بثينة شعبان + حافظ الميرازي – مقدم البرنامج
من واشنطن

الغياب السوري عن قمة الأمم المتحدة

تتناول الحلقة غياب المسؤولين السوريين عن قمة الأمم المتحدة وتصعيد واشنطن اتهاماتها ضد سوريا، وهل حصلت واشنطن على أدلة جديدة ضد سوريا؟

– واشنطن والعمل على عزلة دمشق
– كبش فداء لفشل أميركا في العراق

– محاولة تغيير النظام في دمشق

– الدور الأميركي بعد الانسحاب الإسرائيلي

– رؤية اليسار الإسرائيلي للمستقبل


undefinedحافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن، في هذه الحلقة نركز على موضوعين من خلال حوارنا مع شخصيتين، أولا التصعيد الأميركي ضد سوريا في الأسبوع المنصرم والآونة الأخيرة والذي تزامن أيضا مع غياب كبار المسؤولين السوريين عن قمة الأمم المتحدة واجتماعات الجمعية العامة السنوية الستين، هل واشنطن تريد من خلال ذلك تأكيد العزلة على دمشق؟ هل تريد بالفعل تغيير سلوكها؟ هل هذا انعكاس لمشاكل أميركا في العراق والبحث عن كبش فداء؟ أم أنها محاولة لتغيير النظام في دمشق ولو بطرق أخرى؟ هذا ما سنناقشه مع ضيفتنا وضيفة واشنطن الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين في الحكومة السورية، في الجزء الثاني من البرنامج نتناول موضوع ماذا بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، رؤية اليسار الإسرائيلي في تلك المعادلة، ضيفتنا ستكون يائيل ديان ابنة الجنرال موشيه ديان وهي قيادية في حزب ميريتز اليساري وناشطة في حركة السلام الآن وأيضا نائبة رئيس بلدية تل أبيب ويافا.

واشنطن والعمل على عزلة دمشق

لنبدأ أولا بالملف السوري، فقد غاب وزير خارجية سوريا عن حضور قمة الأمم المتحدة واجتماعاتها السنوية الستين في نيويورك رغم أن الترتيبات السابقة لدمشق كانت تعد لأول زيارة منذ أربعين عاما للرئيس السوري إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات نيويورك وكفرصة للانفتاح الإعلامي والسياسي على العالم من خلال تلك القمة غير أن واشنطن التي أخرت تأشيرة دخول الرئيس بشار الأسد وسربت معلومات عن عدم الترحيب به في الاجتماعات الجانبية بنيويورك أيضا أضافت إلى التوتر القائم بشأن تحقيقات لجنة ميليس في اغتيال الحريري ومع احتجاز أربعة من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين المواليين لسوريا وزيارة ميليس إلى دمشق في الوقت الذي كان سيتوجه فيه الأسد إلى الولايات المتحدة ولم تكتف واشنطن بالتسريب والتلميح بل خرج مسؤولوها علنا يكررون تهديداتهم لسوريا.

زالمي خليل زاد– السفير الأميركي في العراق: إن صبرنا آخذ في النفاذ مع السوريين وعليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيقفون مع عراق ناجح أو سيشكلون عقبة في سبيل نجاح العراق فالعراق سينجح وعلى سوريا أن تقرر الثمن الذي ستدفعه لعرقلة نجاح العراق والوقت آخذ في النفاذ أمام دمشق لتقرر موقفها.

حافظ المرازي: من جانبه أكد الرئيس الأميركي في لقائه مع الرئيس العراقي جلال الطالباني بالبيت الأبيض على الحاجة إلى تغيير سلوك النظام السوري خصوصا فيما يتعلق بما اعتبره عرقلة مسيرة الديمقراطية في المنطقة التي اعتبر العراق ولبنان نموذجين لها.

جورج بوش – الرئيس الأميركي: يتعين على الرئيس السوري أن يدرك أننا نأخذ بجدية مسألة عدم تحركه وستصبح حكومته أكثر انعزالا مع الوقت نتيجة أمرين أولا عدم تعاونها مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بالأمن في العراق وثانيا عدم شفافية موقفها فيما يختص بدورها في لبنان.

حافظ المرازي: هذا عن تصريحات الرئيس بوش، كوندوليزا رايس وزيرة خارجيته التي التقت بالعديد من هيئات تحرير وسائل الإعلام الأميركية في نيويورك على مدى الأسبوع الماضي تلقت سؤال من النيوزويك عن هل نحن نتحدث الآن عن خيار عسكري محتمل مع دمشق، كان رد كوندوليزا رايس هو إن المسألة ليست مطروحة بهذا الشكل مع سوريا بل أرى أن المسألة المثارة بشأن سوريا الآن هي أن سوريا معزولة فعليا على المستوى الدولي وفي رأيي أنه مَن يريد أن يكتب عن سوريا الآن فإني أحثه بشدة على ألا يتناولها كمشكلة سورية أميركية، كوندوليزا رايس في حديثها مع هيئة تحرير أخرى هي هيئة تحرير نيويورك بوست تحدثت عن ما الذي تعنيه بأن المشكلة ليست مشكلة سورية أميركية، قالت نعم أن هناك ضغط متزايد على سوريا ولكن ليس الضغط الأميركي وحده هو المتزايد.. نحن لا نريد أن ندع السوريين يحولون المسألة إلى مشكلة سورية أميركية بينما مشكلة السوريين متسعة وتشمل كافة المجتمع الدولي، الفرنسيين، السعوديين، المصريين وغيرهم وذلك بشأن حقيقة الدور الذي ربما لعبته أو لم تلعبه في اغتيال الحريري وقد كانوا غير متعاونين في البداية ولكنهم أُرغموا على التعاون، على أي حال المصريين الفرنسيين السعوديين كانوا مجودين أيضا مع رايس من خلال وزراء خارجيتهم في مؤتمر الدول المانحة والدول المساهمة لدعم لبنان اليوم الاثنين في الأمم المتحدة وقد تحدثت رايس مرة أخرى وكررت في إجابة على أحد الأسئلة المطلوب أميركيا من سوريا وهو المسائل المتعلقة بالتعاون الكامل في التحقيقات بلبنان، تقطيع جذور المسلحين المتمردين في العراق ودعمهم من سوريا وقطع صلات سوريا بجماعات الرفض الفلسطينية المعارضة لعملية السلام، الجدير بالذكر أيضا أن رايس وأن هذا الاجتماع الذي حضره رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة قد تم في نفس التوقيت الذي كان يتحدث فيه رئيس لبنان إميل لحود ليقدم كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الأقل كان من الحري أن يجلس رئيس وزرائه ليستمع إلى الكلمة أو على أن ينتظر خصوصا المسؤولون العرب احتراما حتى يعقدوا هذه الاجتماعات لكن هكذا أرادت أجندة واشنطن الأمور أن تتم وهكذا حدثت، لكن لندع أجندة واشنطن جانبا وأرحب بضيفتي الدكتورة بثينة شعبان مرة أخرى وزيرة المغتربين في الحكومة السورية، ماذا عن أجندة دمشق أولا دكتورة بثينة؟ الرئيس بشار الأسد كان يُفترض أن يأتي، كان هناك استعدادات لشيء كبير، لكن هذا لم يحدث حتى وزير الخارجية لم يأت، نائب وزير الخارجية لم يأت، لماذا هذا الغياب؟

