضوح إنه يريد مشاركة الجميع في حملته لذا لا أعتقد أنه نأى بنفسه عن الشريحة المسلمة، أعتقد أنه أفضل مرشح للمسلمين والمسيحيين واليهود وسائر الشرائح الاجتماعية، وأنا سأعمل قصارى جهدي لأرى باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، أنا متحمس جدا في مساندتي له وأعتقد أنه سيناتور عظيم وسيكون رئيسا متفوقا أيضا إن شاء الله.


عبد الرحيم فقرا: الآن بالنسبة للمسلمين الأميركيين هل تعتقد أنه حتى من الحكمة أن يدعموا دعما كاملا باراك أوباما بدلا من أن يقسموا دعمهم ويذهب شطر منهم مع باراك أوباما والشطر الثاني مع الجمهوريين، مع جون ماكين تحديدا؟


كيث أليسون: كلا، أعتقد أن جون ماكين سيكون وبالا على الولايات المتحدة بما فيها على المسلمين الأميركيين، أعتقد أنه قد يقودنا إلى الحرب وقد صرح أنه يريد البقاء في العراق لمائة سنة، أما عندما سئل عن الاقتصاد قال إنه لا يفهم الكثير في الأمور الاقتصادية، أعتقد أن ماكين هو خيار سيء للجميع بما في ذلك المسلمين، لذا فأنا أناشد الجميع ممن يرون أنني أمثل أي شيء جيد لهم أن ينتخبوا باراك أوباما.


عبد الرحيم فقرا: طبعا بالنسبة للعديد من المسلمين الأميركيين أحد الأسباب الرئيسية التي سيصوتون حسب ما يقولون بسببها لصالح باراك أوباما هو مسألة الحريات المدنية خاصة في عالم ما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر ولكن باراك أوباما صوت في الكونغرس لصالح قانون فايسا ومسألة التنصت على الأميركيين وبالتالي قد يجادل ليس هناك اختلاف كبير في العديد من جوانب السياسية بين باراك أوباما وجون ماكين؟


كيث أليسون: هناك فوارق عديدة، الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيعين ثلاثة أعضاء للمحكمة العليا، والمحكمة العليا الآن تتناول مسائل مثل غوانتنامو وقانون الأمر بالمثول وحقوق الحريات وحقوق الخصوصية والقرارات التي ستتخذها المحكمة العليا على مدى السنوات القادمة ستؤثر على الولايات المتحدة ربما على مدى القرون القادمة، إذاً هذا الأمر يمثل بمفرده سببا كافيا لاختيار رئيس هو في الأصل أستاذ في القانون الدستوري ويفهم أهمية الدفاع عن الحقوق المدنية وحقوق الإنسان والحريات المدنية وحقوق الخصوصية، وعلاوة على ذلك فإن باراك أوباما كان معارضا للسياسات في العراق وقد عارض غزو العراق منذ البداية وأنا أثق به ليجنبنا الدخول في الحرب المقبلة التي علينا أن لا ندخل فيها، أعتقد أنه سيكون حكيما في استعمال القوة العسكرية وسيفضل الدبلوماسية على عكس ما هو الحال بالنسبة لجون ماكين.


عبد الرحيم فقرا: أريد أن أعود بعد قليل لمسألة العراق لكن قبل ذلك أظل في مسألة فايسا، مدى التزام باراك أوباما بأي موقف من المواقف، واجه اختبارا في مسألة فايسا فعندما اشتد الحال والشعور بالقلق من أنه إذا لم يصوت لصالح فايسا فقد تكون لذلك تداعيات على موقعه في الانتخابات صوت لصالح فايسا، وبالتالي مسألة التزامه بالمبادئ محط تساؤلات كما يبدو.


