شاهد على العصر

عدنان سعد الدين.. عصر الإخوان المسلمين في سوريا ج7

تواصل الحلقة الاستماع إلى شهادة المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا عدنان سعد الدين، ليتحدث عن بيان الثورة الإسلامية الذي أصدره عام 1980. هل كان صدور هذا البيان يعني إعلان إخوان المسلمين الجهاد المسلح ضد النظام الحاكم في سوريا؟

– قراءة في بيان الثورة الإسلامية
– تشكيل تنظيم مسلح خاص بإخوان سوريا

– السلطة والقضاء على العمل المسلح للإخوان المسلمين

– الاتفاق على تشكيل قيادة مشتركة للإخوان

– الإخوان والتخطيط لانقلاب عسكري في الجيش

‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪عدنان سعد الدين‬ عدنان سعد الدين
‪عدنان سعد الدين‬ عدنان سعد الدين

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيد عدنان سعد الدين المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا، أستاذ عدنان مرحبا بك.

عدنان سعد الدين: مرحبا بكم.

قراءة في بيان الثورة الإسلامية

أحمد منصور: في شهر آب أغسطس عام 1980 أصدرتم ما يسمى ببيان الثورة الإسلامية وقلت أنك عكفت شهرا على كتابته، هل كان صدور هذا البيان يعني إعلان الإخوان المسلمين عن الجهاد المسلح ضد النظام الحاكم في سوريا؟

عدنان سعد الدين: بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة لا يمت للعمل المسلح هذا البيان بأي صلة، وإنما هي أفكار استقيتها من إخوان مصر وإخوان سوريا وإخوان العالم العربي وعكفت شهرا واحدا لأصوغها في هذا المنهج الذي ليس هو موسعا كثيرا يعني ليس موسعا لدرجة الإطناب ولا موجزا لدرجة الخلل، وإنما وجهة نظر لنقول للناس نحن في صراع لننافح عن أفكار معينة وعن مبادئ وعن برنامج نريد أن نطرحه لإصلاح المجتمع وليكون هو يشكل برنامج في السلطة وفي الحكم سواء لنا أو لغيرنا.

أحمد منصور: لماذا لم تقولوا أن هذا بيان أو رؤيتنا لنظام الحكم بدلا من الثورة الإسلامية؟

عدنان سعد الدين: نعم، ربما كانت كل عصر له أدبياته وله لغته، فكانت الثورة الإيرانية في تلك الأيام والثورة السورية.

أحمد منصور: الثورة هي قلب لنظام الحكم، معنى ذلك أن هذا مشروع لقلب نظام الحكم في سوريا.

عدنان سعد الدين: نحن فعلا نتمنى أن يقلب نظام الحكم ليس على يدنا ولكن على يد الشعب السوري، لأن النظام الذي حكم سوريا بالساعات الأولى أعلن الحكم العرفي والسيطرة والحكم الأمني في سوريا، لذلك نود أن يتخلص الشعب من هذا الحكم الجائر والظالم.

أحمد منصور: هل تغيير أنظمة الحكم يتم بالبيانات الأدبية والبلاغية التي لا تمت إلى واقع الناس بصلة؟            

عدنان سعد الدين: البيانات نوع من التثقيف والتوعية للأمة، من يقف وراء هذا الصراع، ما هي أفكارهم، ما هي برامجهم؟ ولذلك الجنحاني وهو يساري ومن الأساتذة التونسيين عقد لجنة أو مؤتمر أو ندوة بالأصح لمناقشة هذا البيان وناقشه الأردنيون والعراقيون والسودانيون واليمنيون لكن هذه الندوة التي تخصصت بدراسة هذا البيان وخرجوا بنتيجة هل أفكار الإخوان، هل هذا بيان للإعلام فقط لتحسين الصورة؟ أم هو بيان ينم فعلا عن تفكير الإخوان أو قراءة لآرائهم وأفكارهم؟ وخرجوا بنتيجة بأن الإخوان بلغوا شأنا بعيدا في النظرة السياسية وفي البرامج الاجتماعية وفي الحكم وأنه شكل مستوى رفيع وعالٍ أيضا لعقلية وفكرة الثورة.

