للنساء فقط

وضع المرأة الأفريقية

أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة الأفريقية، والتحديات التي تواجهها في مجال الصحة، دور النساء في مواجهة الوضع الصحي المتدهور في أفريقيا، الإدارة السياسية وعلاقتها بتخلف القارة السمراء، التدخل الخارجي وعلاقته بما وصلت إليه أفريقيا من فقر وجهل، حقيقة عمل المنظمات غير الحكومية في معالجة مشاكل القارة، مستقبل المرأة الأفريقية.

مقدم الحلقة:

خديجة بن قنة

ضيوف الحلقة:

د. فاطمة تاجواي أجي: رئيسة جمعية صوت المرأة في الأفريقية
إيستر ماكوين: ناشطة في مجال حقوق المرأة بتنزانيا
نعمات حماد: صحفية سودانية
سلمى سلمين: نائبة مديرة جمعية المرأة الأفريقية

تاريخ الحلقة:

04/03/2002

– أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة الأفريقية
– التحديات التي تواجه المرأة الأفريقية في مجال الصحة

– دور النساء في مواجهة الوضع الصحي المتدهور في أفريقيا

– الإدارة السياسية وعلاقتها بتخلف القارة الأفريقية

– التدخل الخارجي وعلاقته بما وصلت إليه القارة الأفريقية من فقر وجهل

– حقيقة عمل المنظمات غير الحكومية في معالجة مشاكل القارة

– مستقبل المرأة الأفريقية

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

خديجة بن قنة: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم.

إفريقيا القارة التي كانت عذراء بخيراتها وثرواتها وغاباتها تحولت خلال عقود من الزمن إلى مقبرة للموت، ومرتع للفساد، وساحة للصراعات وللحروب والانقلابات، كما تحولت إلى رهانٍ كبير للمؤسسات المالية الكبرى، وسوقاً ضخمة للمنتوجات الغربية. إنها تحولات كبيرة حدثت بهذه القارة السمراء عبَّرت عنها مؤشرات وأرقام، وصلت إلى 22 مليون حالة وفاة بمرض الأيدز، و36 مليون إصابة بفيروس الأيدز، و330 مليار دولار من الديون، كل هذا في ظل غفلة من الحكام والمسؤولين الذين دخلوا في مائةٍ وعشرة صراعات وحروب وانقلابات، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حول الخلفيات الكامنة وراء هذه المآسي.

للحديث عن المرأة الإفريقية ودورها في عملية التنمية ومستقبل القارة نستضيف اليوم بمدينة (سرت) في ليبيا الدكتورة فاطمة تاجواي (رئيسة جمعية صوت المرأة في إفريقيا وهي منظمة غير حكومية) والسيدة سلمى سلمين (نائبة المديرة التنفيذية بجمعية المرأة لشرق أفريقيا)، والسيدة إيستر ماكوين (ناشطة في مجال حقوق المرأة بتنزانيا)، وأيضاً السيدة نعمة حماد (كاتبة وصحفية سودانية) من أستوديوهاتنا في الدوحة، أهلاً بكنَّ جميعاً ضيفات هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط)، وموضوعنا اليوم المرأة الإفريقية.

أولاً: دكتورة فاطمة، عندما نتحدث عن دور المرأة الإفريقية في التنمية، عن المشاكل التي تعانيها المرأة الإفريقية ماذا يمكن أن نقول؟ دكتورة فاطمة.

د. فاطمة تاجواي أجي: لم أسمع السؤال، هل لك أن تُعيدين السؤال لو سمحتِ..

خديجة بن قنة: نعم.. نعم، دكتورة فاطمة عندما نتحدث اليوم عن المرأة الإفريقية في هذه القارة المغيبة أو عن دورها المغيَّب، ماذا يمكن أن نقول؟

د. فاطمة تاجواي أجي: دور المرأة الإفريقية، هل هذا كان السؤال؟

خديجة بن قنة: نعم.. نعم..

[فاصل إعلاني]


أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة الأفريقية

خديجة بن قنة: دكتورة فاطمة، ما هي أهم المشاكل التي تُعانيها المرأة الإفريقية؟ وكيف تُقيِّمين وضعها؟

د. فاطمة تاجواي أجي: أشكركم أولاً على منحي هذه الفرصة لأكون هنا ولأستطيع أن أقابلكِ، مشكلة المرأة الإفريقية وهي اللي نواجهها الآن الكثير في الحقيقة في إفريقيا في الأول.. أولاً المرأة الإفريقية خضعت لعزلها عن حقوقها الكثير من.. من النساء الإفريقيات، وفي الوقت ذاته وبخاصةً في مجال السياسة حُرمت المرأة الإفريقية من حقها، وواجهت صعوباتٍ كبيرة في الخوض في غمار السياسة ووصول إلى ما يريد، لا يريدون للنساء أن يخوضوا غمار السياسة، وفي الوقت نفسه إذا كانت النساء تعمل في مكاتب مثلاً فإنها ستواجه صعوبة في التعامل مع الرجل، لأنهم يحاولون قمعها حتى.. حتى ولو كان لها حقوق في الوجود هناك، ولكنهم سيعكسون الموقف، وذلك لأنها امرأة في المقام الأول، وحتى إذا كانت في مجال الأعمال فإنها تواجه صعوبات أيضاً خاصةً في مجال من يُشاركونها في.. في أعمالها وهناك تحديات كثيرة تواجه المرأة والمرأة الإفريقية خاصةً بسبب قلوبنا، لأننا أمهات، وزوجات، وأبناء، ولدينا مشاعر قوية، ولهذا سنحاول أن نواجه هذه الصعوبات والتحديات في إفريقيا، ولكن الصعوبة الكبيرة التي تواجهها الآن هي أن الكثير من النساء الإفريقيات يبرزن حالياً والرجال لا يبرزن بهذا القدر، والمرأة الإفريقية في المكاتب خاصةً في مجال العمل كانت محامية أم دكتورة أو حتى لو كانت حاكمة محلياً فمتى ما حصلت المرأة على التعليم فإن تعليمها هو للبلد ككل، وعلى الرجال أن يعرفوا ذلك، ولهذا فنحن نحصل الآن على بعض الفرص، وهناك بعض التشجيع على الخوض في غمار الحياة العامة، وصوت المرأة الإفريقية الآن يُشجَع، وهناك تجاه المرأة لتخرج إلى الحياة العامة، وتشارك فيها بشكل فعَّال.


