الاقتصاد والناس

صناعات فاس الشعبية عراقة تتحدى التقليد

استعرض برنامج “الاقتصاد والناس” في حلقة السبت 30/8/2014 المعوقات التي تحول دون وصول منتجات مدينة فاس القديمة من نحاسيات وفخاريات ومنتجات جلدية وأصواف إلى كافة الأسواق العالمية.
لا تزال أسواق مدينة فاس القديمة تأخذ زوارها في رحلات عبر التاريخ، من خلال محافظتها على الصناعات الشعبية والتقليدية التي ظلت تنتجها عبر مئات السنين.

تجولت كاميرا برنامج "الاقتصاد والناس" حلقة السبت 30/8/2014 داخل أسواق فاس القديمة، وناقشت الأسباب التي تحول دون وصول منتجات هذه المدينة من نحاسيات وفخاريات ومنتجات جلدية وأصواف إلى كافة الأسواق العالمية.

ولتوضيح عراقة بعض هذه المهن، قال عبد الوهاب الوارثي -صاحب مصنع نسيج تقليدي- إنهم يتوارثون هذه المهنة عبر الأجيال، ويستخدمون الأدوات التقليدية نفسها التي كان يستخدمها أجدادهم في صناعة جميع أنواع الأنسجة والمفروشات، ولكنه أبدى تبرما من المنافسة الشرسة التي يواجهونها من المصنعين الصينيين الذين قلدوا معظم المنتجات المغربية، ولكنهم لم يفلحوا بعد في الوصول إلى جودة المنتج المغربي، بحسب رأيه.

وبدوره، أوضح رئيس جمعية معلمي الدباغة التقليدية مرشد عمر أن اليونسكو صنفت إحدى مدابغ فاس العريقة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، وقال نحن نسمي هذه المدبغة بـ"الدار" لأنها تجمع العديد من العائلات المغربية من جميع أنحاء المملكة.

وأكد عمر أن الأسر تحرص على تدريب أبنائها منذ الصغر على اتباع تقنيات التعامل نفسها مع الجلود، واستخدام النباتات الطبيعية المتعارف عليها منذ قرون.

أما مديرة ورشة جلود نعيمة بن كيران فقد طالبت الحكومة بتخفيض رسوم تصدير المنتجات للخارج المفروضة على المنتجين التقليديين حتى يتمكنوا من المنافسة في السوق الخارجية.

المنافسة الصينية
وحول أهمية التسويق الخارجي، قال نور الدين عاليلو -صاحب محل تحف تقليدية- إن الصناعة التقليدية تحتاج للإعلان الجيد، وأضاف أن نسبة البيع لا تعتبر كافية على مدار العام، وعبر عن مخاوف تجار التحف التقليدية من منافسة التحف الصينية التي تتم صناعتها بالآلات، وناشد الدولة أن تتدخل وتمنع دخول السلع المقلدة.

وحول الدور الحكومي، قال المدير الجهوي للصناعات التقليدية في فاس عبد الرحيم بلخياط إن الحكومة تقوم بالإعفاء من بعض الرسوم المفروضة، ولكن بعض مواد التصنيع الأولية -كالنحاس مثلا- ترتبط بالبورصة الدولية، ونحن نحث الصناع على تجويد درجة المنتج حتى نرفع من قيمته في السوق المنافسة.

وأوضح بلخياط أن الدولة تقوم بتطبيق مقاييس محددة تحمي الصناعات التقليدية في مواجهة المنتجات المستوردة التي يجب أن تلتزم بمقاييس معينة تتوافق مع متطلبات السوق المغربية.

وأكد أمين سر تجار الصناعات التقليدية بفاس سعد سعايد أن الشعب المغربي لا زال يحافظ على ملبسه التقليدي المصنوع يدويا، فالرجال ما زالوا يفضلون ارتداء "البلغا" و"الجابادور" بألوانها التقليدية في المناسبات والأفراح.

وعبر بعض السياح الأوروبيين عن إعجابهم بالأسواق التقليدية ومنتجاتها، وأكدوا أنهم سيشترون بعض الثريات والنحاسيات التي يرون أنها متميزة جدا لأنها مصنوعة يدويا ولا تتوفر في الأسواق الأوروبية.