بثينة شعبان– وزيرة المغتربين في الحكومة السورية: الحقيقة الأجندة السورية هي منشغلة بما يهم سوريا وبما تريد سوريا أن تفعله والسيد الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية لديها عمل ولديها مهام مرتبطة بدور سوريا وبالشعب السوري وبعملية الإصلاح في سوريا وبكل ما يهمنا وكما تفضلت ما تحدثت عنه من تصريحات المسؤولين الأميركيين هي أجندة واشنطن وهي ما يرغبون أن يقومون به ولكن هذا لا يعني أن هذا ما سوف يحدث أو أن هذا ما أن هذا هو الواقع، يعني سوريا ليست معزولة وحين تقول كوندوليزا رايس (The international community) نحن نرى أن لدينا الكثير من العلاقات والكثير من الإمكانيات أيضا.

حافظ المرازي: مع المجتمع الدولي.

بثينة شعبان: مع المجتمع الدولي وأنا يعني كنت في نيويورك في مبادرة كلينتون (Global initiative) الحقيقة كان هناك الكثير من قادة العالم وقادة الفكر في العالم وكان الجميع يبحث عن أسئلة في عالم حواري مختلف تماما عما نراه يبحث عن..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: وأعتقد أنه بالتأكيد هناك الكثيرين لكانوا يتوقون إلى مقابلة الرئيس بشار الأسد في مثل هذه الفرصة.

بثينة شعبان: وسوف يجري الرئيس بشار الأسد مقابلات من دمشق وسوف يتحدث مع الإعلام وسوف يتحدث مع العالم وعدم قدومه هو فقط لانشغاله بما يحدث من أجندة إصلاح وتطوير وتحديث تركيز..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ولكن كل الناس لديهم إصلاح يعني مصر لديها انتخابات أرسلت وزير خارجيتها..

بثينة شعبان [مقاطعاً]: الرئيس المصري لم يأت.

حافظ المرازي: لا يوجد بلد ليس لديه، أين وزير الخارجية السوري؟ أين نائبه؟

بثينة شعبان: هناك كما قلت عمل وأجندة ويعني إلقاء كلمة في الأمم المتحدة يعني هي قضية هامة ولكنها ليست في غاية الأهمية يعني حتى قرارات مجلس الأمن فقط يطبقونها على العرب بينما القرارات التي تعيد للعرب حقوقهم لا أحد يذكرها هذه الأيام فيعني علينا أن نكون واقعيين بمقاربة ما يمكن للقيادة السورية أن تفعله حين تأتي إلى واشنطن وما يمكن أن تفعله وهي منشغلة بعملها وأعتقد أن الحكومة السورية اتخذت القرار الذي يخدم مواقفها والذي يخدم شعبها والذي تراه لصالح الوضع في المنطقة أيضا.

حافظ المرازي: كوندوليزا رايس ترى أن المسألة ليست مسألة سورية أميركية بل سوريا لديها مشاكل مع العالم، هل ترينها أنها ليست مسألة سورية أميركية أم ترينها مسألة سورية أميركية؟

بثينة شعبان: يعني أنا أتمنى أن أعلم ما هي المشكلة الأميركية مع سوريا يعني، أنا لا أراها مشكلة حتى سورية أميركية لا أراها بهذا المنظور على الإطلاق، أنا خلال وجودي في نيويورك علمت من سفيرنا في نيويورك ومن كثيرين من الذين كانوا يرافقون رؤساءهم أن عشرات الرؤساء كانوا يتوقون إلى رؤية الرئيس بشار الأسد في نيويورك لو أنه قدم وهناك عشرات اللقاءات التي كانت سوف تحدث فبالعكس شعرت أن يعني سوريا في وضع جيد وليس في الوضع الذي يتحدثون عنه، أما إذا أردنا أن نتحدث عما قالته رايس هل المشكلة سورية أميركية يعني تاريخ سوريا وما فعلته سوريا في المنطقة وفي الصراع العربي الإسرائيلي يُري أنه إذا كانت الولايات المتحدة فعلا تريد الحرية والديمقراطية لشعوب المنطقة وتريد الازدهار يجب ألا تكون هناك أيضا مشكلة حتى سورية أميركية لأن هذا بالضبط ما تريده سوريا للمنطقة وخاصة أننا نحن أبناء هذه المنطقة وما نريده للعالم العربي ولكن هناك فرق في المنظور، بينما ترى سوريا نفسها دولة عربية في قلب العروبة وترى أن كل ما يحدث لأي بلد عربي يحدث لسوريا وأن مصالحنا ومستقبلنا هو بالضرورة مترابط فالولايات المتحدة لديها أجندة مختلفة وهي تقسيم العرب والحديث أولا ضد الفلسطينيين ثم ضد العراقيين ثم ضد لبنان ثم ضد سوريا، يعني هناك أجندة مختلفة للولايات المتحدة.

