الاقتصاد والناس ( إرتفاع تكاليف الحج ) - صورة عامة
الاقتصاد والناس

ارتفاع تكاليف الحج في الدول العربية

تناقش الحلقة التكاليف الباهظة والمبالغ التي يتكلفها الشخص المتوجه للحج، ففي الإمارات ومع دمج عدد من شركات وحملات الحج ارتفعت كلفة الحاج الواحد إلى خمسين ألف درهم.

– الحج السياحي في مصر أسعار بلا رقابة
– مستقبل الأسعار عربيا والسبل الممكنة لدعم الحجاج

 أحمد بشتو
 أحمد بشتو
 مصطفى النجار
 مصطفى النجار

أحمد بشتو: كل عام وأنتم بألف خير وأهلا بكم إلى حلقة جديدة من الاقتصاد والناس. صعد الحجيج على صعيد عرفة واكتملت مناسك الحج بتمام الركن الأعظم منه، رحلة مقدسة يهون في سبيلها كل شيء. لكن هذا لا يمنعنا من التساؤل، ألا يمكن أن ينعم الناس بالحج ومناسكه وروحانياته دون أن تنغص عليهم تكاليفه الباهظة والمبالغ فيها أحيانا لدرجة دفعت دار الإفتاء المصرية للقول بجواز تقسيط تكاليف الحج؟ الحج لمن استطاع إلى سبيلا، لكن السبيل تعرقله مبالغة في التكاليف ومتاجرة من قبل البعض، ففي الإمارات ومع دمج عدد من شركات وحملات الحج ارتفعت كلفة الحاج الواحد إلى خمسين ألف درهم مقابل أسعار كانت تبدأ من خمسة آلاف درهم العام الماضي، وفي الأردن دافع وزير أوقافها عن زيادة تكاليف الحاج الواحد بواقع ثلاثمائة دينار عن العام السابق بدعوى زيادة أعداد راغبي الحج، حالتان هما فقط مثال لواقع يواجه من أراد حجا أو عمرة. تكاليف الحج هي موضوع حلقتنا والتي نتابع فيها

_ جدل واسع بسبب ارتفاع تكاليف الحج هذا العام والسلطات السعودية تتقصى في التكاليف الحقيقية.

_ أسعار الحج في مصر تحوله إلى حلم بعيد المنال.

أحمد بشتو

: حلقة تتمنى أن ينعم كل مسلم بأداء الركن الخامس من الإسلام وتدعو ألا تحرم التكاليف من يهفو قلبه للطواف بالبيت الحرام وزيارة خير الأنام. وتابعونا.

الحج السياحي في مصر أسعار بلا رقابة

أحمد بشتو

: بسبب التوسعات الحالية في الحرم المكي الشريف تمت إزالة نحو 1500 مبنى حول الحرم كان معظمها فنادق رخيصة التكاليف وقد يكون هذا أحد أسباب زيادة تكاليف السكن في الحج هذا العام، وإذا كانت الحالة استثناء فهذا لا يمنع من التأكيد على أن الحاج المصري دائما يتحمل ضعف تكاليف أي حاج قادم من أي بلد آخر، فمتوسط تكاليف ما يسمى بالحج السياحي من مصر يصل لتسعة آلاف دولار بينما هي ستة آلاف دولار للحاج القادم من الولايات المتحدة، مفارقة عجيبة وأموال ضخمة ورقابة متوارية أغرت 1200 شركة سياحية للحصول على تراخيص للعمل في تنظيم رحلات الحج والعمرة من إجمالي 1500 شركة سياحة في مصر، المثير أن الحكومة نفسها دخلت سوق الحج كتاجر وعرضت بيع عشرة آلاف تأشيرة حج مجانية على شركات السياحة مقابل 12 ألف جنيه أو أكثر من ألفي دولار للتأشيرة الواحدة لتبيعها الشركات بما يتجاوز العشرين ألف جنيه وليستمر اكتواء الناس بنار الأسعار، تكاليف الحج في مصر يرصدها محمد البلك من القاهرة.

