صورة عامة / من واشنطن
من واشنطن

توظيف موسيقى الهيب هوب لخدمة القضايا العربية

تتناول الحلقة ارتباط السود الأميركيين بموسيقى الهيب هوب وولع العرب في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط بهذه الموسيقى, وكيف يتم توظيفها في خدمة القضايا العربية.

– معرض فني فلسطيني إسرائيلي يدعو للمصالحة
– موسيقى الهيب هوب وواقع الشباب العربي


undefinedعبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن وتتزامن هذه الحلقة مع الذكرى الأربعين لحرب حزيران يونيو من عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، الهب هوب نوع موسيقي ارتبط اسمه تقليديا بالسود الأميركيين ويعكس شعورهم بالاغتراب والتهميش في المجتمع، غير أن الهب هوب قد أصبح مرتبطا أيضا بالشباب العرب سواء في أميركا أو في أوروبا أو في إسرائيل، سنعرض لهذا الموضوع في الجزء الثاني من البرنامج لكن قبل ذلك نتناول قصة معرض فني بمشاركة فلسطينية وإسرائيلية أقيم في مقر البنك الدولي في واشنطن تحت عنوان المصالحة.

[تقرير مسجل]

عبد الرحيم فقرا: هوة كبيرة تفصل بين علي أبو عواد وروبي داملين فعلي فلسطيني أبا عن جد وكان قد اعتقل خلال الانتفاضة الأولى وقضى أربع سنوات في السجن أما روبي فقد استوطنت في إسرائيل عام 1967إليها من مسقط رأسها جنوب إفريقيا لكن علي وروبي يشعران بأن لهما أيضا قواسم مشتركة آلاماً وأمالاً توحدهما كما وحدت ريشة الفنان الألوان المتضاربة في هذا المعرض الذي يقام تحت عنوان المصالحة فقد كان علي قد فقد أخاه بنيران جندي إسرائيلي فيما فقدت روبي ابنها بنيران قناصة فلسطيني.

معرض فني فلسطيني إسرائيلي يدعو للمصالحة

روبي داملين – ناشطة إسرائيلية: لا يهم كثيرا كم معاهدة سلام قد يتم التوقيع عليها على عشب البيت الأبيض إذا لم تكن هناك مصالحة بين الناس فإذا لم تكن مصالحة فلن يكون هناك سلام.

عبد الرحيم فقرا: 119 فنانا إسرائيليا يمثلون في هذا المعرض بينما لا يُمثل فيه من الجانب الفلسطيني سوى تسعة عشر فنانا لأسباب أمنية واقتصادية حالت دون تمكن الفلسطينيين من شحن معروضاتهم إلى الخارج إلا أن ذلك لم يحل دون شعور علي أبو عواد بأن معاناته الشخصية وعناد شعبه ممثلان بجلاء في هذا المعرض وبخاصة في هذه القطعة قطعته المفضلة.

علي أبو عواد– ناشط فلسطيني: يعني هاي مدلول على إنه برغم أنه أنت بتكون أحيانا قطع مش بس الإنسان حتى الوضع يكون مكسر يكون مشرزم بيكون ضايع إلا أنه فيه إصرار أنه تجمع نفسك.

عبد الرحيم فقرا: المعرض كان مصحوبا بفيلم وثائقي تحت عنوان نقطة الالتقاء ويعرض الفيلم لدوافع كل من علي أبو عواد وروبي داملين في تجاوز خلافاتهما وتحقيق المصالحة كما يقولان كما يعرض الفيلم لمدى تقبل الإسرائيليين والفلسطينيين لفكرة المصالحة دون تفسيرها كبداية للاستسلام.. وينضم إلي الآن على أبو عواد وروبي داملين علي.. روبي مرحبا بكما أولا علي بالنسبة لعلاقتك بروبي هل لك أن تصف لنا كيف تمت هذه العلاقة وفي أي ظروف تمت هذه العلاقة في البدء؟

