شاهد على العصر

حنيني يروي قصص أسيرات عذبن وقيدن خلال الولادة ج7

قصص وروايات مؤثرة جدا لأسرى وأسيرات فلسطينيات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ينقلها عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب القسام، في الحلقة السابعة من شهادته لبرنامج “شاهد على العصر”.
عشرة آلاف أسيرة فلسطينية اعتقلت خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي، تعرضن لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، فلا فرق بين الرجل والمرأة داخل سجون الاحتلال، فكلاهما يواجه الإهانات والضرب والشبح واستخدام الأهل للضغط والاستفزاز بهدف حمل الأسير على الاعتراف.

إحدى الأسيرات كشفت أن ابنتها اغتصبت أمام عينيها عندما رفضت الإدلاء بأي حديث للجنود خلال التحقيق، وأخرى حرمت من أبنائها لمدة عام لتكتشف أنهم وضعوا في ملاجئ للأيتام، وأخرى ترغم على وضع مولودها وهي مقيدة اليدين والرجلين، وهناك أسيرة هُددت بتهديم بيت عائلتها لكن والدتها طلبت منها أن لا تعترف في الوقت الذي كانت جرافة التهديم تقف أمام باب البيت.  

ويؤكد عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في شهادته السابعة لبرنامج "شاهد على العصر" أن الأسيرات الفلسطينيات يعانين معاناة شديدة جدا داخل سجون الاحتلال، ويصف معاناتهن بالجرح الغائر في جسد الأمة كلها.

فسناء شحادة وأحلام التميمي وأرينا السراحنة وقاهرة السعدي وغيرهن واجهن أبشع أنواع التعذيب، مثل الشبح على الكرسي لساعات طويلة خلال التحقيق، والحرمان من النوم، ووضع الأسيرة في زنزانة ضيقة جدا وقذرة، إضافة إلى ممارسات وسلوكيات غير أخلاقية يقوم بها السجانون أمام الأسيرات لكسر إرادتهن.    

ولكن رغم المعاناة، تظل الأسيرة والمرأة الفلسطينية عموما -يضيف حنيني- صامدة متمسكة بموقفها، لتعطي مثالا في الصبر والصمود والأمل الموجود داخل قلب كل أسير فلسطيني، بفعل البعد الإيماني والديني وإيمانه بقضيته العادلة.

ويعطي حنيني -وهو أسير محرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار"- مثالا بالأم الفلسطينية التي يقول إنها تحرص على إطلاق الزغاريد عندما تزور ابنها في السجن حتى ترفع معنوياته وتعطيه القوة والصبر. ويروي أن والدته فعلت الشيء نفسه عندما زارته لأول مرة، ونجحت في أن تحرم السجان الإسرائيلي من رؤية دموعها ودموع ولدها الأسير.

لقاء بالسجن
معاناة أخرى ينقلها ضيف "شاهد على العصر" وتتمثل في حرمان الأسرى من ذويهم وأهاليهم، وهي حال فخر البرغوثي الذي عاش موقفا إنسانيا مؤثرا جدا أبكى كل زملائه الأسرى، فقد ترك هذا الأسير الفلسطيني قبل دخوله سجون الاحتلال ولده شادي وهو لا يتجاوز العام ونصف العام، بينما ابنه هادي تركه في بطن والدته.

وخلال انتفاضة الأقصى عام 2000 كان شادي وهادي قد كبرا طبعا، فاعتقلتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي ونقلتهما إلى أحد السجون الذي كان والدهما يقبع فيه، وشاءت الأقدار أن يجتمع البرغوثي بولديه بعد 25 عاما من الفراق، ويصف حنيني تلك اللحظة بأنها كانت مؤثرة جدا، حيث اختلطت مشاعر الألم والفرحة والحنين.

وكان البرغوثي الوالد، وهو من أبطال حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، قد أمضى أكثر من ثلاثين سنة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي أفرجت إسرائيل بموجبها أيضا عن حنيني وأكثر من ألف أسير وأسيرة من سجونها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية عام 2006.