شاهد على الثورة - مصطفى نوح - صورة عامة
شاهد على العصر

مصطفى نوح.. شاهد على الثورة الليبية ج2

تواصل الحلقة الاستماع لشهادة مصطفى نوح -المنسق العسكري لائتلاف 17 فبراير في طرابلس- ويتحدث عن تشكيل اللجان الأمنية الداعمة لثوار بنغازي، وبداية التحرك العسكري في طرابلس. الاختراقات التي تمت داخل نظام القذافي، وتوزيع القذافي للأسلحة على أهالي طرابلس.

– تشكيل لجان أمنية لدعم ثوار بنغازي
– بداية التحرك العسكري في طرابلس

– اختراقات داخل نظام القذافي

– القذافي وتوزيع الأسلحة على أهالي طرابلس

– مشعوذون بين صفوف كتائب القذافي

– الخطة العسكرية لثوار طرابلس

‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪مصطفى نوح‬ مصطفى نوح
‪مصطفى نوح‬ مصطفى نوح

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة حيث نواصل الاستماع إلى شهادة مصطفى نوح المنسق العسكري لائتلاف 17 من فبراير وعضو المجلس العسكري لطرابلس ورئيس العمليات والضبط الأمني في اللجنة الأمنية العليا في العاصمة الليبية طرابلس، أخ مصطفى مرحباً بك.

مصطفى نوح: أهلاً وسهلاً يا أستاذ أحمد.

تشكيل لجان أمنية لدعم ثوار بنغازي

أحمد منصور: وقفنا في الحلقة الماضية عند الخطاب الذي ألقاه القذافي في الثاني والعشرين من فبراير من العام 2011 بعدما انتفض أهل طرابلس يوم 20 واستشهد منهم بين 200-300 شهيد وقلت إن هذا الخطاب كان بمثابة توجيه للجان الأمنية في طرابلس حتى تواجه الناس ماذا حدث بعده؟

مصطفى نوح: شكلت لجان أمنية عالية المستوى وأخذت تشتغل بقوة وتستقطب الشباب وتؤجج المشاعر ضد الثوار عملت برنامج أمني إعلامي تحريض على الثورة وعلى رموزها وعلى الشباب الذين ثاروا ضد هذا الظلم وكعادته القذافي يعني يحكم البلاد بكاريزما يعني بشخصيته الجذابة كما يقول البعض يحلو له من أتباعه وأنصاره وكان يفتح الطريق للمجرمين للأسف، فتح السجون نزل للشوارع بالأجهزة الأمنية فاستقطب كثير من الشباب وغُرّر بهم، أن هؤلاء الذين خرجوا في الشوارع تدعمهم أميركا وفرنسا وأوروبا هم عبارة كما وصفهم وللأسف قالها بعبارات نابية هم جرذان ومشددو الآفاق وهم لا يستحقون الحياة ومن لا يحب القذافي لا يمكن أن يعيش على الأرض، فجيّش وحرك الأجهزة الأمنية الراكدة واستطاع أن ينظم صفوفه، حصل على كثير من الوقت وأقولها يا أخي أحمد وبمرارة لأنه بحقيقة الانتفاضة عندما حدثت الانتفاضة حدثت عفوية..

أحمد منصور: نعم.

مصطفى نوح: ولم تكن مسيسة أو موجهة..

أحمد منصور: في طرابلس.

مصطفى نوح: في طرابلس نعم، فصار انكماش في الانتفاضة، تراجع الشباب الذين انتفضوا ثم أخذت القيادات المفكرة للانتفاضة أو شباب الائتلاف على عاتقهم يعني ممثلي الائتلاف كيف يريدون أن ينظموا هذه الانتفاضة حتى لا يستطيع القذافي القضاء عليها؟

أحمد منصور: كيف اجتمعتم أنتم كبعض أهل طرابلس ورتبتم قضية الائتلاف وقضية المواجهة في وضع أمني صعب وخصوصية طرابلس التي تختلف عن باقي المدن الأخرى في ليبيا لاسيما بنغازي؟

مصطفى نوح: هم نعم الله  يا أخي أحمد في تلك الفترة بالذات في يوم 9 و10 فبراير كان جل الشباب اللي انتفضوا في الائتلاف كانوا موجودين في دورة وكنت أذكر أخي الشيخ سالم الشيخ موجود من لندن جاء لإلقاء بعض المحاضرات والدورات فكان اجتماع الشباب موجود في ذلك الفترة ملتقين على برنامج معين، فكنا نراقب ماذا يحدث في بنغازي؟ وكان التساؤل ماذا نستطيع أن نقدم لإخواننا في الشرق وندعمهم؟ فكانت الاجتماعات متوالية والأفكار تطرح على الطاولة، فكان الأمر خروج حاجة اسمها مبادرة لجنة وطنية، مبادرة وطنية، وكنا نتناصح مع أهل العلم وأهل الثقافة وأهل الفكر السياسي وكان على رأس أهل العلم الشيخ الفاضل الشيخ صادق الغرياني وكان وجهاء طرابلس كثر توجهوا معهم وبعثنا إليهم بشباب أخوة فضلاء معنا وأذكر على رأسهم أخينا نزار كعوان واستشرنا من له دراية في الأمور السياسية، إحنا حريصين أخي أحمد في السياسة في ليبيا، فنصحنا بأن نوجه رسالة عبر قنوات فضائية عالمية يوقع على هذه الرسالة مجموعة من النخبة المثقفين ورجال الفكر والسياسة في ليبيا ورجال الدين..

أحمد منصور: في ليبيا بشكل عام وليس طرابلس بشكل خاص؟

مصطفى نوح: لا في ليبيا بشكل عام إحنا اشتغلنا على طرابلس ثم بعثنا إخواناً لنا لبنغازي ولمصراتة ليجمعوا لنا توقيعات لرموز في داخل ليبيا..

أحمد منصور: يعني أنتم أول شيء رتبتموه الآن هو أنكم تحاولوا تجمعوا توقيع 100 شخصية سياسية.

مصطفى نوح: نعم، فاشتغلنا على هذا المجال منا من ظهر في الصورة للناس في اللجنة في لجنة المبادرة الوطنية ومنا من لم يظهر في الصورة وكان هناك حراك أخي أحمد مقابل لنا، كان مجموعة من القضاة والمحامين انتفضوا كذلك وبقوا معتصمين في ساحة القضاء..

أحمد منصور: هنا في طرابلس؟

مصطفى نوح: في طرابلس نعم أخي أحمد.

أحمد منصور: في أي تواريخ تفتكر؟

مصطفى نوح: هي أخي أحمد في الفترة اللي واكبت انتفاضة بنغازي في نفس الفترة اللي كان فيها قتل ونزول المرتزقة في الشوارع وأعمال الدم والناس شاهدت في التلفزيون.

أحمد منصور: كل ده كان قبل يوم 22/2..

مصطفى نوح: واعتقال الأخ عبد الحفيظ غوقة..

أحمد منصور: كل ده من 15 فبراير إلى 22 اللي هو خطاب القذافي؟

مصطفى نوح: كانت هذه الفترة تشهد اعتصامات في طرابلس، وكنا نذكر الأستاذ الأخ الفاضل عبد الله بانون كان موجود فيها وبعض الأساتذة المحامين اللي هم موجودين فيها، حتى أنه أفرج عن أخونا رحمه الله محمد طرنيش وكان من الناس الذين اعتصموا وتكلموا مع رموز الدولة أذكر أنه تكلم حتى مع سيف في هذا الموضوع، أخي أحمد كانت مرتبة عملية القضاء عليهم أخي وجدت القناصة على البيوت لفك الاعتصام داخل القضاء، وكنا نسعى في حال وضع المبادرة الوطنية يعني موضع البرنامج أو المشروع تلتقي عليه الأمة..

أحمد منصور: حتى الآن كانت هذه المبادرة التي كنتم تسعون إليها في البداية لا ترمي إلى إسقاط النظام.

مصطفى نوح: لا لا أخي أحمد.

أحمد منصور: إنما كانت مبادرة إصلاحية من ثماني نقاط تقريباً.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: كانت تنادي بعملية إصلاح شاملة مثل التي كان ينادي بها الجميع.