كيث أليسون: أنا أتمنى أن لا يصوت الناس من منطلق مسألة واحدة، هناك عدد كبير من القضايا يدلي الناس بأصواتهم حولها، السياسة الاقتصادية وأزمة السكن ومسائل متعددة منها مسائل الحرب والسلم والسياسة تجاه إيران وغيرها، قد يجد المرء قضية ما يختلف فيها مع أوباما وينتخب رئيسا بناء على تلك القضية المنعزلة، ما نقترحه هو أن ننظر إلى القضايا بمجملها وأن نفهم مدى حاجتنا إلى اتخاذ القرار الصائب. نحن بحاجة إلى رئيس سيقف مع الطبقات الكادحة ومع أولئك الذين يريدون حماية الحريات المدنية والخيار المدني وأعتقد أن باراك أوباما هو الخيار الأفضل، أنا أناشد الناس أن لا يبنوا اختيارهم على قضية منعزلة لا يتفقون حولها مع المرشح.


عبد الرحيم فقرا: في ملف العراق الآن قبل بضعة أشهر كان باراك أوباما يعول على الوضع الذي كان مهتزا جدا في العراق آنذاك ليخدمه في موقعه في الانتخابات ضد الجمهوريين، الآن الوضع في العراق تحسن، عندنا شاعر عربي اسمه أبو الطيب المتنبي يقول:

ومن يجعل الضرغام بازا لصيده

تصيده الضرغام فيما تصيدا

هل تصيد الوضع في العراق باراك أوباما وانقلب عليه بعد أن كان يعول عليه في الفوز في الانتخابات؟


كيث أليسون: لا أتفق أن زيادة عدد القوات كان ناجحا أعتقد أن عدد القوات الأميركية في العراق لم يتغير علاوة على ذلك فإن حركة الصحوة التي انطلقت في الأنبار كانت قد انطلقت قبل رفع عديد القوات في العراق، ومن المهم بمكان أن نشير أيضا إلى أن العنف الذي ساد بغداد تقلص الآن لأن التنقية العرقية التي حصلت في تلك المناطق قد حققت أهدافها وانتهت، أما في الجنوب فقد كان الأمر بيد زعامات شيعية قررت وقف القتال فانخفض العنف ولكن العنف متواصل في العراق كل يوم هناك أنباء بصفة يومية عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في العراق فالعنف لم يتوقف في العراق والتقلص الذي حصل لا يمكن أن نعزيه إلى رفع عديد القوات، لقد بدأ هذا التقلص لأسباب داخلية لا علاقة لها برفع عديد القوات، فجون ماكين هو الذي يحاول ترويج فكرة أن رفع عديد القوات هو الذي أفضى إلى تقلص العنف في العراق وهذا غير صحيح وعلى كل حال فإن العنف لم يتوقف في العراق وهو كان قد ساند غزو العراق منذ البداية وقد عارض باراك أوباما ذلك الغزو منذ البداية وذلك ما يجب علينا أن لا ننساه.


عبد الرحيم فقرا: لكن بصرف النظر عن الأسباب التي أدت إلى ما يوصف بتحسن الوضع الأمني في العراق، باراك أوباما لم يعد لديه مرتكز العراق ليستخدمه في الانتخابات؟


كيث أليسون: بالعكس أعتقد أن لديه الأسبقية، خلال الانتخابات الأولية سئل هل ستتفاوض مع أعداء أميركا دون شروط مسبقة؟ قال نعم. وقد واجه العديد من الانتقاد حول ذلك التصريح ولكني أعتقد أنه انتصر في نهاية المطاف، الأميركيون يرغبون في حكومة تحاول حل الأزمات والنزاعات على طاولة المفاوضات وليس في ميادين الحروب وأعتقد أنه سيقوم بذلك على عكس جون ماكين.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: كيث أليسون العضو الديمقراطي المسلم في مجلس النواب بالكونغرس. بعد الفاصل الترهيب والترغيب في فلسفة كل من جون ماكين وباراك أوباما الانتخابية.