حافظ المرازي: لكن هم يقولون العكس، يقولون أن مشاكل سوريا في النقاط الثلاثة التي ذكرتها في مؤتمرها الصحفي اليوم أو حتى في كل فرصة تتعلق بهذه الدول الثلاث ومشاكل تسببها سوريا معها، يعني لو نظرنا إلى حديث كوندوليزا رايس مع هيئة تحرير شبكة فوكس نيوز الأميركية تقول الآتي إن السوريين يحبطون آمال الشعب اللبناني كما يحبطون آمال الشعب العراقي فأنشطتهم بالفعل تسهم في قتل العراقيين، هم كذلك يحبطون آمال الفلسطينيين بدعمهم لجماعات الرفض الفلسطينية التي تسبب متاعب لمحمود عباس، تمضي أيضا في حديثها مع هيئة تحرير فوكس تقول لذا أعتقد أن السبيل لزيادة الضغط على سوريا هو في توضيحها أن المشكلة ليس سوريا أو أميركا إنما متعلقة بموقف سوريا غير المتسق مع ما يجري في المنطقة حيث إنهم يحبطون آمال كل الشعوب العربية الراغبة في إحداث تقدم أولا العراق، لماذا ما المشكلة في منع ما يقول الأميركيون بأنه تسلل لمقاتلين يدخلون إلى العراق ويقومون بعمليات تفجير وقتل؟

كبش فداء لفشل أميركا في العراق

بثينة شعبان: يعني مع الاحترام لرأي وزيرة الخارجية رايس أعتقد أنها كوزيرة خارجية دولة ديمقراطية تتفق معي أن العراقيين يعني يجب أن يتحدثوا عن دور سوريا والفلسطينيين وأن تسمح لهم بأن يعبروا عن آرائهم وقد قرأت أنا المقابلة التي أجراها الرئيس العراقي البارحة جلال الطالباني وأشاد بدور سوريا وبفضل سوريا أيضا على يعني حركات التحرر العربية ضد الديكتاتورية وضد الاحتلال وأعتقد أنه..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ولكن رئيس العراق منصب شرفي، رئيس الوزراء كان له كلمات قوية جدا تؤكد ما يقوله الأميركيون.. الجعفري.

"
سوريا أخذت الإعلاميين والدبلوماسيين إلى الحدود مع العراق وأظهرت كم عملت من أجل ضبطها بينما لم تقم الولايات المتحدة بأي شيء لضبط الحدود
"
          بثينة شعبان

بثينة شعبان: الحقيقة بالنسبة للحدود بين سوريا والعراق سوريا أخذت الإعلاميين والدبلوماسيين إلى الحدود وأظهرت كم عملت سوريا من أجل ضبط الحدود بينما لم تقم الولايات المتحدة بأي شيء لضبط الحدود ولم تنشر عشرة آلاف جندي كما نشرت سوريا على الحدود وأول البارحة غوشيا لاندس كتب مقالا افتتاحيا بنيويورك تايمز وهو أميركي حاصل على منحة فولبرايت في سوريا يقول إن سوريا قامت بالكثير لضبط الحدود بينما الولايات المتحدة لم تقم بالكثير لضبط الحدود.

حافظ المرازي: نعم سأتعرض لوسائل تعليقات وسائل الإعلام الأميركية بما فيها هذا المقال..

بثينة شعبان [مقاطعةً]: ولكن أريد أن أقول إن سوريا لديها قلق معاكس من تسرب الإرهابيين إلى سوريا ونحن..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: من العراق.

بثينة شعبان: من العراق ونحن في الشهرين الأخيرين كانت هناك أكثر من خمس عمليات إرهابية في سوريا وسوريا سجلها معروف في محاربة الإرهاب في النصف الثاني من..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: هذه المخاوف إذاً هل يمكن أن تؤيدوا ما يسمى بالمطاردة الساخنة أن الأميركيين أو القوات الأميركية يدخلوا وراء هؤلاء إلى داخل العمق السوري على الحدود؟ البعض قال مؤخرا دخلوا إلى ثلاثين كيلومتر من تلعفر داخل سوريا يتعقبوا يقتلون ربما حتى سوريين قتلوا ودمشق سكتت وصمتت على هذا الموضوع، هل تؤيدون مطاردة ساخنة لهؤلاء الأميركيين إلى داخلكم؟

بثينة شعبان: المشكلة الآن هذه الأيام في الأخبار أن هناك الكثير من الشائعات ولا وهناك الكثير من الأمور غير الموثقة ولكن ما أريد أن أُذَكِر به هو أن سوريا والسيد الرئيس بشار الأسد قبل الحرب على العراق قال إن الحرب على العراق ستزيد رقعة الإرهاب في المنطقة فسوريا في كل مفصل قالت ما سوف يحدث وفعلا أثبتت سوريا أنها تفهم المنطقة أكثر من غيرها وأنها حريصة على المنطقة لأننا نحن الموجودون في المنطقة ولكننا نختلف في المنظور، يعني ليست المشكلة الآن ماذا تفعل سوريا وماذا يفعل.. ليست هذه هي المشكلة، المشكلة معروفة أن هناك مَن كتب ووضع نصا منذ عام 2000 لجلب الفوضى إلى منطقة الشرق الأوسط ولتجاهل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والآن يعني ما تتحدث عنه رايس هو مشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يوجد مشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوجد احتلال إسرائيلي للأراضي العربية وللجولان وأنا أدعو السيدة رايس وكل القوى الدولية أن تتحدث عن هذا الاحتلال وأن تطبق قرارات مجلس الأمن على الصراع العربي الإسرائيلي كما كانوا حريصين على تطبيق 1559، يعني علينا أن نتحدث بلغة واحدة وأريد أن أخرج من منظور تقسيم هذا العالم العربي إلى دول وتناول كل دولة على حدة وإضعاف كل دولة على حدة ومنظور سوريا..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: لكن هل سوريا تخلت عن دعم المقاومة في العراق؟ هل.. ما موقف سوريا من المقاومة في العراق للاحتلال الأميركي؟

بثينة شعبان: سوريا موقفها معروف أن كل شعوب الأرض الشعب الفلسطيني والشعب العراقي وكل شعوب الأرض سواء وافقت معها الأسرة الدولية أم لم توافق لها الحق في مقاومة الاحتلال وأول..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: إذاً يمكنكم أن تدعموا المقاومة العراقية.

بثينة شعبان: نحن لا ندعم، هناك فرق بين أن يكون البلد مع الحق..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: المبدأ نعم.

بثينة شعبان: كمبدأ..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ولكن أن لا ينخرط..

بثينة شعبان [متابعةً]: مع حق المقاومة وأن يدعم المقاومة.

حافظ المرازي: طيب سفير أميركا لدى العراق زالمي خليل زاد لو عدنا إليه مرة أخرى في نفس تصريحاته تحدث عن أنه المسألة ليس فقط الحدود، مطار دمشق الدولي يعتبر مهبط للكثير من هؤلاء المقاتلين كما لنستمع الآن.