التحديات التي تواجه المرأة الأفريقية في مجال الصحة

خديجة بن قنة: نعم، السيدة سلمى سلمين، دكتورة فاطمة ركزت على وضع المرأة من الناحية –المرأة الإفريقية طبعاً- من الناحية السياسية ووجودها في عالم الأعمال، لكن نريد أن نتحدث عن التحديات الكبرى وخصوصاً في المجال الصحي، هناك أمراض كثيرة تُعاني منها القارة الإفريقية ربما يعني وباء أو مرض الأيدز يُعتبر من أكبر الأوبئة التي تهدد هذه القارة، بدليل أن 22 مليون من الأفارقة تُوفوا بهذا المرض في خلال عقدين من الزمن، ماذا يمكن أن نقول عن التحديات الصحية التي تواجه المرأة الإفريقية سيدة سلمى؟

سلمى سلمين: في الحقيقة في إفريقيا نحن بصراحة نحن ندعم التحديات أو الصعوبات التي نواجهها فهي كثيرة، وموضوع الأيدز بشكلٍ خاص.. لدينا بعض الأمراض الأخرى مثل الملاريا، والملاريا في إفريقيا هي القاتل الأول، وهو يحصد الكثير من الأرواح في الحقيقة أكثر من مرض الأيدز، أستطيع أن أقول ذلك، لأنه يستطيع أن يُهاجم ويقتل خاصة الصغار والشباب والكبار والرجال والنساء، كما أنه يقتل الرضيع، ويقتل أيضاً أبناء الغد، لهذا فلدينا العديد.. ليس لدينا الأيدز فقط، ولكن لدينا مشاكل أيضاً من الأمراض الأخرى الملاريا مثلاً، والملاريا تقتل الكثير من الأشخاص.

خديجة بن قنة: لكن، نعم، لكن سيدة سلمى، ربما إذا قسنا هذا المرض يعني مرض الأيدز من حيث العدد يبدو أكثر من عدد ضحايا الملاريا، يعني 36 مليون مُصاب بفيروس الأيدز في القارة الإفريقية يدل هذا على أنه الأيدز يكتسح الضحايا أكثر مما يكتسح الملاريا.. مرض الملاريا.

سلمى سلمين: نعم، هذا حقيقي وصحيح نعم، فالأيدز بالطبع هو القاتل الأول نعم، لكن علينا أن نناقش الملاريا أيضاً، لماذا أتحدث عن الملاريا بشكل خاص؟ ليس لأنني.. ليس لأن أعارضكِ في موضوع الأيدز، لكن علينا.. علينا طبعاً بالطبع أن.. أن نحارب الأيدز، لأنه حقيقةً أثر.. لأنه يهدد حياتنا وحياة أطفال الغد، لكن الناس يحاولون الاختباء من هذه الوقائع والحقائق.

[موجز الأخبار]

خديجة بن قنة: سيدة سلمى سلمين، كنتِ تتحدثين عن خطورة مرض الملاريا الذي يكتسح أرواح الأطفال، لكِ الكلمة لإكمال فكرتك.

سلمى سلمين: أريد أن أقول وأُهنئ جميع قادة العالم الذين يحاربون الأيدز حالياً، ولكن أريد أن أقول.. ما أريد أن أقوله هو أن.. أنهم عندما يتحدثون أو يخاطبون موضوع الأيدز ما هو مُتطلب من.. مطلوب من.. من واجبهم فعليهم أيضاً أن يخاطبوا.. يخاطبوا مواضيع يوجد لديها.. يوجد لها علاج مثل الملاريا، هذا ما أريد أن أقوله أو أعبر عنه، لأن هذه.. هذه البرامج التي.. البرامج الصحية التي وضعوها هي جيدة جداً، واستطاعت أن تنشر موضوع الأيدز وخطورته في العالم، وأريد أن أقول أنه يجب عليهم أن يتحدثوا عن موضوع الملاريا الذي يوجد لديها.. يوجد له علاج حالياً، وعليهم أيضاً أن يُتابعوا.. فالأيدز طبعاً يقتل العديد من الأشخاص.

خديجة بن قنة: نعم، ولتسليط الضوء أكثر على هذه الأمراض وعلى مشاكل المرأة والأسرة الإفريقية نُقدِّم لكم هذا التقرير الذي يُسلِّط الضوء على وضع المرأة الإفريقية.

تقرير/ خالد الديب/ قراءة سلمى الثومي: لا تزال النظرة النمطية الشائعة عن القارة الإفريقية على حالها، حيث يراها من هم خارجها قارةً بور تملؤها الغابات، وتمر عبر الأنهار، وتتفشى فيها الأمراض، ويعم سكانها الفقر والجهل، فهي باختصار قارة خارج العالم، وبرغم التطورات الاقتصادية والسياسية التي حدثت في بعض بلدانها إلا أن هذه النظرة لم تتغير، وتلك التطورات لم تلفت انتباه أحد، المرأة الإفريقية بدورها لم تسلم من هذا الإطار الجامد والقالب المحدد الذي ترسخ في أذهان العالم، خاصة الدول الغربية التي لم تكلف نفسها عناء مد يد العون لهذه المرأة إلا بالقدر الذي يمكن أن تستفيد منه، صحيح أن القارة مليئة بالمشاكل على مختلف الأصعدة وأن المرأة والأطفال كانوا هم أبرز الضحايا، إلا أن الجهود المحلية التي بُذلت في السنوات الأخيرة كان لها مردودها الإيجابي، حيث يقول تقرير منظمة العفو الدولية: إن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء عانت من العنف الجسدي، في حين أن هذه النسبة في أفريقيا إلى واحدة من كل أربع.