 [فاصل إعلاني]

ذكرى أحداث 11 سبتمبر وتأثيرها في الانتخابات


عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مجددا في برنامج من واشنطن. "الظهور المشترك لكل من السيناتورين جون ماكين وباراك أوباما في موقع الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في نيويورك لن يحي الذكرى السابعة للهجمات وحسب ولكنه سيمثل أيضا لحظة نادرة في الحملة الانتخابية يركز فيها المرشحان على الإرهاب وهي قضية تراجع بروزها عند الناخب الأميركي في الوقت الذي خفتت فيه ذكرى الحدث الفتاك في ذاكرة الشعب الأميركي" هذا المقتطف مأخوذ من مقالة لمايكل أبروموفيتس في صحيفة واشنطن بوست يوم الحادي عشر من سبتمبر لهذا العام. يسعدني أن أستضيف كل من ريتشارد وايتز مدير مركز التحليلات السياسية والعسكرية في معهد هدسون ومن نيويورك أستضيف فواز جرجس كرسي كريستشن جونسون للدراسات الدولية والسياسة الخارجية الأميركية في جامعة سارة لورنس. ريتشارد وايتز بالنسبة لما قالته صحيفة الواشنطن بوست عن تراجع ذكرى الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في ذاكرة الشعب الأميركي، هل توافق على ذلك أولا؟


ريتشارد وايتز: نعم هذا صحيح إذا ما نظرت في استطلاعات التصويت، الناخبون أو معظمهم حتى الآن لم يحددوا قضية الإرهاب كقضية رئيسية بسبب التباطؤ في الاقتصاد لكن بشكل عام هناك تراجع بسبب الاهتمام في الكوارث وكلما ابتعد الوقت كلما ابتعدوا عن ذكراها في أذهان الناس ولكنها بالطبع سيناريوهات تتحكم بموضوع الإرهاب، قد تعود في وقت التصويت إلى أذهان الناخبين.


عبد الرحيم فقرا: مثلا.


ريتشارد وايتز: هناك دائما تكهنات بأن القاعدة وقتت تصرفاتها بشكل يتواءم تماما مع ديناميكية الديمقراطيات الغربية مثلا يحاولون استخدام هجماتهم بشكل يؤثر في نتائج الانتخابات، فهذا يعتمد على ماذا يفضلون من نتيجة مثلا، التفسير الأكثر شيوعا هو أنه مثلا أي رئيس سيؤدي إلى مثلا، مثلا إذا كان الرئيس جمهوريا أو ماكين وربما قد يرون مثلا أوباما إذا فاز ممكن قد يسموه بالمرتد عن المسلمين.


عبد الرحيم فقرا: وقبل أن أتحول إلى نيويورك على ذكر هذه النقطة مسألة القاعدة كما أشرت إليها، تشارلي بلاك وهو أحد كبار مستشاري جون ماكين كما تعرف كان قد صرح في مجلة فوتشن ماغازين في شهر يونيو/ حزيران الماضي بأنه إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجمة جديدة فإن ذلك سيخدم جون ماكين، وطبعا حملة جون ماكين وأنصار جون ماكين انتقدوا تشارلي بلاك انتقادا شديدا على هذه التصريحات ولكن من خلال كلامك يبدو أن هذه التصريحات كلام معقول؟


ريتشارد وايتز: نعم أنا أعتقد أن السيد بلاك مصيب في رأيه وماكين يفهم ذلك ولكنه ذكي بما فيه الكفاية لكي لا يقول ذلك علنا لأن كلامه سيؤدي إلى أنه يفضل هجمة إرهابية على بلده.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور جرجس في نيويورك، كيف تفسر أنت تراجع ذاكرة أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في الحملة الانتخابية لكل من جون ماكين وباراك أوباما؟


الوضع الاقتصادي الصعب لأميركا خفف من أهمية ذكرى 11 سبتمبر/أيلول في الذاكرة الأميركية. الوضع الاقتصادي هو الأهم بالنسبة للأميركان ويتقدم على كل القضايا