زالمي خليل زاد: لقد حان وقت اتخاذ القرار في دمشق، يتعين عليها ببساطة إغلاق معسكرات التدريب وعدم السماح للشباب الذين غررت بهم القاعدة من السعودية واليمن وشمال إفريقيا بالوصول جوا إلى مطار دمشق الدولي وليس هذا بالأمر الصعب حينما أرى شبابا ما بين الثمانية عشرة والثمانية والعشرين من العمر يصلون مطار دمشق بدون تذاكر عودة ولا أحد يوقف ذلك وإن كان هذا صعبا عليهم أو يريدون مساعدة في السيطرة على دخول الناس وتنظيم ذلك فعليهم طلب المساعدة.

حافظ المرازي: دكتورة بثينة.

بثينة شعبان: يعني الوضع الآن الحقيقة يدعو إلى الابتسامة يعني سوريا كل تاريخها لا تطلب فيزا من مواطنين عرب لأن المواطنين العرب يدخلون سوريا بدون فيزا، هذا شيء أما الشيء الأخر بالنسبة للحدود فقد حاولت القيادة السورية أن تقنع الولايات المتحدة أن تأتي بالأجهزة التي تسيطر من خلالها على الحدود وهاهي الحدود مع المكسيك لم تسيطر عليها الولايات المتحدة ولكن المشكلة ليست مشكلة حدود المشكلة هو أن هناك مشكلة في العراق هناك مشكلة أمن هناك مشكلة احتلال هناك وضع في العراق يعني لا يجوز أن يلخَص بمشكلة حدود مع سوريا وحين كانت القوات السورية موجودة في لبنان كانت المشكلة أن القوات السورية موجودة في لبنان ويريدون من سوريا أن تخرج وحين خرجت سوريا بدأت مشكلة أخرى المشكلة الأساسية هي أن سوريا تقف مع الحق العربي وأن سوريا تقول إن للعرب حق في أراضيهم وأننا نريد هذا الحق ولسنا مستعدين للتنازل عنه وتحدثت اليوم كوندوليزا رايس عن مَن يقف في وجه السلام وأنا أذكر السيدة وزيرة الخارجية أن كل الدول العربية مجتمعة قد وضعت مبادرة على الطاولة في بيروت عام 2002 وثم أعادت هذه المبادرة في الجزائر عام 2005 أن كل الدول العربية مستعدة أن تصنع سلاما مع إسرائيل إذا انسحبت إسرائيل إلى خط الرابع من حزيران 1967 وأن شارون من نيويورك وواشنطن هو الذي أعلن أنه لن ينسحب إلى حدود 1967 وأنه لن يتخلى عن القدس وأنه لن يناقش حقوق لاجئين، السؤال هو ماذا سوف تفعل القوة العظمى التي كانت تسمى (Honest broker) في عملية السلام حول هذا الواقع.

حافظ المرازي: أو الوسطاء النزهاء، نعم طيب لو أعود إلى رؤية الصحافة الأميركية للموضوع وسأحاول بسرعة أن أقرأ بعد هذه التعليقات الضد ومن هو معه مثل الذي أشرت إليه خصوصا لو بدأنا بديفد أغنيسيس في مقال واشنطن بوست لأنه ديفد أغنيسيس بيكتب بشكل متوازن بالنسبة لقضايا عربية كثيرة.

بثينة رشوان: أحيانا.

محاولة تغيير النظام في دمشق

حافظ المرازي: أو أحيانا، بيقول تحت عنوان الحكومة السورية وقعت في فخها من مقاله الآتي سترتكب الإدارة أي الأميركية خطأ إذا تحركت الآن علنا للإطاحة بالأسد ولما العجلة، الأحداث تمضى الآن في مسارها المطلوب محقق الأمم المتحدة في طريقه لدمشق متعقبا أثر الأدلة، النصابون يحاولون الاختباء يبدو أن نظام الأسد وقع بفخ نصبه بنفسه وفي كل يوم ترجح كافة ميزان الخوف أكثر، هناك وجهة نظر تقول لا.. لا تنتظروا ولكن تحركوا صحيفة بوسطن غلوب كتبت تحت عنوان محاسبة سوريا بفضل تخبطه يجد الرئيس السوري بشار الأسد نظامه الآن واقعا بين المطرقة والسندان إذ تشير أحداث الأسبوع المنصرم أنه لن يُترك الأسد وزمرته طويلا يواصلون عنادهم بأسلوب العصابات لا في ما يتعلق بلبنان أو العراق وفي كلا الحالين يجب عدم تخفيف الضغط على النظام البعثي السوري، يتعين محاسبة الأسد على أعمال قادته الأمنيين في لبنان ويجب دفعه إلى وضع حد للبعثيين العراقيين والمتشددين الإسلاميين الذين يدربهم بمعسكرات في سوريا ثم يعبرون الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق ثم ننتقل إلى مقال يدافع عن سوريا لكاتب يعيش في سوريا في منحة لفولبرايت منحة فولبرايت هو الباحث غوشوا لنس في صفحة الرأي بنيويورك تايمز كتب لا تدفعوا بسوريا بعيدا، إن أولئك المصرين في واشنطن على محاربة السيد الأسد لأنه غير ديمقراطي يضرون بفرص العراق في مستقبل سلمي إذ تحتاج الولايات المتحدة تعاون سوريا في العراق ويتطلب ذلك حوارا حقيقيا وليس إهانات وتهديدات، على واشنطن أن تختار بين زعزعة استقرار سوريا وإعادة استقرار العراق، دكتورة بثينة شعبان تعليقك.