مصطفى نوح: نعم، وكان الغرض منها أخي أن نقدم مشروع لحقن الدماء، لأنه هذه الدماء تسقط، كل هذه دماء ليبية أخي أحمد، من يقتل ليبي ومن يموت ليبي، ثم دخلت عصابات إجرامية للقذافي من المرتزقة واللي كان يمولها في داخل المعسكرات الأمنية لكن أخي أحمد كانت الأحداث تتسارع فالفترة كانت ضيقة جداً، بعد، كثرت في الدماء في الشارع أخي أحمد وكثرت استغاثة من أهلنا في بنغازي.

أحمد منصور: تقرير الأمم المتحدة قال إنه فيه ألف ليبي قتلوا لحد يوم 25 فبراير خلال أسبوع تقريباً أو عشر أيام.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: ألف ليبي قتلوا، مجلس الأمن بدأ يحظر السلاح بدأت عملية الهروب من النظام والانتفاضة تتسع في المشرق بشكل كبير، تأثير ده عليكم إيه في طرابلس؟

مصطفى نوح: كان يجيش المشاعر أخي أحمد هذا، كان يحاول نشعر بالألم والأسى لما يحدث في لإخواننا في بنغازي حقيقة الأمر، فكنا نحاول أن نتصل بهم ونشد على عزائمهم أن يثبتوا ندعو الله سبحانه وتعالى لهم كنا نحاول أن نقدم لهم الدعم المعنوي المادي لهم..

أحمد منصور: طب الآن سقوط بنغازي على الشكل التي سقطت به في أيدي الثوار وتوالي سقوط المدن الأخرى في المشرق هل كان لا زال لديكم أمل في المبادرة الوطنية وفي حل سياسي ولا الدنيا وصلت الآن إلى مرحلة المواجهة الشاملة؟

مصطفى نوح: في البداية ما كانتش الدماء كثيرة، كنا نحاول حقنها في بداية الأمر ولجنة المبادرة عرضت على شخصيات إسلامية يعني قضاة ومحامين وفنانين ومثقفين من شرائح المجتمع أخي أحمد، لكن توالي الأمر يعني توالي الأحداث كان سريعاً جداً، القتل كل يوم يزداد في الشوارع فانتفضت يعني خروج بعض المبادرات في طرابلس مثل حركة انتفاضة  17 فبراير حركة انتفاضة داخل طرابلس وكان خروج إخواننا، إحنا كنا نتابع الأحداث كنا نريد أن نفعل شيئاً منظماً يلتف حوليه الناس لنقول كلمة الحق ونسطع بها فكانت الاجتماعات متسارعة، فأصبحت المبادرة الوطنية غير ذات جدوى حقيقة مطالبها لا ترتقي إلى مستوى مطالب الشعب الليبي إحنا لدينا مجزرة، نطالب بالتحقيق نطالب بمعاقبة المسؤولين عن هذه المجزرة اللي ارتكبوا هذه الجريمة في حق الليبيين في بنغازي وفي أهلنا، فحدث الخطاب عفوا،  بعد لجنة المبادرة فكان يوم 16 تقريباً أعتقد يوم 16 أو يوم 15 كان اجتماع لأعضاء مؤسسي الائتلاف كان فيه اجتماع فشعرنا أن المبادرة الوطنية لم تأت بثمارها أخي أحمد فقعدنا نفكر في أشياء أكثر من ذلك.

أحمد منصور: ده كان 17 مارس؟

مصطفى نوح: إيه.

أحمد منصور: أنتم 27 مارس اجتمعتم و17 فبراير تم اختيار منسق عام للائتلاف وبدأتم تتحركوا.؟

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: يعني بشكل سري ورسمي لا عفواً في 27 مارس..

مصطفى نوح: 27 مارس.

أحمد منصور: في 27 مارس أنتم برضه أصدرتم البيان التأسيسي للائتلاف.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: تقريبا يعني، مضبوط الموعد، أهم ما كان في البيان التأسيسي هو التأكيد على شرعية المجلس الوطني الانتقالي.

مصطفى نوح: كانت بيعة له أخي أحمد.

أحمد منصور: يعني أنتم كده خيار القذافي انتهى بالنسبة لكم في طرابلس؟

مصطفى نوح: انتهى، حسمنا أمرنا معه، وقررنا العمل السري داخل طرابلس وعدم الخروج منها، لا بد أن نبقى في طرابلس كما بقي إخواننا في بنغازي كل يجاهد في أرضه، وطبعاً الجهاد على ارض طرابلس وكان، وملابدة هذا الظلم كان هناك فوارق بين النضال في طرابلس والنضال في منطقة، كان شرعية السلاح وجدت في بنغازي والدفاع عن النفس، في طرابلس لم نتخذ هذا الأمر بحسم.

أحمد منصور: أنتم لما أخذتم القرار في 27 مارس 2011 وطلبتم من أهل طرابلس ترقب ساعة الصفر كما جاء في البيان التأسيسي للائتلاف، كنتم تدركوا عواقب هذا الأمر وخطورته وأنكم ستتدخلون في مواجهة مباشرة مع الكتائب وكل الجهات الأمنية للقذافي والوضع الأمني الصعب جداً في طرابلس؟

مصطفى نوح: كنا ندرك هذا الأمر أخي أحمد.

أحمد منصور: أنت كمنسق عسكري هنا كنت وضعك هو الأصعب بين الجميع، كان تفكيرك إيه وأنت برضه ضابط سابق في الجيش؟

مصطفى نوح: يا أخي أحمد كل من اشتغل معنا في هذا المجال وخاصة في المجال العسكري كان يدرك حقيقة هذا الأمر.

بداية التحرك العسكري في طرابلس

أحمد منصور: قل لي النواة الأولى لبداية التحرك العسكري في طرابلس؟ لأن هذه الأشياء غير منشورة وهذا حق أهل طرابلس في المقاومة وطُمس إعلامياً بشكل كبير خلال الفترة الماضية وأنا المعلومات اللي جمعتها أشعرتني إن كان فيه قصور في التغطية الإعلامية طول الفترة ديه، فأنت قل لي الآن النواة العسكرية الأولى للحركة في طرابلس؟

مصطفى نوح: إحنا كنا أربعة من الإخوة نشتغل في المجلس العسكري.

أحمد منصور: قل لي الباقيين، قل لي أسماؤهم.

مصطفى نوح: كان معي الأخ هشام أبو حجر وكان أخونا صلاح التونالي وكان الأخ الدكتور سادات البدري.

أحمد منصور: حد من دول عسكري غيرك؟

مصطفى نوح: لا هو الثورة بطبيعتها يعني، بس كان فترة في التأسيس كنا نشتغل على أساس سياسي وعسكري ومدني وتأسيس مجالس يعني.

أحمد منصور: ده كان دور الائتلاف في الأول.

مصطفى نوح: كنا نختلط في تخصصاتنا مع بعض نساند بعضنا البعض، إذا كان وجد شيء عسكري فيحال إلى المجلس العسكري والشيء اللي يتعلق بالجانب المحلي والأهل وكذا ينقل إلى المجلس المدني وهكذا، وكنا نحاول تجنيد الأفراد الأكفاء داخل المجتمع ونتعامل معهم على أساس نتناصر وننسق العمل والجهود وننظم الصفوف لأن المعركة هتكون طويلة مع النظام في طرابلس.

أحمد منصور: استجابة الناس لكم إيه في ظل الآن اللي هيتسمك هيتعلق على مشنقة؟

مصطفى نوح: والله أخي أحمد بين البينين هناك من يساند وبقوة وكثير منهم صراحة أقولها، وهناك من يتراجع فيرى دوره بعد سقوط النظام، قبل سقوط النظام، نفس البشر يعني يا أخي أحمد النفس البشرية.

أحمد منصور: قل لي الآن الجانب العسكري الآن عندكم تقريباً حواجز أمنية في كل حتة عندكم 6، 7 أجهزة أمنية، كم جهاز أمني 5 ولا 6؟

مصطفى نوح: كان جهاز الأمن الداخلي والخارجي والاستخبارات والوحدات الأمنية وكتائب القذافي والحرس الشعبي وسمي ما شئت من هذا النوع.

أحمد منصور: الستة معروفين والستة موجهين الآن كل التركيز على طرابلس؟

مصطفى نوح: على الثوار داخل طرابلس.