فواز جرجس: في الواقع أنا لا أوافق على هذا الوصف، صحيح أن الوضع الاقتصادي الصعب في الولايات المتحدة قد خفف من أهمية قضية ذكرى انفجارات أيلول 2001 في الذاكرة الأميركية، إذاً الوضع الاقتصادي هو الآن من الأهمية بمكان فوق كل القضايا ولكن النقطة الرئيسية أن السيناتور جون ماكين وحلفاءه ما زال يستخدم مصطلح إرهاب الإسلام الراديكالي Radical Islamic Terrorismمن أجل تخويف المواطن الأميركي واستخدام هذا المصطلح يخدم حملته ضد المرشح الديمقراطي باراك أوباما، صحيح أن هناك تراجعا من قبل الجمهور الأميركي ولكن حملة السيناتور الجمهوري جون ماكين ما تزال تركز على هذا المصطلح وتصوير الحرب ضد تنظيم القاعدة على أنها حرب أكبر وأوسع ضد ما يسمونه بالإرهاب، الإسلام الراديكالي وهو مصطلح اختزالي يخدم عدة أحداث في مخيلة المواطن الأميركي.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور جرجس قبل أن نواصل الحديث في مسألة المواقف الفلسفية إن شئت أو النسق الفلسفي لكل من باراك أوباما وجون ماكين في هذه الحملة، بالنسبة لاستطلاع رأي أجرته شبكة الـ(سي. إن. إن) تحت عنوان "انخفاض القلق حول حول هجمات إرهابية جديدة إلى أدنى مستوى منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001" وبعض نتائج هذا الاستطلاع نوردها على الشكل التالي: يعتقد واحد من أصل كل عشرة أميركيين أن الإرهاب أهم عامل يحسم قرارهم في التصويت لصالح الرئيس المقبل. يعتقد 37% من الأميركيين أن الرئيس وسياسته هما السبب الرئيسي -أي الرئيس جورج بوش- في عدم وقوع هجمات أخرى على الولايات المتحدة. يعتقد 52% من الأميركيين أن حرب العراق جزء أساسي من الحرب على الإرهاب ويمثل هذا تحولا من عام 2006 عندما اعتبر أغلبية الأميركيين أن حرب العراق تحول الانتباه من الحرب على الإرهاب، ارتفعت نسبة الداعمين لحرب العراق في هذا الاستطلاع على مدى الستة أشهر الماضية من 30% إلى 37%، وفي النهاية 56%من المستطلعين وضعوا، كما أشرت بروفسور جرجس، الصعوبات الاقتصادية على رأس مشاغلهم. بروفسور جرجس إلى أي مدى يمكن أن يجادل بأن الجانب أو التحديات الأمنية تخدم جون ماكين لكن التحديات الاقتصادية تخدم باراك أوباما؟


فواز جرجس: طبعا هذه نقطة مهمة جدا، وكما تعرف الأسابيع القليلة الماضية يركز السيناتور باراك أوباما وحملته الانتخابية على التركيز المباشر على القضايا الاقتصادية يحاولون جاهدين رد الاعتبار لهذه القضايا لأنه الحقيقة الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وضع خطير جدا، وتحاول حملة السيناتور جون ماكين التركيز على القضايا الشخصية وعلى القضايا الدعائية وعلى القضايا غير الجوهرية من أجل الحقيقة يعني رد الانتباه أو الاعتبار عن الوضع الاقتصادي الخطير في الولايات المتحدة. ولا أعتقد حتى الآن أن حملة السيناتور باراك أوباما قد نجحت في التركيز الجوهري والرئيسي على القضايا الاقتصادية لأنها إذا نجحت في ذلك أعتقد أننا سوف نشهد نوعا من التحول الكبير والشديد لصالح السيناتور باراك أوباما في هذه الحملة الرئاسية.