علي أبو عواد: يعني هذه العلاقة الطبيعية في الظروف الغير طبيعية علاقتي في روبي بدأت بانضمامي إلى منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني الإسرائيلي من أجل السلام وحقيقة يعني لما شاركت هاي المؤسسة بعد استشهاد أخويا إطلاق النار عليه من قبل جندي إسرائيلي وأثناء وجودي في السعودية في فترة علاجي من بعد إصابتي من مستوطن إسرائيلي بعد هيك فترة بحوالي ثمانية شهور تسأل نفسك وين تروح مع هيك ألم؟ والألم لم ينتهي بالنسبة لي ألم يومي ذبح وقهر وقتل بشكل أفظع من الفظائع ضدنا وضد شعبنا وضد الإنسانية، لكن أنا بالنهاية إنسان الاحتلال يستطيع أن يأخذ كل شيء لكن لن ينجح أن يأخذ إنسانيتي فبالتالي انضميت لمنتدى العائلات وتعرفت على روبي واكتشفت إنه برغم الألم برغم فقدانها لأبنها هي ما تزال تصر على هذا الإنسان اللي بداخلها باعتراف مطلق بحق الشعب الفلسطيني في الحياة بحرية وبكرامة وهذا شيء كثير أثر في وجدت إنسان في الطرف الآخر و فتحت له قلبي.

عبد الرحيم فقرا: علي على ذكر هذه المتناقضات يعني كيف تستطيع أنت كفرد وكفرد فلسطيني أن توفق بين الآلام وربما الأحقاد كذلك التي يولدها الصراع في المنطقة وبين رغبتك في تحقيق المصالحة على مستوى جماعي لكن على مستوى فردي مع روبي؟

علي أبو عواد: يعني أنا دائما بأحكيها بالعامية هيك إنه ممنوع يموت الغضب بنموت إذا مات الغضب لكن ممنوع الغضب يقتلنا إحنا بنعيش في ظل ظروف في ظل محكمة غير عادلة تحكم على الشعوب بإعطائهم ألوان ومسميات، في ظل ما حد بيعرف شو حقيقة حياة هاي الشعوب شو يعني أنه تعيش في جباليا شو يعني أنه تكون على حوارة شو يعني تكون في مخيم الدهايشة هو مش بالضبط نفس الحياة اللي بتعيشها في تل أبيب أو بتعيشها في جباليا أو إلى أخره هذا الموضوع الإنساني والمعاناة الإنسانية استخدامها أنا ما حكيت أنه الألم اختفى ولا حكيت أنه الغضب زال ولا حكيت بالعكس كل يوم عندي امتحان جديد للغضب على أي حاجز لما بشوف هدم البيوت ولما بشوف قتل الأطفال ولما بشوف قتل النساء والأبرياء، كل يوم في عندي امتحان هل أنا بالفعل واقعي فاللي أنا بأحكيه أنه هذا الألم بدل ما أحجز وأحبس نفسي في بيتي بدي استخدمه وهاي يمكن الطاقة الجبارة طاقة الإنسان اللي لا الاحتلال ولا غير الاحتلال يستطيع أن يدينني من خلالها، موضوع الصراع تحول من قوة الحق لحق القوة ما في حق للاحتلال بالتالي هذا الحق ساقط لكن يحاول الاحتلال لتحويل الموضوع لحق القوة شرعية استخدام القوة لقمع شعب أعزل وهذا أنا بأرفضه فمن خلال قصتي ومن خلال ألمي وأنا لاجئ كمان قضيت بالسجون أربع سنوات والدتي قضت بالسجون خمس سنوات كل هاي المسائل هي بتعزز مكانتي بمجتمعي لكن الأكثر أنه راح تعزز من مكانة الفلسطيني بالعالم إذا تم إبراز الفلسطيني بوجهه الحقيقي اللي مش كثير من الدوائر بتعملها للأسف.

عبد الرحيم فقرا: روبي أنت طبعا ابنك كان قد قُتل بنيران قناصة من الجانب الفلسطيني حسب ما أفهم، عندما تسمعين إلى هذه الأحزان التي يتحدث عنها ويرويها علي ومن جهة وتتذكرين أو تستحضرين ذاكرة مقتل ابنك كيف تتمكنين من تحقيق توازن بين الألم الذي تشعرين به أنتِ كمرأة إسرائيلية فقدتِ ابنك وما يولده الصراع من مشاكل وأحقاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

"
ما يجب فعله هو منع عائلات أخرى فلسطينية وإسرائيلية من المرور بنفس التجربة الأليمة لأن الناس لا يمكنهم أبدا تخيل الشعور الأليم بفقدان طفل، لا يهم الأمر إذا كنت فلسطينيا أو إسرائيليا إنه هو نفس الألم
"
 روبي داملين

