الاقتصاد والناس

رواد الأعمال العرب.. عوامل التحفيز والإحباط

ناقش برنامج “الاقتصاد والناس” آفاق عالم ريادة الأعمال أو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي باتت تشكل آلية مبتكرة وفعالة للتوظيف الذاتي برأسمال قوامه الموهبة الشخصية والمهارة التي تستطيع اكتشاف الفرص الجيدة.

ما زالت معدلات البطالة في العالم العربي هي العليا عالميا، إذ يعتمد الأفراد على الدولة في التوظيف. إلا أن عالم ريادة الأعمال أو ما يعرف بالشركات حديثة التأسيس أمسى يشكل آلية مبتكرة وفعالة للتوظيف الذاتي برأسمال قوامه الموهبة الشخصية والمهارة التي تستطيع اكتشاف الفرص الجيدة.

بين فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال بالدوحة جاءت حلقة من برنامج "الاقتصاد والناس" التي بثتها الجزيرة يوم السبت (2016/11/19) لتعاين عن قرب آفاق الشركات الرائدة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والعراقيل التي تجابهها.

حتى عام 2010 وفرت الشركات الناشئة في تونس %92 من صافي فرص العمل، وفي لبنان -وهي الرائدة في هذا المجال- بلغت نسبة فرص العمل التي وفرتها %177.

حوافز الابتكار
في العالم العربي ومع تركيز القواعد التنظيمية على حماية الشركات القائمة المتمتعة بنفوذ سياسي بدلا من تشجيع المشاريع الحرة الجديدة، تتدنى حوافز الابتكار، حتى إن 40% من الشركات الجديدة لا ترى النور بينما تشهد المنطقة تأسيس ست شركات فقط ذات مسؤولية محدودة لكل عشرة آلاف شخص ممن هم في سن العمل.

المقارنة مع 91 بلدا ناميا تبين أن لكل عشرة آلاف شخص 20 شركة، أي أكثر من ثلاث أضعاف ما هو موجود في العالم العربي، أما تشيلي وبلغاريا فيرتفع العدد إلى 40 و80 شركة على التوالي.

تواجه ريادة الأعمال مشكلتي البيئة الحاضنة والتمويل، ويقول الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية عبد العزيز بن ناصر آل خليفة إن رواد الأعمال تجابههم خمس عقبات، هي الوصول إلى المعلومات والتدريب اللازمين، والتمويل، والوصول للأسواق المحلية والعالمية، وعقبة بيئة العمل، وأخيرا العقبات القانونية.

التجربة القطرية
وعن التجربة القطرية قال آل خليفة إن الرؤية الاستراتيجية للدولة تقوم على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتنويع الاقتصاد بدل اعتماده على النفط والغاز، وعليه فإن العقبات الخمس السابقة توجه لها حلول تعمل على توفير البيئة المشجعة لرواد الأعمال.

ويضيف آل خليفة أن بنك قطر للتنمية يحرص على دعم المشاريع التي تستند إلى التكنولوجيا المكثفة ولا تعتمد على العمالة الأجنبية بشكل واسع وأن تكون صديقة للبيئة وتشتمل على نقل المعرفة من الخارج للداخل.

عيسى بهبهاني، وهو رائد أعمال، يقول إن الفشل في مشروع ريادي لا يعني تدمير القدرة على البدء من جديد، بل إن الفشل يمكنه أن يمنح الخبرة التي يتجاوز بها الرائد العثرات الأولى.

راكان العيدي يزيد على ذلك بالقول إن ثمة فكرة رائجة بأن صاحب المشروع الناشئ سيصبح مليونيرا خلال أسبوع، لكن التجربة أثبتت على مستوى العالم أن قصص النجاح مرت بالفشل عدة مرات قبل أن تعرف طريق النجاح.