المحامية/ مورينا ماونا مراسا (زوجة الرئيس الزامبي):

خالد الديب: مرض الأيدز هو أخطر ما تعاني منه القارة الأفريقية، حيث تؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض يقتل نحو مليونين شخص كل عام في إفريقيا، أكثر من نصفهم من النساء، وتحتاج القارة إلى ثلاثة مليارات دولار كل عام لمكافحة هذا الوباء المستشري فيها، ويعني ذلك أن المبلغ الحالي المخصص لمكافحة الأيدز يجب أن يتضاعف عشر مرات.

المشاركة السياسية للمرأة الأفريقية بدت واضحة من خلال المؤتمرات العديدة التي عُقدت خصيصاً للمرأة، والنشاطات التي تبرزها وسائل الإعلام لتحركات هذه المرأة ودورها في صناعة القرار في بلدانها.


دور النساء في مواجهة الوضع الصحي المتدهور في أفريقيا

خديجة بن قنة: نعود إليكم مرة أخرى إلى موضوع المرأة الإفريقية، كما شاهدنا في التقرير المرأة الأفريقية تعاني الكثير من الأمراض، نريد أن نركز في البداية على الجانب الصحي، لأنه جانب مهم جداً، وتحدثت سلمى سلمين والدكتورة فاطمة عن مرض الملاريا ومرض الأيدز كأهم الأمراض التي تهدد القارة الأفريقية، سيدة إيستر الإمكانيات الأفريقية من الناحية.. يعني أتحدث عن الإمكانيات المالية هي إمكانيات محدودة جداً، كيف تنشطون أنتم أو أنتن كنساء لمواجهة هذا الوضع الصحي المتدهور جداً؟

إيستر ماكوين: شكراً أولاً لمقدمة البرنامج، نحن نعرف التحديات التي تواجه المرأة الأفريقية ولكن يجب أن نعرف ونعترف بأن المرأة الأفريقية مازالت فقيرة جداً وأنها تعيش تحت ظروف صعبة جداً في أفريقيا، الموضوع هنا هو موضوع الإمكانيات والموارد وهو موضوع صعب جداً، ولكن علينا أن نعمل بما لدينا ويجب أن يكون لدينا حكومة قوية، يستطيعون أن يحددوا ويخططوا، نحن نعرف أن بعض الدول الأفريقية لديها بعض الإصلاحات منها الإصلاحات الصحية بالطبع والعديد منهم.. العديد من هذه الإصلاحات تأتي عن.. عبر البنك الدولي، ولكن الدول الأفريقية تستطيع أن تخطط بالموارد القليلة المتوفرة لديهم.. أن يبعثوا بعض الأموال إلى المناطق النائية والتي يموت فيها الآلاف.. مئات الآلاف بسبب الأيدز وبسبب أيضاً قلة الرعاية الصحية في الحمل، والكثير من النساء يمتن وهن يضعن الأطفال، ولا يجب أن تموت المرأة وهي تعطي الحياة، لأنها.. لأن العناية الصحية لا.. لا تُمنح من قبل الحكومة، وبسبب قلة الموارد، وتعيش في منطقة نائية ليس فيها مثلاً شوارع، فلا يستطيع الوصول إلى المستشفيات، حتى الأمراض هذه مثل.. مثل الأيدز، فإن النساء لازلن.. لازلن يمتن حين يضعن الأطفال، ولدينا الكثير من هذه الحالات، فنسبة الموت بين الأطفال خاصة تحت.. ما دون سن الخامسة مازال عالياً جداً وعلينا أن.. أن نمنح المرأة الأفريقية العديد من الموارد أو أن نزيد في هذه الموارد التي تمنع للمرأة الأفريقية، ونخطط كيف نعطيها.. نعطيها هذه الموارد عبر العناية الصحية والرعاية الصحية، عبر الحكومة بالطبع، وعلينا.. وعلينا أن نزيد من هذه الموارد عبر الضرائب، وشكراً لكِ.

خديجة بن قنة: نعم، أريد أن أتحول إلى السيدة نعمة حماد الكاتبة والصحفية السودانية في أستوديوهاتنا في الدوحة، سيدة نعمة عندما نتحدث عن هذه المشاكل الصحية وغير الصحية يجب أن نربطها بنقص الموارد المالية التي تعاني منها القارة الأفريقية وهنا ندخل في الجانب الاقتصادي، يعني القارة الأفريقية قارة مثقلة بالمشاكل والديون والتخلف، كيف ينعكس كل ذلك على المرأة الأفريقية برأيك؟