[تقرير مسجل]

محمد البلك:

فرحة هؤلاء بسفر أحد أفراد العائلة للحج جاءت هذا العام بعد أن استطاع الحاج أن يدبر تكاليف الرحلة بشق الأنفس فقد وجد الحجاج أنفسهم فريسة سهلة بين أنياب شركات السياحة التي تسيطر على كعكعة الحج السنوية، فقد شهدت تكلفة الحج في مصر هذا العام زيادة واسعة في الأسعار رغم الانخفاضات العالمية التي يشهدها قطاع النقل فقد وصلت أسعار الحج السياحي إلى 102 ألف جنيه للفرد الواحد بحد أدنى 49 ألف جنيه وهي الأسعار التي تفوق العام الماضي كثيرا حيث كانت تتراوح بين 32 و62 ألفا.

محمد فتحي/ مدير شركة سياحية: زيادة الأسعار بالنسبة للحج والعمرة بيرتبط بزيادات حاجات ثانية غير الأسعار العالمية أو بالنسبة للأزمات المالية أو الحاجات دي كلها، لا، بيرتبط عندنا مثلا بسعر تذكرة الطيران، ده في ازدياد لازم حتلاقي كل سنة بيزيد سعر التذكرة، تمام؟ ده فضلا عن الفنادق وهي دي بقى المشكلة.

محمد البلك

: هذه الأسعار أصابت فئة كبيرة من المواطنين الراغبين في أداء الفريضة بالصدمة أمام رفض أصحاب الشركات السياحية الطرح الذي تقدم به عدد من خبراء السياحة الدينية بأن تقوم وزارة السياحة بتحديد سقف معين للأسعار لا تتخطاه الشركات مؤكدين أن الوزارة ليس لها دخل في العلاقة بين الحاج والشركة باعتبارها علاقة تجارية بحتة تعتمد فقط على العرض والطلب.

وليد صلاح الدين/ مدير شركة سياحية: غصب عننا طبعا أن إحنا نعلي السعر، يعني أنت لو عندك سكن واحد بيديه لك بمائة ريال ولا بمائتي ريال، كويس؟ يجي مرة واحدة يقول لك بألف ريال، طيب حتعمل إيه؟ ما أنت لازم البرنامج يعلو معك بل بالعكس البرنامج لما بيعلو هامش الربح بيبقى قليل، لما البرنامج يبقى قليل هامش الربح بيبقى كثير.

محمد البلك:

أداء فريضة الحج هذا العام أصبح حلما بعيد المنال للمواطن المصري بعد ارتفاع أسعاره والذي بررته شركات السياحة بأنه نتيجة لنقص الأماكن السكنية في مكة بعد إزالة العديد من الفنادق المحيطة بالحرم المكي الشريف. محمد البلك، الجزيرة، القاهرة.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو

: نرحب بضيف الحلقة من القاهرة السيد مصطفى النجار نائب رئيس تحرير الأهرام ورئيس قسم السياحة. سيد مصطفى، يعني لماذا أسعار الحج في مصر مرتفعة بهذا الشكل الحاد؟

مصطفى النجار:

كل سنة وأنتم طيبين والمسلمين جميعا بخير. الحقيقة إحنا فعلا أسعار الحج في مصر مرتفعة عن كثير من دول العالم لكن حنفرق بين ثلاثة أنواع من أسعار الحج في مصر، الحج المرتفعة أسعاره اللي بنقصده هو الحج السياحي، في حج اسمه حج الجمعيات وفي حج ثاني هو حج القرعة اللي بتنفذه وزارة الداخلية اللي هي بتجري قرعة لكافة المصريين وبيتقدموا الناس لوزارة الداخلية ودي أسعارها محددة وأسعار معقولة جدا تكاد تكون مخفضة أو من أقل الأسعار في العالم. حج القرعة لا يتعدى 18 ألف جنيه يعني مبلغ معقول جدا للمصريين، حج الجمعيات بيكون متوسطه أعلى شوية، 20 إلى 30 ألف جنيه. المشكلة تكمن في الحج السياحي، الحج السياحي مسألة تركتها وزارة السياحة أو تركتها الدولة للعرض والطلب مع شركات السياحة ودي اللي وصل فيها أسعار الحج زي ما قال التقرير لمائة ألف جنيه أو 102 ألف جنيه وأقلها خمسين ألف جنيه أو 49 ألف جنيه..

