شاهد على العصر

غالي: الإدارة الأميركية تريد عميلا يوافق ولا يُعارض ج13

تناولت حلقة الأحد 21/12/2014 من برنامج “شاهد على العصر” علاقة بطرس غالي بأميركا، ومجزرة قانا وآثارها، إضافة إلى تقييم غالي لسنوات عمله بالأمم المتحدة بعد خروجه منها.
قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي إن الإدارة الأميركية تريد عميلا يوافق ولا يُعارض ويتماشى مع 99% أو 100% مع رغباتها لأنها ترى أنها الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تخدم الأمم المتحدة.
وأرجع غالي المقالات البغيضة التي كتبتها عنه وسائل الإعلام الأميركية والصحف النافذة والمجلات لا سيما في العام الأخير لولايته 1996، إلى قيامه بتقديم خدماته للعالم العربي، سواء بالنسبة لفلسطين أو للبنان في قانا، وليبيا، إضافة للعراق، والصحراء الغربية، والصومال.

وأكد أن الواقع كان يحتم عليه مراعاة الجانب الأميركي، والجانب الروسي، إضافة إلى الجانب الفرنسي، كما لا يجب عليه إغفال مراعاة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأوضح أنه لم يكن يستطيع التحرك إلا بموافقة هذه الدول.

وأشار المسؤول الأممي السابق إلى أن علاقة إدارته مع الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة كانت متباينة، ودية مع البعض ومتوترة مع البعض الآخر.
 

ونفى أن يكون الإعلام الأميركي "محايدا"، وأكد أن الولايات المتحدة ترى أنها مسؤولة عن استتباب السلام في العالم، ونشر الديمقراطية، وأوضح أن انفرادها بالقوة العسكرية والاقتصادية والثقافية جعلها مسؤولة عن إدارة مشاكل العالم، الأمر الذي جعلها تنظر للأمم المتحدة بمثابة جهاز يجب أن يخضع للسياسة الأميركية.

فيتو لإبعاده
وعبر غالي عن اعتقاده في أن دولا مثل الصين، وروسيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي -حال نجاحها في تحقيق الوحدة- يمكن أن تنجح في مواجهة أميركا.

ورأى أن انشغال الصين بمشاكلها الداخلية حال دون مقدرتها على لعب دور على المستوى الدولي، متوقعا أن يستمر الوضع على ما هو عليه لمدة عشرين أو ثلاثين سنة قادمة.

وأكد غالي أن عدم دفع واشنطن مستحقاتها المالية للأمم المتحدة كان مصدرا للخلاف، إذ بلغت المديونية مائتي مليون دولار، وكانوا يتحججون بعدم الدفع بأن بقاء بطرس غالي هو العقبة في عدم دفع الكونغرس الأميركي أو عدم موافقته أن يدفع متأخرات نصيب الأمم المتحدة، وأن واشنطن ستدفع هذه المبالغ عندما يترك غالي الأمم المتحدة.

وأوضح المسؤول الأممي السابق أن الإعلام الأميركي والإسرائيلي ساهما في حملة إبعاده من الأمم المتحدة بعد قانا، عبر كثير من المقالات التحريضية، رغم وجود مجموعة دول تؤيده، وصدور قرار بالإجماع من منظمة الوحدة الأفريقية.

وتدخل العديد من رؤساء الدول والشخصيات النافذة حول العالم لدعم ترشيح غالي على حد قوله، وقد صدر قرار من مجلس الأمن بأغلبية 14 دولة تؤيد إعادة ترشيحه مقابل دولة واحدة استعملت حق الفيتو هي الولايات المتحدة الأميركية.
 
مجزرة قانا
وأشار غالي إلى أنه اتخذ قرارا في 18 أبريل/نيسان عام 1996 عقب سقوط قذائف المدفعية الإسرائيلية على مجمع مباني الأمم المتحدة في قانا -الذي أودى بحياة أكثر من مائة لاجئ من المدنيين الذين ذهبوا للاحتماء بالأمم المتحدة- لأن الهجوم وقع على مركز تابع للأمم المتحدة.

وأضاف أنه أرسل جنرالا بلجيكيا وجنرالا هولنديا ليحققا في الحادث، لأن الجانب الإسرائيلي أعلن أن القصف وقع عن طريق الخطأ، بينما أكدت نتيجة التقرير إن الأمر لم يكن خطأ، بل كانت القنابل موجهة إلى المعسكر بهدف قتل أفراد المجموعة الفلسطينية الموجودة هناك.

ووصف الأمين العام السابق السنوات الخمس التي قضاها في الأمم المتحدة بالتجربة الإيجابية، التي نجح خلالها في معالجة عشرات القضايا الدولية، إضافة إلى بعض المهام التي لم يرد لها ذكر لأنها تمت بصورة سرية مثل الخلاف الذي أوشك أن يصير حربا بين اليمن وإريتريا.