الاقتصاد والناس - مشاكل الصحة في اليمن - صورة عامة
الاقتصاد والناس

مشاكل الصحة في اليمن

تسلط الحلقة الضوء على مشاكل الصحة في اليمن، فنصيب الفرد اليمني في ميزانية الصحة لا يتجاوز خمسة دولارات سنوياً، ويتمتع بالخدمات الصحية نحو 67% من إجمالي السكان.
‪أحمد بشتو‬ أحمد بشتو
‪أحمد بشتو‬ أحمد بشتو
‪أحمد قاسم العنسي‬ أحمد قاسم العنسي
‪أحمد قاسم العنسي‬ أحمد قاسم العنسي
‪عبد القوي الشميري‬ عبد القوي الشميري
‪عبد القوي الشميري‬ عبد القوي الشميري
‪حميد زياد‬ حميد زياد
‪حميد زياد‬ حميد زياد

أحمد بشتو: بزيارةٍ واحدٍ لمُستشفىً يمني واحد يُمكنك اختصار المشهد الاقتصادي اليمني فإذا كان اليمن مريضاً سياسياً واقتصاديا فقطاع الصحة اليمني من اكبر القطاعات التي تُعاني من إفرازات الأمراض الاجتماعية فضلاً على انه من أكبر القطاعات مرضاً في اليمن، ففي اليمن التي توجهت كُل موارده المالية لمدة عقود على التسليح والأمن بسبب الحروب والاضطرابات الداخلية وتسربت مُعظم إمكانياته على الفساد المالي كان منطقياً أن تتقزم برامج الرعاية الاجتماعية لشعبه من تعليمٍ وصحةٍ وبُنىً أساسية وتوسُعٍ اقتصادي كان منطقياً أيضاً أن تتقزم ميزانيات الصحة بالذات ليُعاني الناس لمُدة عقودٍ أيضاً، النتيجة الطبيعية هي أننا في بلدٍ يواجه مستقبلاً بائساً فنصف أطفاله الآن يواجهون التقزم ونقص الوزن بسبب سوء التغذية مما يهبهُ بجيلٍ غير قادرٍ على الإنتاج مما يُنبئ أيضاً بمُستقبلٍ لهذا البلد غير قادرٍ على العطاء ليظل هذا البلد في دائرة الفقر لا يُغادرها ولا تُغادره، مُشاهدينا أهلاً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس والتي نُقدمها من العاصمة اليمنية صنعاء نتعرفُ من الناس أنفسهم على حال صحتهم حيث نُتابع. 

عبد القوي الشميري: إذا أردنا أن نُحسن من الخدمات الصحية وبأعداد كبيرة ينبغي أن نتجه إلى الخدمات الطبية الريفية.

عبد الكريم الخولاني: إحنا الآن في الانتظار تشوفها مُزدحمة الآن تماماً، لو رُحنا العناية المركزة أيضاً هتلاقيها مليانة بمعظم الأوقات. 

طبيب يمني: أنا لو ألاقي فرصة عمل في الخارج لأذهب للخارج. 

طبيب يمني: ثم أدعو رجال الخير سواء في اليمن أو في دول الخليج للقيام يعني بواجبها الإنساني لدعم هذه الشريحة. 

أحمد بشتو: إذا كُنت مريضاً في اليمن- لا قدر الله- فمن الأفضل أن تكون غنياً وإلا فليتولك الله برحمته، ففي مُستشفيات الحكومة اليمنية لا يوجدُ مكانٌ للمرضى فتابعونا… 