أحمد بشتو

(مقاطعا): طيب هؤلاء سيد مصطفى وهم 1200 شركة تقريبا يعملون في هذا المجال في مصر يعني ألا من رقابة ما عليهم؟

مصطفى النجار:

بالضبط، طبعا هو ما فيش رقابة فعلية حقيقية عليهم هو في رقابة شكلية يعني شركة السياحة بتحدد أسعارها، برنامج الرحلة وأسعاره وبترسله لوزارة السياحة للاعتماد فقط لكن وزارة السياحة لا تناقش تفاصيل أسعار الفندق أسعار الطائرة إيه الخدمات أسعارها إيه وبالتالي تقدر تفاوض في الأسعار، هذا لا يحدث على الإطلاق وبالتالي ترك الأمر لشركات السياحة لتضع هامش ربح عال جدا بحجة ارتفاع الأسعار في المملكة أو ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة أو ارتفاع أسعار الفنادق والمسألة تركت للعرض والطلب..

أحمد بشتو

(مقاطعا): لكن سيد مصطفى كما قال المشاركون في التقرير الذي عرض منذ قليل هم يقولون إن التكاليف نفسها هي المرتفعة، يقولون إنه كلما قلت تكاليف البرنامج كلما زاد هامش أرباحهم يعني هم ليسوا مستفيدين من هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار.

مصطفى النجار:

لا، لا، أنا أختلف تماما، أنا مختلف تماما مع هذا الرأي، أسعار الحج السياحي في مصر لا ضابط ولا رقيب عليها على الإطلاق وأسعار مبالغ فيها جدا وأنا أرى أن هذه يعني مشكلة كبيرة ويجب أن تتدخل الدولة ممثلة في وزارة السياحة في ضبط أو كبح جماح أسعار الحج السياحي بكل تأكيد لأنه من غير المعقول زي ما ذكر التقرير أو في مقدمة البرنامج أن أسعار الحج من أميركا اللي هي العبرة هنا بتكلفة الطيران بيننا وبينها آلاف الأميال تبقى سعر الحجة أربعة آلاف وستة آلاف وإحنا هنا عشرة آلاف وعشرين ألف دولار يعني عشرين ألف دولار بيصل سعر الحج فكلام غير معقول بالمرة، حتى الدول القريبة منا الدول المحيطة بنا الدول الإسلامية أسعارها أقل بكثير.

أحمد بشتو

: طيب سيد مصطفى اسمح لي أن أذهب إلى آراء الناس في مصر وآرائهم حول تكاليف الحج هناك كم هي مبالغ فيها.

[شريط مسجل]

مشارك1: عندنا إحنا في الصعيد يعني أي واحد بيتمنى أنه يروح مش فارقة معه السعر خالص.

مشارك2: هي تأشيرة الحكومة السنة دي 17 ألف، 18 ألف برضه رقم.

مشارك3: أخذوها عملية تجارية حتى في البشر، بيتاجروا في مشاعر البشر نفسها بيتاجروا فيها.

مشارك4: بتزيد الأسعار عن كل سنة وأنا أعتقد أن إحنا إمكانياتنا كشعب مصر الحقيقة يعني ما تسمحش لهذا الحج اللي إحنا نقدر نقول عليه إيه؟ حج رفاهية.

مشارك5: الأسعار دي بتعمل عند الناس إحجام لأن ناس كثير بيبقى نفسها أن تحج الأسعار المرتفعة دي بتخلي الناس تفكر مرة واثنين طبعا مع الظروف الاقتصادية اللي حوالينا وناس كثير بتتمنى أن تحج بس مع ارتفاع الأسعار ما بتقدرش.