روبي داملين: أعتقد لو فهمت السؤال أو عندما سمعت نبأ مقتل ابني علمت أن قناص لم يقتل ديفد لأنه ديفد لشخصه لو عرف ديفد أبداً لم يكن ليقتله ديفد كان شابا الذي كان ينهي ماجستير فلسفة التعليم وكان جزءا من حركة السلام ومن بين الضباط الذين لم يريدوا الذهاب إلى مناطق الاحتلال وعندما جاء الجيش ليخبرني بمقتله لم أريد أن أمضي في الانتقام وقلت لهم لا يمكنكم قتل أي شخص باسم ابني، لذلك أشعر أو أعتقد أنا أتكلم عن الثأر والقصاص لم يكن جزءا من المعادلة ومن شعوري حينها كانت هناك فترة من الصدمة لا تدري ما يجري لك في ذلك الوقت ولكنني أعرف أنني فقدت ابني ولكني لم أفقد عقلي ودائما أو لطالما عملت على المعايشة السلمية ولذلك أدرك من البداية أن ما يجب فعله هو حول محاولة منع عائلات أخرى فلسطينية وإسرائيلية من المرور بنفس التجربة الأليمة لأن الناس لا يمكنهم التخيل أبدا الشعور الأليم بفقدان طفل لا يهم الأمر إذا كنت فلسطينيا أو إسرائيليا إنه هو نفس الألم وعندما تدرك أنه نفس الألم فوقتها فإنك تدرك أن هناك مساحة للتعاطف من الجانبين ليس المنافسة عن من يتألم أكثر.

عبد الرحيم فقرا: هل قابلتم أهالي بعضكم الآخر؟ أهل روبي على الجانب الإسرائيلي وهل قابلت هي أهلك على الجانب الفلسطيني؟ وإذا تم ذلك كيف كانت مشاعر هذه اللقاءات؟

علي أبو عواد: نعم أول لقاء كان عندنا في البيت لما والدتي وافقت على لقاء هاي العائلات وبصراحة كانت مفاجئتي كبيرة يعني والدتي كانت طول عمرها متصلة بالسياسة وبالفعل هي ضد الاحتلال وسنوات من الاعتقال وهذه الحياة والوجه اللي كنا نعرفه عن الإسرائيليين هو إما الجندي المحتل أو المستوطن أو القاتل أو.. لكن لما سمعنا أنه فيه عائلات بهذا المنطق بهذا الفهم بهذا التفهم فتحنا لهم أبوابنا وقابلت روبي جاءت وبتيجي دائما عندنا على البلد وعلى أكثر من محل بنعمل كمان محاضرات ولقاءات وأنا قابلت اللي هو إيران ابنها وزوجته وأبناؤه وطبعا قابلت كانت صديقة ديفد كمان ويمكن هاي كانت من أكثر المواقف تأثير في واكتشفت أنه فيه مش بس روبي فيه ناس كثير حوالين روبي كمان بنفس النظام التربوي يمكن اللي روبي عملته لأبنائها، الموضوع صعب جدا الموضوع وكأنه بيبين على أنه زي ما روبي دائما بتحكي أنه إحنا نحضن بعض وبنبين بالإعلام وكل شيء تمام وبروبجندا لا ما أظنش هيك الموضوع أصعب جدا من هيك الموضوع أنه أنت كيف تعمل الكنترول لرد الفعل اليومي كيف أنه أنت تأخذ هاي الحقيبة من الألم وتعطيها للآخر تذوق ما تُطعم به كيف طعم أنه أنت تكون محتل كيف طعم أنه تكون تحت الاحتلال.

عبد الرحيم فقرا: كيف يتم ذلك بالنسبة لك أنت كفلسطيني؟

علي أبو عواد: أولا عبر أني أطرح رسالتي بالتحديد في المجتمع الإسرائيلي، يعني أنا بأتذكر كنا في محاضرة مع جنرالات من الجيش في لواء الشمال زي ما بيسموه رحت عندهم حوالي 35 جنرال بالجيش ففي بداية المحاضرة أعطيت لهم خيارين حكيت لهم إما بتختاروا إني أكون فلسطيني مليح وتربتون على كتفي وتقولون إنك جيد وإلى أخره أو في عندي حقيقة مليئة بالعذاب اللي أنتوا بتسببوه هل أنتم جاهزين تسمعوها فاختاروا وطبعا اختاروا الخيار الثاني فتحنا الحقيبة وحكينا بكل جدية وكنت ألاحظ كيف الغضب وكيف الاستفزاز لكن بالنهاية بأتذكر أنه واحد من القادة اللي كانوا موجودين غادر المجموعة عزمني على البيت حكي لي أنه أبناءه اثنين رايحين على الجيش هل أنت بتوافق على أن تيجي عندي على البيت تحكي معهم، هو مش راح يكون فلسطيني ولا تحول لمارتن لوثر كينج بالعكس أنا بأحكيها الآن في عندنا أعدل قضية على وجه الأرض كفلسطينيين ولن نكون محامي فاشل لهذه القضية سنظهر هذا الوجه الإنساني ويجب على العالم أن يعلم ماذا نواجه يوميا قبل أن يحاكمونا، موضوع الاعتراف بإسرائيل أو عدم الاعتراف بإسرائيل الاعتراف إحنا اعترفنا بالإنسان لكن الاعتراف السياسي كمان أيضا له شروط، لماذا يجب على الفلسطيني دائما أن يقدم الثمن؟ لقد قدمنا ثمن كبير الآن لن نعطي ذريعة لأي حد أنه يلصق إلينا لا تهم الإرهاب ولا أي ملفق مما تحاول السياسات عمله، الآن عبر إنسانيتنا راح نقود ثورة من اللا عنف وأنا أدرك تماما أنه هذا أخطر أسلوب على الاحتلال الإسرائيلي وأنا أدرك تماما إن هنالك ثمن راح ندفعه لكن إحنا جاهزين مش راح يكون أغلى من حياة يوسف.