أحمد منصور: قلت لك أن هناك آراء أخرى ترى هذا البيان أنه مجرد صياغة أدبية لغوية لا تمت لواقع الناس بصلة، كما أن الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين اتهمتكم بأنه بيان به مخالفات شرعية كثيرة.

عدنان سعد الدين: مين.

أحمد منصور: مخالفات شرعية.

عدنان سعد الدين: هذا يعني بجوز كلمة أتحدى ما تشوف الناس ما بشوفها مناسبة، لكن أتحدى أن يجد فيه، أولا عرضناه على كل المختصين قبل أن يدخل المطبعة.

أحمد منصور: قل لي أي مختصين؟

عدنان سعد الدين: جميل هذا الكلام، عرضناه أولا على أعضاء مكتب الإرشاد.

أحمد منصور: أعضاء مكتب الإرشاد لا هم علماء كيمياء ولا علماء اقتصاد ولا قانون ولا.

عدنان سعد الدين: إذا تكرمت علي خليني أكملّك، عرضناه على السيد عبد الرحمن العظم وهو سياسي مخضرم بسوريا مشهور، عرضناه على عبد الحق شحادة وهو   عسكري مخضرم بسوريا مشهور، عرضناه على أنس الزرقا وهو اقتصادي ابن الشيخ مصطفى الزرقا متخصص بعلوم الاقتصاد، عرضناه على حمود الشوفي وهو يساري ودرزي ودبلوماسي، وكان سفيرا لسوريا في جاكرتا، عرضناه لنسمع رأيه يعني، عرضناه على حسن الترابي وكان في ذلك الوقت كان نجمه ساطعا، عرضناه على الكل وما جاءتنا منه إلا ملاحظة.

أحمد منصور: أليس اختيار عنوان بيان الثورة الإسلامية في سوريا هو إعلان مباشر من الإخوان المسلمين للكفاح المسلح ضد النظام الحاكم في سوريا؟

عدنان سعد الدين: حينما صدر كان في 3 سنين أو السنة الثانية أو الثالثة الصراع الدموي كان يغمر سوريا.

أحمد منصور: لم تكونوا طرفا فيه ولم تدخلوا فيه وأصدرتم بيانات تستنكر الذين يقومون به.

عدنان سعد الدين: يقومون ببعض الأعمال مثل حادثة حلب، لكن الحقيقة هذا البيان هذه وجهة نظر مقبولة من حضرتك.

أحمد منصور: أنت ذكرت من قبل بأنكم لم تكونوا على اطلاع بما تقوم به الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين وكنت تقوم بتمويل عبد الستار..

عدنان سعد الدين: أو مجموعة مروان.

أحمد منصور: أو مجموعة مروان حديد دون أن تعلم أن هؤلاء هم الذين وراء سلسة الاغتيالات التي تتم، معنى ذلك أنكم في عزلة تماما عن المواجهة المسلحة، حينما تأتوا الآن وتعلنوا بيان الثورة الإسلامية يعني أنكم قررتم دخول الكفاح المسلح.

عدنان سعد الدين: هذا الكلام حينما كنا لا نعلم، هذا كلام صحيح لكن بعد مرور سنتين شملت سوريا والصدام شمل كل الاتجاهات الإسلامية.

أحمد منصور: متى دخلتم الصدام المسلح؟ أنا الآن عمّال بكلمك بشكل مباشر.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: البيان صدر في أغسطس 1980، هل قبله قمتم بحمل السلاح ضد النظام أم بعده؟

عدنان سعد الدين: لأ نحن بعده.

أحمد منصور: بعده.

عدنان سعد الدين: لماذا؟

أحمد منصور: حتى صدور البيان لم تكونوا دخلتم رسميا في الصراع.

عدنان سعد الدين: كانت الأمور بدأت تتداخل، اختلطت الأمور في سوريا بحيث أن من التحق بمحاربة النظام بعد ما النظام أمعن في القتل والاغتيالات كما قلت لك من 1979 أمسك بمروان حديد وهو رمز الشباب وقتله في السجن.