لِنلجأ إذن إلى الأرقام والنسب، المُفاجأة الكُبرى أن نصيب الفرد اليمني في ميزانية الصحة لا تتجاوز الخمسة دولارات سنوياً فقط، ففي اليمن لا يتمتعوا بالخدمات الصحية إلا نحو سبعة وستين في المئة فقط من إجمالي السُكان كما أن خمسة وسبعين بالمئة من المناطق الريفية اليمنية محرومة بشكلٍ تام أو شبه تام من وجود مراكز صحية، إجمالاً في ميزانية الصحة اليمنية لا تتعدى الأربعة بالمئة فقط من إجمالي الميزانية العامة للدولة يذهب مُعظمها بالطبع في شكل أجورٍ للعاملين في هذا القطاع، في مُستشفيات اليمن يوجد سريرٍ واحد لِكُل 1700 مريض وطبيبٌ واحد لِكُل 4700 مواطن تزداد النسبة في الأرياف لتصبح طبيبٌ واحد لِكُل أربعين ألف مواطن وهي مُقارنةٌ تدعو للدهشة بالطبع لأن ميزانية الصحة مريضة فالمريض في المُستشفيات الحكومية يتحمل نحو اثنين وتسعين بالمئة من تكاليف العملية العلاجية والدوائية بشكلٍ عام زاد من حِدتها أن المواطن اليمني لا يتمتع بأية تغطيةٍ تأمينية صحية لكي تكتمل الصورة فرواتب الأطباء في القطاع العام في اليمن تتراوح ما بين 200 و350 دولاراً شهرياً فقط لذا يلجأ مُعظمهم للهجرة إلى الخارج فتزدادُ بالطبع الفجوة في أعداد الكوادر الطبية البشرية اليمنية، لنرى ماذا يقول أحمد الشلفي إذن في التقرير التالي. 

[تقرير مسجل] 

أحمد الشلفي: يقول والده إنه لم يعد لديه مال بعد أن استنفذ ما لديه من مال في مُحاولات البحث الطويلة. 

مواطن يمني: أنا في مستشفى الثورة عدوا ما تعدوا حولوني  إلى جبله عدوا ما تعدوا حولوني لمُستشفى الجمهورية اللي هنا في صنعاء، عدوا ما تعدوا كان معاي سبعين ألف بعدين حولوني لهانا لما الصباح وأنا هانا الآن خرجونا، ألف ريال مصروف في ما في بيدي.

[شريط مسجل] 

أحمد الشلفي: وأنت تمر بين المُستشفيات الحكومية تجد نفسك أمام صرخات المرضى ومُرافقيهم بسبب ضعف الخدمات وانعدام الاهتمام، فبعض المُستشفيات في العاصمة صنعاء يُفتح قسم الطوارئ فيه لِمُدة ثلاثة أيام فقط بسبب قلة الإمكانيات. 

[شريط مسجل] 

مواطن يمني: قسم من المُستشفى يعني مش مؤهل تأهيلا كاملا حتى المبنى يعني مبنى مؤسس من ثلاث مستوصفات، كذلك قلة الفحوصات، أجرة المستشفى، الطبيب ما يجينا،  مُتأخر يعني. 

أحمد الشلفي: ومع خطورة الوضع الصحي حظرت مُنتظماتٌ من مغبة التهاون في إصلاحه في ظل انتشار الأمراض بينها سوء التغذية الذي يُصيب نحو مليون طفل بينهم 300 طفلٍ مُصابين بسوء تغذيةٍ حاد لكن العاملين في القطاع الصحي لديهم مطالب أخرى. 

[شريط مسجل]

مواطن يمني: الطبيب في الجمهورية اليمنية يتقاضى ما يتقاضاه المُمرض في الأجنبي فعلى سبيل المثال الطبيب الحاصل على شهادة عُليا دكتوراه أو استشاري في قسم الجراحة الباطنية أو قسم من أقسام المُستشفى يتقاضى إلى ما يصل 250 دولار. 

أحمد الشلفي: المُستشفيات اليمنية والمؤسسات الصحية لا تبدو بحالةٍ جيدة، خدماتٌ مُنعدمة والإنسان آخرُ ما يُفكر به هُنا وعلى أية حال تقول الأرقام أنه يحتاجُ إلى سنواتٍ كثيرةٍ للإصلاح إذا قامت حكومة ما بعد الثورة بواجباتها. أحمد الشلفي الجزيرة، صنعاء. 

[نهاية التقرير] 

ضعف ميزانية الصحة في اليمن  

أحمد بشتو: دكتور لماذا يبدو قطاع الصحة في اليمن على هذه الدرجة من المرض الخطير في هذه المرحلة؟ 

عبد الكريم الخولاني: طبعاً أنا سوف أتكلم عن الوضع في مُستشفى الثورة في العام الماضي عام 2011 مرينا بصعوبات كبيرة جداً عانى المُستشفى في قطاعاتٍ كثيرة أهم عامل أدى إلى تدهور الوضع الصحي في المُستشفى هو شُح الإمكانات والوضع الأمني في ظل الموازنة المُعتمدة للهيئة، انخفاض الإيرادات، فقدان الثقة ما بين الشركات الموردة للأدوية والعلاجات والمستلزمات والهيئة، التوقف عن التزويد بسبب عدم قدرة الهيئة على تسديد أقساط الصيانة هذا كُله أدى إلى تدهور الوضع الصحي في المُستشفى بالإضافة إلى إقبال عدد كبير جداً من المرضى على الهيئة واستنزف كُل الطاقات واستنزف كُل المخزون الإستراتيجي للعلاجات.. 