عبد الرحيم فقرا: روبي أنتم طبعا كأفراد تسعون لتحقيق المصالحة إلى أي مدى تستطيعون أنتم كأفراد خصوصا أنتِ وعلي إيصال هذا الشعور إلى الناس في المنطقة بالنظر إلى الظروف الحالية الظروف السياسية الحالية في المنطقة؟

روبي داملين: أولا هناك الكثير.. أسمع كثيرا من الناس مجانين يدعون إلى المصالحة نحن جزء من مجموعة كبيرة وتمكنا من إلقاء ألفين محاضرة في المدارس يعني أنه كان لدينا أثر على أكثر من أربعين ألف من الأطفال ونحن بصدد إعداد سلسلة تلفزية التي ستعرض في إسرائيل وفلسطين وستكون بلغتين العبرية والعربية في أوقات مهمة وتتكلم عن سردية وقصة من الجانبين نحن نؤمن حتى أنك تفهم السردية أو قصة من الجانبين وتفهم أن 1948 كانت حرب استقلال لإسرائيل وأنها في نفس الوقت كان نكبة للفلسطينيين وتفهم ألم الجانبين لا يجب أن تتفقوا معي في كل ما أقوله ولكن يمكن خلق التعاطف ومن ثم يمكنك المضي في المفاوضات، أي عملية سلام أو أي عملية سلام تم التوقيع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت دائما في داخل البيت الأبيض وكانت دائما بين السياسيين يجب أن يكون هناك شعب أو حوار بين شعب وشعب وعملية مصالحة بين الشعبين عدا عن ذلك فسيكون فقط هدنة وأبدا لن يكون هناك قدرة على التعايش لا يعني أنه يجب أن نحب بعضنا البعض.

عبد الرحيم فقرا: على ذكر البيت الأبيض والولايات المتحدة أنتم طبعا جئتم إلى الولايات المتحدة لحضور المعرض الفني الذي أقيم في البنك الدولي طبعا بمشاركات فنية من الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي حدثينا بعض الشيء عن دلالة هذا المعرض في البنك الدولي وحديثنا عن كيف تم تجميع هذه المشاركات لإيصالها الرأي العام الأميركي؟

روبي داملين: حقيقة إنها قصة غريبة لأننا أردنا أن نصل إلى جمهور أكبر إلى إسرائيل لذلك نحن نقوم بكل هذه المشاريع ومجرى أننا ذهبنا إلى هذه المرأة التي هي أطلقت هذه المبادرة الفنية وفكرنا في إشراك فلسطينيين وإسرائيليين من الفنانين وكبرت المجموعة وشملت 135 من هؤلاء الأشخاص والفنانين وأعتقد أنهم سيباعون في المزاد العلني لجمع الأموال من أجل مشاريعنا وبعد ذلك جيمس ويلفسون الذي كان الرئيس السابق للبنك الدولي والمبعوث الخاص بالرباعية للشرق الأوسط وأدركنا أنه شخصا فهم حاجيات الجانبين وتمتع بثقة الجانبين وحاولنا إقناعه من أن يساعدنا وبعد ذلك تكلمت عن المعرض الذي سنقوم به وقال أنه يمكنكم بيع هذه الأواني وإنها رسالة للأمل ونحن في حاجة إلى الأموال لمشروع التربية وقدم لنا تبرعاً كبيرا وبكل كرم ومع منظمة إسرائيلية للفنانين ساعدتنا وقمنا بتسويقها في الجامعات وهي طريقة جيدة لإرسال الرسالة وتوجيهها للأشخاص الذين أبدا لم يكونوا ليحضروا لمعرض لرؤية هذه الأعمال والشيء الجميل، ألا عليك أن تسأل الناس أن يقوموا بأعمال على طريقة المصالحة أعتقد أن المواطن الفلسطيني البسيط وكذلك الإسرائيلي هم الذين يجلسون في بيوتهم أسوأ من أي شيء أخر وعندما تطلب منهم وتحاول تحفيزهم فإن أي شخص يمكن أن يحقق الفارق بإسهامه.