أحمد منصور: لأ مروان حديد مات في 1976 مش 1979.

عدنان سعد الدين: عام 1976 عفوا نعم، وقتل بعده أشخاص آخرين، أذكر أسماء، بعد هذا الكلام كنا.

أحمد منصور: كل هذا أنتم كتنظيم إخوان مسلمين لستم على علاقة به. 

عدنان سعد الدين: نحن كتنظيم إخوان مسلمين ولا كنا نرغب به.

أحمد منصور: ولا كنتم تعلمون من الذي يقوم به.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: رغم أنهم كانوا من شباب الإخوان المسلمين.

عدنان سعد الدين: كانوا انفرزوا عن شباب الإخوان وتأثروا بفكر مروان حديد رحمة الله عليه.

أحمد منصور: أنا عايز أسألك هنا سؤال، هل الإخوان المسلمين فقط هم الذين يقدمون البيعة كما قدمتها أم أن هناك إخوان مسلمين كثيرين يتبنون فكر الإخوان الذي هو يفترض أنه فكر الإسلام الوسطي كما يقول الفقهاء.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: ومن حقهم أن يقولوا نحن إخوان مسلمين ولا انتو بتدخلوا وبتخرجوا الناس ببطاقة وبتعريف؟

عدنان سعد الدين: يعني البطاقات لا قيمة لها.

أحمد منصور: هؤلاء قالوا وأنت قلت أن عبد الستار الزعيم جاءك وقال لك نحن لن  ندخل تنظيمنا إلا شباب الإخوان المسلمين.

عدنان سعد الدين: تمام.

أحمد منصور: أنت الآن تقول إنه هم مش من الإخوان.

عدنان سعد الدين: وقلت له كل من يدخل فيك ينبغي أن ينفصل أو يبتعد عن الإخوان.

أحمد منصور: تنظيميا.

عدنان سعد الدين: حتى لا تتداخل الأمور.

أحمد منصور: لكن لا تستطيع أن تقول أنهم ليسو إخوان مسلمين.

عدنان سعد الدين: هم إخوان مسلمين لكن إذا ساروا في هذا الطريق مع عبد الستار ومن قبله مع مروان عليهم أن يتركوا الصلة التنظيمي.

أحمد منصور: عليهم أن يتركوا شعار الإخوان المسلمين الجهاد سبيلنا.

عدنان سعد الدين: لا.

أحمد منصور: والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، ويصبح الشعار الكفاح على الكتب والثقافة هي سبيلنا.

عدنان سعد الدين: لا عليهم أن يتركوا الارتباط التنظيمي بالإخوان المسلمين حتى لا تختلط الأوراق بين من يريد أن يقاتل وبين التنظيم الذي يعمل في الدعوة وفي تربية الأجيال والشباب.

أحمد منصور: ما هدفكم من إعلان بيان الثورة الإسلامية؟

عدنان سعد الدين: هدفنا أن نعرف الناس بفكرنا وبآرائنا وبمبادئنا ونظرتنا السياسية والاقتصادية والصحية والخارجية والداخلية، بيان مكتمل.

أحمد منصور: لكن في هذا الوقت الذي أصدرتم فيه هذا البيان كان الشعب السوري كما قلت أنت وكما تقول كل المصادر يتعرض لعمليات ذكر باتريك سيل كيف جُمع الناس في حلب دون الرابعة عشرة وتم تصفيتهم في حماة وفي حلب وفي غيرها، وأنتم مشغولون بكتابة بيان.

عدنان سعد الدين: لا.

أحمد منصور: ليس له علاقة بواقع الناس.

عدنان سعد الدين: لا عفوا أخي إذا كتب بيان هذا معناته انشغال؟ الآن إذا أنت قمت صليت معناته أنت انشغلت عن كل أمور الجزيرة وعن أعمالك الأخرى؟ نحن الآن نكتب هذا البيان كتبه هذا الفقير اللي أمامك الآن إلى الله تعالى كتب وليس فيه كلمة مخالفة شرعيا من أول كلمة لآخرها. 