عبد الرحيم فقرا: ريتشار وايتز هل توافق على هذه المعادلة، التحديات الأمنية كما تحدثت عنها في البداية تخدم مصلحة جون ماكين في هذه الحملة، التحديات الاقتصادية بما فيها إفلاس بعض البنوك في الوقت الراهن تخدم مصلحة باراك أوباما عند الناخب الأميركي؟


ريتشارد وايتز: نعم، هذا نوع من المفارقة قال بأن بعض المشكلات الأمنية موجودة بسبب السياسات التي يروج لها ماكين، لكن صحيح نحن كلما بدونا وكأننا معرضين لتهديد فسنحتاج لزعيم وقائد قوي يحشد الدعم ليس ضد تهديدات من المسلمين بل ضد الروس وضد الصينيين وغيرهم، وهذا ليس بالضرورة ينطبق على هذه الانتخابات بل تقليديا ينطبق على كل الانتخابات، والناخبون ينظرون فيما في جيوبهم من مال قبل أن يقرروا أيهما أفضل الإدارة (الأميركية) أو الديمقراطية ولذلك بإمكانك أن تلوم من هو في السلطة فهذه الحالة تؤدي إلى ثمار تجنيها المعارضة وهكذا كما هو معروف، إذاً ربما هذه ستكون الحال وكلما نظر إلى الانتخابات كقضية اقتصادية سينبغي أن يساعد ذلك أوباما رغم أن هناك عناصر أخرى، هناك عناصر جديدة مثل وجود مرشحة امرأة وأيضا المرشح هو أسود من أصل أفريقي كاريبي وهكذا فربما قد تؤثر في أنماط التصويت.

النسق الفلسفي لكل من المرشحين في حملتيهما


عبد الرحيم فقرا: على ذكر سارة بايلن المرشحة لمنصب نائبة جون ماكين إذا فاز بالرئاسة وكما سمعنا في التقرير في مطلع البرنامج، سارة بايلن عادت إلى الربط بين مسألة الإرهاب والقاعدة وهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر من جهة وغزو العراق من جهة أخرى، تركيزا على مسألة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، إذاً هذه المعادلة، من المسؤول على عدم التركيز على أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في الحملة الانتخابية؟ هل هما المرشحان، أم أن المرشحان خلصا إلى أن الناخب الأميركي لم يعد يهتم وبالتالي عكس ذلك في حملتيهما؟


كلا الحزبين يحاول أن يظهر كيف سيتعامل مع الأحداث المهمة، حرب العراق  والتطرف الإسلامي، وأي الأساليب يجب أن تتبع

ريتشارد وايتز: من الصعب القول لأن المشكلة مع مرشحة منصب نائبة الرئيس يبدو أنها لم تتطور خبراتها بشكل كامل للتعامل مع بعض القضايا الملحة، مثلا العراق وأيضا الاستجابة لما حدث في الحادي عشر من سبتمبر هذه منشورة في الأدبيات ولكن لها تعليقات مفادها بأننا إذا ما تعرضت جورجيا للاعتداء سندافع عنها ضد روسيا، يبدو أن خبرتها في مجال العلاقات الدولية ما زالت في بداياتها، ولكن بشكل عام نقول إن كلا الحزبين يحاول أن يظهر كيف سيتعامل مع الأحداث المهمة، حرب العراق، أيضا مسألة التطرف الإسلامي وأي الأساليب يجب أن تتبع مثلا، أيضا ما هي وجهات النظر التي يجب تبنيها. ماكين يبدو منسجما مع خط بوش لإجبار الناس إما أنتم معنا أو ضدنا أو هكذا على هذا الأساس، إذاً لكنني لن أتأثر بما تقوله سارة بايلن لكن ما يقوله جون بايدن ربما له أهمية أكثر.


عبد الرحيم فقرا: تفضل بروفسور جرجس أنا سامعك كنت فقط أنتظر حتى تنتهي الترجمة، تفضل.