بثينة شعبان: يعني قلت غوشوا لنس يعيش في دمشق ولذلك هو يرى الأمور أفضل من غيره وأنا أريد أن أقول إن كل ما تحدث به أو معظم ما تحدث به الإعلام الأميركي قبل الحرب على العراق برهن أنه قادم من مصادر مغرضة وإلى حد الآن يقولون أن هذه المصادر قد سوفت الحقائق وأنا قرأت أيضا منذ أيام أن هذه المصادر مازالت هي ذاتها التي تغذي الإعلام الأميركي بالمعلومات عن الشرق الأوسط، إذا كانت فعلا الولايات المتحدة تريد الحرية والديمقراطية لشعوب المنطقة فسوريا هي الشريك الواضح وسوريا وإيران وتركيا نحن والسعودية نحن أصحاب المصلحة في استقرار العراق وفي وحدة العراق وفي استقرار لبنان وفي وحدة لبنان لأن زعزعة استقرار أي بلد يؤثر سلبا على البلدان الأخرى فنحن الذين نريد الاستقرار ونحن الذين نريد الانفتاح ولكننا نريد الانفتاح على بعضنا أيضا كعرب. وفي ندوة كلينتون قالت السيدة كوندليزا رايس إنهم وجدوا أن فتح الحدود بين الدول الغربية يضاعف الازدهار أربع مرات خلال فترة قصيرة إذاً لماذا يفرضون على العرب إغلاق الحدود بين بلدانهم بين السعودية واليمن يريدون إغلاق الحدود بين سوريا والعراق بين سوريا ولبنان أنا أريد أن أخرج من المنظور الذي وضعوه للعالم العربي وكامرأة عربية أضع المنظور العربي الذي نريد من خلاله الانفتاح على بعضنا ونريد استعادة الحق العربي ونريد استقرارا ونريد ازدهارا ونريد ديمقراطية ولكن بالطريقة وبالوقت وبالإمكانية التي نستطيع أن نفعلها نحن كعرب.

حافظ المرازي: البعض يعتقد أن واشنطن تريد أن تحقق ديمقراطية في سوريا كما حاولت أن تحققها يبدو في العراق وسألنا اثنين من الباحثين الأميركيين المهتمين بالشأن السوري من معهد واشنطن ديفد ماكوفسكي ومن أحد الذين تخصصوا في سوريا وكان في مجلس الأمن القومي وهو فلينت ليفيريت وله كتاب عن سوريا.

بثينة رشوان: نعم أعرفه.

حافظ المرازي: عن هل واشنطن تحاول تغيير النظام السوري أم تغيير سلوك سوريا، لنستمع إلى إجابتيهما.

ديفد ماكوفسكي: لا أرى دليلا على أن الولايات المتحدة تسعى لزعزعة استقرار سوريا أو تغيير نظامها فلديها ما يكفيها من المشاكل في العراق، إن ما تفعله الولايات المتحدة الآن ليس لتغيير النظام بل تريد التركيز على تغيير السلوك، إنها تريد أن تعدل سوريا سياساتها.

فلينت ليفيريت: أعتقد أن مستوى الإحباط داخل هذه الإدارة وصل إلى الحد الذي جعلها أقل اهتماما يوما بعد يوم بمحاولة الانخراط مع سوريا لتغيير سلوكها وأصبحت أكثر اهتماما في إيجاد سبيلا لإسقاط هذا النظام.

حافظ المرازي: دكتورة بثينة.

بثينة شعبان: يعني أنا بالنسبة إليَّ الشيء البديهي كان أنه بعد سقوط نظام صدام أن تكون علاقات سوريا ممتازة مع العراق وممتازة أيضا مع الولايات المتحدة يعني القيادة العراقية كلها عاشت في سوريا، نحن الذين كنا ضد نظام صدام ولذا لدينا ثقافة علمانية في سوريا مثل الشعب الأميركي نحن شعب متعدد الأعراق متعدد الديانات ولذلك كمفكرة وككاتبة بغض النظر عن كوني عضو في الحكومة السورية أنا لا أرى سببا على الإطلاق أن تكون علاقات الولايات المتحدة سيئة مع سوريا سوى أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في تجاهل الحق العربي وتوسيع الاستيطان وتجاهل الحقوق العربية وتعلم أن سوريا هي كانت دائما الحاضن الرئيسي للحق العربي وهذه هي هويتنا وهذا يلقى صدى لدى كل الشعب العربي في كل أقطاره يعني ولن يتخلى العرب عن هذه الحقوق والأفضل أن نثبت الحوار كوسيلة لحل مشاكل الشرق الأوسط خاصة وأن الحرب والغزو قد فشلتا في تحسين وضع العراق أو في جلب أي حرية أو ديمقراطية، أعتقد أن التواضع يجب أن يملي على الإدارة الأميركية أن تفكر بطريقة مختلفة بمقاربة كما قال كلينتون، كلينتون قال علينا أن نبتعد عن ترويج الصراع بين الأديان، علينا أن نتحدث كأخوة في الكرامة الإنسانية وعلينا أن نتعامل مع دول العالم بشيء من التواضع وأنا أعتقد أن هذه الرسالة هامة جدا.

حافظ المرازي: هذا صحيح لكن أليست أيضا قضية الإصلاح والتحول الديمقراطي مسألة تخص الشعوب العربية بغض النظر عما تريده واشنطن، ألا تحتاج سوريا لهذا الإصلاح مثلما تحتاجه مصر والسعودية وقطر وكافة الدول العربية.

بثينة شعبان: الحقيقة أن سوريا سائرة بخطى ممتازة في طريق الإصلاح وأن الشيء الذي يعرقل هذا الإصلاح هو هذا الجو في المنطقة من الحروب ومن العنف ومن التهديد وإذا كانت فعلا الولايات المتحدة تريد لنا أن نسارع خطوات الإصلاح فما عليها إلا أن تجد مقاربة هامة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وهذا ما قالت عنه سوريا إن السلام العادل والدائم والسلام لكل العرب لا الاستفراد..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: يعني إذاً المواطن السوري.. للأسف الوقت داهمنا، لكن المواطن السوري عليه أن ينتظر حتى يتحقق السلام في كل أنحاء العالم حتى يتحسن حاله.

بثينة شعبان: لا أنا قلت نحن نسير بخطي ممتازة وأنا كعضو بالحكومة السورية أقول لك إن خطوات الإصلاح في سوريا سواء بالنسبة لإصدار الإعلام الحر البنوك الخاصة الجامعات الخاصة التفكير بإعادة بنية مؤسساتنا هذه نقوم بها لأنها لمصلحة شعبنا لأنها ضرورية.

حافظ المرازي: طيب دعينا نستمع فقط في آخر دقيقة من البرنامج أو آخر ما تبقى من البرنامج سآخذ رأيك أيضا إلى كلمة أحد المعارضين السوريين يعيش في واشنطن الآن محمد الجبيلي.