مشارك6: العدد المحدود بتاع اللي هي تأشيرات القرعة وتأشيرات الجمعيات فطبعا تأشيرات اللي هي بتبقى متوفرة في السوق اللي هي تأشيرات السياحة واللي أسعارها بتبقى عالية.

مشارك7: أنا لسه مودي والدتي امبارح والله العمرة يعني الحج امبارح والله لسه امبارح موديها الحج امبارح، لسه موصلها لعند هنا في إسكندرية واخدين منها 45 ألف جنيه، 45 لميناهم لم، الله أعلم لميناهم إزاي بقى.

[نهاية الشريط المسجل]

أحمد بشتو

: طيب سيد مصطفى كما تابعت آراء الناس في مصر كلها تؤكد أن الأسعار مبالغ فيها وانت تحدثت عن عدم وجود رقابة كافية على شركات السياحة في الأسعار يعني ما الحل حتى يسيطر على هذا السوق الواسع والمعروف أن المصريين هم أكبر عدد ربما من الحجاج والمعتمرين سنويا؟

مصطفى النجار:

حتى تتضح الصورة مرة ثانية بأؤكد الحج في مصر مشكلة الحج السياحي فقط، الحج السياحي فيه 24 ألف تأشيرة ده اللي بتأخذهم شركات السياحة، في 24 ألف تأشيرة مماثلة لوزارة الداخلية اللي بنسميها حج القرعة و12 ألف تأشيرة لحج الجمعيات اللي هو متوسط الأسعار. حج الداخلية لا يتعدى 18 ألف جنيه ومن هنا بنوجه التحية لرجال الداخلية بالتأكيد لأن ده حج مقبول جدا ومبالغه كل الناس بتسعى إليه لكن للأسف العدد محدود. المشكلة في الـ 24 ألف تأشيرة اللي هم لشركات السياحة، أنا أعتقد أن هذه الأسعار مبالغ فيها جدا وليس من المقبول أن تترك وزارة السياحة هذه الأسعار بحجة العرض والطلب، أنا أرى أن يتم التدخل في تحديد سقف للأسعار لشركات السياحة يجب أن لا تتعداه سواء الفنادق إذا كان الحاج سيقيم في فندق ثلاث نجوم أو أربع نجوم أو خمس نجوم تحدد الدولة أو الوزارة سقفا لهذه الأسعار ولا تترك لشركات السياحة أن تحدد هي السعر بمعنى أن شركة السياحة من غير المعقول أنها تيجي تقول إن الحج بستين أو سبعين ألف جنيه والوزارة تعتمد فقط الأسعار، هذا لا يكفي وزارة السياحة عليها..

أحمد بشتو

(مقاطعا): طيب سيد مصطفى كيف يمكن أن نفهم هذا، كيف يمكن أن تقوم وزارة السياحة بهذا الدور وهي بنفسها من باع تأشيرات إلى شركات السياحة؟

مصطفى النجار:

طيب هو هنا يمكن البيع، وزارة السياحة ما باعتش الحقيقة التأشيرات بشكل مطلق هو بيع التأشيرات متاح أو موجود من سنوات طويلة يعني ليس مسؤولية الوزارة الحالية، موجود بين شركات السياحة اللي هي بتندمج مع بعض أو بتدخل مع بعض وبتبيع التأشيرات لبعضها في حدود 10 أو 12 ألف جنميه أو حتى 15 ألف جنيه، الوزارة حصل مشكلة بس أخيرة في عشرة آلاف تأشيرة إضافية السعودية خصصتهم لإقامة الحجاج في منى المطورة وهذه التأشيرات قيل إنها بيعت بعشرة آلاف جنيه لكن قيل إن العشرة آلاف جنيه دي أو الـ 12 ألف جنيه مساهمة من غرفة شركات السياحة للمساهمة في صندوق الكوارث في الوزارة، أيا كان السبب المشكلة ستظل..