فواز جرجس: في الواقع لا يعكس تصريح نائبة السيناتور جون ماكين سارة بايلن الغباء السياسي ولكنه أيضا نوع من التركيبة المعادلة الآتية، كما نعلم نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني هو الذي حاول منذ تفجيرات أيلول 2001 الربط بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي السابق، وتصريحاتها منذ عدة أيام تصب في هذه الخانة، يحاولون الربط ما بين الحرب في العراق وتفجيرات أيلول وتنظيم القاعدة وهذا يلعب دورا مهما في مخيلة الناخب الأميركي. النقطة الثانية الحقيقة يعني وهناك الحقيقة أهمية الاختلاف الجذري بين جون ماكين والسيناتور باراك أوباما، ما يزال المرشح الجمهوري جون ماكين يشدد على أهمية الاعتماد المفرط على الخيار العسكري وهذه نقطة مهمة جديدة، يعني لا أعتقد يعني كلا من إدارة دبليو بوش والسيناتور ماكين أصبحوا أكثر اقترابا من موقف المرشح الديمقراطي باراك أوباما على العراق مع أن جون ماكين حتى الآن يعتبر أن الجبهة الرئيسية في هذه الحرب هو العراق وليس أفغانستان، ومن هناك الآن يعني تحاول سارة بايلن وجون ماكين وحلفاؤهما التشديد على أن الانتصار الأميركي على العراق، ما يسمونه بالانتصار، هو في الحقيقة انتصار في الحرب على الإرهاب أي ربط تنظيم القاعدة بما يدور عما يدور في الجبهة العراقية.


عبد الرحيم فقرا: طيب برفسور جرجس أعتقد أن إدارة الرئيس جورج بوش كانت قد تراجعت رسميا على الأقل على لسان بعض أفرادها عن مسألة الربط بين أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وغزو العراق، ولكن بصرف النظر عن ذلك في تصورك بروفسور جرجس في النظام، في أي نظام ديمقراطي هل الساسة يتبعون الناخب واهتمامات الناخب ويعكسونها في حملتهم أم العكس هو الصحيح؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لهذه الأنظمة الديمقراطية؟


فواز جرجس: في الواقع هذا سؤال نقدي ومركب إلى درجة كبيرة، طبعا في النظام الديمقراطي الشفاف النائب أو المرشح هو الذي يحاول الاهتمام بالأولويات الرئيسية للناخب ولكننا نشهد في الساحة الأميركية، وهذه الحقيقة معادلة خطيرة جدا، محاولة الحقيقة الهرب من الاقتراب من القضايا الشائكة، يعني حملة السيناتور جون ماكين في الأسابيع الماضية تحاول وبشكل رسمي وجوهري ومركز الحقيقة على التركيز على القضايا الثانوية القضايا الشخصانية القضايا الوطنية والهروب من التركيز على القضايا الرئيسية. قضية الاقتصاد، السيناتور جون ماكين اعترف أكثر من مرة أنه لا يعرف الكثير عن قضايا الاقتصاد، السيناتور جون ماكين هو الذي كان من أهم الداعمين للحرب على العراق ما يزال يعترف، ما يزال يشدد على أن الحرب الرئيسية المركزية الساحة المركزية ضد تنظيم القاعدة هي الحرب في العراق، والآن بدأ يقول بأن الوضع في أفغانستان وضع خطير وعلينا الحقيقة التوجه من العراق إلى أفغانستان. إذاً في الحقيقة في الحملة الانتخابية الأميركية نجد عكس ما تفضلت به بسؤالك وهو ليس فقط محاولة الاقتراب من الأولويات الرئيسية للناخب الأميركي ولكن الهروب منها والتركيز على القضايا اللاجوهرية الثانوية والتي لا تؤثر في الحياة اليومية للناخب الأميركي، قضية مثلا يعني قضية الشخصانية في هذه الحملة..


عبد الرحيم فقرا: مفهوم بروفسور مفهوم. ريتشارد وايتز ما رأيك في هذا الوصف بأن حملة جون ماكين لا تركز على القضايا الجوهرية التي تصب في عمق المشاكل التي يواجهها الأميركيون وتركز على مشاكل ثانوية، تركز، تحاول أن تستغل المشاعر القومية كما قال البرفسور جرجس في هذه الانتخابات؟