محمد الجبيلي: وأنا أعتقد أن هذا الضغط يجب أن يستمر في الوقت الحالي ليس على سوريا كشعب ولكن على سوريا كمؤسسة عسكرية سياسية اغتصبت السلطة منذ أكثر من سنة 1963 وهي تعتبر برأينا حكومة غير شرعية لا من الناحية السياسية ولا من الناحية القانونية، لقد رددنا مرارا وطلبنا مرارا من أعضاء بالكونغرس وكذلك من الخارجية الأميركية وكذلك أخيرا من خلال أحد حلفائنا بمقابلته الأخيرة مع البيت الأبيض مع مجلس الأمن القومي بأن هذا الضغط يجب أن يستمر حتى يزول هذا الحكم الشمولي والطائفي لأنه يتشكل حاليا هذا الحكم من آل الأسد وآل الأسد وحدهم وليس لهم علاقة بشكل أو بآخر إذا استطعنا أن نقول ذلك بالطائفة العلوية أبدا.. أبدا..

بثينة رشوان: يعني إحدى المشاكل الأساسية التي لدى الولايات المتحدة هي أنها لا تأخذ ذكاء شعوبنا بعين الاعتبار، كنت البارحة مع حوالي مائتين شخصية سورية أميركية وقبلها مع حوالي مائتين شخصية في نيوجيرسي من أشهر الأطباء وألمع السوريين الأميركيين حين تذكر لهم اسم محمد الجبيلي يضحكون، على الولايات المتحدة أن تعرف ما هي قيمة الناس التي تعنى شيئا لشعوبنا وألا تحاول أن تعطى أناس لا قيمة لهم تجعل لهم قيمة لأنها لن تستطيع..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: طيب بغض النظر عن الأشخاص لأنه ليس..

بثينة رشوان [متابعةً]: لأنها لن تستطيع أن تجعل لهم قيمة لأن هذا الحديث يعني..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: طب دكتورة بثينة بغض النظر عن الأشخاص لأنه ليس موجود فهو أيضا ولو موجود لن أسمح له أن يقول من هي بثينة شعبان أو غيره ولكن الموضوعات التي أثارها بإيجاز، ما ردك الأخير عليها؟

بثينة شعبان: يعني هذا كلام لا يُرد عليه الحقيقة لأنه أنا لا أنا أربأ بنفسي من أن أرد على هكذا إنسان وعلى هذا الكلام يعني هذا كلام غير.. لا يوجد رد عليه لأنه لا يستأهل الرد، الحقيقة يعني الحكم في سوريا هو حكم مؤسساتي، المرأة لديها حق الانتخاب، لدينا برلمانات، لدينا نقابات لدينا ممثلين والولايات المتحدة تدعم حكومات ليس لديها من الديمقراطية ومن الحرية ومن تمكين المرأة ما لدى سوريا خلال قرن وخاصة خلال النصف القرن الماضي.

حافظ المرازي: لكن ربما يكون لديها بترول مثلا.

بثينة شعبان: أنا لا أسمي أحدا..

حافظ المرازي: شكرا جزيلا لكِ الدكتور بثينة شعبان وزيرة المغتربين في الحكومة السورية ضيفتنا في الجزء الأول من برنامجنا من واشنطن، فاصل قصير ونعود إليكم في الجزء الثاني وضيفتنا في الجزء الثاني هي يائيل ديان ابنة الجنرال الإسرائيلي الراحل موشي ديان ولكن بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

حافظ المرازي: مرحبا بكم مرة أخرى في برنامجنا من واشنطن، ضيفتنا في الجزء الثاني والأخير من البرنامج هي يائيل ديان من قيادي حزب ميريتز اليساري الإسرائيلي عضوة سابق في البرلمان الإسرائيلي الكنيست وهي أيضا تشغل حاليا منصب نائبة رئيس بلدية منطقتي تل أبيب ويافا، يائيل ديان جاءت إلى واشنطن للحديث عن مسألة دفع عملية السلام، في الواقع المرة السابقة التي كنت قد التقيت بها.. بيائيل ديان في واشنطن كانت منذ 17 عاما في عام 1988 حين كانت العلاقات مقطوعة تماما بين إسرائيل والقيادات الفلسطينية وكان يُحظر على الإسرائيليين أن يلتقوا بفلسطينيين التقيت بيائيل ديان وبالراحل فيصل الحسيني يخطبان معا منادين معا بالسلام وللسلام في أحد المعابد اليهودية بالعاصمة واشنطن وأحيانا كان من الصعب جدا لمعبد يهودي أميركي أن يقبل بهذا التواجد الفلسطيني الإسرائيلي معا، لكن الأمور قد تغيرت وهي معنا مرة أخرى في واشنطن أرحب بها.

الدور الأميركي بعد الانسحاب الإسرائيلي

أنت في واشنطن تتحدثين في أكثر من تجمع في نيويورك أيضا ستتحدثين عن المطلوب فيما بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من غزة، ما هو المطلوب في رأيك؟ وأيضا ما هو المطلوب من الطرف الأميركي في هذه العملية؟

"
الانسحاب تم بشكل سلمي وكان انسحابا ناجحا وهذا يعني للإسرائيليين أننا نساوي بين الأمن والأرض ويعني هذا أن بإمكاننا أن نكون آمنين من دون أن نكون موجودين في قطاع غزة
"
  يائيل ديان