أحمد بشتو: ما يحدث هُنا هو نموذج لما يحدث في قطاع الصحة في اليمن وربما هذه الحالة هي الأفضل رغم كُل ما تفضلت به من مساوئ لكن المريض حين يأتيك طالباً العلاج لمرضٍ خطير وحالة طارئة جداً ماذا يفعل؟ 

عبد الكريم الخولاني: والله إحنا بنعمل جاهدين إحنا نستقبل كُل الحالات نحن في الطوارئ نستقبل عدد كبير جداً من المرضى حوالي ألف مريض يومياً في الطوارئ لكن المُشكلة أن كُل الحالات تأتي إلى المستشفى مفروض إحنا مستشفى مرجعي يكون للحالات الصعبة والتي تتعامل مع ثاني مستشفى تأتي إلى مستشفانا هنا ولكن كُل الحالات تأتي مما يؤثر على الوضع الصعابي للمرضى، إحنا في حالات كثيرة صعبة تصل إلى الطوارئ ومضطرين آسفين لتحويلهم لمستشفيات أخرى بسبب عدم إدخال هؤلاء، فنضطر إلى إدخال هؤلاء لأكثر من مستشفى. 

أحمد بشتو: دكتور أنت تفضلت بتشخيص المرض الصحي في اليمن العلاجات قد تبدو صعبة جداً إن لم تكن مُستحيلة مع حالة اقتصادية يعيشها هذا البلد إذن لا أمل في علاج قطاع الصحة؟ 

عبد الكريم الخولاني: عشان الأمور، الوضع الصحي لكي يُحسن بشكل كامل يجب أن تفعل كُل المُستشفيات الموجودة في اليمن أي داخل مراكز المُحافظات بحيث أنها تستقبل الحالات الصعبة. 

مواطن يمني: إحنا جينا من مبارح لا في اهتمام يعني اهتمام ولا في أي شيء ولا شيء. 

أحمد بشتو: الطبيب قابلك أو عالجك أو تابعك؟ 

مواطن يمني: الطبيب أعطاني مهدئ، أبغى عملية ما أعطاني عملية ما أعطاني عملية لازم أعمل لأن التحويل من الحديدة لأعمل عملية. 

أحمد بشتو: أنت قادم الحديدة؟ 

مواطن يمني: أيوه تحويل من مستشفى الأقصى في الحديدة وعملية.. 

قلة الخدمات الصحية في المناطق الداخلية 

أحمد بشتو: لا يوجد علاج لك في الحديدة؟ 

مواطن يمني: لأ قالوا لازم صنعاء المستشفى هذا، أنا جيت ما في لا عملية ولا كل شيء 

أحمد بشتو: انتظرت طويلاً حتى تجد مكاناً أو سريراً للعلاج في غسيل الكلى؟ 

مواطن يمني: أكيد يعني جلست يمكن أنا ثلاثة وأربعة شهور جالس ومتردد يعني بصراع القسمة ويعني خلال الفترة هذه ما فيش تحديد بفترة زمنية، نقص في المحاليل نقص في الكادر الموجود ونقص في صيانة الأجهزة. 

أحمد بشتو: كيف أثر ذلك على صحتك؟ 

مواطن يمني: طبعاً ارتفاع السموم، ترتفع السموم إلى 1900، 1800 بدلا ما تكون بالتحديد 400 إلى 300 ترتفع إلى ما أستطعش أأكل ولا يعطيني الطرش، ضعف بدني خلال الفترة ازدياد السموم ازدياد. 