أحمد منصور: أنا أقول لك هل هذا البيان كان إعلان للكفاح المسلح ولا لأ ولم تجبن بشكل مباشر.

عدنان سعد الدين: أنا أقول لك نعم كان هذا البيان عبارة عن دعم للمقاتلين بعد أن استبان الأمر وأصبحت الأمور.

أحمد منصور: هؤلاء المقاتلين لم يكونوا من الإخوان المسلمين، صح؟

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: هل في هذه اللحظة قررتم أن تدعموا تنظيم الطليعة المقاتلة عبر هذا البيان؟

عدنان سعد الدين: نعم، لأنه صاروا هم يقتلون على قارعة الطريق وفي السجون يغتالون واتسعت الدائرة في الصراع حتى شملت أكثر المدن السورية فكنا لا نملك إلا أن نقف إلى جانب هؤلاء الملاحقين والمقتولين أو الذين يغتالون أو يعتقلون أو يطاردون.

أحمد منصور: شن عليكم الطليعة المقاتلة، شنّوا عليكم هجوما وقالوا أصدر الإخوان المسلمون منهاج الثورة الإسلامية يتكلمون فيه عن طروحاتهم ونهجهم المستقبلي في الحكم وكأنهم صائرون إليه في ليلة وضحاها.

عدنان سعد الدين: وسوف نصير إليه إن شاء الله.

أحمد منصور: في هذا الوقت قررتم أنتم كإخوان مسلمين أن تدخلوا شباب إلى دمشق للمشاركة في العمل المسلح، صح؟

عدنان سعد الدين: في تلك الأيام بدأت تتشكل مجموعات من الإخوان المسلمين وليس منها هذه المجموعة التي سمت حالها الطليعة، ونشأت مجموعات في المدن السورية في حمص، عفوا في حماة وفي حلب وفي إدلب خاصة هذه المحافظات الثلاثة.

أحمد منصور: من الذي شكل هذه المجموعات؟

عدنان سعد الدين: بالداخل، إدارات الداخل.

أحمد منصور: بالتنسيق معكم؟

عدنان سعد الدين: إدارات الداخل، بعلمنا.

أحمد منصور: لكن لم تكونوا أنتم على صلة بهذا؟

عدنان سعد الدين: لا، نحن في الداخل ما كنا نتدخل في التفصيلات.

أحمد منصور: واللجنة العسكرية التي شكلت في الداخل.

عدنان سعد الدين: ما هي اللجنة العسكرية؟

أحمد منصور: لم يكن عندكم كإخوان لجنة عسكرية تدير هذا العمل؟

عدنان سعد الدين: أنا أعرف في الداخل ما كان عنا، كان عنا مكتب عسكري في الخارج.

أحمد منصور: في الخارج، من الذي كان يرأسه؟ 

عدنان سعد الدين: ترأسه عدة أشخاص متتاليين.

أحمد منصور: التنظيم العسكري وضعتوا عمر مرقة قائدا له؟

عدنان سعد الدين: لا، عمر مرقة كان على مجموعة إخوانية في حماة فقط.

أحمد منصور: في مدينة حماة فقط.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: غالب ألوسي كان هو المسؤول عن التنظيم العسكري.

عدنان سعد الدين: غالب ألوسي جاءنا إلى دمشق وعرض إنه هو يكون في موقف معادي للدولة وللحكومة ثم لم نعد نسمع عنه شيئا.

أحمد منصور: ما سمعتم عنه شيئا.

عدنان سعد الدين: لا.

أحمد منصور: لكن لم تعينوه أمير للتنظيم في الداخل.

عدنان سعد الدين: ما عيّناه لا، لأنه في من هو أكبر منه في دمشق وهو أيمن الشربجي رحمه الله.

أحمد منصور: أيمن الشربجي، أيمن الشربجي خلف عبد الستار الزعيم في قيادة الطليعة لما خرج مروان. 

عدنان سعد الدين: ما خلفه كان فرع منه، كان عبد الستار هو المسؤول لكن هو عن دمشق فقط أيمن الشربجي ما امتد نفوذه خارج دمشق ولا يعني.. 