يائيل ديان- قيادية في حزب ميريتز الإسرائيلية: نحن لدينا ثلاثة أطراف هنا لدينا أكثر من ثلاثة أطراف ولكن لنقل ثلاثة فقط الإسرائيليون والفلسطينيون وواشنطن أو الولايات المتحدة والتي أود أن أفكر بها على أساس أنها ما زالت جزءا من الرباعية ولا أريد استثناء الأمم المتحدة أو الشريك الأوروبي هنا ولكل طرف عليه أن يفعل ما عليه ولا أحب إطلاق تسميات مثل الكرة في ملعب الفلسطينيين أو ما إلى ذلك الكل لاعبون وعليهم أن يقدِموا على الخطوات القادمة المطلوبة منهم، الانسحاب تم بشكل سلمي وكان انسحابا ناجحا وهذا يعني للإسرائيليين أننا لسنا بعد الآن نساوي بين الأمن وبين الأرض ويعني هذا أن بإمكاننا أن نكون آمنين من دون أن نكون موجودين في قطاع غزة المحتل وأود أن أفسر ذلك على أنها المرحلة القادمة، نعم سنستطيع الانسحاب من بقية الأراضي المحتلة وننهي الاحتلال وأن نتفاوض من أجل سلام نهائي، الفلسطينيون كشركاء يفسرون هذا وأنا لا أريد انتقادهم بأنهم يقولون بأننا باستخدامنا للقوة أخرجنا المحتل الإسرائيلي وهذا خطير للغاية ولا أريد أن نتصرف بفوقية هنا فلا أملك كل الأجوبة ولكنني خائفة من أن اليمين وحكومة شارون سيستخدمون هذا التفسير الفلسطيني لمنع الخطوة القادمة لأن القول بأنه بالقوة استطاع الفلسطينيون طرد الإسرائيليين من جنوب لبنان ومن قطاع غزة بإمكانهم أن يطردوا الإسرائيليين من الضفة الغربية وهذا هنا تأتي ضرورة الحكمة السياسية العظيمة بأن تقدر أهمية الأمر بأنه باستخدام القوة.. باستخدام قوة الإرهاب لن تكون هناك دولة فلسطينية وإسرائيل باستخدامها للقوة لن تستطيع منع وجود فلسطين، إذاً الأمر دقيق وحرج دعونا رجاء ننتقل إلى المرحلة القادمة، إذاً نحن خرجنا من قطاع غزة لمصلحة إسرائيلية وأيا كانت تلك المصلحة ولو كان هناك تصعيد في العنف والإرهاب في الضفة الغربية فأنه بالتأكيد سيبطئ ولن يزيد من سرعة العملية وهنا يأتي الدور الأميركي حقيقة وأن عليهم أن يقرءوا هذه الخريطة وأن يصروا على التفاوض وبعد ذلك ننتقل إلى خطتهم وهي خارطة الطريق ولست أنا مهووسة بها ولكن ربما هي إن لم تكن اللعبة الوحيدة بل الأفضل المتاحة.

حافظ المرازي: أعلم أنك من بين الموقعين على وثيقة جنيف التي تضع تصور لكيف يمكن لحل نهائي أن يكون لدولة فلسطينية في الضفة وفي غزة وأيضا كيف يمكن التفاوض حول القدس والقدس تكون مشتركة بين الطرفين أو القدس الشرقية للفلسطينيين والغربية لإسرائيل، لكن أريد أن أسألك عن الوضع الذي يجد اليسار الإسرائيلي نفسه فيه الآن وحتى ربما الطرف الأميركي، شارون يبين نفسه الآن إن لم تنتخبوني.. إن جاء نتنياهو فسوف يضيع عليكم كل شيء وإذا دعمه الأميركيون ودعمه العرب ودعمه اليسار الإسرائيلي فشارون لم يطرح إلا أنه تخلى عن غزة ليتمسك بالضفة، فلماذا نساعد شارون أو يساعد أحد شارون إن كان لا يختلف كثيرا عن نتنياهو إلا في التصريحات؟

رؤية اليسار الإسرائيلي للمستقبل

يائيل ديان: هو مختلف لو أن نتنياهو كان عليه أن يقوم بعملية فك الارتباط لما قام بها ودعونا لا نرتكب خطأ هنا هناك فرق شارون يتحدث بشكل واضح عن فلسطين، نتنياهو لا يفعل ذلك، شارون يتحدث عن تنازلات مؤلمة على الإسرائيليين أن يقدموها حتى في الضفة الغربية، أنا لا أحوله إلى بطل لا تسيئوا فهمي فأنا لم نصوت له ولن نصوت له في المرة القادمة ولكن من الأفضل أن يكون شارون يلبي متطلبات برنامجنا السياسي بدل من أن يكون نتنياهو الذي قد يأخذنا إلى أكثر النقاط ظلمة حول مسألة التعايش السلمي، إذاً نحن أيادينا مكتوفة قليلا ومربوطة قليلا لأننا واجهنا معضلة محيرة بالنسبة أننا قدمنا حتى الآن دعما كاملا للبرلمان.. لشارون في البرلمان ولو كانت هناك انتخابات في العام المقبل فلن نؤيد شارون بل سنطالب بتطبيق أجندتنا وأجندة حزب العمل وهو الاستمرار ولكن بالتأكيد سنفعل ما بوسعنا للحيلولة دون فوز نتنياهو أو اليمين المتطرف.

حافظ المرازي: موشيه ديان الرجل الذي أشرف على حرب يونيو حزيران 1967 وأخذ أراضي الضفة وغزة ثم في آخر حياته يكوِّن حزب تليم ويريد انسحاب أحادي من الضفة وغزة وترك الفلسطينيين يحكمون أنفسهم، هل هذا ما حدث بالنسبة لهم؟

يائيل ديان: والدي وأنا يجب أن أشهد لصالحه ولكن عندما التقينا بياسر عرفات وأبو مازن وأبو علاء في المرات الأولى كان ذلك في تونس قبل أوسلو، كلهم شرحوا لي كيف لهم احترام كبير لديان وقالوا إن أفضل حوار قد تم معه فكان هو أفضل عدو وأيضا كانت يده هي الأفضل التي امتدت من أجل السلام إلينا وكلما احتجنا إلى أن نفاصل كان هو قائدا في المعركة ولكننا لم نشعر حتى في عام 1967 عندما كان مسؤولا كوزيرا للدفاع لفتح الجسر وإعادة تأهيل المدن وكان لدينا أفضل الحوارات معه حتى العائلات الكبيرة والتي ما زال أبناؤها على قيد الحياة في غزة والقطاع.

حافظ المرازي: أنتِ تري بأنه هناك عملية إملاء للشروط من جانب حكومة شارون وإسرائيل على العملية السياسية للفلسطينيين، حماس ما هي الشروط لكي تشارك في العملية السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة؟ هذا ما نريده هذا ما لا نريده، هل من حق إسرائيل أن تملي شروطها على كيف يمكن للفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم في هذه المنطقة الصغيرة غزة التي تعتبر سجن كبير لأن إسرائيل ما زالت تتحكم في أجوائها ومياهها وحتى حدودها عن طريق معاهدتها مع مصر أو اتفاقاتها مع الدول المحيطة؟