ريتشارد وايتز: أعتقد أن هذا صحيح، كلا المرشحين ونرى هذا يتكرر في الحملات الانتخابية الأميركية، تحاول أن تتحدث عن مثلا إصلاح النظام التأمين الصحي وغير ذلك سيؤدي إلى نفور الناس منك وسوف تتحدث كما كان يقول ريغن أنك وطني تدافع عن أميركا تتصدى للعدو وهكذا، كلما زاد دخولك في التفاصيل كلما زاد احتمال أن ينأى الناس عنك وتثير امتعاضهم، مثلا لو قلت أنك سترفع الضرائب أو ما إلى ذلك يبدأ الناس بالتساؤل ماذا سيحل بنا نتيجة لذلك؟ لذلك يحاول الكثيرون التخلي عن القضايا التفصيلية والكلام عن القضايا الأساسية مثل روسيا، العلاقات مع العالم الإسلامي، القضايا الاقتصادية، إحياء الاقتصاد، هذه الكل يعرف عن هذه الأمور ويقرؤون ما يكتب عنها لكن هذا لا يتردد في خطاباتهم الرسمية، يحاولون الإبقاء على الأمور بشكلها المبسط، يركزون على كون أنهم وطنيون، أوباما يظهر نفسه وكأنه مرشح للكل ويحاول تمشية أغراضه الانتخابية لكنني واثق من أن لديه برامج مفصلة بالطبع.


عبد الرحيم فقرا: إذا كان الجمهوريون كما تقول يحاولون تفادي الدخول في تفاصيل المواضيع الشائكة فواضح من نتائج الحملتين حتى الآن هناك تقارب بين الحملتين واضح من هذه النتائج أن الجمهوريين يستخدمون هذا التفادي، تفادي الدخول في التفاصيل بنجاعة وبالتالي ليس -قد يجادل- الخطأ ليس خطأهم، الخطأ هو حملة أوباما التي تعقد الأمور عند الناخبين وبالتالي قد يجادل أيضا بأن حملة جون ماكين تضع أصبعها على نبض قطاعات واسعة من الناخبين الأميركيين بنجاعة قد تقوض موقع باراك أوباما في هذه الانتخابات.


ريتشارد وايتز: نعم، ولكن فقط نحاول توضيح نقطة، هم يقومون بهذا لأسباب جيدة، أوباما يخوض بالتفاصيل بشكل أقل مما كان يفعله السيناتور كيري في الحملة السابقة فمثلا كان هناك تركيز على التفاصيل على ما يريدون عمله في العراق وما إلى ذلك، هذه طريقة سهلة لاستثارة عداء الناس. الناخبون يفضلون رسائل بسيطة مثل رونالد ريغن أيضا نكرره مرة أخرى، هايتلا ستيفنسن عندما كان مرشحا ضد أيزنهاور ألقى خطابا، وقال له مراسل: سيد ستيفنسن أنت ذكي وكل الناس الأذكياء في أميركا سيصوتون لك، لكنه قال، آسف لا أحتاجها أنا أحتاج إلى أغلبية من الناخبين! لذلك هناك التركيز على الولاء الحزبي وأيضا بعض القضايا ذات البعد العنصري مثلا، الناس سينظرون إلى شكل أوباما ويفكرون هل هذا يذكرهم بأنفسهم أم لا، أيضا التمييز على أساس الجنس بين الرجل والمرأة، ربما النساء لن يصوتن لأوباما بالقدر المتوقع.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور جرجس سأعود إليك بعد قليل، أريد الآن أن أستعرض مع مشاهدينا مقتطفا من نيويورك تايمز لكلارك كنت إرفن في الحادي عشر من سبتمبر 2008، ويقول في هذا المقتطف "ينبغي على المرشحين باراك أوباما وجون ماكين أن يقدما شرحا واضحا ومفصلا حول ما يعتقدان أن الحكومة الفيدرالية كانت محقة أو مخطئة فيه عندما قامت باتخاذ إجراءاتها من أجل تأمين هذا البلد ضد هجوم إرهابي آخر بعد مرور سبع سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، غير أن أيا من المرشحين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الطويلة لعام 2008 لم يقل الشيء الكثير حول الأمن الداخلي، لقد تناول كل من ماكين وأوباما هذه الموضوع إلى حد ما على موقعيهما على شبكة الإنترنت إلا أنهما لم يناقشاه تفصيليا في خطاباتهم الانتخابية على أية مستويات شعبية أو في مقابلات مع وسائل الإعلام". بروفسور جرجس، أنت تحدثت في مناسبتين حتى الآن في هذا البرنامج عن النسق الفلسفي لكل من باراك أوباما وماكين لكن ما يقوله كلارك كنت إرفن في هذه المقالة هو أنه بصرف النظر عما إذا كان هذا النسق موجودا أم لا، فإن الناخب الأميركي لا يعرفه حتى الآن؟


