شاهد على العصر

الصادق المهدي: بريطاني رشحني لأكون حاكم السودان ج1

شرع برنامج “شاهد على العصر” في سلسلة جديدة من الحلقات تستضيف هذه المرة الصادق المهدي -رئيس الوزراء السوداني الأسبق وزعيم حزب الأمة- ليدلي بشهادته على عصر السودان الحديث.

رغم أن طفولته لم تختلف عن طفولة بقية أترابه في السودان فإن الصادق المهدي -رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي– كان قد حظي بالدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية، كما ورد اسمه في تقرير بريطاني يشير إلى صلاحية هذا الطفل (12 عاما وقتها) ليكون الحاكم المستقبلي للسودان.

ويكشف المهدي في الحلقة الأولى من سلسلة شهادته لبرنامج "شاهد على العصر" عن خلفية هذا الترشيح البريطاني له، وعن تفاصيل أخرى تتعلق بنشأته وطفولته وتعليمه. 

ويقول إن غريهام طوماس -وكان من حزب العمال البريطاني وصديق جده ووالده- التقى به في الخرطوم وهو صغير السن -أي المهدي- وأثار معه نقاشا سياسيا، قام بعده بكتابة تقرير إلى السكرتير العام الإداري البريطاني في الخرطوم جاء فيه "ينبغي ألا تستمر الإدارة البريطانية في البحث عن القائد المستقبلي للسودان، فهو هذا الطفل"، في إشارة إلى المهدي.

ويضيف أنه علم بأمر هذا التقرير عندما كبر، وأن طوماس نشر هذه المعلومات في كتاب.

ويرجح ضيف "شاهد على العصر" أن تكون فكرة ترشيحه لقيادة السودان موجودة لدى الإدارة البريطانية في ذلك الوقت، لكنه يشير إلى مخاوف كانت لديه مفادها أن تكون هذه الإدارة تسعى لتجنيده لديها.

ويكشف في شهادته عن نشأته وطفولته في بيت آل المهدي، ودراسته الأولى في السودان بدءا من خلاوي حفظ القرآن الكريم ثم مرحلة الكتاب التي تسبق المرحلة الابتدائية، ثم رفضه إكمال دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية بمصر والتي انتقل إليها بين عامي 1948 و1950 لأنه شعر في ذلك الوقت أن البريطانيين يقومون بغسل دماغ التلاميذ حتى يصبحوا عربا في ثوب بريطاني.

زعامة
وبعد تمرده على التعليم الحديث باعتباره "عملية تثاقف احتلالية" عاد الشاب السوداني إلى بلاده، حيث تتلمذ على يد بعض الشيوخ مثل الشيخ الطيب السراج الذي يقول إنه كان معاديا لكل الحداثة، لكن المهدي تراجع عن تمرده على التعليم الحديث بعدما أقنعه أستاذ مصري في الخرطوم بأن الحفاظ على القيم لا يتعارض مع الحضارة الحديثة والتكنولوجيا المختلفة.

ويقول زعيم حزب الأمة السوداني إنه اختار في ذلك الوقت دراسة العلوم بعيدا عن المسائل الفكرية والأدبية.

ويتحدث في شهادته الأولى أيضا عن مسألة الزعامة السياسية والدينية، ويؤكد أن الخلافة لدى المهدية لها نظام مختلف، وينفي أن يكون والده الإمام الصديق المهدي قد رشحه لخلافته بعد وفاته، ويشير إلى أن مؤتمر الأنصار هو الذي انتخبه عام 2002 ليكون إماما، وأنه كان بين عامي 1964 و2002 رئيسا لحزب الأمة فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن والد المهدي هو الصديق المهدي، مؤسس حزب الأمة وإمام طائفة الأنصار خلفا لجده عبد الرحمن المهدي. 

يذكر أن المهدي هو سياسي ومفكر سوداني، توزعت سنوات عمره بين كراسي السلطة وزنازين السجون وغربة المنفى وجبهات المعارضة الداخلية، فقد ذاق السلطة رئيسا للوزراء لفترتين، والسجن والمنفى معارضا مرات عدة.