أحمد منصور: على الثوار.

مصطفى نوح: من يتحرك من التجار رؤوس الأموال، أصحاب الفكر، أصحاب النضال السابقين ومن كانوا في السجون، من يرى النظام يمكن أن يفعلوا شيء في هذا اليوم.

أحمد منصور: كان فيه عمليات اعتقال بتم؟

مصطفى نوح: نعم كان فيه عمليات اعتقال، وكانت انتفاضة أخي لما تحركت الزاوية أخي أحمد في الفترة تلك وتحركت منطقة جبل نفوسة ومنطقة مصراتة.

أحمد منصور: ودي أماكن كلها بتهدد طرابلس.

مصطفى نوح: تهدد طرابلس وقريبة من العاصمة، فكان النظام يحشد الكتائب الأمنية العسكرية ويبعث فيها للأماكن هذه، خاصة مصراتة بعد شهر من تحركها بعثت إليها الكتائب كان فيه مفاوضات.

أحمد منصور: هل كان بيخف الضغط الأمني عليكم هنا؟

مصطفى نوح: هو أبداً ما كانش بيخف الضغط الأمني علينا بل كان يزيد لأنه هو كان يجند داخل طرابلس، كان يُغري الشباب بالأموال..

أحمد منصور: حتى يذهبوا للقتال.

مصطفى نوح: يذهبوا للقتال وكانت المعسكرات أكثرها داخل طرابلس أخي أحمد.

أحمد منصور: كان فيه إجبار على التطوع أو المشاركة في القتال في الكتائب؟

مصطفى نوح: والله يا أخي أحمد ما أدري إن كان إجباراً أو تغرير بعقول الناس، كنا نرى بعض الناس لم يذهبوا إلى هذه، الشباب كانت ظروفهم المادية صعبة يا أخي يا أحمد، كان يستغل الجانب المالي فيهم كان الإعلام يضخ مادة يومية من يشاهد التلفزيون الليبي يكاد يقتنع بالذي يحدث يعني، وهم برمجوا أساساً على إخراج الفضائيات العربية والعالمية من الساحة الليبية وإيهام الشارع الليبي أو لمن ينظرون إلى إذاعة القذافي أن كل ما يحدث هو سيناريو مدبر من الغرب هذه عادة الحكام العرب.

أحمد منصور: هارجع لخطتك العسكرية كمنسق عسكري الآن داخل المدينة في وسط هذا القمع الأمني والرقابة الأمنية المشددة  كنت عايز تعمل إيه؟ وإيه الخطوات اللي بدأتها؟

مصطفى نوح: كانت الفكرة إنه نعمل خلايا منظمة ترتبط بمركزية واحدة وهذا كان أحسن مشروع بالنسبة لنا.

أحمد منصور: قل لي فكرته بدقة.

مصطفى نوح: إحنا قسمنا طرابلس إلى عدة مناطق وصلنا إلى تقسيمها إلى 18 منطقة عسكرية.

أحمد منصور: وهي كم  منطقة، كم حي طرابلس؟

مصطفى نوح: حسب التوزيع الجغرافي  لطرابلس والإداري لطرابلس 33 منطقة تقريباً طرابلس والتقسيم طبعاً هذا مش دقيق 100% حسب الرأي السياسي أو  يعني طرابلس تغلق كما تريد 88، 30 فتوصلنا إلى أن نشخص طرابلس، نقسم طرابلس نحن كائتلاف إلى 18 نقطة عسكرية، أثناء الشغل في الائتلاف طبعاً حدثت أشياء لم يبق المجلس العسكري كما هو عليه، بعض الإخوة ارتأوا العمل أن نخرج إلى تونس نشكل غرفة أمنية داخل تونس مخافة من أن تنظر الغرفة الأمنية داخل طرابلس، كنا نتعامل في تلك الفترة بموضوع ما يحدث داخل الساحة في طرابلس وحشد القوات فنتعامل مع الغرفة التي موجودة في بنغازي..

أحمد منصور: قبل ما تعمل الغرفة شكلت الخلايا إزاي؟ الآن الشباب كلهم في معظم الأحياء ثائرين من داخلهم..

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: هل فقط كانوا محتاجين إلى حد يجمعهم وينظمهم ويرتبهم ويربطهم ببعض ولا أنتم لقيتم فعلاً فيه خلايا موجودة وربطتوا الأمور بينها؟

مصطفى نوح: شوف يا أخي أحمد هو هناك بعض الخلايا كانت موجودة حقيقةً.

أحمد منصور: إيه الأحياء اللي كانت فيها؟

مصطفى نوح: مناطق ساخنة مثل فشلوم، سوق الجمعة، تاجوراء السياحية حتى في حي الأندلس وجدت بعض، أكثر الأحياء كانت متعبة للقذافي حقيقةً وترهق القذافي سوق الجمعة وتاجوراء وفشلوم، إحنا ركزنا حقيقة في الائتلاف أن ننسق مع إخواننا في هذه المناطق.

أحمد منصور: ووجدتم استعداد عالي؟

مصطفى نوح: استعداد كبير جداً من إخواننا.

أحمد منصور: وكانت معظم  مجموعات الخلايا، أو الخلايا المسلحة كانت في هذه المناطق؟

مصطفى نوح: المنطقة الواحدة قد تجد أكثر من خلية أخي أحمد وما يعرفوش بعض يعني أحياناً.

أحمد منصور: وكانوا بس مربوطين بكم أنتم؟

مصطفى نوح: جزء منهم مربوط فينا إحنا شخصياً وجزء مربوط بجهة أخرى كان فيه خلايا أخرى تشتغل غيرنا بالائتلاف، حتى لا ننتقص من الناس حقهم يعني.

أحمد منصور: نعم.

مصطفى نوح: كانت فيه خلايا أخرى تشتغل ومتبنية العمل لكن في نوع، يعني إحنا نعرف  وهم يعرفوا إنه فيه شغل، كنا نحرص أننا لا نخترق أمنياً، لأن الخرق الأمني للخلايا أو للعمل كان يقضي على كثير من الشباب ويزج بهم في السجون، فكان وأنا أقول يا أخي أحمد بعض الجمعات كانت ساخنة جداً للشباب فخرجوا في مسيرات فاستشهد الكثير من الشباب في تلك المسيرات.

أحمد منصور: في أيام الجمعة.

مصطفى نوح: في أيام الجمعة، نعم، وصورت بعض الجمع ونشرت في الفضائيات بالصور اللي، كنا نسعى ونحن ننظر إلى الجبهة كان المكتب العسكري أو الغرفة العسكرية كانت تنظر إلى طرابلس إلى ليبيا كلها كانت تريد أن تقدم معلومات تستفيد من إخواننا في المنطقة الشرقية..

أحمد منصور: أنتم كان لكم غرفة عمليات عسكرية غير الغرفة التي كانت في بيت الدكتور محمد عميش؟

مصطفى نوح: هي نفسها  كنا نستعملها.

أحمد منصور: هي نفس الغرفة.

مصطفى نوح: وفيه غرفة ثانية اللي كنا نجتمع فيها غير التي في بيت أخينا محمد.

أحمد منصور: طيب أنتم الآن الأربعة لما كنتم بتجتمعوا عشان ترتبوا هذه الأمور هل أنت عشان هتدخل في مواجهة عسكرية وأنت رجل عسكري محتاج تتدرب الناس ومحتاج نوعيات معينة من السلاح ومحتاج تعمل عمليات خاصة لأنك داخل مدينة وحرب شوارع ومدن وأنت جوى أماكن محاصرة جداً هتدخل سلاح إزاي؟

مصطفى نوح: هذه الغرفة بقيت فترة معينة أخي أحمد ثم انتقلت وتطورت هذه الغرفة فاستقطبنا مجموعة من العسكريين من الضباط.

أحمد منصور: كانوا في الخدمة؟

مصطفى نوح: كانوا يشتغلوا في النظام نعم.