نعمات حماد: أولاً: شكراً جزيلاً على هذه السانحة الطيبة، أفريقيا قارة كبيرة يعني وليس مدينة واحدة حتى يعني نصنِّف ما هي المشاكل وما هي الحلول، تختلف مثلاً بنسبة التعليم شمال أفريقيا مثلاً وجد خط كبير من التعليم، ولا يعاني.. ولا تعاني المرأة فيه كما تعاني في شرق أفريقيا مثل أمراض الأيدز وبعض الأمراض الوبائية مثلاً، في (مصر) –مثلاً- فيه تقدم طبي وصحي هايل، واستطاعت المرأة في (مصر) مثلاً أن تتبوأ وعي ومكان جيد يمكنها من حصانة نفسها، فإذا ذهبنا إلى.. إلى شرق أفريقيا نجد شرق أفريقيا متعب، لأن الموارد الطبيعية والاقتصاد طبعاً متأخر جداً ولظروف استعمارية سابقة، ولإدارة سياسية أيضاً لم تكن في المستوى و طموحات الشعب الأفريقي في.. في تلك المنطقة يعني مثلاً، وخيَّب السياسيون آمال وطموحات هذه الشعوب، وكان طبيعياً أن يكون هنالك فساد سياسي واقتصادي نتج منه إهمال في الصحة وفي التربية وفي التعليم وبالتالي ظلمت المرأة، والمرأة هي التي تنتج الأسرة، كما.. كما نأتي إلى.. إلى أماكن أخرى مشرقة صحياً مثلاً زي السودان له مشاكله الخاصة مثلاً عندنا مشكلة الملاريا نشترك مع بقية الأجزاء المتأثرة بالملاريا، ولكننا في السودان لدينا حظ وافر من التعليم وتبوأت المرأة السودانية مكانة عالية ووصلت محامية وطبيبة وإلى غيرها، ولكنها تعاني من شيء فظيع جداً وهو الحرب الأهلية والتي بدأت مع رفع علمنا الأول، استقلال السودان، وظلينا نعاني من الحرب يعني لها تأثيراتها الكبيرة جداً على اقتصادنا، تعرفي أن السودان بلد غني زيه زي أي جزء أفريقي بموارده الطبيعية وبمؤهلين من التعليم وخلافه، هذه الحرب الأهلية المستمرة لها نتائج على المرأة تفقد الزوج، وتفقد الابن، وتفقد حتى المستقبل، وفي الحقيقة رغم إن إحنا وصلنا إلى مرحلة جيدة من التعليم وخلافه، إلا أن في الفترة الأخيرة بالرغم من إنه المرأة السودانية نالت مناصب قيادية كبيرة حتى على المستوى السياسي إلا أنه هنالك بعض التيارات بترى إنه المرأة لا تعمل في.. في مجالات معينة، وهذا طبعاً تمييز ومرفوض وأتمنى إنه يسمع صوتي المعنيين بهذا الأمر.

خديجة بن قنة: نعم.. سيدة نعمات.. سنتحدث بعد قليل عن سوء الإدارة السياسية ودور الصراعات والحروب والانقلابات العسكرية في تدهور وضع المرأة.

[فاصل إعلاني]


الإدارة السياسية وعلاقتها بتخلف القارة الإفريقية

خديجة بن قنة: دكتور فاطمة يعني سوء الإدارة ألا تعتقدين أن سبب تخلف القارة الإفريقية ومشاكلها هو سوء الإدارة السياسية والصراعات والحروب والانقلابات العسكرية؟

د. فاطمة ناجواي: لكن السؤال هو.. هو ما نواجهه حقيقة ما قلته في السؤال وهو سوء إدارة بالطبع، سوء إدارة من قِبَل قادتنا من دول مختلفة في إفريقيا، إذا عدنا إلى السنوات الماضية في إفريقيا فإن القادة السياسيين في دول مختلفة في إفريقيا كانوا.. كانوا نعم يقومون بسوء إدارة الأموال وهذا ما جعلنا نتخلف في الحقيقة، والنساء.. ليس فقط النساء الجميع في إفريقيا حقيقة ليس فقط النساء، إفريقيا بأكملها عانت من هذا، لأنك تنظرين إليها، فلدينا العديد من الموارد وإفريقيا غنية بثروات كثيرة حقيقة، لكن سوء الإدارة من قبل القادة السياسيين هو.. هو ما جعلنا حتى اليوم نعاني من الفقر، نعاني من الأمراض، نعاني من الكثير من المشاكل في إفريقيا لأننا لا نستطيع أن.. أن نستعمل الموارد والأموال بطريقة صحيحة، فإذا قام قادتنا باستغلال الأموال والموارد من الدول الأفريقية المختلفة فإن إفريقيا لكانت جنة في الحقيقة لأن الله أعطانا، حقيقة الكثير من الموارد، لدينا.. لدينا كل شيء والحمد لله، ولكن بعض القادة السياسيين الجشعين هم الذين.. هم الذين أخذوا هذه الموارد وأخذوها لأنفسهم ولم يفكروا في الإفريقيين، ولهذا نحن نعاني من هذه المشكلات، لكن إذا ما قام القادة الآن، إذا ما قام قادتنا بالعودة وأعادوا إلينا الموارد واعترفوا بأنهم قادة بسبب شعوبهم فإنهم.. وإذا ما قاموا باستغلال الموارد بطريقة صحيحة، وقاموا بتعليم شعوبهم، نساءً ورجالاً، فإن.. فإن شعوب القارة ستنعم بذلك، يجب عليهم استغلال الأموال في مجال الصحة لنستطيع.. ليكون لدينا موارد صحية، ولن يكون لدينا أيدز في أفريقيا لأننا نحن..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم، لكن.. لكن سيدة سلمى.. يعني عندما تذهب هذه الأموال.. يعني أغلبية الأموال الأفريقية ضحية الفساد فساد الحكام وسوء الإدارة السياسية وتذهب لشراء الأسلحة أيضاً يعني الحكام الأفارقة يصرفون أموال طائلة على شراء الأسلحة.. وتذهب أيضاً لتسديد الديون، عندما نعلم أن ديون القارة الأفريقية يعني تقترب من 330 مليار دولار، ما الذي يبقى في النهاية لخدمة المواطن الأفريقي؟ سيدة سلمى.