أحمد بشتو

(مقاطعا): يعني سيد مصطفى بدلا من أن تقوم الدولة بدعم ولو دعم جزئي للحجاج لمساعدتهم على التكاليف الباهظة المتنامية سنويا تقوم هي بدور التاجر؟

هناك بيع لتأشيرات الحج في السوق السوداء إذ تباع التأشيرة بـ12 ألف جنيه أو 15 ألفا، ودور وزارة السياحة يجب ان ينحصر كمراقب ومتابع لا أن تدخل كتاجر

مصطفى النجار:

يعني سواء قامت بدور التاجر أو لم تقم كما نفت الدولة وكما نفت الحكومة رسميا، ما زال الأمر قائما وهو أن هناك بيع لتأشيرات الحج، في السوق السوداء بتباع التأشيرة بـ 12 ألف جنيه أو 15 ألف جنيه، وزارة السياحة هنا دورها أن لا تدخل كتاجر بل تراقب وتمنع هذا البيع بمعنى أنها لا توزع على الشركات السياحية التي تبيع الشاليهات يجب من الآن أو من العام القادم منع بيع التأشيرات السياحية بين شركات السياحة وبالتالي تستطيع كل شركة سياحية أن ترفع من على كاهل السائح حوالي عشرين ألف جنيه لأن السائح بيحط ثمن التأشيرة بيشتريها من شركة، هو الفكرة إيه؟ أنه في شركة سياحة عندها مثلا عشر تأشيرات أو عشرين تأشيرة بتضطر تشتري عشرين تأشيرة ثانية علشان تقدر تنظم رحلة اللي هي حمولة أوتوبيس، بيسموها، بيشتري التأشيرات الثانية من شركة ثانية والشركة الثانية تأخذ المكسب وتفضل يعني قاعدة في مصر والثانية تنفذ الحج وتضيف هذه الأعباء أو هذا المبلغ على الحاج. أنا أرى أن وزارة السياحة لا بد أن تمنع هذا البيع بيع التأشيرات في السوق السوداء سواء هي باعت أو سواء شركات السياحة باعت بين بعضها البعض، المشكلة يجب أن يتم التأكيد على أن شركات السياحة ليست مسؤولة كلية في تحديد سقف السعر يجب أن يحدد سقف السعر من قبل وزارة السياحة ولا تتعداه أي شركة سياحية. وأنا هنا أستطيع أن أدلل على تجربة مهمة جدا وهي تجربة تركيا، بالسؤال علمت أن وزارة السياحة التركية أو المسؤولين عن الحج في تركيا بيحددوا لشركات السياحة أو بيحددوا برامج معينة، كل برنامج، في برنامج مثلا من عشرة لعشرين ألف جنيه اللي عاوز يشتغل فيه من شركات السياحة يدخل في هذا الإطار، فنادق الثلاث نجوم الأربع نجوم في حدود ثلاثين أربعين ألف جنيه مثلا، وبعدين الأعلى بيحدد سعر، شركات السياحة اللي عاوزة تنفذ هذا السعر أو هذا البرنامج الخمس نجوم تدخل في إطار هذا السعر بيكون في هامش ربح تحدده الحكومة ولا يتعدى سعرا معينا، ما تقدرش رحلة أو شركة تقدر تحدد سعرا مباشرة، أنا أعتقد أن هذا النظام مثالي جدا ويمكن الاستعانة به.

أحمد بشتو

: طيب ولعل تجربة تركيا تكون مفيدة للواقع المصري. سيد مصطفى اسمح لي أن أذهب إلى هذا الفاصل، بعده سنوسع دائرة رصد تكاليف الحج على باقي الدول العربية. وتابعونا.