أحمد بشتو: نعم، دكتور هذه الحالة نجدها كثيراً هُنا في اليمن، لا يوجد أسرة كافية للمرضى، لا يوجد عناية صحية كافية، لا توجد إمكانيات كافية أيضاً، كيف ترى ذلك أنت؟ 

طبيب يمني: من المعروف دولياً أن الغسيل يجب أن يكون 12 إلى 15 ساعة أسبوعياً نحن لا نصل إلى الحد الأدنى من ست إلى ثمان ساعات أسبوعياً بمعنى مرتين أسبوعياً من ثلاثة إلى أربع ساعات والمريض يجب أن يغسل من أربع إلى خمس ساعات ثلاث مرات أسبوعيا هذه واحدة، بعدين لدينا نقص كبير جداً في الكادر الطبي لدينا أحيانا مرضى للأسف الشديد لا نقدر أن نصل إلى إسعافهم، للأسف الشديد الحقيقة أقولها بصدق وبأمانة المريض الحقيقة قد يتوفى ونحن منتظرون للجهاز نتيجة للازدحام الشديد نحن نستقبل المريض ليس من محافظة صنعاء ولا من محافظة العاصمة نستقبل لدينا أكثر من ثماني في مُحافظات للجمهورية اليمنية لا يوجد فيها أماكن للغسيل. 

أحمد بشتو: دكتور هذه طفلة من المُفترض أنها الآن في حالة رعاية مُركزة هل هذا هو الشكل اللائق بطفلة تحتاج لرعاية مُركزة من ناحية التجهيزات الطبية، الدواء، الرعاية المُتكاملة؟ 

طبيب يمني: طبعاً لأ بكل معايير العناية المُركزة هذه مش عناية مُركزة هذه تعتبر طوارئ أطفال عندنا هنا بس الطفلة هذه تحتاج عناية مركزة تحتاج أجهزة خاصة للتنفس الصناعي، والحين عندنا هنا في طوارئ الأطفال مش متوفرة هذه الشيء هي تحتاج عناية مُركزة والعناية عندنا فيها محكومة الآن ما فيش عندنا أسرة لها حتى إحنا نعملها ركود في العناية المركزة. 

أحمد بشتو: كم طفل تقريباً يحتاج إلى مثل هذه الرعاية الغير موجودة؟ 

طبيب يمني: الحالات كثيرة عندنا لأن إحنا مستشفى racial Hospital يعني يحول الحالات كلها لعندنا فالحالات كثيرة جداً فبعض الحالات تستقر تنتظر عندنا يوم أو يومين في العناية، في طوارئ الأطفال، حتى إن إحنا ندخلها على سرير في العناية المركزة. 

أحمد بشتو: حسب ما علمت أن هذا هو اليوم الخفيف لديكم يوجد فقط طفلان على كُل سرير يعني هذا يوم خفيف ماذا يعني اليوم الثقيل؟ 

طبيب يمني: هذا يُعتبر بالنسبة لنا يوم خفيف وهو يوم عيد بالنسبة لنا في بعض الأحيان ما تحصلش سرير بالخالص لأي طفل حتى إذا جيه طفل تعبان من خارج المُستشفى ما نحصلوش سرير ولا كُرسي حتى للجلوس. 

تفاقم معاناة أطفال اليمن 

أحمد بشتو: دكتور حالات نقص الغذاء والتغذية لدى الأطفال في اليمن الآن أصبحت مُرتفعة جداً تُقدر بنحو ربع أطفال اليمن حالياً أنت كيف ترصدها كطبيب أطفال؟ 

طبيب يمني: صحيح هذه الأرقام صحيحة وفعلاً عندنا سوء تغذية للأطفال عندنا سوء تغذية خاصةً بعد المشاكل التي حصل عندنا وأيام الحرب التي حصلت عندنا فالأطفال كثيرة جداً توصل عندنا في مُستشفى الثورة بس إحنا أكثر الحالات هذه في مُستشفى الثورة نحاول تعملها نحولها إلى مستشفى السبعين لأن عندهم في قسم للتغذية. 

أحمد بشتو: ونواصل معكم من صنعاء الاطمئنان على صحة الناس في اليمن وتابعونا بعد الفاصل. 