سلمى سلمين: هذا يجب أن يناقش، لأن.. لأن الجداول اليومية.. البرامج اليومية تحدث في هذا الموضوع تحدثت في هذا الموضوع خاصة وقد جاءت النساء من جميع أرجاء أفريقيا لكي يشجعوا أزواجهم.. أزواجهم ويقولوا لهم: أن الحرب في إفريقيا لا تخدم أن قضية، ولا تجعل حياتنا أفضل ولا تجعل حياة أطفالنا.. حياة أطفالنا أفضل، نحن الآن في صوت المرأة في إفريقيا نحاول أن نجمع النسوة لمناقشة هذا الموضوع ونشجع النساء على جميع المستويات من أعلى المستويات إلى المستويات الشعبية، لأن لدينا مقالة.. مقولة بأننا صوت واحد وبهذا نستطيع أن.. أن نحاول أن نوحد جهودنا وعلينا أن نستمع لبعضنا البعض ونحن مسؤولون عن هذه العائلة الإفريقية ككل، ومسؤولون عن أطفالنا في.. في منازلنا، بينما يذهب الرجال للحرب، لهذا يجب علينا أن نستمع لبعضنا وأن يسمع صوتنا وأن نشجع أزواجنا على وقف الحرب، علينا إيجاد إفريقيا جديدة تعيش في سلام، إفريقيا سلم، وفي هذا.. وإذا استطعنا أن نقوم بهذا فإننا نستطيع.. نستطيع من خلال اجتماعاتنا هذه أن.. فالنساء.. فالنساء لديهن فرصة كبيرة لتشجيع أزواجهن بسبب القرب بينهم، عليهم أن يشجعوهم على وقف الحرب، وأن يحاولوا.. وأن يحاولوا أن يتحاوروا في السلم وليس في الحرب وأن يوقفوا الحرب في أفريقيا، لإيجاد حياة أفضل لأطفالنا في الغد، لأننا الآن –كما ذكرت مدام (فاطمة)- فإن لدينا.. فإن لدينا الكثير ويمكن أن نبني إفريقيا جديدة لأن لدينا الموارد، ولهذا السبب القادة لا يريدون أن يفهموا ذلك، لأن الجميع يريدون أن يكونوا في السلطة.. الجميع يريدوا أن يكونوا في السلطة علينا أن نقف..

خديجة بن قنة: نعم سيدة.. سيدة سلمى.. يعني القادة كما تقولين لا يريدون أن يفهموا ذلك.. وكما نعرف أنت زوجة قائد.. رئيس أفريقي، هل تحاولين كامرأة أن يعني أن تقنعي زوجك وهو رئيس دولة على أن يتفهم انشغالات هذا الشارع الإفريقي وأنتٍ أيضاً في نفس الوقت ناشطة في مجال حقوق المرأة؟

سلمى سلمين: نعم، نعم بالطبع أحاول.. ولكن.. لكن في السلطة.. أنا الآن متقاعدة.. أنا لست.. لست السيدة الأولى..و كنت السيدة الأولى.. ولكن عندما كان زوجي في السلطة.. كان في ذلك الوقت كان هناك تعدد للأحزاب في السلطة وكان.. وكان في الصعب جداً أن تجعلي جميع هذه الأحزاب تفهم وتتفهم وضع إفريقيا، وفي 10 سنوات كنا فيها في السلطة نشكر.. نحمد الله على أنه لم يحدث لم يحصل أي شيء لأننا.. لأننا جلسنا سوياً أنا وزوجي وتحدثنا في هذا الموضوع عن كيفية التعامل مع الناس ونجحنا في ذلك.. في تنزانيا.. ولم يحدث هنا.. ولم يحدث شيء طيل فترتنا في السلطة، ولهذا قلت لدينا دور نعلبه.

خديجة بن قنة: نعم.. نعم.. سأعطي الكلمة للسيدة (إستر) لكن قبل ذلك أنوه بأنه بإمكان مشاهدينا الكرام أن يتدخلوا في هذا الحوار عبر الهاتف على الأرقام التالية: 9-3620138(0021821)

إذن ننتظر مداخلات مشاهدينا في أي وقت عبر هذا الحوار الذي يهتم بوضع المرأة الإفريقية.

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: سيدة (إيستر) هل تعتقدين أن مشكلة القارة الإفريقية التي.. هذه المشاكل التي تنعكس على المرأة الإفريقية أيضاً هي في الواقع وفي الأصل مشكلة سياسية، وليست اقتصادية لأن القارة الإفريقية لا تخلو، بل غنية بالثروات وبالموارد من معادن ونفط وغير ذلك؟

إيستر ماكوين: هذا سؤال معقد جداً في الحقيقة، كما قلت في السابق فإن القارة الإفريقية غنية جداً بمواردها، لكن المشكلة الإفريقية، أو المشاكل الإفريقية هي سياسية واقتصادية في آن واحد، ولماذا أقول سياسية، هي سياسية بسبب.. بسبب سوء فهم كيفية.. ماهية الديمقراطية، لهذا أستطيع أن أقول أن الإفريقيين هم ديمقراطيين بطبيعتهم، ولكن الديمقراطية الجديدة التي نتحدث عنها الآن في إفريقيا يجب أن.. أن..

خديجة بن قنة: نعم، أستاذة (إيستر) يعني تقولين أن القارة الإفريقية هي قارة ديمقراطية بطبيعتها، لكن عندما نقرأ الإحصائيات مائة وعشرة صراعات وانقلابات عسكرية في ظرف خمس سنوات فقط، هل يمكن أن نقول أنها ديمقراطية؟!