[فاصل إعلاني]

مستقبل الأسعار عربيا والسبل الممكنة لدعم الحجاج

أحمد بشتو

: أهلا بكم. إذاً ولأسباب مختلفة أصبحت الشكاوى من ارتفاع كلفة الحج والعمرة سمة عامة في السنوات الأخيرة. في الجزائر هناك تجربة تستحق التأمل فقد خصصت الوزارات المعنية 108 مليون دينار جزائري للمساهمة في تغطية تكاليف الحجاج من إيواء وإطعام ولسداد فارق أسعار الحج بين الأعوام الماضية والعام الحالي، ومع ازدياد أعداد الحجاج سنويا واحتمال ارتفاع الأسعار تبدو التجربة الجزائرية في دعم الحجاج مثالا لباقي الحكومات العربية يكفل على الأقل كبار السن والفقراء وكل مستحق للعون. اللافت أن أسعار الحج في دول الخليج مثلا متروكة لقوى العرض والطلب دون ضبطها بحدود سعرية وهو ما يترك أمر الأسعار في يد الشركات خاصة وأن أعداد الحجاج والمعتمرين في ارتفاع مستمر ومضطرد. مراسلنا مراد هاشم الموجود حاليا في الأراضي المقدسة أعد التقرير التالي.

[تقرير مسجل]

مراد هاشم:

ارتفاع تكاليف الحج أصبح شكوى أغلبية الحجاج. السلطات السعودية اعتبرت أن الزيادات في الأسعار مبالغ فيها وغير مقبولة وأكدت أن التكاليف الحقيقية قيد الدراسة لاتخاذ الإجراء اللازم. على هامش الحج ينشأ كل عام اقتصاد مزدهر وتشكل الاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من الحجاج الزائرين عماد هذا الاقتصاد. موسم الحج يتزامن مع زيادة في الأسعار صحيح لكن بعض وكالات وهيئات تفويج الحجاج تبالغ أيضا في رسوم خدماتها، ورغم الزيادات اللافتة في تكلفة الإقامة والنقل والمعيشة تتباين مع ذلك آراء الحجاج.

مشارك1: بالنسبة لتكاليف الحج هي في متناول الرجل المتوسط، الرجل الفقير، لا تزيد لأن القرعة أقول لك شيء ما تزيد عن 16 ألف جنيه يعني كل شيء بمعنى ذكر كل شيء.

مشارك2: التكاليف طبعا هو الحاصل الغلاء الحاصل في العالم كله الآن من ناحية السكن من ناحية النقل من ناحية المواد الغذائية، كلها في العالم مش بس في السعودية.

مراد هاشم:

وقد أدت أزمة السكن هذا العام إلى ارتفاع كبير في الإجارة أيضا. مراد هاشم، الجزيرة، مكة المكرمة.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو

: ومرة أخرى نرحب بضيفنا من القاهرة السيد مصطفى النجار نائب رئيس تحرير الأهرام ورئيس القسم السياحي. سيد مصطفى هل تعتقد أن الأسعار أسعار الحج عموما مبالغ فيها في العالم العربي أم أن أسعار كل شيء ارتفعت وبالتالي أسعار الحج أيضا؟

مصطفى النجار:

لا، يعني مع التسليم بارتفاع الأسعار في كل شيء لكن أنا أعتقد ما زال أن أسعار الحج مبالغ فيها وبالتأكيد الحج اللي بتنظمه شركات السياحة سواء في مصر أو في دول أخرى، تجربة الجزائر تجربة مهمة جدا اللي أشار إليها التقرير وأن الدولة تدعم الحج وحج الفقراء تحديدا لكن هناك مشكلة إذا كانت هناك دول أو حكومات لا تستطيع دفع مثل هذا المبلغ الكبير هنا تكمن المشكلة، أنا أعتقد أن دعم الحجاج تجربة مصر تستحق الدراسة هي في شقين في هذا الموضوع تجربة الحج السياحي اللي إحنا معترضين على أسعاره، تجربة وزارة الداخلية أو حج الفقراء بنسميه في مصر أو تجربة وزارة الداخلية المصرية اللي هو الحج فيها لا يتعدى فيها 18 ألف جنيه، أنا أعتقد هذه التجربة تستحق الاهتمام وتستحق التدعيم والرعاية وتستحق الدعم في تقديم مزيد من الخدمات والرعاية للحجاج لكن بشكل عام يظل سعر حج القرعة وحج الفقراء..