اختراقات داخل نظام القذافي

أحمد منصور: قل لي بقى مين دول لأنه دول أبطال؟

مصطفى نوح: أي نعم، فأثناء تطور العمل الميداني داخل طرابلس حاولنا أن نضع خطة عسكرية محكمة لطرابلس فلا بد أن يشترك فيها العسكريين الثوار، إحنا في الائتلاف شكلنا المجلس العسكري للائتلاف والمجلس العسكري كان فيه جزء منه مدني وجزء منه عسكري بس بطبيعة العسكري أحياناً لا يلتقي مع الثائر المدني طبيعة التفكير في الحرب والخطط كان شوية تختلف، فقسمنا الجانب العسكري لوحده والجانب المدني لوحده، فكان في الجانب العسكري كنت أنا على رأس المجموعة كان أخونا أبو الثوار نسميه العميد محمد الشيخ.

أحمد منصور: مين محمد الشيخ؟

مصطفى نوح: هو هذا كان رجل من ضباط الشرطة وخبير في الخبرة القضائية.

أحمد منصور: وكان في خدمته؟

مصطفى نوح: كان في خدمته في مقره.

أحمد منصور: ويعمل معكم؟

مصطفى نوح: نعم يعمل معنا نعم.

أحمد منصور: ممتاز.

مصطفى نوح: وكان العقيد أونيس الساحلي في سوق الجمعة.

أحمد منصور: ده برضه في الشرطة؟

مصطفى نوح: يشتغل في غرفة العمليات حتى هو موجود في عمله في الجيش.

أحمد منصور: في غرفة العمليات في الجيش؟

مصطفى نوح: في الجيش.

أحمد منصور: يعني كده إن المعلومات عندكم أول بأول.

مصطفى نوح: كان العقيد عبد الرزاق غنية عقيد في غرفة عمليات حتى مع المركزية يا أخي.

أحمد منصور: آه يعني المعارك الرئيسية.

مصطفى نوح: أي نعم، وكانا مطلعين.

أحمد منصور: يعني أنتم الآن عملتم عملية اختراق عالية للقذافي.

مصطفى نوح: إحنا عنا اختراق لكن حتى الآن لا نستطيع أن نذكر الأسماء اللي اخترقناها الأجهزة الأمنية.

أحمد منصور: آه يعني فيه اختراق أعلى كده؟

مصطفى نوح: في الأجهزة الأمنية في العمق..

أحمد منصور: في الأجهزة الأمنية.

مصطفى نوح: كان لنا ثوار كانت تصل أحياناً بعض الأسماء قبل أن تعتقل.

أحمد منصور: نعم كانت بتيجي لكم الأسماء.

مصطفى نوح: فكنا نشتغل عليها.

أحمد منصور: لا معلش معلش.

مصطفى نوح: ما تحرجنيش أخي أحمد.

أحمد منصور: مش هأحرجك، بس للتاريخ ولبعض الناس تأخذ حقها في التاريخ أيضاً لأن ديه أدوار مش بسيطة وما حدش كان يعرف هذه المعلومات يعني من المهم الآن إن الناس، وطرابلس غمطت حقها إعلامياً فخلينا نعطيها حقها.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: أنا معك دي الوقتِ وحدة وحدة، أنتم في الائتلاف عملتم لجنة عسكرية كنت أنت على رأسها، لكن اللجنة العسكرية ديه كان فيها مدنيين فكان من الصعب أن يلتقوا مع العسكريين أنت عشان عسكري فكنت عامل لجنة عسكرية أخرى أو كان فيه لجنة عسكرية أخرى كان فيها مجموعة من كبار ضباط القذافي في الداخلية وفي الجيش.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: مضبوط؟

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: معنى كده إن بطن النظام عندكم، وكل العمليات والتخطيط والخطط العسكرية والاشياء اللي تتم كانت عندكم أول بأول؟

مصطفى نوح: نعم، يعني أقول لك يا أخي أحمد..

أحمد منصور: لا إديني بقى وحدة وحدة، معلش خليني..

مصطفى نوح: نعم، كانت الكثير من الخطط العسكرية على مرأى من الائتلاف كانت تقول أخي أحمد العيون موجودة في أكثر الأجهزة الأمنية وفي أكثر الأماكن الحساسة، أخي أحمد كان هناك من يتبرع لنا بالمعلومات حقيقة أقولها لليبيين كلهم.

أحمد منصور: من المحسوبين على إنهم داخل النظام.

مصطفى نوح: نعم وكانت هذه شهادة حق يعني.

أحمد منصور: قل اللي ممكن اسمه يطلع.

مصطفى نوح: أخي كان المجلس العسكري التخطيط بتاعه كان يشارك فيه مدنيين وأذكر أخونا الأستاذ محمد القدار الآن هو وزير الاقتصاد في المجلس المحلي لطرابلس كان رجل له دوره الحقيقي معنا في التخطيط، كان أخونا صالح رجبان يعني من الإخوة الفضلاء كان ليه دور كبير صراحة في التنفيذ والتخطيط كذلك وإحنا الآن أخي أحمد هذه للتاريخ ولعل بعض الإخوة ما يبغوش يذكروا أسماؤهم، كان معنا يعني شكلنا مجلس أمن على مستوى عالي جداً وكان هذا مجلس الأمن يتبع للمجلس العسكري كان فيه العقيد حسن نجوان..

أحمد منصور: كان في خدمته؟

مصطفى نوح: وكان في خدمته نعم.

أحمد منصور: كان في أي قسم في اللي..

مصطفى نوح: في القسم الأمني في جانب في بعض اللي، ما يتبع السجون الأمنية هو الآن في قسم الجوازات كذا يتبع لجهة ما وكان له بعض الزملاء يشتغلون في أجهزة أمنية أخرى.

أحمد منصور: كل واحد من دول كان فيه ناس بتتبعوا أيضاً.

مصطفى نوح: نعم، أنتأنت أخي أحمد أنت عارف أن طرابلس هي الـ  Data للمعلومات في ليبيا كلها.

أحمد منصور: طبعاً.

مصطفى نوح: كنا حريصين في لحظة السقوط والفراغ الأمني أنه الـ  Data بتاع  ليبيا تبقى آمنة سليمة من العبث بس.

أحمد منصور: أنتم بصراحة عملتوا شغل جامد جدا.

مصطفى نوح: الله يخليك أخي أحمد.

أحمد منصور: عندكم المعلومات كلها بالكامل بغض النظر عن حاجات بسيطة.

مصطفى نوح: إحنا كنا اللي كان أحياناً يتعبنا كثيراً ويسرع من عملية الخروج للشارع هو ثورة الشباب وفورانهم نحن نريد أن نهدي الوضع حتى نستثمر الوقت في لمّ  Data المعلومات في ليبيا كاملة.

أحمد منصور: أنتم في القوت اللي كنتم بتعملوا فيه بهدوء وروية وتجميع معلومات وتجندوا ناس داخل الشرطة وغيرها كانوا الشباب في الشارع ثائرين جداً ويريدون مواجهة ودخول في حرب مع النظام.

مصطفى نوح: ويصطنعون في مواجهات حقيقية أخي أحمد في سوق الجمعة في تأجوراء كان يحدث في كل ليلة تقريباً يعني اشتباك مسلح كان يقتل من رجال الأمن كل ليلة.

أحمد منصور: على الحواجز الأمنية.

مصطفى نوح: نعم أنا أذكر في سوق الجمعة في أكثر من ليلة كنت موجود فيها كانت تحدث عمليات تفجير لسيارات الأمن الموجودة في المربعات الأمنية كان يموت منهم بالأربعة بالخمسة بالستة وكان هذا يؤلمني حقيقة ما كنا نريد هذا الأمر لكن رجال الأمن..

أحمد منصور: أنت ما كنتش عايزه ليه؟ الشباب ثائرين وبيعملوا عمليات.

مصطفى نوح: أنا ما كنتش لأني أعرف أن هؤلاء الليبيين الموجودين في السيارات أخي أحمد هم ليبيين، القذافي جررهم يريد أن تكون حرب أهلية داخل ليبيا.

أحمد منصور: ما هم موجودين برضه بيقتلوا في الشعب.

مصطفى نوح: هذا الأمر هو الذي دعا لقتلهم من قبل الثوار.

أحمد منصور: يعني أنت عايز أن تسقط النظام بدون خسائر على قدر ما تستطيع؟

مصطفى نوح: الله يرحمه، هكذا كانت الفكرة عندنا، كنا حتى نوصي بعضنا البعض أن نتجنب بعض البوابات في عملية الاقتحام لأنها هي كانت حاجز لمنع تنقل بعض أغراضنا العسكرية وأشياء نتجنبهم بحيث ما يصيرش اقتتال بينا وبينهم.