إيستر ماكوين: نعم.. نعم، يمكن أن نقول ذلك لأن إفريقيا لديها الكثير من المؤسسات يمكنها أن.. أن تناقش وتقدم بعض التنازلات، في إفريقيا كنا نحارب.. وكنا.. كنا نحارب الاستعمار، وكنا نستطيع أن نحارب الاستعمار لأننا كنا.. كنا نحاربها سوياً، والوحدة الإفريقية الآن تحارب.. تحارب جنباً إلى جنب، جميع الدول الإفريقية حاربت من أجل الحرية في جميع الدول الإفريقية بما فيها جنوب إفريقيا، إفريقيا لديها بعض التحديات لأن ليس.. لأنها ليست لديها موارد وليس لديها تعليم أو توعية. فعصر الحرية في إفريقيا.. في إفريقيا وجدها دون خلفية ثقافية أو علمية، لكن لديها الآن الكثير من القادة السياسيين الأقوياء والأطباء والمحامين، ويمكنهم جميعاً أن يحلوا قضايا الصراع في إفريقيا. تحدثوا عن تنزانيا وتنزانيا كما تحدثت السيدة سلمين، شاركت في التعددية الحزبية منذ عشر سنوات فقط، لكن كان هناك.. كان هناك في وقت من الأوقات حزبين يتعاونان ولم يستطع أحد الدخول إلى.. إلى الدولة، وفي الدولة نفسها كانت القادة السياسيين يستطيعون حل المشاكل دون تدخل خارجي، والآن هؤلاء الحزبان أصبحا أقوياء جداً، قويان جداً.

خديجة بن قنة: نعم.. نعم، شكراً سيدة إيستر أريد أن أتحول إلى السيدة (نعمات حماد) في الدوحة، سيدة (نعمات) استمعت إلى (إيستر)، يعني تقول أن القارة الإفريقية قارة ديمقراطية، والتعددية الحزبية يعني تشكل انعكاس لهذه الديمقراطية، لكن عندما نعلم أن الرؤساء والقادة الأفارقة ينتخبون 99.99%، من لا ينتخب يصعد إلى الحكم بانقلاب عسكري، هل يمكن أن نسند هذه الديمقراطية إلى فقط.. إلى كوننا نعيش على تاريخ حركات التحرر القديمة والثورات التي عاشتها القارة الإفريقية في السابق؟

نعمات حماد: أنا لا أوافق الأخت على هذا القول بدليل إنه لم يستطيع أن نظام ديمقراطي أن يستمر أكثر من 15 شهر أو سنتين بالأكثر، فلو لاحظتي كثرة الانقلابات في السودان المستمرة هي أدت إلى الانهيار الاقتصادي في السودان، أدت إلى مجاعات أنا.. أنا أقول السودان باعتباري من ذلك البلد وأعرف الكثير عنه، فلا أعتقد أن هنالك ديمقراطية.. ديمقراطية، ولو كانت فيه ديمقراطية لكان فيه استقرار اقتصادي وسياسي وصحي، لا أعتقد أن هنالك ديمقراطية في إفريقيا بدليل الانقلابات المستمر العسكري والأنظمة الحكم المتعسفة الجائرة. أنا في رأيي الأخوات بدلاً أن نتباكى وأن نشتكي يجب علينا أن نقف صفاً واحداً نحن كنساء وأمهات وزوجات لهؤلاء الرجال أن نقضي هؤلاء الذين أساءوا إلى بلادنا أفريقيا، لو.. لو.. لو قلت مثلاً السودان فيه خمس أنهر كيف يكون هناك عطش؟ كيف تكون هنالك مجاعة؟ عندنا أمطار وعندنا مزارعين، لماذا هذه الهجرة الكبيرة من السودانيين من علماء نراهم الآن يُكرَّمون في بلاد غير بلادهم؟ أليس هذا هو نوع من سوء الإدارة السياسية؟ يجب أن نقصي كل الأنظمة التي شردت شعوبها، والتي استعملت الموارد الطبيعية وأموالها لشراء السلاح، وللمحسوبية، والمنازل الفخمة الفاخرة خارج البلاد، يجب أن نعمل شيئاً، والأخت تتحدث عن مستقبل إفريقيا، مستقبل إفريقيا لا يصنعوه الرجال فقط، المرأة والرجل، الرجال الشرفاء هم الذي يبنون أوطانهم، والأمناء على أوطانهم، فأنا أعتقد إنه يجب أن نقف صفاً واحداً كنساء ونقصي كل الفاسدين من بلادنا حتى يروا أطفالنا مستقبلاً مشرقاً؟

خديجة بن قنة: نعم، شكراً سيدة نعمة، أريد أن أخذ الآن مداخلة للدكتور حلمي شعراوي، ينضم إلينا، دكتور حلمي شعراوي (مدير مركز البحوث العربية والإفريقية) من القاهرة، دكتور حلمي أهلاً بك، هل تعتقد أن تنافس القوى الخارجية على القارة الإفريقية، ونعلم أن هذه القارة يعني تنتمي تقليدياً وعسكرياً وتاريخياً إلى فرنسا لكن دخلت على الخط أميركا من خلال الاهتمام الكبير الذي أبدته أميركا، ومن خلال زيارات الرئيس الأميركي السابق (كلينتون) إلى هذه القارة، هل يعكس هذا التنافس، أو يلعب دور في تكريس هذا الوضع الذي تعيشه القارة، والذي يعيشه الأفارقة نساءاً ورجالاً وأطفالاً؟ دكتور حلمي أنت معنا؟ يبدو أن الدكتور حلمي لا يستمع إلينا بشكل واضح، أتوجه بنفس السؤال للدكتورة فاطمة، دكتورة فاطمة هل تعتقدين أن التدخل الخارجي وأذكر بالتحديد التدخل الفرنسي والتدخل الأميركي في القارة الأفريقية أدى إلى.. أدى إلى تكريس هذا الوضع الذي تعيشه القارة من تخلف وجهل وفقر وغير ذلك؟