عبد الرحيم فقرا: علي الرغبة في تحقيق مصالحة بينك وبين روبي وبين بعض الفلسطينيين وبعض الإسرائيليين كيف تنعكس في هذه المعروضات؟

علي أبو عواد: يعني المعروضات أخذت هاي الرسالة الإنسانية والرسامين سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين وضعوا رسالتنا كرسالة فقدان داخل هاي الرسالة من العمل الفني وبالتالي أعطت إنعكاس كبير للناس، يمكن من أكثر المسائل حساسية أنه وهذا واحد من المسائل اللي قررنا أنه المؤسسة ما يكون لها أي أيديولوجية سياسية إحنا كنا أكيد مسيسين لكن لما بتعطي مساحة لنفسك في جهات كبيرة من اللي لازم إحنا نصل لهاي الجهات لا نستطيع أن نوصل لهم وبالتحديد مثلا الجالية اليهودية في أميركا أو الأميركان أو حتى المسلمين أو.. فعبر الفن أخذت رسالة الألم فبالتالي الفن هو هذه الطاولة الواسعة اللي ممكن أن تستوعب الجميع وهاي اللي عكسها طبعا في أكثر من رسالة من خلال الصحون في رسالة المعاناة فيه رسالة القهر فيه رسالة.. في رسالة النفي يعني الفنان أسامة زعتر اللي هو متزوج من بنت إسرائيلية مش على استطاعة لا يعيش لا بإسرائيل ولا بفلسطين ولا بأي محل فبالتالي قرر يهاجر ويروح على ألمانيا فهو عايش هناك وزي ملايين من الفلسطينيين اليوم مشردين وزي.. يعني موضوع حتى كتاب التاريخ اليهودي موضوع حتى الهولوكوست هذا الأخطبوط اللي لما بيفتح بتصير المشاعر أنت يعني كثير تستفز لا بالعكس أنا اليوم أتحدث بكل صراحة نحن لم نسبب الهولوكوست لليهود وبالتالي إنكاره أو تأكيده هذا الموضوع لن يقدمنا، أنا أقول الآن إنكار الآخر هو ما يدفع الأخر لإنكارك وهاي يمكن عمق الرسالة الإنسانية اللي أحنا بنحاول نوصلها لأنه الشعب اليهودي شعب جدا مُركب شعب له مداخل ليس من السهل أن تعرفها نظرا لتركيب التاريخ والشعب الفلسطيني بالمقابل شعب معذب شعب مقهور شعب غاضب ليس من السهل أن تطرح في المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال رسالة المصالحة لكن هنالك فرق بين الحديث مع الشارع الإسرائيلي أو الفلسطيني، أنا دائما أقولها أنه السلام بالنسبة للإسرائيليين هو استمرار لحياة أكثر رفاهية وأكثر أمنا السلام بالنسبة للفلسطينيين هو بداية حياة نحن لسنا أحياء نحن نتحرك بشكل حي لكننا لسنا أحياء وهذا ما يجب على كل العالم أن يتفهمه قبل محاكمة الناس، أعطوا الناس أن تتذوق طعم السلام حينها الجميع سوف يؤكد علي قيام الآخر الجميع سوف يتعرف على عالم الآخر وسيكون جاهز لموضوع المصالحة اللي هي تقود إلى موضوع المسامحة أصلا.

عبد الرحيم فقرا: كل من الفلسطيني علي أبو عواد والإسرائيلية روبي داملين، نأخذ استراحة الآن وعندما نعود نتناول موضوع أغاني الهب هوب مع مجموعة عربية من إسرائيل ومغني أميركي من أصل فلسطيني.

[فاصل إعلاني]

موسيقى الهيب هوب وواقع الشباب العربي

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم إلى الجزء الثاني من هذه الحلقة التي تتزامن مع الذكرى الأربعين لحرب حزيران يونيو عام 1967، هموم الشباب العرب بشأن فلسطين واللاجئين الفلسطينيين وغير ذلك من أبعاد القضية وجدت طريقها إلى نوع موسيقي يرتبط تقليديا بالسود الأميركيين موسيقى الهيب هوب.