[فاصل إعلاني] 

أحمد بشتو: ضمن ما يدعو للأسف هو أن معدلات وفيات الأمهات والأطفال يُعد من أعلى النسب عالمياً هُنا يموت حوالي خمسة وسبعين طفلاً من بين كُل ألف طفلٍ مولود مُقابل ثلاثة عشر طفلاً هي النسبة أو المعدل العالمي أضف إليها أمراض شلل الأطفال والملاريا والبلهارسيا التي تعصف بالأطفال في المناطق الريفية، الخبراء هُنا يؤكدون هنا انه لتحسين الوضع الصحي فلا بد من رفع نصيب الفرد في ميزانية الصحة من خمسة دولارات إلى أربعين دولاراً سنوياً على الأقل فيتجه نصف هذه الميزانية للمناطق الريفية ويستعان بالأطباء من الخارج فيتم توفير خمسة وأربعين ألف طبيبٍ جديد لسد الفجوة الطبية في اليمن، لكن هل سيستطيع اليمن بإمكانيته الحالية أن يوفر كل هذه الإمكانيات؟ مُشاهدينا أهلاً بكم مرةً أخرى إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس عن الصحة في اليمن، دكتور الكهرباء الآن تنقطع بشكل متكرر في العاصمة صنعاء هل يُمثل ذلك خطراً على المرضى خاصةً مرضى القلب الذين يعتمدون على أجهزة؟ 

طبيب يمني: هو صحيح أن الكهرباء في انقطاع في المدينة صنعاء وهذا يُمثل خطورة على مرضى القلب خاصةً بالعمليات لكن نحن تلافينا  هذه المشكلة بأن معنا أجهزة كهرباء أوتوماتيكية تشتغل خلال دقيقتين من انقطاع الكهرباء ومعنا أجهزة UBS يُمكن تشغل الأجهزة لمدة ساعتين. 

أحمد بشتو: وعلى مستوى الأجهزة والتجهيزات الطبية لمرضى القلب هل أنت راضٍ عنها كطبيب؟ 

طبيب يمني: في مركز القلب، في مركز القلب في صنعاء الأجهزة كويسة لكن نحن نريد الأجهزة الأطور منه، الأجهزة الأحدث نحن نعمل أن يكون أجهزة أحدث من الأجهزة الموجودة عندنا حالياً. 

مواطن يمني: لي شهرين وأنا رقود. 

أحمد بشتو: هل تنتظر طويلاً حتى تحصل على سرير؟ 

مواطن يمني: هاه.

 أحمد بشتو: هل تنتظر طويلاً حتى تحصل على سرير؟ 

مواطن يمني: قد ما انتظر لما يرفعوا عملية، ما أخرج أموت، لما يضغطني هانا وأنا نايم على السرير  ألقى نفسي خلاص. 

أحمد بشتو: سيد الوزير أنت المسؤول الأول عن صحة اليمنيين لماذا لا يحصل اليمنيون على حقهم في العلاج ومتى يُمكن لهم أن تحقق ذلك؟ 

أحمد قاسم العنسي: الحقيقة لا يخفى على أي شخص ما مرت به البلاد من أحداث مؤسفة في الفترة الأخيرة إضافةً إلى ما كان سبقها من أحداث في شمال الشمال وفي الجنوب وأيضاً في أحداث القاعدة في السنوات الأخيرة مما أدى إلى ضُعف موازنة الصحة بصفة عامة إضافةً إلى انخفاض دعم الموازنة للصحة في الأعوام السابقة على هذه الأحداث فهذا زاد الطين بله بشكل كبير جداً. 

أحمد بشتو: طيب دكتور لماذا دائماً تأتي الحلول على حساب صحة المواطنين نحن الآن نتحدث عن ميزانية للصحة في الموازنة العامة ضعيفة جداً وتذهب في النهاية إلى الأجور والتكاليف؟ 

أحمد قاسم العنسي: اليمن يُعتبر من دول العالم الثالث، وهذا مرض من أمراض الدول المُتخلفة ودول العالم الثالث مرض هو مرض من أمراض العالم الثالث واللي هي تكون فيها موازنات الصحة في أدنى مستوياتها، فإحنا لا نُنكر نحن في وضع يحتاج منا كُل الجهد وكُل الدعم. 

أحمد بشتو: أنتم ماذا تطلبون من الجهات المانحة مثلاً إذا كان هُناك مؤتمر للمانحين لليمن سيُعقد في الفترة المُقبلة ماذا تطلبون لقطاع الصحة؟ 

أحمد قاسم العنسي: مُعظم الدول أو معظم المُنظمات تقول استقروا أنتم الأول يعني ما ممكن أديك حاجة الآن وتهد ثاني يوم فيعني في عندنا مشاكل كبيرة جداً في ناس مُتفهمين جداً في مُنظمات رائعة ويعني تعاونت معنا كثير جداً ووعدتنا بأشياء كثيرة، في دول وعدتنا بأشياء كثيرة جداً لكن هُم يقولوا لك ابدءوا استقروا ويدخل الأمن والاستقرار وتستمر البلاد في وضع آمن إحنا مُستعدين نلبي طلباتكم لكن أنا أقول ليس هذا ولا ذاك إذا لم نعتمد على أنفسنا بخطة وإعداد جيد للمُستقبل لن تقوم لنا قائمة بعد الآن. 