أحمد منصور: لأن أيمن الشربجي ظل إلى العام 1988 وكما سيأتي فيما بعد قتل في العام 1988.             

عدنان سعد الدين: صحيح.

أحمد منصور: طيب، الآن بعد مقتل عبد الستار، من الذي كنتم تتعاملون معه كمسؤول التنظيم، عدنان عقلة؟                

عدنان سعد الدين: عدنان عقلة من البداية وضع في ذهنه إنه يتخلص من الإخوان نهائيا وكذا وقال، أنا سمعت منه قال شو هم الإخوان؟ أنا أتعامل مع التحرير ومع السلفيين ومع الصوفيين ومع الكل يعني من هم الإخوان؟ وحينما أرسل رسالة اطلعنا عليها للأخ الكبير عصام العطار، قال له سيدي الوالد فيها، بدأها إنه أنا أعطيك ولائي وأعطيك كذا وأنت أخونا الكبير وأنت كذا إلى آخره، وبدأ يتحجج هو يقول إنه انتو مقسومين هذا الكلام اللي مر هلأ من قليل إنه انتو مقسومين يعني بينه وبين عصام، فذهبت إلى الأخ عصام وقلت إذا ما استطاع هو أن يتجاوب معنا تكون العلاقة معه ودية واستمرت العلاقة.             

أحمد منصور: إذا أنت تؤكد على الكلام اللي أنا قلته.

عدنان سعد الدين: أؤكد على الكلام أن هم استغلوا هذا الموضوع وكتبوا لعصام إنه نحن أنت اللي بنتعرف عليك فقط، وعصام جزاه الله خير بعث لنا الرسالة نفسها عن طريق شخص موجود الآن في سويسرا.

أحمد منصور: انتو كما تقول المصادر التي عندي غالب ألوسي وكان شخص منظم ودقيق لاحظ أن هناك فوضى من الإخوان في إدخال كثير من الذين يريدون أن يحملوا السلاح، هؤلاء كانوا يتدربون في الأردن؟

عدنان سعد الدين: الأردن ما صار فيها تدريب.

أحمد منصور: التدريب كان فين؟

عدنان سعد الدين: في العراق.

أحمد منصور: في العراق؟

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: من البداية؟

عدنان سعد الدين: من البداية.

أحمد منصور: يعني متى بدأتم العلاقة مع العراقيين في موضوع التدريب؟

عدنان سعد الدين: الحقيقة العلاقة مع العراقيين كانت شوي متأخرة وأرسل لنا، في شاب لجأ إلى العراق.

أحمد منصور: طيب أنا الآن في أغسطس 1980.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: هل بدأت هنا ولا قبلها ولا بعدها؟

عدنان سعد الدين: يعني بنفس تلك الفترة هي، أي شهر أي كذا والله..

أحمد منصور: طيب أنا عايز أقول لك حاجة، الفترة من أول ما أنت كتبت البيان في شهر رمضان وهذا كان يوافق شهر يوليو أغسطس عام 1980 إلى شهر نوفمبر هذه كانت فترة مهمة جدا جدا في تاريخ الصراع المسلح في سوريا.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: حاول تعصر ذهنك معي.

عدنان سعد الدين: نعم.

تشكيل تنظيم مسلح خاص بإخوان سوريا

أحمد منصور: حتى نستطيع أن نقف على تطور الأحداث في الفترة دي، الآن بدأتم تدخلوا بعض الشباب لتشكلوا تنظيم مسلح خاص بالإخوان المسلمين.

عدنان سعد الدين: والله لا أريد أن أطيل، توضيحات، أولا أرسل لنا العراقيون يدعوننا لزيارتهم.

أحمد منصور: أنا التواريخ مهمة عندي، متى؟ 

عدنان سعد الدين: بالضبط بأي شهر في تلك الأيام 1979، 1980.

أحمد منصور: ما لقيتكش كاتب تاريخ عن الموضوع ده.

عدنان سعد الدين: نعم؟

أحمد منصور: في كتابك حينما تحدثت عن العلاقة مع العراقيين لم تذكر تواريخ.