التدخل الخارجي وعلاقته بما وصلت إليه القارة الأفريقية من فقر وجهل

د. فاطمة ناجواي: ما أريد أن أقوله هنا هو أن المسؤولية تقع على عاتق القادة في أفريقيا، فإذا لم يستطيعوا هؤلاء القادة أن.. أن يتخلوا عن مطامعهم الشخصية، فلا.. فلا.. فلا يستطيعون أن يتأثروا بعوامل خارجية لتحسين وضعهم، فالمسؤولية تقع على عاتقهم، فإذا ما استطاع العالم الخارجي أن يضغط عليهم بسبب.. أسباب سياسية، فإن عليهم أن يفكروا في أنهم ينتمون إلى القارة الأفريقية وليس إلى أوروبا والعالم الخارجي، وهم انتخبوا بسبب وجود الأفارقة في أفريقيا وعليهم أن يدركوا ذلك، وعليهم أن يقدروا المنصب الذي منحوه، فهم انتخبوا، فالشعب هو الذي انتخبهم وعليهم أن يعملوا لأجل الشعب وليس لأجل القوى الخارجية، ولهذا سأقول.. سأكرر أن المسؤولية تقع على عاتق القادة السياسيين، فإذا.. إذا ما كان لدي أموالي في.. في منزلي فإنني لن أحضر أحداً من الخارج ليريني كيف أستعمل هذه الأموال، أعرف ما هي مشاكلي وأعرف ماذا أريد أن أعمل بأموالي، فإذا كانت لدي أموال، فإني سأقول بالتخطيط لكيفية صرفها بـ، فأنا لا أعتقد أن المشاكل.. أن الضغط الخارجية لديها.. فإن كان لديهم وسائل للضغط على أفريقيا، فإنني مازالت ألقي بالمسؤولية على عاتق القادة الأفارقة لأنهم لا يأخذون بالاعتبار شعوبهم ومطامعهم الشخصية تطغى على كل شيء، فأنا لهذا أناشد القادة الأفارقة ليعودوا إلى أفريقيا حيث ينتمون، نحن أفارقة، وعلى الأموال أن.. أن تذهب إلى أفريقيا لتسحين مستقبلنا، لأن النساء والأطفال هم من يعانون بشكل رئيسي في أفريقيا، حتى ولو كان الرجال يسيؤون استغلال السلطة بسبب الصراع على السلطة يريدون الحصول على منصب وهذا هو.. فإنهم يقتلون.. يقتلون الأشخاص ويستغلونهم لأجل السلطة يمكن أن تكون في مركز سلطة دون أن تقتل أحداً، هذا ما أؤمن به.


حقيقة عمل المنظمات غير الحكومية في معالجة مشاكل القارة

خديجة بن قنة: نعم، نعم شكراً دكتورة (فاطمة)، نريد أن نتحدث قليلاً عن دور المنظمات غير الحكومية يعني هذه المنظمات تنشط بشكل كبيرة في القارة الأفريقية، هل تنشط لأهداف إنسانية أم يمكن أن نقول أن لديها أهداف أخرى مخفية وراء العمل الإنساني سيدة (إيستر)؟

إيستر ماكوين: أعتقد أن موضوع المنظمات غير الحكومية هي موضوع جديد بالنسبة لأفريقيا، ولكن العديد منها كانت موجودة منذ حوالي عقدين من الزمن، وإذا تم مراقبتها بشكل صحيح، فإن هذه المنظمات يمكن أن تلعب دوراً مصيرياً، لأن الحكومة لوحدها لا تستطيع أن تقدم جميع الخدمات للأفارقة، ولكن سوياً نستطيع أن نحقق هذا بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، ويستطيعوا أن يقوموا بعمل جيد، وإذا كان هناك تأسيس صحيح أو دستور صحيح لهذه المنظمات، وإذا كان هدفها هو خدمة الشعب على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية فإننا متأكدون من أن دور هذه المنظمات سيقوم.. فإنها ستقوم بتقدم خدمات فاعلة، فمثلاً أهدافها والتي يعلنونها –هذه المنظمات غير الحكومية- مثلاً صوت المرأة في أفريقيا هذه المنظمة تقودها الدكتور (فاطمة)، وهذه المنظمة جيدة جداً، لأن هدفها هو تحسين أوضاع المرأة في أفريقيا ومنحهم القوة وفي أكثر من عشرة من.. هناك العديد من هذه المنظمات التي تمثلها النساء ويمكنها سوياً أن تحسن.. أن تحسن وضع المرأة وتواجه التحديات مثل الفقر.

خديجة بن قنة: نعم.. نعم، لكن هناك عدد آخر من المنظمات.. منظمات الإغاثة الإنسانية التي قد تلعب دور سلبي في الإغاثة، يعني سمعنا بتقرير مؤخراً في المدة الأخيرة للأمم المتحدة يتعرض لاعتداءات جنسية واستغلال جنسي لأطفال أفارقة مقابل تقديم الإغاثة أو لقمة العيش أو الخبز لهؤلاء الأطفال.

إيستر ماكوين: أستطيع أن أقول أن بعض هذه المنظمات أو من هذا الأنواع يجب مراقبتها، يجب مراقبتها من قبل الحكومات المعنية، هذا هو دور الحكومة أن تعرف أين.. أين تقوم هذه المنظمات بعملها، لأن هناك قوانين، لأنها قوانين تشريعية، هناك قوانين تشريعية، وهذه المنظمات غير الحكومية إذا ما قامت بمثل هذا الأفعال.. بهذه الأعمال، وإذا ما قامت بأعمال منافية لتلك التي أسست من أجلها، فإن على الحكومة أن تعرف ما تقوم بها.. ما تقوم به هذه المنظمات وأن تقاضيها، لهذا نستطيع أن نقول: أن معظم هذه المنظمات غير الحكومية التي برزت ليست جميعاً إيجابية، ولكن هناك قوانين وتشريعات لمراقبة.. لمراقبة ومقاضاة هؤلاء المسؤولين عن.. عن هذه الأفعال، ولكن أستطيع أن أقول أن لدينا الكثير من المنظمات الإيجابية، ودور المرأة في الحكومة هو كبير.. كبير جداً خاصة في هذا المنظمات.

