الاقتصاد والناس

معاناة المقدسيين للحصول على مسكن ج2

ركزت حلقة (1/8/2015) من برنامج “الاقتصاد والناس” -وهي جزء ثان من سلسلة- على معاناة سكان القدس الشرقية وصراعهم مع الاحتلال من أجل شراء بيت في مدينتهم التي تتعرض للتهويد.

سرحان أبو مجاهد وأكرم المصري وغيرهما، مواطنون مقدسيون يعيشون صراعا يوميا مع الاحتلال الإسرائيلي، من أجل التمسك بممتلكاتهم أو الحصول على مأوى وسكن لهم ولأولادهم. وقد سلطت حلقة (1/8/2015) من برنامج "الاقتصاد والناس" الضوء على معاناة سكان القدس الشرقية مع سياسة هدم البيوت الإسرائيلية والضرائب الضخمة التي تفرض عليهم بغرض تهجيرهم من وطنهم.

وبحسب الأرقام التي قدمتها الحلقة، فقد هدم الاحتلال الإسرائيلي 1200 بيت للفلسطينيين في القدس الشرقية منذ عام 2002، وتضرر من عمليات الهدم أكثر من سبعة آلاف مقدسي بينهم أربعة آلاف طفل، كما أصدر الاحتلال الإسرائيلي أوامر بهدم نحو عشرين ألف بيت في القدس الشرقية.  

وبحجة البناء غير المرخص، تجبر عائلات فلسطينية على هدم بيتها بيدها، كما هو حال المواطن المقدسي أكرم الذي يقول إنه كان مضطرا لفعل ذلك لأن قوات الاحتلال كانت ستقوم بعملية الهدم وتجبره على دفع  أجور أدوات الهدم مثل الجرافات وغيرها.

ومما يفاقم معاناة المقدسيين ارتفاع تكلفة البناء وطول مدة الحصول على رخصة البناء، حيث تتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات، وتبلغ تكلفة شراء بيت لا تزيد مساحته على 120 مترا نحو 450 ألف دولار أميركي.

ضرائب وغرامات
وتفرض السلطات الإسرائيلية على المواطن المقدسي ضرائب وغرامات أدت لتراكم الديون على نحو 80% من السكان، أبرزها ما تعرف بـ"الأرنونا"، وهي الضريبة التي تفرض على العقارات والمنازل والمحال.

وبحسب زيادة الحموري مدير مؤسسة القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فإن أخشى ما يخشاه المواطنون المقدسيون، هو أن تتخذ إسرائيل من تراكم هذه الضرائب ذريعة لوضع يدها على ممتلكات المقدسيين كما فعلت عام 1948، خاصة أن الغالبية العظمى منهم لا تقوى على دفع هذه المبالغ والتي تصل لمئات الآلاف من الدولارات.

ولم يسلم حتى بائعو الكعك في باب الخليل -أحد الأحياء الشهيرة في القدس الشرقية- من الضرائب والمخالفات، كما هو حال محمد علي قرقش الذي يقول إن الاحتلال يلاحقهم، ويمنعهم من البيع في هذا الحي بحجة عدم الحصول على رخصة من البلدية.

ويقول قرقش إنه في كل شهر لا بد أن يسجن عدة مرات لعجزه عن دفع الغرامة، ولا يخرج إلا بعد أن يجمع الأهل والمعارف له قيمة الغرامة المطلوبة، ولأنه يعيل أسرة تضم 11 طفلا فإنه مضطر لمواصلة بيع الكعك رغم تضييق السلطات الإسرائيلية عليه.

أما زكي الصباح، الذي ظل يبيع الكعك في الحي لمدة ثلاثين عاما، فقد انتهى به المقام منذ أكثر من سنتين في السجون الإسرائيلية، لعجزه عن دفع الغرامات الباهظة التي تطالبه به السلطات الإسرائيلية.

وأمام الإجراءات الإسرائيلية التعسفية فإن جزءا من المقدسيين اضطروا لترك مدينتهم خوفا من ملاحقة الاحتلال لهم بسبب الديون المتراكمة عليهم. مع العلم أن إسرائيل عزلت القدس عن محيطها وتحارب أي وجود فلسطيني رسمي فيها.

ورغم ما يواجهه المقدسيون من معاناة يومية مع الاحتلال الذي يسعى لاقتلاعهم من مدينتهم، تحجم بعض الدول عن مساعدتهم لأسباب سياسية، بينما لا يكفيهم الدعم المحدود الذي يتلقونه من صناديق عربية ومحلية لمواجهة سياسة التهجير الإسرائيلية.