عدنان سعد الدين: نعم، وأنا حتى الآن بعد مضي 30 سنة حقيقة صعب أحدد الشهر واليوم، لكن كله هذا.

أحمد منصور: بعد البيان ولا قبل؟

عدنان سعد الدين: بعد البيان.

أحمد منصور: بعد البيان.

عدنان سعد الدين: بعد البيان بالتأكيد.

أحمد منصور: طيب، بشهرين بثلاثة بأربعة؟

عدنان سعد الدين: لأنه مدير المخابرات العراقية أرسل حينما اطلع على البيان إلى مدير مخابرات إحدى الدول المجاورة قال ما هؤلاء الإخوان اللي ظهروا؟ في 1979 في آخرها، هل هم صنعة خمينية جديدة؟ فأجابه مدير المخابرات الآخر قال له اقرأ بيانهم لتعرف أفكارهم، يعني هؤلاء ليسوا صنعة خمينية وإنما جماعة معتدلين وجماعة وسطيين مثلما تفضلت وكذا، أنا الحقيقة استشرت مكتب الإرشاد إنه نحن يدعوننا، أولا أنا كنت في الإمارات في تلك الفترة.

أحمد منصور: كنت لا زلت تقيم في الإمارات؟

عدنان سعد الدين: كنت بين الإمارات وبين عمان وجمعت ممثلي الإخوان من البلدان العربية اللي الموجودين هناك، وما زلت أذكر أسماءهم حتى الآن هذه اللحظة، ممثل الأردنيين ممثل الفلسطينيين ممثل السودانيين ممثل اليمنيين كذا إلى آخره ممثل الإمارات، قلت ما رأيكم يعرض علينا الآن مساعدة من قبل العراق في التدريب وأن يقفوا بجانبنا وهذا قضية بالنسبة لنا جديدة علينا لأنه نحن بصراع مع البعث فكيف نذهب إلى بعث آخر يعني؟ فبعض الناس قالوا هذا الأمر حقيقة لا نستطيع أن نعطيكم به رأيا وبعض الناس حذرونا منه وبعض الناس قالوا إذا حصلت لكم هذه الفرصة لإنقاذ شبابكم الذين يذبحون على قارعة الطريق ورفضتموها تكونون آثمين، ثم نزلت إلى عمان واستشرت الإخوان، القيادة، الإخوان القيادة قالت فلندخل بتجربة ونرسل 15 شخصا للتدريب.

أحمد منصور: خذ عدنان الفترة دي كانت متأخرة كثير. 

عدنان سعد الدين: لأ مو متأخرة.

أحمد منصور: بداية 1980، 1981.

عدنان سعد الدين: سيدي الكريم هذه البداية التي بدأنا فيها.

أحمد منصور: بس في مصادر تقول أنه كان لكم قواعد مع حركة فتح في الأردن كنتم تدربون فيها بعض الشباب.

عدنان سعد الدين: هذه في الستينيات قديمة كثير.

أحمد منصور: بعد ذلك ألم تستمروا في التدريب في الأردن سنة 1980؟

عدنان سعد الدين: كذلك كانت في الأردن هذه أيام مع فتح أنت رجعت لورا.

أحمد منصور: بلاش فتح، سنة 1980 لإنه انتو كنتم تتعاونوا مع المخابرات الأردنية في الوقت ده.

عدنان سعد الدين: لأ في ظل فتح.

أحمد منصور: 1980 ألم تكونوا تتعاملوا مع المخابرات الأردنية وكان معظم قادة الإخوان يقيموا في الأردن؟

عدنان سعد الدين: لم أكن أنا مسؤولا وكنت في الإمارات أعمل في وظائف حكومية.

أحمد منصور: لأ أنت كنت، بقلك 1980 يعني بعدما كتبت البيان.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: في هذا الوقت كان معظم قيادات الإخوان السوريين كانوا مقيمين في عمان.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: ألم يكن هذا بترتيب وتنسيق مع المخابرات الأردنية؟

عدنان سعد الدين: كان بتنظيم مع الحكومة الأردنية نعم.