خديجة بن قنة: نعم، شكراً سيدة (إيستر)، أتحول إلى السيدة نعمة في (الدوحة)، سيدة نعمة هل تؤمنين أنت أيضاً بأن هذا العمل الإنساني الذي يقدم للمرأة الأفريقية وللطفل الأفريقي وللمواطن الأفريقي بصفة عامة من خلال هذه المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية هو في النهاية عمل بريء؟

د. نعمات حماد: أنا في رأيي معظم هذه المنظمات التي تعنون عنوان يعني المساعدة لأطفال أفريقيا تبطن.. يعني تبطن بعض الأغراض الخاصة، مثلاً انضمام إلى أنظمة معينة، مساعدة أنظمة معينة، تهريب أسلحة، في نفس الوقت نحنا إذا كانت هي إنسانية كيف يعني مثلاً تعرض الأطفال لمثل هذه العمليات البشعة يعني؟ لا أعتقد يعني هي تؤدي غرضاً كبيراً، ولكنها لها أغراض أخرى ولا أثق فيها يعني، في نفس الوقت أريد أن أعقب على الأخت التي تتحدث عن المنظمات الأفريقية التي تضم بها السيدات، معظم هذه المنظمات النسائية تعتمد في مواردها على مباركة الحكومة، فإذا كانت هي موالية لنظام معين، فنراها في.. يعني أجهزة الإعلام ونرى عنها كثير من الأخبار، ولا أرى هنالك منظمة نسائية أخذت جانب المرأة مأخذاً جاداً يعني، ولذلك ما لم نتحرر من الفساد السياسي وما لم نتحرر إحنا كنساء جري وانتخاب أشخاص فقط يعني من غير دراية ومن غير معرفة، ومن غير تفحيص لا أرى هنالك مستقبل لنا يعني سوى الحروب وسوى الدمار، والذين يبدلون قوت الطفل بشراء سلاح، فما بالك يعني، فعلينا إحنا كنساء أن نعيد النظر في انتخابنا لقيادات جربناها في السابق وقيادات ليس قلبها على وطنها.


مستقبل المرأة الأفريقية

خديجة بن قنة: طيب، شكراً سيدة (نعمة) دكتورة (فاطمة) يعني كيف تنظرون أنتم، أو أنتن كنساء أفريقيات إلى مستقبل المرأة الأفريقية، عندما نعلم أن معدل عمر الفرد الأفريقي مقارنة بالمواطن الأوروبي مثلاً أو الأفريقي مقارنة بالمواطن الأوروبي مثلاً أو الأميركي الذي يعيش ثمانين سنة وبرعاية جيدة وصحة جيدة في.. مواطن مثلاً في سيراليون لا يتعدى الـ 37 عاماً، يعني هل يبعث ذلك على نوع من التشاؤم في رؤيتكم للمستقبل؟

د. فاطمة ناجواي: ما أقوله هنا هو كما قالت زميلتي الآن أنها ليس لديها أي أمل لأفريقيا أو للمرأة الأفريقية بسبب المشاكل التي نعاني منها الآن، وما سأقوله لها: أن.. أنه ليس عليها أن تفقد الأمل، فالنساء في أفريقيا أقوياء جداً.. قويات جداً، ولهذا فإن صوت المرأة في أفريقيا قد برز، لنواجه هذه التحديات حتى لا نستطيع أو لا نسمح لسوء إدارة.. لمستقبل.. لسوء إدارة السياسيين لمستقبلنا ومستقبل أولادنا، وهذه المنظمات غير الحكومية بما فيها صوت المرأة في أفريقيا وهو برز الآن لكي.. لكي يضع الحوافز ويضع وراءه جميع القضايا ويجعل حياة المرأة أفضل في مواجهة هذه الصعاب، وعلينا أن نشير إلى سوء الإدارة ونبرزها وهذا بسبب السياسة بالطبع، ولماذا هم في السياسة؟ جميع ما يفعلونه الآن هو بسبب النساء والأطفال حتى إذا قاموا بسرقة هذه الأموال فإنما يأخذونها إلى (سويسرا) مثلاً، لكي يعطيها إلى.. يعطونها إلى نسائهم.

خديجة بن قنة: نعم، شكراً دكتورة (فاطمة)، أشكر جميع ضيفات هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط) الذي.. التي كرسناها اليوم لوضع المرأة الأفريقية.. الدكتورة فاطمة تاجواي (رئيسة جمعية صوت المرأة في أفريقيا) وهي منظمة غير حكومية، وأيضاً السيدة سلمى سلمين (نائبة المديرة التنفيذية لجمعية المرأة لشرق أفريقيا)، وأيضاً السيدة إيستر ماكوين (ناشطة في مجال حقوق المرأة بتنزانيا) وأشكر أيضاً السيدة نعمة حماد (كاتبة ومحللة صحفية سودانية) من استوديوهاتنا في الدوحة. أشكركم أيضاً أنتم مشاهدينا الذين تابعتهم معنا هذا الحوار من (سرت) بليبيا، ونلتقي -إن شاء الله- في موعدنا الأسبوعي القادم يوم الاثنين المقبل بحول الله. لكن منا أطيب المنى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.