أحمد بشتو

(مقاطعا): طيب هل من آلية تقترحها سيد مصطفى لضمان دعم مال الحجاج على الأقل المحتاجين منهم؟

مصطفى النجار:

هو الدعم هنا في مصر بالتحديد زي ما قلت حج القرعة هناك نوع من الدعم كبير لهذا الحج لأنه لا يتعدى 18 ألف جنيه يعني الحج بالتكلفة بالضبط يعني، وبالتالي الدعم هنا قائم في أنك تزيد عدد التأشيرات المخصصة لحج القرعة، كل المصريين بيقدموا لحج القرعة، آلاف من البشر بيقدموا كل سنة لكن لا يفوز بحج القرعة سوى 24 ألف تأشيرة، أنا أعتقد أن هذا الحج اللي لا يتعدى 18 ألف جنيه أو عشرين ألف جنيه على أقصى تقدير هو الذي يجب أن يتم دعمه والآلية من خلال تخصيص عدد تأشيرات أكبر تتيح فرصة للناس أكبر لأعداد أكبر للذهاب لأداء الفريضة أما الحج السياحي فهو الذي يجب أن يتم تخفيضه من خلال وزارة السياحة..

أحمد بشتو

(مقاطعا): طيب التجربة الجزائرية سيد مصطفى وهي أن عدة وزارات وهيئات اتفقت فيما بينها لجمع هذا المبلغ لدعم الحجاج، في مصر وزارة الداخلية تقوم أو الحكومة بشكل ما تقوم بهذا الدعم، عربيا يعني في كل الدول العربية هل يمكن إقامة صناديق مثلا تشترك فيها جهات مختلفة لتقديم دعم سنوي للحجاج؟

مصطفى النجار:

وما المانع؟ لكن المسألة تحتاج إلى نوع من التنسيق الجماعي ربما عن طريق الأجهزة الاقتصادية في جامعة الدول العربية أو طريق وزارات الأوقاف أو وزارات الحج، ربما، ربما تكون فكرة قابلة للدراسة أن يتم إنشاء صندوق لدعم حج الفقراء أو حج المحتاجين أو حج غير القادرين يعني ما المانع؟ فكرة جيدة وقابلة للدراسة. لكن على أرض الواقع أنا أرى أن هناك اتجاهين أن دولا زي مصر تدعم حج القرعة وتزيد عدد تأشيراته، حج السياحة تتدخل فيه الدول ولا تتركه للعرض والطلب لأنه يخضع لبعض الجشعين والطماعين الذي يزيدون من هامش الربح بشكل كبير جدا على السياح في حين التكلفة الحقيقية لا تكون هكذا بكل تأكيد.

أحمد بشتو

: طيب سيد مصطفى اسمح لي أن أذهب إلى آراء الناس العرب في مكة المكرمة ونتابع آراءهم حول تكاليف الحج التي واجهوها.

[شريط مسجل]

مشارك1: تكاليف الحج في المستوى، مش زايد مش ناقص.

مشارك2: أهم شيء التلبية للحاج، أن يلبي وحين ما لبى كله عند ربنا بيهون.

مشاركة1: الفندق والتكاليف وكل شيء والصحة وكل كده لا بأس.

مشارك3: بالنسبة للعمرة اليمنية يعتبر ممتاز جدا يعني، حد وسط أمور وسط ماشي تمر يعني.

[نهاية الشريط المسجل]

أحمد بشتو

: طيب يعني سيد مصطفى كما تابعت الناس ربما رأوا أسعار الحج في آرائهم مريحة هذا العام، هل يمكن برأيك أن تقوم صناعة كاملة تقوم على الحج وتكون ممنهجة تكون مراقبة بشكل ما حتى من شركات السياحة وليس من الحكومة؟

مصطفى النجار:

طبعا أستاذ أحمد مسألة الغلو في الأسعار مسألة نسبية يعني في واحد قد يرى أن الأسعار مناسبة له في مصر أو في الجزائر أو في اليمن زي ما قال التقرير وفي شخص آخر قد يرى أنها مرتفعة جدا، دي مسألة نسبية حسب قدرة الشخص الاقتصادية وبالتالي ليس أمامنا إلا التفكير في الغالبية العظمى، الغالبية العظمى ترى أن الحج أسعار الحج مبالغ فيها، وبالتحديد أقول مرة ثانية أقول أو ثالثة الحج السياحي، حج القرعة أو حج الفقراء اللي بتنظمه مصر أسعاره معقولة، الحج السياحي هو المشكلة لكن يبقى أن هذا الحج لا بد من تحديد سقف له كما أشرت مثل تجربة تركيا التي تحدد حدا أقصى لكل درجة من درجات الحج، الحج اللي في أربع نجوم غير في خمس نجوم، وتحدد سقفا والشركة التي تريد أن تنفذ الحج في إطار خمس نجوم أو أربع نجوم عليها أن تلتزم بالسعر الذي تحدده الدولة أو الجهة المسؤولة عن الحج في هذه الدولة. أنا أرى أنه لا سبيل أمامنا لوقف جماح أو لوقف هذه الزيادة في أسعار الحج السياحي سوى بتحديد سقف للأرباح وتدخل فوري من الدولة وتدخل حاسم ولا يترك لأصحاب شركات السياحة الذين لا هم لهم إلا تحقيق الربح. أنا أرى أن المصريين على وجه التحديد..

أحمد بشتو

: (مقاطعا): طيب إذا لم يحدث هذا كيف تتوقع أسعار العام المقبل؟ وخاصة أن الأسعار بمراقبة سريعة تزداد سنويا بين 20% و 30%؟

مصطفى النجار:

إذا لم تتدخل الوزارة بشكل حاسم أو الدولة ممثلة في وزارة السياحة في وقف هذه الزيادة من شركات السياحة فسيستمر الوضع على ما هو عليه وبالتالي الأسعار ستظل في ارتفاع بحجة ارتفاع الأسعار في كل شيء، لا بد من لجان تناقش..

أحمد بشتو

(مقاطعا): هذا مصريا، سيد مصطفى، عربيا هل تعتقد أن الأسعار سترتفع أيضا في السنوات القادمة؟

مصطفى النجار:

يعني عربيا من الصعب التنبؤ في ظل أزمة عالمية موجودة دلوقت مالية اقتصادية أنا أعتقد أنه يعني من المتوقع برضه الاستمرار يعني مش باين الأزمة المالية حتؤثر بشكل عام يعني حتؤثر بنسبة كام على هذا الموضوع لكن أنا أتوقع أن الاستمرار في مسلسل الزيادة مستمر لأن القائمين على تنفيذ الحج السياحي أفراد وبالتالي همهم الربح ومن هنا لا بد من تدخل الحكومات زي ما عملت الجزائر وتدخلت ودفعت للفقراء، ربما يكون هناك أوجه أخرى للتدخل مثل إنشاء صناديق مخصصة لدعم الحجاج حتى نوقف هذه الزيادة لكن بشكل عام ليس هناك مؤشرات الآن تدل على أن هذه الزيادة ستم توقفها طالما هناك دول تبيع التأشيرات وهناك.. أو هناك شركات تبيع التأشيرات بينها وبين بعضها، لا بد من تدخل حاسم وتدخل فوري سواء من خلال دول، تدخل جماعي وإنشاء صناديق ووجود آلية من خلال وزارات الأوقاف لتحديد أسعار معينة أو سواء من خلال تدخل الجهات المنوطة بتنظيم الحج في الدول لوقف هذه الزيادات.

أحمد بشتو

: أشكرك جزيل الشكر من القاهرة السيد مصطفى النجار نائب رئيس تحرير الأهرام ورئيس قسم السياحة، كل عام وأنت بخير. فلتكن دعواتنا في هذه الأيام المباركات أن يخفف الله عنا الغلاء الذي لم يسلم حتى الحج منه ويمنحنا شرف زيارة بيته الحرام والطواف بالبيت العتيق. كل عام وأنتم إلى مكة والمدينة أقرب. تقبلوا أطيب التحية مني، أحمد بشتو، وإلى لقاء جديد.