[مقطوعة غنائية]

عبد الرحيم فقرا: وينضم إلي الآن في الاستديو أحد وجوه الهيب هوب العربي هنا في الولايات المتحدة ايرن الشيخ كما ينضم إلي من مكتب الجزيرة في رام الله أعضاء مجموعة دام للهيب هوب وتتكون هذه المجموعة من تامر نفار وأخيه سهيل نفار وزميلهما محمود جريري لكني طبعا أبدأ بالاستديو وبايرون شيخ استخدام هذا النوع من الغناء الهيب هوب لماذا لجأت إلى هذا الاستخدام.

"
 فكرة أغاني الهيب هوب هي فكرة ممتعة تسمح لك بالتعبير عن رأيك بأنغامها أو بإيقاعاتها أو بكلماتها
"
                إيرون الشيخ

ايرون شيخ- مغني هيب من أصل فلسطيني: لقد نشأت في ديترويت التي تشتهر بأغاني الهيب هوب الجيدة وقد كنت اسمع تلك الأغاني في كل مكان في الأحياء العربية من المدينة لأن تلك الأغاني تجد صدى في أوساط العرب في الولايات المتحدة وكل أصدقائي وأبناء أعمامي نشئوا عليها وهي تحظى بشعبية كبيرة لديهم سواء تعلق الأمر بأنغامها أو بإيقاعاتها أو بكلماتها فهي فكرة ممتعة وتسمح لك بالتعبير عن رأيك كعربي يعيش في الولايات المتحدة.

عبد الرحيم فقرا: تامر في مكتب الجزيرة في رام الله وسهيل ومحمود أنتم كعرب من إسرائيل هل لكم أن تشرحوا لنا ولمشاهدينا السبب وراء لجوئكم إلى هذا النوع من الموسيقى.

تامر نفار-فريق"دام": كل الأسباب اللي حكاها ايرون هي بتطبق على الفلسطينية كأقلية الموجودة هنا فطريقة التعبير عن الوضع السياسي الاجتماعي بطريق الهيب هوب عند الأفرو أميركن إحنا شفناها من أغاني بحبك وبتحبني فهذا كان أول سبب يعني تقدر تسميه أول حب يعني للموسيقى هذه.

عبد الرحيم فقرا: طيب هل لك أن تحدثنا بعض الشيء تامر أو سهيل أو محمود أي واحد منكم يتطوع ليحدثنا عن نوع أو نوعية أو طبيعة المواضيع التي تتناولها في هذه الأغاني؟

محمود الجريري فريق"دام": إحنا بنحكي على واقع الواقع اللي إحنا عايشنه واقعنا كثير ساب واقعنا متنوع هو سياسي اجتماعي شخصي فبنحكي باختصار كل شيء بنشوفه من النافذة بنكتبه على ورقة وبنغنيه بطريقة الهيب هوب بنحكي برضوا على حب بم إن إحنا شباب وكنا بنحب بنات فممكن نحكي على حب أو كل شيء إحنا عايشنه.

عبد الرحيم فقرا: طيب أغنية غريب في بلادي مثلا قبل أن نستمع إلى هذه الأغنية هل لأحدكم أن يشرح لنا بإيجاز موضوع هذه الأغنية؟

تامر نفار: هذا كيف العالم العربي يعاملنا إسرائيليين وإسرائيل تعاملنا فلسطينيين وإحنا بنستعمل نموذج من صوت توفيق زياد من أغنية أناديكم وهو يقرأها، فهي بس بتفسر الفلسطينية اللي عملنا بنحاول نكون جزء لا يتجزأ من الشعب العربي فلسطينية الداخل.

عبد الرحيم فقرا: نستمع إلى هذه الأغنية إذا.

[أغنية غريب في بلادي]

عبد الرحيم فقرا: ايرون شيخ وأنت تستمع لهذه الأغنية أولا أنت كمغني ثم أنت كعربي هل تشعر أنت كعربي أميركي واحد أعضاء الجالية العربية الأميركية هل تشعر بتجاوب مع هذه الأغنية هل تشعر بأن هناك قواسم مشتركة بينك وبين مجموعة دام.

ايرون الشيخ: بالتأكيد أنا أتفق مع ما تقوله مجموعة دام 100% تقريبا فعندما استمع لأغانيهم كأغنية أناديكم لمارسيل خليفة أتذكر أن نشأت على أنغامها وقد لا أفهم كلماتها بنفس الطريقة التي تفهم بها عند مجموعة دام لكن الرسالة والإحساس هو كل شيء وأعتقد أن ما تقوم به مجموعة دام هام جدا من حيث الطريقة التي يمزجون بها اللغة العربية بموسيقى الهيب هوب فهذا خليط قوي جدا لأنه يبني الجسور بين ثقافتين بما يخلق نوعا جديدا في الموسيقى يمثل العرب الأميركيين.