أحمد منصور: مع الحكومة الأردنية.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: لكن عادة المنظمات اللي زيكم بتتعامل مع المخابرات.

عدنان سعد الدين: نعم، لكن حتى الآن هو أخذ إذن عن طريق إخواننا في الأردن، أخذ إذن من الملك في إقامتنا.

أحمد منصور: ألم يكن لكم معسكر تدريب كنتم تدربوا فيه الشباب اللي كانوا.

عدنان سعد الدين: في الأردن؟

أحمد منصور: أيوة.

عدنان سعد الدين: لا أبدا.

أحمد منصور: لم يدرب أحد في الأردن على الإطلاق.

عدنان سعد الدين: Neverمثلما ببقولوا يعني بالانجليزي.

أحمد منصور: طيب، المجموعات التي دخلت في شهر أغسطس 1980، أغسطس وسبتمبر، وذهبوا إلى دمشق وإلى بعض المدن الأخرى أرسلتموهم من أين؟

عدنان سعد الدين: من عمان.

أحمد منصور: من عمان.

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: كان تدريبهم بسيط أو ناقص أو ليس لهم تدريب عسكري.

عدنان سعد الدين: هم سووا تدريب، أنا ما أكملت لك الفكرة، إنه حينما قررنا أن نرسل كتجربة مع العراقيين ونحن نتوجس خيفة، بعثيين شديدين وكذا كيف يعني هذا، فقلنا إذن نسلمهم للشيخ سعيد حوا رحمه الله يقيم لهم دورة تربوية حتى يحصنهم، وأحد أبنائي كان منهم يعني.

أحمد منصور: نعم. 

عدنان سعد الدين: فذهبت هذه المجموعة إلى الأردن وعادت لنا بانطباعات إيجابية كبيرة، ما أحد تدخل بشأنهم ولا أحد تكلم بأفكارهم، بل حادثة واحدة شخص كان رئيسه اسمه أبو النور من محافظة إدلب قال في الصباح الطابور الضابط العراقي رفع شعار البعث، فنحن ما ردينا ورفعت يدي وطلبت مقابلته، قال له تفضل، قال له نحن من اتجاه آخر ومن تنظيم آخر لا علاقة لنا بالشيء اللي أنت قلته، قال له خلص فهمت عليك، لأنه لا يعرف الخلفية.

أحمد منصور: الضابط. 

عدنان سعد الدين: الضابط منفذ يعني واستمر الإخوان حقيقة بحرياتهم وصلاتهم وعباداتهم واجتماعهم وكذا ودربوا على بعض أصناف الأسلحة.

أحمد منصور: ألم يكن وعيكم السياسي في ذلك الوقت ينبهكم إلى أن البعث في العراق الذي يدربكم لا يدربكم لإقامة دولة إسلامية على حدوده في سوريا؟

عدنان سعد الدين: هذا موضوع بحثناه، أنا بحثته مع الرئيس نفسه.

أحمد منصور: مع صدام حسين؟

عدنان سعد الدين: نعم، مع صدام حسين.

أحمد منصور: طيب أنا هآجي معك بالتفصيلات لصدام حسين بس أنا معك الآن في شهر أغسطس، بدأتم ترسلوا مجموعات للداخل للقتال.

عدنان سعد الدين: نحن أخيرا أول علاقة وقت اللي قالوا الإخوان معلش يدربوا الخمسة عشر شخصا رجعت على الإمارات، كنت ما قطعت صلتي بالإمارات لسه، وأرسلت أخا أثق بعقله وبانتمائه فقلت اذهب وفاوضهم على ست قضايا، التدريب ما عدا المال إذا عرض عليك لا تقبله، قل نحن تكفينا جيوب إخواننا وقلوب إخواننا مفتوحة إلينا، هكذا أما السلاح وفعلا عرض كان أول لقاء مع الأستاذ طه ياسين رمضان، نائب الرئيس وقال لأخوانا وهو توفي الآن أذكر اسمه، اسمه منذر كوجان، وكان أخا حصيفا وراقيا يعني ومهذبا ومنتميا بكل معنى الكلمة، فقال جلست معه ثلاث ساعات وقال ماذا تريدون قال له أن يلتحق أبناؤنا بجامعاتكم لأنه أكثر تنظيمنا من الطلاب وقد طردوا وحرموا من الدراسة، قال له ماشي، قال له وأن يتدرب شبابنا على السلاح قال له ماشي، قال له وأن المهم يعني الشيء اللي توقفه عنه قال له طيب خذوا المال واشتروا السلاح قال له لأ إحنا ما بناخد مال وبنشتري سلاح، كما زودناه قلنا لا نقبل المال، بعد ذلك قال نريد ركنا إذاعيا، فقال هذه تحتاج إلى بحث، ما وافقوا عليها وفعلا بقيت هذه الفترة بقيت لفترة محدودة بقيت مرفوضة فكرة الإذاعة.