أحمد منصور: هل كان فيه بعض البوابات بتتعاون معكم لما بتيجوا تنقلوا سلاح؟

مصطفى نوح: والله يا أخي أحمد قد نجد البعض يعني هذه شواذ في البوابات بالذات يعني لا يكاد يكون كثيرا موجود لكن في الآخر فيه نسبة وتناسب في هذا الأمر لكن محكمة البوابة..

أحمد منصور: أنا هاجي لقصة السلاح بس معك دي الوقتِ في الكلام الخطير اللي بتقوله إنكم استطعتم الآن أنكم تخترقوا المنظومة الأمنية والعسكرية للقذافي حتى غرفة العمليات اللي كانت بتدير المعارك حتى الأجهزة الأمنية حتى كنتم بتعرفوا مين المطلوب القبض عليه ومين كذا، كنتم، فدي تعتبر خطوة متقدمة إلى حد ما، إيه اللي استفدتوه من ده؟

مصطفى نوح: نعم، شوف أخي أحمد كانت الجبهات مفتوحة في منطقة جبل نفوسة وكان القذافي يضرب بيد من حديد كان يقتل صراحة، قتل رهيب جداً  بأسلحته المدججة بأنواع من الأسلحة وكان في منطقة الشرق أتعب إخواننا المجاهدين بعمليات الالتفاف اللي كان يحدثها، وكان يضرب بطريقة أعرف إنه القذافي السنوات كلها بني ترسانة مسلحة كبيرة جداً، وبعدين جند من المرتزقة تحت مرأى وعلى مسمع من العالم حتى جند من  المرتزقة الذين جاء بهم من الخارج أكثر من عشرين ألف، في بعض الروايات تقول أنه وصل بهم إلى 25 ألف لكن مدى دقة هذه المعلومات تبقى للإحصائيات الرسمية.

أحمد منصور: أنتم كان عندكم معلومات عن عدد المقاتلين في الكتائب وغيرها وغيرها وغيرها؟

مصطفى نوح: كنا نعرفها جيداً.

أحمد منصور: قل لنا بقى المعلومات ديه،  يعني مثلا كان عدد الكتائب قد إيه؟

مصطفى نوح: كانت أشد كتيبة أمنية عند القذافي كتيبة محمد، كتيبة محمد.

أحمد منصور: ديه اللي كانت حوليه وبتحرسه.

مصطفى نوح: نعم، وهذه من فضل الله سبحانه وتعالى جزء منها كبير فقدته في معركة مصراتة.

أحمد منصور: في معارك مصراتة.

مصطفى نوح: نعم وهو يحتفظ بها لنفسه للمرحلة الأخيرة وكان اللواء طبعاً اللواء الخاص بابنه هذا 32 معزز..

أحمد منصور: ده خاص بمين فيهم؟

مصطفى نوح: خميس ابنه خميس كان هذا أقوى لواء شرس في القتال مدرب تدريب في دورات عالية جداً.

أحمد منصور: مدرعة ولا إيه؟

مصطفى نوح: هو لواء مشكل من جميع أصناف الأسلحة، يعني يستعمل حتى في السلاح الجوي معه، وكان له تدريبات راقية وخواص في الكومندوز يعني مدربين في دول كذا فقدوا في مصراتة، يعني بشهادة ناس قابلتهم ما نيش الآن ذاكر أسماء قالوا: من أكف الضباط والجنود الأكفاء في مصراتة قتلوا من اللواء.

أحمد منصور: يعني مصراتة كانت مقبرة كبيرة لهم.

مصطفى نوح: نعم أخي أحمد.

أحمد منصور: أهل مصراتة يفخرون دائماً بهذا.

مصطفى نوح: نعم، أنا أصلي من مصراتة  بلاش يقولون أني منحاز لكن الحقيقة..

أحمد منصور: أنا قابلت مجموعة منهم دي الوقتِ فيعني هم يشعروا بأن كان لهم دور في موضوع تحرير طرابلس لكن الآخرين يقولون الكل شارك ونحن لا نريد أهل مصراتة أن يتغولوا على الآخرين.

مصطفى نوح: والله حقيقة الكل قدم ما عنده أن يحتسب عند الله سبحانه وتعالى هذا العمل، ولكن بعض الحقائق تطلع، لا بد أن تطلع للتاريخ والزمن..

أحمد منصور: حق الناس.

مصطفى نوح: نعم، فكانت الكتائب وكان التجييش وقدرة القذافي وضعه في الكتائب كانت شرسة حتى في القتال، وربي سبحانه وتعالى يعني استطاع هدول الشباب أن هم يدحروها، كان في بنغازي مثلا اليوم الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة قرار أن القوات الجوية الفرنساوية ضربت في ذلك اليوم، كان أول من قام وانتفض هو الطيران الليبي أخي أحمد، طيارين اثنين، عدد من الطيارين، هم اللي قصفوا هذا الرتل هذا القادم من طرابلس إلى بنغازي وكان يجيش هذا الرتل ويجمع في الجنوب الليبي كان فيه عدد رهيب جداً من القوات ومن الأسلحة والعتاد، أذكر أن التعليمات اللي كان أحد الضباط وأنا شفته شخصياً قال لي كانت التعليمات إلينا تقول: منطقة الرجمة، منطقة غدامس كان سيف يقول التعليمات هكذا عندما أقف على الرجمة أريد أن أرى منطقة غدامس من الأخرى، هي تقع غدامس والرجمة بين بنغازي، بنغازي تأتي في الوسط بحيث أنها مع بنغازي يعني، لكن الله سلم ولله الحمد فكنا نحن نراقب هذه الأحداث من بدايتها إلى نهايتها في بنغازي وكنا نتفاعل مع الأجهزة الأمنية على أساس..

أحمد منصور: أنتم بتمدوا الثوار في الجبهات المختلفة بالمعلومات اللي كنتم بتحصلوا عليها؟

مصطفى نوح: كنا نمدهم عن طريق الغرف كنا نشكل غرف بسيطة عن طريق هاتف الثرية أو عن طريق الستالايت عن طريق النت عن طريق السكايب فكنا بالتواصل يومي.

أحمد منصور: عدد المجموعة العسكرية اللي اشتغلت معكم بشكل مباشر إيه والضباط اللي كانوا بيشتغلوا معهم من الداخل يعني أكيد مثلا كل ضابط حتى أنت بتقول لي عقيد وعميد وكده دول وراهم ضباط كمان كانوا متعاونين معهم أو..

مصطفى نوح: كنا نقتصر على الواجهة لا نريد أن ندخل في العمق.

أحمد منصور: طبعاً.

مصطفى نوح: لأنه مش من صالحنا أمنياً فكنا لما يتقدم قائد يقول أنا أزكى من أحد إخواننا أنه يستطيع أن يقدم شيء نتعامل معه على المستوى الذي هو فيه، مستوى سوق الجمعة وتاجوراء كان اعتمادنا عليه كبير جداً أن هو منطقة ثائرة وساخنة وأهلها يعرفون بعضها فالتحرك وسطهم، يعني يكون أحسن من منطقة مختلطة، بس القذافي صراحة أخي أحمد أتعب أهل تاجوراء وسوق الجمعة بالاقتحامات والقتل والتعذيب وشكل كتائب خاصة للمنطقتين هاتين، وكثير من إخواننا استشهد فيها والآن فيه البعض منهم لا يعرف مصيره أخي أحمد من المفقودين، دخل البيوت أرعب النساء والأطفال يا أخي بعض الأسر تجد فيها 4 أو 5 شباب مطلوبين الخمسة والأربعة، عوائل شردت بالكامل لما نسمع الأخبار ونسمع من إخواننا ما فيه حد يبات في بيته أخي أحمد واستمر الوضع سيء جداً في بعض الدوائر يعني في بعض المناطق لما تدخلها أخي أحمد تشعر كأنك دخلت منطقة مهجورة ما فيهاش أهل، وكان العالم لا يرى هذه الحقائق أخي أحمد، ما كانش ينظر إليها كنا نتفاعل مع أهل طرابلس ونحاول أن نحتضن إخواننا في مناطق أخرى، أهل علم كانوا يعني أنا أذكر أخي أحمد ما يحدث لأخينا الشيخ الصادق أبونا.

