شاهد على العصر

مورو: بن علي نصب لي فخا ج12

يخصص عبد الفتاح مورو -أحد مؤسسي حركة حزب النهضة التونسية- شهادته الثانية عشرة لبرنامج “شاهد على العصر” للحديث عن قصة عودته لتونس بطلب من بن علي الذي نصب له فخا.

يؤكد عبد الفتاح مورو -أحد مؤسسي حزب حركة النهضة التونسية- أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي نصّب له فخا بعد الإطاحة بسلفه الحبيب بورقيبة في السابع من أبريل/نيسان 1987، حيث دعاه شخصيا إلى العودة إلى تونس، ليفرض عليه حصارا بمجرد عودته ويسحب منه جواز سفره، ويصف بن علي بالخائن والمخادع وبأنه لم يكن يصلح لرئاسة تونس.

ويعود مورو في شهادته الثانية عشرة لبرنامج "شاهد على العصر" إلى فترة أغسطس/آب 1988 حين اتصل به بن علي هاتفيا من منزل سفير تونس لدى السعودية قاسم بوسنينة وطلب منه الرجوع إلى تونس قائلا له "أنت من رجال تونس وتونس تحتاج إلى كل رجالها".

ويذكر أن مورو كان روى قصة رحيله إلى السعودية وتفاصيل أخرى في الحلقة الحادية عشرة من برنامج "شاهد على العصر".

وعاد مسؤول حركة "الاتجاه الإسلامي" من السعودية إلى بلاده بجواز سفر تونسي، ليفاجأ منذ اليوم الأول بأن منزله محاط برجلي أمن يتابعان خطواته بحجة حمايته، لتتطور الأمور إلى حد سحب جواز السفر منه عندما كان بصدد السفر إلى المغرب لإلقاء محاضرة بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني.

ويقول مورو إنه أيقن بعد ذلك أن رجوعه إلى تونس كان "اختيارا سيئا"، وأنه وقع في فخ استمر 23 عاما نصبه له بن علي الذي يصفه في شهادته بـ"الخائن الذي كان يمارس الخيانة بنفسه".     

ويكشف أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي كان قد جاء لزيارته وحذره من بن علي -الذي كان مديرا للأمن الوطني قبل ترقيته إلى وزير للداخلية ثم لاحقا إلى رئيس للحكومة ثم رئيسا للدولة- كونه يملك سجلا بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات.

ديكور
وبرأي ضيف "شاهد على العصر" فإن معظم التونسيين انخدعوا بالرئيس المخلوع عندما انقلب على بورقيبة وأصبح رئيسا بدلا عنه، واستبشروا بأن مرحلته ستكون مرحلة حريات وديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، حتى إن حركة "الاتجاه الإسلامي" أعلنت قبولها بالتغيير الذي حصل في تلك الفترة.

لكن تبين للتونسيين لاحقا -يضيف مورو- أن كل شيء عبارة عن "ديكور"، حيث جاء بن علي على سبيل المثال بقوانين وإجراءات في أبريل/نيسان 1988، ليظهر أمام الناس أنه صاحب وصانع التغيير، لكنه لم يطبقها ومارس بدلها "دكتاتورية في ظل الدستور".

وينقل عن أحمد المستيري -وزير الدفاع والعدل التونسي السابق الذي ترك مهنة المحاماة واعتزل الحياة السياسية في عهد بن علي- قوله "هؤلاء قوم لا تلعب معهم ولا تلعب ضدهم"، في إشارة منه إلى القيادة التي كانت تحكم تونس في تلك الفترة.

ويلخص مسؤول النهضة واقع التونسيين طوال 23 سنة من حكم بن علي بأنه كان "أسوأ" من ذلك الذي عاشوه في عهد بورقيبة، حيث حكم البلاد بالظلم والقمع والدكتاتورية، وحتى المعارضة تحولت إلى طرف يدافع عنه عندما توجه له الانتقادات من المنظمات الحقوقية الدولية.

وبحسبه، فلم يكن بن علي مناضلا ولا صاحب شهادات وكفاءة علمية، ولا حتى صاحب إشعاع ذاتي، وسجله "قذر" في مجال الحريات وحقوق الإنسان، و"لم يكن يصلح ليكون رئيس دولة"، لكنه حضي بدعم القوى العالمية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا.

ومن الأمور التي يكشفها مورو أن الحارس الشخصي لبن علي كان ينتمي إلى حركة "الاتجاه الإسلامي"، وأنه اكتشف ذلك بالصدفة ليقوم بعدها بعزله، كما شكك أن تكون الحركة الإسلامية كانت تعد للقيام بانقلاب في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1987.