فواز جرجس: صحيح جدا، ثمة غموض ما في موقف كل من المرشحين إزاء القضايا الرئيسية بالنسبة للحرب على الإرهاب، بالنسبة للأمن الداخلي الأميركي، ولكن في الواقع يعني النسق، المنظومة الفكرية والرؤية مهمة جدا في هذا الموضوع. نحن نعرف تماما أين يقف السيناتور باراك أوباما إزاء قضايا الحريات المدنية والحقوق والحريات الشخصية نحن نعرف، هو الحقيقة محامي قانوني مهم جدا، نحن نعرف أين يقف بالنسبة للقضايا الإنسانية والحقوق المدنية وأيضا نعرف أين يقف السيناتور جون ماكين، هو امتداد رئيسي لإدارة دبليو بوش وأعتقد أن رؤية باراك أوباما أكثر انفتاحا ليس فقط على كل النخب وخلايا المجتمع الأميركية ولكن انفتاحا على العالم، نظريته تعتمد على ما يسمى  Partnership الاعتماد المتبادل، استخدام الخيارات الدبلوماسية والسياسية من أجل إنشاء تحالفات دولية من أجل عزل وتجفيف ينابيع منظمات العنف، يعني تحالفات رئيسية ليس فقط مع الأسرة الدولية ولكن أيضا مع المجتمعات الإسلامية والجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة وخارج الولايات المتحدة. وأعود أخيرا، نقطة أخيرة، السيناتور جون ماكين يعتمد اعتمادا خطيرا على قضية الأداة العسكرية المفرطة وعدم أخذه بعين الاعتبار الخيارات الدبلوماسية والسياسية.


عبد الرحيم فقرا: طيب دعني أعد إلى هذه النقطة، مسألة الفرق بين الخيار العسكري والخيار الدبلوماسي أولا فيما يتعلق بالحقوق المدنية، جون ماكين وحملة جون ماكين تقول إنها تعنى كثيرا بمسألة الحريات المدينة وتشير إلى موقف جون ماكين من معتقل غوانتنامو يطالب بإغلاق المعتقل لكن ارتسم انطباع الآن لدى العديد من الناس خاصة خارج الولايات المتحدة بأن جون ماكين مع الخيارات العسكرية، باراك أوباما مع الخيارات الدبلوماسية، ما مدى صحة هذا التصور؟


ريتشارد وايتز: إذا ما بسطنا الأمور أولا نعم كلاهما رفض معتقل غوانتنامو وكلاهما صوت لصالح التنصت ولكن من الناحية العسكرية نعم جون ماكين يبدو أنه أكثر ميلا إلى استخدام القوة العسكرية، أوباما أكثر ميلا إلى الدبلوماسية لكن نحن نرى الناس عندما يصلون إلى سدة الحكم يفعلون أشياء لم يقولوها أو قالوا بخلافها، الديمقراطيون شنوا من الحرب ما لا يقل عن الجمهوريين وهكذا لأن كلا الحزبين أحيانا يتصرف بطريقة تنم عن ذلك.


فواز جرجس: الحقيقة..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعا): برفسور جرجس للأسف داهمني الوقت مضطر لكي أنهي البرنامج، بروفسور فواز جرجس كرسي كريستشن جونسون للدراسات الدولية والسياسة الخارجية الأميركية في جامعة سارة لورنس، وريتشار وايتز مدير مركز التحليلات السياسية والعسكرية في معهد هدسون، في نهاية هذ الحلقة من برنامج من واشنطن أذكركم بأننا نرحب دائما بآرائكم ومقترحاتكم على العنوان التالي:minwashington@aljazeera.net إلى اللقاء.