أحمد منصور: أنا أريد أن أرجع لفتوى الشيخ الصادق لأن فتوى الشيخ صادق لعبت دور كبير جداً في الموضوع أنتم رتبتم معه في قضية الفتوى هذه، في الائتلاف؟

مصطفى نوح: هو حقيقة بعض إخواننا كان لهم ترتيب مع الشيخ، شيخنا الفاضل  كان على تواصل مع أهل طرابلس تقريباً بكل تشكيلاتها، كان بيته مفتوح كان عنده وقت معين للهاتف أي ليبي يستطيع أن يسأل عن أي فتوى عن أي مسألة شرعية، كان الأخ الشيخ الوالد كان له دور في التلفزيون الليبي كان له برنامج أسبوعي أيضا فيه فله قبول وحضور في الشارع الليبي.

أحمد منصور: لما أصدر فتوته هذه إيه تأثيرها على الشارع؟

مصطفى نوح: لاقت قبول غريب جداً في الشارع الليبي وسريع جداً جداً تجاوب معها كل الشباب كل الطبقات، نساء، أطفال، كهول، شباب تجاوبوا معها أخي أحمد يعني كانت واضحة في الشارع الليبي.

أحمد منصور: كنتم في طرابلس وهي محاصرة وتحت الضغط بأثر هذه الفتوى على الناس؟

مصطفى نوح: نعم، إحنا كنا في طرابلس طبعاً لنا أهل وتواصل اجتماعي كبير جداً داخل طرابلس مع أحبابنا وكذا فنعرف هذه الأمور من داخل الاستقصاء.

أحمد منصور: كيف كنتم تتواصلوا وتتحركوا داخل المدينة؟

مصطفى نوح: فيه كان صعوبة أخي أحمد لكن ربنا الله سبحانه وتعالى لما ننظر إلى تلك الفترة كيف يرعاها سبحانه وتعالى.

أحمد منصور: إيمتى أخذتم قرار بأنكم تدخلوا سلاح لطرابلس؟

مصطفى نوح: إحنا  أخي أحمد كنا نعتمد في البداية، أن نأخذ يعني كانت الخطة على نوعين: كنا نريد إدخال السلاح من خارج طرابلس وكنا نريد إدخال السلاح من داخل المعسكرات في طرابلس.

[فاصل إعلاني]

القذافي وتوزيع الأسلحة على أهالي طرابلس

أحمد منصور: الآن القذافي لما تكلم في مارس، في 20 مارس وقال إن الأمم المتحدة بتنص على حق الليبيين في الدفاع عن أنفسهم وقال إنه سيوزع السلاح على الليبيين وأدخل كميات كبيرة من السلاح إلى طرابلس هل السكان العاديين حظوا بشيء ولا ده كان كله بتكدس عند الكتائب؟

مصطفى نوح: القذافي وزع السلاح على أتباعه فقط أخي أحمد.

أحمد منصور: فقط لا غير.

مصطفى نوح: لا غير، أما من يوزع عليه السلاح يسجل في قوائم ويعد أنه هو من الحرس الشعبي وكان عندما يأخذ السلاح يفرح به أولاً ثم يزج به في الجبهات..

أحمد منصور: آه.

مصطفى نوح: فكان منهم من القتلة كثيرين جداً أخي أحمد، وكان يسميهم شهداء أنا أترحم على أرواح إخواننا الذين قتلوا لكن كان القذافي أنا شفت بعض المواقف لبعض الأمهات والله أخي أحمد يؤسفنا..

أحمد منصور: احكي لنا بعض المواقف.

مصطفى نوح: يعني أم ابنها كان مسجون في عملية جنائية ومحكوم بسنوات طويلة فيخرجوه من السجن ويعطى الأموال والسيارات ويجند شباب في نفس الـ كذا، وبعد فترة تجده في الجبهة يعني يقاتل في مدينة ثانية. أخي أحمد عندما تنظر في الهاتف النقال الصور التي كان يفعلها في الجبهة كنت لا تستطيع أن تنظر إليها كانوا يرتكبون كل المنكرات في الناس الذين أمامهم، إذا دخلوا إلى منطقة أخي أحمد، هو أصلاً في تركيبته جنائية..

أحمد منصور: هو أخرج كل الجنائيين.

مصطفى نوح: أخرجهم كلهم أخي أحمد.

أحمد منصور: ودفعهم إلى الجبهات ليقتلون الناس؟

مصطفى نوح: وأعطاهم الإذن امرحوا ارقصوا، افعلوا ما تشاءون بخطابه المشهور في ميدان الشهداء ثم زج بهم في الجبهات سواء كانوا في التشكيلات الأمنية داخل طرابلس، يعني كانوا إذا دخلوا لأي بيت أخي أحمد يريدون اعتقاله داخل طرابلس كانوا ينهبون المال ويروعون النساء ويسرقون كل محتويات المنزل ولا تستطيع أن تتكلم معهم وإذا ذهبوا للجبهات دخلوا لأي منطقة من المناطق في الجبهات في مصراتة وفي منطقة الجبل كانوا ينتهكون الأعراض ويسرقون الأموال والمجوهرات كانوا يسرقون السيارات، كانوا يقتلون الماشية، يعني جيش بهذه التركيبة يا أخي يعني كتائب بهذه تركيبة إجرامية لن يحظوا باحترام الشعب أبداً والغريب أخي أحمد أن وسائل الإعلام كانت تضخ في تلك الفترة أن هؤلاء الكتائب هم اللي حريصين على ليبيا وهم يريدون أن يحرروا الشعب الليبي من هؤلاء المجرمين الذين أسروا البلاد ودخلوا الأميركان ودخلوا الفرنسيين كان يضخ من هذا المجال، أخي أحمد حدث غسيل لأفكار الناس في هذا الموضوع صراحة كان يعتمد القذافي أساليب غريبة جداً، كان يستخدم حتى السحر أحياناً الكتائب..

مشعوذون بين صفوف كتائب القذافي

أحمد منصور: أنا عرفت بصفتك أنت في اللجنة الأمنية هنا إن قبض على الكثير من السحرة جايين من إفريقيا، صحيح؟

مصطفى نوح: من إفريقيا، أنا رأيت منهم واحد أخي أحمد غريب جداً حتى شكله وتركيبته هذا كيف يدخل للبلاد؟

أحمد منصور: كي يمارس السحر عشان..

مصطفى نوح: يمارس السحر على الكتائب والشعوذة، وكان بعض ضعاف النفوس من اللي هم محسوبين على طلبة العلم كانوا يبررون أعمال هذه الكتائب ويعلنون أنه من يقاتل في صف القذافي إن هو إن مات، مات شهيداً..

أحمد منصور: عندك بعض المشاهد لما ارتكبته الكتائب في طرابلس في خلال تلك الفترة؟

مصطفى نوح: إذا نظرت إلى المواقع التي وضعها الشباب على الانترنت فيه بعض المشاهد ونحن منعنا من أنها تنزل يعني كان لنا منها موقف شرف يعني، ما تستطيع أنت إنسان عندك أحساسيك ومشاعرك أخي أحمد، أنا شفت بعض إخوانا في بعض الفضائيات داروا تحقيق خاص في بعض تطلعت على بعض جزء منها فطلبت إخوانهم وكانوا على قدر المسؤولية نحن لا تخرج للإعلام حقيقة أخي أحمد تبقى إحصائيات فقط.

أحمد منصور: بسبب فظائعها.

مصطفى نوح: فضائحها أخي أحمد أنت تعرف شباب وشابات وفتيات في أعمار الزهور ماذا يُفعل بهم أخي أحمد! يا أخي أحمد لو تتذكر هذا الموقف لا تستطيع أن تأكل الطعام ولا تنام على فراشك يعني وهم في حالة هوس يعني من يمسك منهم في الجبهات تشعر إنه هذا إنسان يمارس هذه الأعمال غير الطبيعية أخي أحمد.

أحمد منصور: كان يوزع المخدرات و..