عبد الرحيم فقرا: هناك أغنية معينة وهي حب المحافظين الجدد، هل لك تعطينا باختصار فكرة عن هذه الأغنية قبل أن نستمع لجزء منها؟

ايرون الشيخ: نعم عندما كان المحافظون الجدد في واشنطن يخططون لغزو العراق وتغيير العالم العربي إلى الأبد شعر الكثير منا ممن ينشطون سياسيا بالغضب وقد شعرت أنا شخصيا أنني أفقد صوابي لأن خطاب المحافظين الجدد كان خطابا جنونيا يتحدث عن أسلحة الدمار العراقية وما تشكله من خطر للولايات المتحدة وكل هذه القضايا أتحدث عنها في هذه الأغنية أقول بسخرية أننا نحب المحافظين الجدد إنهم أشرار لدرجة أننا نحبهم لأنهم يريدون السيطرة على العالم.

عبد الرحيم فقرا: طيب نستمع إلى جزء من الأغنية إذا.

[جزء من أغنية حب المحافظين الجدد]

عبد الرحيم فقرا: محمود في رام الله أنتم طبعا عرب وايرون شيخ عربي أنتم في إسرائيل هو هنا في الولايات المتحدة، إنما عندما تستمعون إلى هذه الأغنية وأغاني أخرى لايرون شيخ هل تشعرون بفرق من حيث الموسيقى ومن حيث تركيب المواضيع ومن حيث ربما المؤثرات؟

محمود جريري: يوجد فرق بس إحنا يعني كلنا ننتمي إلى موسيقى واحدة اللي هي هيب هوب بس الفرق هو بأفكر الرسالة بتاعتنا هي غير الرسالة بتاعته إحنا الاثنين بنحكي على مشاكل ممكن اللي هي سياسية أو اجتماعية بس كل واحد جاي من نظرة ثانية الموسيقى ممكن تكون مرات غيرنا لأن إحنا كتير بندخل عود قانون ثقافة فلسطينية بالموسيقى بتاعتنا ففي اختلاف من هذه الناحية يعني هو من أميركا وهو بيعكس حياة ومشاكل العرب اللي عايشين داخل أميركا وأنا هون من فلسطين 1948 بأعكس مشاكل ثانية مثل ما ممكن تلاقي عرب أو فلسطينيين في لبنان بيحكوا على مشاكل ثانية مختلفة من مشاكلنا بس كلنا بننتمي إلى المشكلة الكبيرة.. فسرتها مليح أنا.

عبد الرحيم فقرا: آه فسرتها مليح بس على ذكر لبنان طبعا نسمع في أغاني ايرون شيخ أحيانا بعض التأثيرات كأغاني فيروز وأسماء مشهورة في الشرق الأوسط، سهيل أريد أن تحدثنا الآن عن أغنية ما لي حرية حتى نستمع لجزء منها أريد أن تحدثنا عن فحوى الأغنية ولكن أيضا عن الأسباب التي حذت بكم إلى كتابة هذه الأغنية وأدائها بالطريقة التي أديت بها.

سهيل نفار- فريق "دام": الأغنية ما لي حرية سجلت بعد ما تأثرنا من فيلم أولاد أرنا وبعد اللي صار بجنين بالفترة هذه واللي سويناه هو إنه أخذنا الأغنية اللي كانوا يغنوها كثير بهذه الفترة وعملنا منها لازمة غيرنا شويه من الكلمات وأخذنا اللحن وسجلنا كل واحد مقطع على اللي بيفكروا على هذا الموضوع أنه كيف كل العالم حر بس أطفالنا لسه مش حرة.

[جزء من أغنية ما لي حرية]

عبد الرحيم فقرا: سهيل أعود إليك مرة أخرى أنتم طبعا كمجموعة تغنون باللغة العربية لكن تغنون كذلك باللغة العبرية، أولا ما هو السبب وراء إدخال اللغة العبرية في أغانيكم؟

سهيل نفار: عندنا مشكلة أنه إذا بنا نمررها إلى شبعنا الفلسطيني ولشعبنا العربي يعني بنسوي نفس الشيء بس بنقوي الشعب أما في رسالة لازم نمررها للجزء الثاني من هذه المعركة وزي ما إحنا قدرنا نحكي أنه هذه اللغة هو جسر بين جبلين فعندنا هنا مشكلة إنه هم لا يعرفوا لغتنا فمش راح يفهموا من إيش إحنا بالضبط نعاني فبنجيب لهم هذا الشيء بلغتهم بالضبط نفس الكلمات الفلسطينية تبعتنا كل الاحتجاج تبعنا بس بلغتهم أن يفهموا أكثر ويعرفوا أكثر.