أحمد بشتو: أنت الآن تتحدث سيادة الوزير عن الحاضر لكن هُناك مُشكلة تمس المُستقبل ربع أطفال اليمن يُعانون الهُزال وضعف التغذية وهذا طارئ جديد على قطاع الصحة في اليمن، كيف يُمكن علاجه أنت تتحدث عن ربع المُستقبل يعني الهُزال؟ 

أحمد قاسم العنسي: أزيدك من الشعر بيت زي ما تقول أمراض سوء التغذية تؤثر على بقية الأمراض إذا تتكلم  ليس عن سوء التغذية بس يعني مثلا التحصين الآن نحن عندنا في المنطقة في اشتباه في دخول فيروس شلل الأطفال، وإحنا بنحارب من أول السنة من شهر واحد بنحارب بكل كثافة نقوم بالحماية التحصينية وتلقيح الأطفال لكن بنلاقي أن في بعض الأماكن اللي فيها انتشار سوء التغذية، اللقاح فيها غير فعال. 

أحمد بشتو: في اليمن الآن ما حجم الفجوة التي يستطيع القطاع الطبي الخاص سدها مُقابل قصور لدى القطاع الطبي الحكومي الآن؟ 

حميد زياد: هو الآن يُقدم طبعاً يُقدم خدمات كبيرة جداً في هذا المجال بالذات القطاع الطبي الخاص أتوقع أن يعني حوالي خمسة وسبعين في المئة يُقدمها القطاع الطبي الخاص لأن هُناك عشرات المُستشفيات الخاصة بينما المُستشفيات الحكومية معدودة.

أحمد بشتو: رغم أن نسبة من يعيشون تحت فقرٍ مُدقع في اليمن نسبة كبيرة ليست قليلة؟ 

حميد زياد: لكن هذه المُستشفيات في عدة مُستشفيات تتدرج من التي تتناسب مع الفقراء إلى التي تتناسب مع الذين يستطيعوا أن يدفعوا إلى حدٍ ما يعني الطبقة المُتوسطة يعني عندنا الطبقة المُتوسطة كثيراً منها من نزل إلى الطبقة الفقيرة يعني جزء منها كبير ولذلك المُستشفيات أيضاً عانت يعني حتى مُعظم المُستشفيات أغلقت بسبب هذا لأنك لا تستطيع أن تقدم وترفع خدماتها وتعطي أسعار كثيرة يعني كبيرة لو ما في الدخل الفردي قليل ولا تستطيع هي تستمر بهذه الطريقة ولذلك بعضها أقفلت. 

أحمد بشتو: معنى ذلك أن الاستثمار في القطاع الخاص الطبي اليمني استثمار رُبما يكون خاسر في هذه الحالة؟ 

حميد زياد: لا شك أنه خاسر لكن في المُستقبل أنا أتوقع أنه القطاع واعد يعني.  

أحمد بشتو: هل أنتم مُجبرون على أسعار مُحددة تقدم للمريض؟ 

حميد زياد: نعم إحنا مُجبرين يُجبرنا السوق نفسه، يُجبرنا المواطن نفسه لأنه لا يستطيع أن يدفع إذا ما أنت عملت له أسعار معقولة تتناسب مع دخله مُمكن يتحمل المرض وممكن ما يجي هون ممكن يسير إلى مستشفى مُتدني يقدم خدمات سيئة ويمشي حاله يعني. 

ضعف رواتب الأطباء والممرضين في اليمن 

أحمد بشتو: أجور ورواتب الطاقم الطبي في اليمن هل تجدونها كافية؟ 

طبيب يمني: بالنسبة لرواتب الكادر الطبي في اليمن أعتقد أن الرواتب غير كافية غير كافية جداً جداً وهذا ما يُفسر يعني ذهاب أكثر الأطباء، أكثر الأطباء المتخصصين وأطباء حاصلين على شهادات عُليا في مجال البورد وهذا لدول الجوار ويمكن أن راتب المُمرض الهندي هنا في اليمن يفوق راتب الطبيب اليمني. 