مصطفى نوح: مخدرات أخي أحمد كلهم في جيوبهم المخدرات هبوب الهلوسة عندهم موجودة في بيوتهم أخي أحمد وفي جيوبهم، أنت عندما تخرج ييجي ألفين من الجنائيين سواء كانوا من الإناث والذكور اللي المحكوم عليهم في السجون تعلن لهم وأنكم أنتم أصحاب السلطة وأنكم أنتم ستملكون البلاد وتتحرروا من هؤلاء وأنكم أنتم أصحاب النفوذ فشو تتوقع أخي أحمد بهذه العقول كيف تشتغل البلاد!

أحمد منصور: بعض الشخصيات الأمنية التي قابلتها حتى أنه هو أطلق اللي عندهم إيدز وكذا قال لهم امرحوا في الشعب وانقلوا الأمراض إليهم، أنت برضه كمسؤول في اللجنة الأمنية عايز دقة المعلومات؟

مصطفى نوح: أخي أحمد هذه معلومة 100% من إخواننا في الأجهزة الأمنية، إحنا عنا حتى قوائم أخي أحمد من الذين أفرج عليهم وهم مصابين بالإيدز وعندنا معلومات من أفرج عليهم من السجن الجنائي وأحكامهم كاملة أخي أحمد، كله موثق أخي أحمد  كله موجود بس هذه معلومات للدولة لمن يتولى الحكم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تقوم دولة القانون بأسرع وقت، دولة العدالة حتى تأخذ الأجهزة الأمنية وضعها الطبيعي، هناك أناس أخي أحمد الآن، الآن من الطابور الخامس يسعون بأن لا تقوم هذه الدولة يحاولون مثلا أن يشتتوا الأجهزة الأمنية أو يعرقلوا حتى قيام المؤسسات الآن، نحن نسعى أن تقوم هذه المؤسسات في أسرع وقت ممكن حتى وجودنا في هذه الأماكن لجان ولا مجالس عسكرية هو وجود مؤقت أخي أحمد، إلى أن تقوم الدولة في وضعها الطبيعي فنسلم ما لدينا، لكن الآن نحاول حفظ الأوراق وحفظ الأرشيف حفظ المعلومات نسعى إلى تشكيل هذا القضاء النزيه الذي ظل القذافي يسيسه لسنوات طويلة.

أحمد منصور: أريد أرجع إلى الخطة العسكرية لطرابلس كان ترتيبكم أن تأتوا بالسلاح من الخارج وتمدوه من الداخل..

مصطفى نوح: نعم.

الخطة العسكرية لثوار طرابلس

أحمد منصور: قل لي ما هي الخطوات التي قمتم بها؟ سلاح من الخارج لازم تشتروه.

مصطفى نوح: إحنا كنا نتعامل مع إخواننا في المنطقة الشرقية منطقة مصراتة أن يمدوننا بالسلاح خاصة وأن أصبح الوضع بتاعهم أحسن منا حالاً فكانت المحاولات سواء من الائتلاف أو من غير الائتلاف من مجموعات أخرى داخل طرابلس قاموا بإدخال السلاح عبر البحر.

أحمد منصور: آه من البحر.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: كانت مخاطرة كبيرة.

مصطفى نوح: نعم أنا عندي من إخواننا من قبض عليهم 11 فرد في عملية إدخال معروفة في جنزور كانت..

أحمد منصور: احكي لنا العملية؟

مصطفى نوح: إحنا طبعاً لما وضعت الخطة في المرحلة الأخيرة كنا نريد الانتفاضة قبل رمضان بخمسة عشر يوم تقريباً.

أحمد منصور: يعني 15 يوليو؟

مصطفى نوح: قبل رمضان بخمسة عشر يوم قبل رمضان تقريباً كنا نحط الخطة نوضع الخطة باتفاق مع إخواننا في منطقة العمليات الشرقية إخوانا في منطقة عمليات جبل نفوسة بالتنسيق مع بعض الإخوة كل واحد له دور في هذه العملية وشكلت غرفة عمليات في تونس..

أحمد منصور: غرفة تونس كان دورها إيه؟

مصطفى نوح: كانت هي التي تضع الخطة الأخيرة مفترض أنها هي تضع الخطة الأخيرة تصدق عليها لأن..

أحمد منصور: يعني الآن أنتم الائتلاف العسكري جوى طرابلس ومجلس الثوار في الجبل، في الجبل الأخضر؟

مصطفى نوح: الجبل الغربي جبل نفوسة.

أحمد منصور: الجبل الغربي جبل نفوسة وغرفة عمليات موجودة في تونس..

مصطفى نوح: وفي بنغازي.

أحمد منصور: بنغازي أيضاً تتواصلوا مع المجلس الانتقالي في بنغازي.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: أنا شفت كل البيانات التي صدرت لكم التأكيد على المجلس الانتقالي، التأكيد على المجلس الانتقالي.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: يعني كان خيار المجلس الانتقالي هنا في كل بيان صدر من عندكم هو نوع من المفاصلة النهائية مع القذافي.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: ونوع من إثبات الولاء لهذا حتى لا يقلق بخصوص طرابلس عشان الشرق والغرب.

مصطفى نوح:  نعم.

أحمد منصور: كان ده مقصد؟

مصطفى نوح: نعم هذا كان هذا كان مقصد رسالة سياسية قوية هو كان القذافي يدرك الأجهزة الأمنية في مرحلة معينة انهارت حقيقة لم يبق إلا جهاز واحد يشتغل أخي أحمد.

أحمد منصور: متى؟

مصطفى نوح: الحرس الشعبي بما يسمى بالحرس الشعبي كان هو الذي يحكم في طرابلس، وكان فيه صدام مع باقي الأجهزة التي كانت تشتغل مع النظام لأنه حدثت فيها انشقاقات كبيرة جداً وخاصة جهاز الأمن الداخلي والخارجي.

أحمد منصور: في أي الفترات؟ يعني أنا الآن عندي ست شهور من فبراير إلى 20 أغسطس.

مصطفى نوح: أذكر في شهر 5 بالضبط.

أحمد منصور: مايو يعني.

مصطفى نوح: شهر خمسة هذا كان حاسم في الأجهزة الأمنية بكثير صراحة.

أحمد منصور: فيه انشقاقات انضمتم لكم ولا في انشقاقات كانت بتم والضباط كانوا بيهربوا برا؟

مصطفى نوح: إحنا كان معنا أخي أحمد ضباط من جهاز الأمن الداخلي وجهاز الأمن الخارجي وجهاز الشرطة والتشكيلات العسكرية للجيش الليبي.

أحمد منصور: كل دول كانوا يعملوا معكم مع الثوار.

مصطفى نوح: كانوا يشتغلوا معنا نعم أخي أحمد..

أحمد منصور: ويمدوكم بمعلومات بشكل دائم.

مصطفى نوح: ودقيقة جداً، أحياناً حتى في نقل السلاح الخطير بالنسبة لكتائب القذافي وتحركاتها كانت تأتينا أولاً بأول أخي أحمد، حتى إلى أن نصبت بعض الصواريخ لضرب مدينة بنغازي في مرحلة ما، أول طيران أخي أحمد للأباتشي قصف في سرت بست صواريخ سكود كانت موجهة إلى بنغازي في لحظة إطلاق، كانت تعطى من طرابلس من إخواننا من ائتلاف 17 فبراير كان معنا إخوان آخرين من مجموعات أخرى كان لهم معلومات يودونها في الغرفة في بنغازي لأنك أنت كنت تشتغل كمنسق عسكري لم تشتغل على منطقة بسيطة جداً كنت تشتغل على رقعة ليبيا بالكامل أخي أحمد، كان فيه تحركات في الجنوب في المرتزقة كان فيه عمليات التفاف حول العمليات العسكرية داخل المنطقة الشرقية كانت تحاول تشتغل بطريقة غريبة جداً، الحقيقة ثوار ليبيا في منطقة مصراتة والمنطقة الشرقية والجبل، واجهوا  أخي أحمد من القوى العسكرية والآلة العسكرية من القذافي شي لا يذكر، يكاد لا يوصف يعني يا أخي لما تكون منطقة صغيرة تضرب بصواريخ الغراد وأنت عارف صواريخ الغراد هذه كيف وضعها! كانت تبيد أخي أحمد، أنا أحكي أنا في فترة السجن الأخيرة هذه التقيت بواحد من كتائب القذافي اللي انشق متأخر وبدأ يمد الثوار بالذخائر والأسلحة حتى قبض عليه وزج به في السجن قال لي: شفت مشاهد بعد ما ضربنا بالغراد في منطقة الزنتان أطفال تحت الحطام يصرخون ويتألمون قال: هذا أثر في نفسي كثيراً فقال: هذا السبب من الأسباب إني رجعت عما كنت فيه مع القذافي وأصبح يواصل مع الثوار ويمدهم بالأسلحة والذخيرة من داخل معسكرات القذافي، يعني كان في بطولات حقيقة تذكر لأفراد كثر يعني شفت منهم مجموعات الحقيقة حتى أنني لا أحسن أن أذكر بعض المواقف كان لما انتشر اسم الائتلاف داخل طرابلس وأخي أحمد التاريخ لم يكن لنا دعاية في الائتلاف حقيقة  ولم يكن لنا وسيلة إعلامية لننقل ماذا يحدث، أول شيء لنا، كنا نحتاط من الناحية الأمنية وبالتالي نظام القذافي لو حصل على شخص واحد من الائتلاف في طرابلس باسم الائتلاف أو بكذا كانت ممكن تكون قاصمة الظهر بالنسبة لنا وعلى مدى اختراقين حدث والحمد الله منا وقفوا في مجال معين وما انتشرش يعني.