عبد الرحيم فقرا: طيب لدي سؤال أخير أنتم طبعا غنيتم في فرنسا أنتم عرب من إسرائيل ايرون شيخ عربي من أميركا غنيتم في فرنسا حيث توجد جاليات عربية كبيرة، أولا كيف كان تجاوب العرب الأوروبيين الفرنسيين معكم؟ وثانيا ما هو الاختلاف بين أغانيكم وأغاني العرب الفرنسيين الذين يغنون بنفس الأسلوب؟

تامر نفار: من ناحية موسيقية أنا بأقدر أحكي إن إحنا متأثرين من الأسلوب اللي بيعملوه الجزائريين بفرنسا أو المغربيين بفرنسا وكمان نقطة أنت حكيت أنه إحنا طلعنا كثير بفرنسا وطلعنا كثير بأوروبا بس لهلا ولا أحد ذكر إن إحنا طلعنا بالدول العربية وهذه نقطة مهمة اللي بردوا بتجاوب على سؤال اللي سألته لسهيل إنه نحن فلسطينيي الداخل شوي مقطوعين من الجهتين يعني، إنه مثلا ألبوم تبع دام اللي هو إهداء هذا اللي هو ألبوم فلسطيني مثلا معمول كل الأغاني اللي فيها أشياء رسالة اللي هي ثقافية رسالة اللي هي سياسية رسالة اللي هي اجتماعية رسالة مفيدة وتعالى نقول عن هذا الألبوم بيباع بكل الدول الأوروبية بيباع بأميركا بس ما يباع مثلا ولا بالسعودية ولا وين كمان؟

محمد الجريري: الكويت.

تامر نفار: ولا بالكويت ما بدهم يدخلوه فإحنا نضطر هيك نعمل حفلات على الأغلب بس بالمحلات اللي هي أوروبية يعني الأوروبيين يتقبلون العرب أكثر من العرب نفسهم بعدت عن السؤال شوي بس عشان كنت حابب أحكي هذه النقطة.

عبد الرحيم فقرا: ايرون شيخ لديك أغنية أريد أن نستمع إليها هنا مباشرة في الاستديو أنت من أو إحدى المسائل التي تستأثر بانتباهك هي مسألة العودة عودة اللاجئين.

ايرون الشيخ: كنت أريد أن أشرح للرأي العام الأميركي أن الأمم المتحدة والقانون الدولي يعطيان اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى وطنهم وكذلك أنه من الهام لكي يكون هناك سلام في ذلك الجزء من العالم أن يُعترف بحقوقهم إن ذلك يعتبر حق أساسي لكن الناس في هذا البلد لا يعرفون حتى أنه هناك لاجئين فلسطينيين وتلك بالنسبة لي هي المشكلة الأساسية.

عبد الرحيم فقرا: هل ممكن أن تعطيني عشر ثواني من هذه الأغنية عشر ثواني؟

ايرون شيخ: عشرة ثواني حسناً.

[أغنية عن عودة اللاجئين]

عبد الرحيم فقرا: ايرون الشيخ شكراً جزيلا.

ايرون الشيخ: عفوا.

عبد الرحيم فقرا: أشكر كذلك تامر وسهيل ومحمود من مجموعة دام في مكتب الجزيرة.

مجموعة دام: شكراً.

عبد الرحيم فقرا: قبل أن أودعكم جميعا وأودع المشاهدين أخر أغنية سنستمع إليها في هذا البرنامج وهي أغنية شجرة الزيتون من أدائك بسرعة موجزة لأغنية شجرة الزيتون وسندع هذه الأغنية تأخذنا إلى نهاية البرنامج تفضل.

ايرون الشيخ: لقد اخترت أشجار الزيتون كرمز لفلسطين لأن أشجار الزيتون موجودة في كل مكان في فلسطين ويقتاد منها الفلسطينيون وقد اقتلعت من تربتها كما أقتلع الفلسطينيون من أرضهم وذاك هو الرمز الذي اخترته في هذه الأغنية.

عبد الرحيم فقرا: شكرا وإلى اللقاء في حلقة لاحقة.