شاهد على العصر

البكوش: غلّبت مصلحة تونس على وفائي لبورقيبة ج12

كشف رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش تفاصيل خطة الإطاحة بالرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عام 1987، إلى جانب زين العابدين بن علي الذي كان وزيرا أول في تلك الفترة.

أكد رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش أنه هو شخصيا من قام بكتابة بيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 "من أول حرف إلى آخره"، الذي أطاح بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وقال إنه غلب في ذلك مصلحة تونس على ما اعتبره وفاءه لبورقيبة الذي قال إنه كان مريضا وغير مؤهل للحكم في تلك الفترة.

في الحلقة الثانية عشرة من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"، قال البكوش إن زين العابدين بن علي (الرئيس التونسي المخلوع) استنجد به من الأجل الإطاحة ببورقيبة في أكتوبر/تشرين الأول 1987، وإنهما كانا يعقدان إلى جانب الحبيب بن عمار (سياسي وعسكري) اجتماعات لوضع خطة إزاحة الرئيس التونسي، أفضت إلى اقتراح تقدم به البكوش نفسه يقضي بتشكيل حكومة يكون هو رئيسها، ووضع مجلس رئاسي من حوالي سبعة جنرالات يدير البلاد لمدة ستة أشهر، غير أن هذا المقترح تمَّ رفضه من بن علي وبن عمار، كما يقول البكوش في شهادته.

وبحسب البكوش فقد طلب من بن علي وبن عمار أن تتم إزاحة بورقيبة دون الإساءة إليه.

وبعد رفض مقترح البكوش طرحت مسألة العودة للدستور التونسي الذي يقضي بأن يتولى رئيس الوزراء (وكان وقتها بن علي) شؤون الدولة في حال مرض الرئيس أو وفاته.

ووفق الخطة النهائية المتفق عليها منذ 28 أكتوبر/تشرين الأول، فقد وزعت الأدوار كالتالي: أن يجمع بن علي بعد صلاة الجمعة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني كل محافظي الأمن والحرس للنظر في تحديات الإسلاميين، بينما يعد بن عمار الحرس الوطني للتوجه في منتصف ليل 7 نوفمبر/تشرين الثاني إلى قصر قرطاج بغرض تطويقه.

أما البكوش -كما يؤكد هو في شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- فكلف بوضع البرنامج السياسي للحكم القادم وكتابة بيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو البيان الذي لم يطلع عليه بن علي -الذي اتفق على أن يقوم هو بقراءته- إلا قبل ساعتين من إعلانه.

ويقول رئيس الوزراء التونسي الأسبق إنه طلب من بن علي إعادة كتابة البيان بخط يده حتى يسهل عليه قراءته، وفند بذلك من يقولون إن بن علي هو من كتب بيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987.

وبحسب تأكيدات البكوش، فإنه لا توجد أية جهة عرفت بخطة الإطاحة ببورقيبة، لا الجزائريين ولا الفرنسيين ولا الأميركيين، وأشار إلى أن الخشية الوحيدة كانت أن يتم كشف هذه الخطة من طرف محيط الرئيس، خاصة ابنة اخته سعيدة ساسي التي كان لها النفوذ في تلك الفترة، وكانت تسرب لبن علي معلومات من داخل القصر الرئاسي.

واتصل الفريق الذي وضع خطة الإطاحة ببورقيبة بوزيرة الصحة كي تأتي لهم بأطباء يقرون بأن الرئيس ليس في وضع يؤهله لحكم البلاد، وقال البكوش إن التقارير الطبية كانت تؤكد مرض الرئيس التونسي الراحل، وهو نفسه كان يعرف بمرضه حتى أنه فكر في الانتحار عام 1974، حيث طلب من السفير التونسي وقتها في الولايات المتحدة الأميركية أن يأتي له بمسدس، وعندما رفض قال له "أنا خدمت تونس وحررتها والآن أصبحت عبئا عليها".