أحمد بشتو: طيب هذا الراتب يتناسب مع مستويات المعيشة في اليمن أم أنه غير مُتناسب مقارنة برواتب أطباء في دول أخرى مثلاً؟ 

طبيب يمني: أعتقد أنه لا يتناسب فمستوى المعيشة في اليمن غالي جداً. 

أحمد بشتو: دكتور منذ فترات طويلة والعاملون في القطاع الطبي اليمني يُعانون الأطباء والمُمرضون لديهم مشاكل مزمنة منذ سنوات إلى أي حد وصلت الآن؟ 

عبد القوي الشميري: هي معاناة تتعلق بالظروف المعيشية حيثُ أن العاملين في وزارة الصحة مرتبات الأطباء اليمنيين تتراوح ما بين 200 دولار إلى 350 دولار للاستشاري وهذا يعني مؤشر يوضح يعني حجم مُعاناة الكادر الطبي وكذلك بالنسبة للكوادر الطبية المُساعدة. 

أحمد بشتو: ولهذا نجد رغبة شديدة منهم في الهجرة. 

عبد القوي الشميري: في الهجرة نعم نحن حقيقة هُناك نزيف دائم ويومي لكل للذين يتأهلون في التخصصات الأساسية والنادرة تُغادر البلاد إلى خاصةً إلى دول الجوار التي يجدون فيها يعني ظروف معيشية أفضل وتأهيل أفضل بالإضافة إلى الظروف أيضاً لدينا ظروف أحياناً أمنية واعتداءات والحقيقة يتعرض لها أعداد لا بأس بها من الكادر الطبي أيضاً للقتل نتيجةً لاعتداءات المواطنين عندما يشعرون أن مريضهم توفى فيعني يعتدون عليهم أحيانا بالرصاص. 

أحمد بشتو: أنتم في نقابة الأطباء ما الحلول التي تقترحونها إذا كانت ميزانية الصحة عموماً في اليمن ضعيفة جداً وبالكاد تكفي سد حاجات أساسية؟

عبد القوي الشميري: نعم، أخي العزيز نحن كان النظام السابق لدينا آلاف الدبابات تُشترى ولا يوجد لدينا إلا عشرات سيارات الإسعاف، ولدينا طائرات تقصف ولا توجد لدينا طائرة واحدة تُسعف، نحن نُنفق كُلنا على التسليح أترك أفراد القوات المُسلحة وإنما على التسليح الذي فيه رُبما عمولات نحن ننفق أكثر من سبعة أضعاف ما ننفق على الصحة بل يعني هُناك إحصائية أن 200 طلقة لكُل مواطن بينما سبعة دولار لكل مواطن في الصحة، 200 طلقة لكل مواطن في التسليح وسبعة دولار للجانب الصحي. 

أحمد بشتو: مؤتمر المانحين لليمن هل لديكم رؤية تعرضونها على هذا المؤتمر لدعم القطاع الصحي؟ 

عبد القوي الشميري: نعم إحنا الحقيقة لدينا رؤية بالجانب الأساسي الأول نحن في اليمن نعاني أن تغطية الخدمات الصحية الرعاية الأولية فقط هي في الحقيقة لا تصل إلا إلى حدود اقل من أربعين في المئة هذه حسب الإحصائيات الرسمية وفي الأرياف لا تصل إلى خمسة وعشرين بالمئة أي أن خمسة وسبعين بالمئة من سُكان اليمن هُم في الأرياف ولا تصل الخدمات الرعاية الصحة الأولية إلى الخمسة وعشرين بالمئة فقط من هذه الخمسة والسبعين بالمئة يعني حوالي ثمانية عشر مليون لا يصل إليهم قرابة الأربعة مليون والأربعة عشر مليون في الأرياف لا تصل إليهم حتى الخدمات خدمات الرعاية الصحية الأولية ولهذا رؤيتنا تتلخص في أن ينبغي أن يكون هُناك يعني قطاع أساسي وهو الخدمات الطبية الريفية. 

أحمد بشتو: ليس هُناك أفضل من الاستثمار في الإنسان فمنه وإليه وبه تتم التنمية وفي ظروف بلدٍ كاليمن لا بد أن يبدأ هذا الاستثمار الآن الآن وليس غداً، من العاصمة اليمنية صنعاء تقبلوا تحياتي أحمد بشتو شُكراً لكم والى اللقاء.