يائيل ديان: أعتقد إنه هنا نحتاج إلى مساعدة بقية العالم العربي بالطبع نحن لا نملك الحق لنقرر ما هي الأنظمة الانتخابية التي يجب أن يتبعها الفلسطينيون ولكن نحن بدعم بقية العالم بما في ذلك مصر والأردن نحن نعتقد أن الكل لديه الحق عندما نقول نحن يعني هذا من وجهة نظر موقفي السياسي بالطبع حماس كما هي الحال حزب الله في لبنان لديهم الحق في الانضمام إلى الانتخابات ولكن هناك شروط يجب ألا نضعها نحن بل يجب أن تضعها السلطة الفلسطينية نفسها وأولها نزع السلاح فلا يمكنك أن تملك أكثر من جيش واحد عندما تبني دولة ولا يمكنك أن تملك حركة مسلحة.. قوات مسلحة تحت الأرض لا تملك أي سيطرة عليها وفي الوقت نفسه تعطيها تمثيلا في العالم السياسي، على حماس أن تختار إما أن يكون لها وجود أو نشاط عسكري كمنظمة عسكرية أو إرهابية أو أنهم يقومون بالدور الديني الذي لا أحبه ولكن لا أستطيع انتقاده ولكن العمل الاجتماعي الذي يدعون القيام به إذا ما أرادوا القيام بعمل كحزب سياسي، لا يمكن أن يفعل ذلك في النظام الديمقراطي لا يمكن أن يكون هناك حزب مسلح أحزاب مسلحة تحقق موقعا في البرلمان باستخدام الترسانة العسكرية الموجودة لديها.

حافظ المرازي: لكن أنتِ تتحدثين عن بناء الدولة أو بناء أمة ولا يمكن أن يكون فيها جيشان هذا صحيح لكن أين هي الدولة والأمة لم يحصلوا إلا على غزة وبشروط كثيرة جدا ما زالت الضفة الغربية نحن نتحدث عن 1% من فلسطين التاريخية في غزة نتحدث عن 26% الضفة وغزة من فلسطين التاريخية لا نتحدث عن فلسطين التاريخية ولكن في اتفاق جنيف وفي غيره الضفة ما زالت محتلة أليس من حقهم أيضا المقاومة.. حق الإنسان في أن يقاوم لينهي الاحتلال، هل انتهى الاحتلال حتى نقول حماس تخلي سلاحها؟

يائيل ديان: أعتقد أنه من مصلحة الفلسطينيين.. انظروا لا يوجد هنا تناظر إسرائيل ستبقى دائما هي الأقوى نحن أقوى عسكريا كثيرا ونحن أمة قوية ونحن نحصل على الدعم ونفعل الكثير باسم الدفاع عن النفس بعضها أنا أقف ضدها ولكن الاحتلال وإنهاء الاحتلال لن نتوصل إليه وهذا ما قلته في البداية القوة لن تنهي، قوة الإرهاب لن تنهي الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية فقط التفاوض وصدقوني فأنا من المعارضين للاحتلال وأعتقد أنه كان كارثياً على إسرائيل.. أعتقد أنه كل أم الشرور ولكنه لن يتوقف من خلال القتل وإطلاق النار على الأبرياء الإسرائيليين أو محاولة شن الحرب عليها.. حرب دينية الحرب الدينية هي الأخطر بين كل الأشياء والحروب الإرهابية باسم الشهداء وغير ذلك لن يأت عليكم بفلسطين لهذا السبب هو في مصلحة الفلسطينيين أن يكون لهم جيش واحد وشرطة واحدة وأن يخلق البنية التحتية لبلد لأمة لمنع حرب أهلية.

حافظ المرازي: للأسف وقتي محدود جدا لكن ربما معي دقيقة فقط، ماذا عن المستوطنين المسلحين؟ لماذا لا ينزع أيضا سلاح المستوطنين من الضفة الغربية الذين يهددون الحياة اليومية لكل فلسطيني؟ لنترك موضوع غارات الجيش نفسه وما يفعله الجيش في الفلسطينيين أو القوات المسلحة الإسرائيلية، لكن على الأقل المستوطنين لماذا أيضا لا يُنزع سلاح المستوطنين وأنتِ تعرفين خطورة وتعصب هؤلاء المستوطنين؟

يائيل ديان: نعم أنا أتفق مع ضرورة نزع سلاحهم، فعلينا أن نكون قادرين حتى وقت إخلاء المستوطنات وإن شاء الله يحدث هذا قريبا علينا أن نوفر لهم الحماية ولكن للأسف نحن لا نريد أن يكون هناك جندي لكل مستوطن ونملأ الضفة الغربية بالجيش وأن نملأ الضفة الغربية بالجيش، أعتقد أن هذا هو الجزء الأول من المفاوضات والذي سيسفر عن نزع سلاح الجهاد وحماس من أجل مصلحة الفلسطينيين، بالتأكيد المستوطنين في الضفة الغربية يجب أن يعاقَبوا على أية أعمال غير مشروعة يقومون بها وذلك وفقا للقانون الإسرائيلي.

حافظ المرازي: يائيل ديان ضيفتنا في الجزء الأخير من برنامجنا من واشنطن شكرا جزيلا لكِ، أخيرا أحيانا يتساءل المرء لماذا في دولة مؤسسات ديمقراطية كأميركا يمكن لرئيس الدولة أن يفعل ما يريد في القرارات المصيرية؟ يدخل في حرب لا يعرف كيف يخرج منها كما هو الوضع الآن في العراق، ألا يوجد مستشارون يستشيرهم؟ بالطبع هناك مستشارون فوزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول كان رأيه ضد الحرب في العراق ولم يُأخذ به، هل حين حلت محل باول كوندوليزا رايس يمكن للرئيس أن يأخذ بمشورتها؟ هناك بادرة إيجابية حدثت في الأسبوع المنصرم ولو بسيطة هي أن الرئيس بوش يطلب مشورة وزيرة الخارجية فخلال حضوره اجتماعات قمة الأمم المتحدة والجمعية العامة طال على الرئيس الاستماع وشعر أنه عند فترة من الفترات يريد الخروج لدقائق لقضاء حاجته لكنه خشي من إساءة تفسير ذلك على أنه احتجاج على المتحدث على المنصة أو أنه غير لائق دبلوماسيا فطلب مشورة وزيرته رايس إذ التقطت عدسات المصورين ما كتبه لها بوش على ورقة يسأل أريد الذهاب إلى الحمام، هل ممكن ذلك؟ وبعد أن حصل الرئيس على إيماءة بموافقة الوزيرة رايس ذهب بالفعل للحمام وعاد لاستكمال الاستماع، بالطبع هي صغيرة على أنه يستشير وما خاب مَن استشار، هي صغيرة ولكن كما يقولون أول الغيث قطرة ثم ينهمر، أشكركم وأشكر فريق البرنامج وهذه تحيات فريق البرنامج في الدوحة وتحياتي حافظ المرازي.