أحمد منصور: ايمتى الاختراق الأولاني؟

مصطفى نوح: الاختراق حدث في أول خمسة لواحد من أعضاء الائتلاف أذكر عندما انضمت حركة شباب العاصمة لنا فقبض على أحد أفرادها الحيويين لكن الله سلم ولله الحمد الإخوة عادوا وثبت في فترة التحقيق.

أحمد منصور: ولم يعترف.

مصطفى نوح: ولم يعترف على الائتلاف وحصل الحركة خارج طرابلس وكانت العملية محكمة لله الحمد، وكان أثرها سلبي على بعض الإخوة اللي كانوا متعاونين في المجلس المحلي بالذات فخرجوا إلى تونس، فراراً يا أخي أحمد أنت تعرف القبضة الأمنية كيف تحدث يعني.

أحمد منصور: أنا عايزك تقول لي عملية التهريب اللي قبض على 11 واحد فيها؟

مصطفى نوح: هذه كانت لما وضعت الخطة الآن إحنا طالبين سلاح بحجم كبيرة شوي أخي أحمد.

أحمد منصور: بس كله سلاح خفيف.

مصطفى نوح: والله أخي أحمد شو أقول لك، كنا نطلب الهاون والقناص والكلاشينكوف الرشاشات للأغراض العامة الـ 14.5 كانت تأتي من الخارج كنا نستحي بصراحة أخي أحمد كنا نعرف سياسة هذا النظام إذا أطلقت منا رصاصة واحدة لن يرحمنا فبالتالي لا بد أن نستعد لهذه المعركة وكانت الفكرة إخفاء المناطق كاملة نقفل في المنطقة كاملة ونخوض معه معركة تحرير حقيقية.

أحمد منصور: حرروا، كانت الخطة قائمة على تحرير طرابلس منطقة منطقة.

مصطفى نوح: لو أخذنا نموذج مثلاً منطقة تاجوراء أو سوق الجمعة قررنا أن تهب هبة واحدة، لا بد لهذه المنطقة أن تؤمن تأمينا قويا.

أحمد منصور: طب وبقية المناطق؟

مصطفى نوح: لا إحنا كانت الخطط تتغير بين الحين والآخر وتحدث تعديلات استقر في الخطة أخي أحمد أن تكون هبة واحدة لطرابلس.

أحمد منصور: لكل..

مصطفى نوح: لكل طرابلس بعدما شفنا كانت مهيأة جداً بالتنسيق مع كثير من خلايا الثوار اللي موجودين في الساحة، أنا كنت قبل أن أسجن في شهر 7  يعني كان السجن كان يوم 22 تقريباً يوم 21 أو 22 ما أتذكر التاريخ نتيجة كذا، كنا وصلنا إلى مرحلة التنسيق في طرابلس وصل إلى 80% تقريباً.

أحمد منصور: المدينة بالكامل.

مصطفى نوح: يعني منطقة جنزور، منطقة المدينة السياحية، غرغارس حي الأندلس فشلوم  بن عاشور زاوية الدهماني سوق الجمعة تاجوراء تكاد تكون كلها نسقنا فيها تكاد تكون أخي أحمد كلها فيها نقاط والسراج كذلك وصلنا للهبة وبوسليم كان فيها تنسيق نقاط أخي أحمد كانت هذه أخطر بؤرة للنظام، تعتبر فيها ولاء للنظام كان فيها ثوار حقيقيين فكان لما وضعنا الخطة النهائية وكان في المجلس العسكري وضعنا السيناريو للخطة كان فيها شد وجذب أنت عارف أخي أحمد حكاية الثورة توثيق 100% لكن كانت تصب في هذا الخضم وكنا في هذا الخضم، تم الاعتقال لي تقريباً بعد عملية حي الأندلس.

أحمد منصور: هنيجي لتفصيلها.

مصطفى نوح: وهذه العملية صراحةً في فترة أسبوعين قبل العملية كان مطلوب منا من كل إخواننا أن نهدي مدينة طرابلس ما تكونش هذه العمليات تعيق الأمن بحيث إنه إحنا موضوع السلاح بالذات لا بد أن يدخل، فالأجهزة الأمنية كلها كانت ساحل طرابلس بالكامل  كانت توجد عليها الأجهزة الأمنية بكل أنواعها، إحنا اليوم اللي كان فيه عملية السلاح هذه كان يوم حاسم بالنسبة لنا نحن، كانت الكمية كبيرة شوية بتدخل وتدخل بسرعة ولنا إخواننا في الضفادع البشرية كانوا مسؤولين عن إدخالها كان الأخ صلاح..

أحمد منصور: يعني هم أصلاً ضفادع بشرية؟

مصطفى نوح: هم أصلاً في سلاح الضفادع البشرية من الثوار معنا.

أحمد منصور: كان النقيب أيمن..

مصطفى نوح: كان النقيب أيمن هو يرأس هذه المجموعة.

أحمد منصور: النقيب أيمن وكانوا في العمل؟

مصطفى نوح: كانوا يشتغل في الأمن وكان انشق من النظام وكان هو يبحث عنه النظام لكن كان متوافقا مع الثوار معنا كانت له مجموعة أخرى، خلفه المجموعة اللي خلفه ما كانتش تعرف تنسيق الائتلاف فيها، كانوا يشتغلوا بنظام دائري معين.

أحمد منصور: أنتم الوضع الأمني كان يجبركم على هذا خلايا مغلقة؟

مصطفى نوح: يا أخي أحمد لا بد أن تشتغل بنظام الخلايا العنقودية لأنه نظام لا قدر الله لو وصل في القيادات كانت هتكون مشكلة ولما قبض علي في عملية حي الأندلس هذا لم أكن مشارك فيها حقيقة للتاريخ لم أكن مشارك فيها.

أحمد منصور: هنيجي لتفصيلها بس خليني في ديه، خليني الآن فيه عملية الضفادع البشرية اللي كان فيها إدخال للسلاح من مصراتة.

مصطفى نوح: كان التنسيق فيها عالي جداً على مستوى منطقة عملية بنغازي منطقة عملية مصراته في إدخال جرافة متكاملة من الأسلحة والتنسيق استمر لمدة أكثر من أسبوعين يعني وبطريقة معينة وبتنسيق معين استطعنا أن نسلم لكل رئيس المجموعة في التنسيق من واحد إلى واحد إلى أن تصل لقائد المجموعة الميداني.

أحمد منصور: اسمح لي أن أكمل معك الحلقة الجاية.

مصطفى نوح: نعم.

أحمد منصور: شكراً لك كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل للاستماع إلى شهادة مصطفى نوح المنسق العسكري لائتلاف 17 فبراير وعضو المجلس العسكري لطرابلس ورئيس العمليات والضبط الأمني في اللجنة الأمنية العليا في طرابلس العاصمة الليبية، في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.