أحمد منصور: وبعدين أعطوكم إذاعة اسمها صوت الثورة الإسلامية في سوريا.

عدنان سعد الدين: لأ، صوت المجاهدين.

أحمد منصور: صوت المجاهدين.

عدنان سعد الدين: ما سمينا، صوت المجاهدين وكانت تشكل من المعارضة كان لها ساعتين أعطونا نصف ساعة نحن كنا نقول فيها ما نشاء وتبين لنا فيما بعد.

أحمد منصور: جهاد ميكروفونات يعني.

عدنان سعد الدين: لا، تبين لنا فيما بعد أن صوتنا لأن الإذاعة كانت قوية وتغطي منطقة الشرق وبلاد الشام، تبين لنا فيما بعد أن الشباب الفلسطيني تأثر تأثرا كبيرا فيها. 

أحمد منصور: في النصف ساعة دي.

عدنان سعد الدين: نعم وتبين لنا أن هناك في شمال العراق من الأكراد أيضا تأثروا فيها، ما كان يعني هو كله كلام، وفي شيء يبدأ بغير الكلام؟ هو القرآن مو كلام؟ هو الأحاديث مو كلام؟

أحمد منصور: السلطة تمكنت من القضاء على التنظيم الجديد العسكري للإخوان المسلمين في خلال شهرين؟  

عدنان سعد الدين: هو النظام في سوريا الآن استخدم كل وسائل البطش بما فيها الاغتيال في الشارع وبما فيها المحاكمات على الأرصفة.

السلطة والقضاء على العمل المسلح للإخوان المسلمين

أحمد منصور: قتل غالب ألوسي بعد معركة قام بها أمام مسجد المنصور في دمشق ووسائل الإعلام السورية أخرجت صورته وأعلنت عن مقتل غالب ألوسي رئيس التنظيم العسكري للإخوان المسلمين، تابعتم هذا ولا ما كنتوش بتقروا ولا تتابعوا؟

عدنان سعد الدين: نحن عرفنا أنه استشهد أما استشهد وإنه سوريا قامت وأعلنت عنه ما أذكر هذا بعد تلك الفترة.

أحمد منصور: في الوقت ده كان عصام العطار يصدر بيانات باسمه كمراقب عام للإخوان المسلمين وأنتم تصدرون بيانات أيضا كمراقب عام للإخوان المسلمين، وكانت الطليعة المقاتلة أيضا تصدر بيانات والكل كان يحاول أن يتبنى ما يحدث داخل سوريا.

عدنان سعد الدين: ولذلك جمعنا الإخوان من جماعة الطليعة اللي كان عليها عدنان عقلة صار، صار اسمها الطليعة حقيقة واجتمعنا مع الأستاذ عصام وأجرينا مباحثات لنجمع الشمل في المدينة المنورة وكنت أحد الأعضاء اللي شارك أنا والشيخ سعد حوا رحمه الله وفي أخان أيضا كذلك من الإخوان الأخ الدكتور محمد هواري ويعيش في ألمانيا الآن، والشيخ محمد علي مشعل من جماعة الأستاذ عصام، واتفقنا على وجود كيان يشكل قيادة مشتركة.

[فاصل إعلاني]

الاتفاق على تشكيل قيادة مشتركة للإخوان

أحمد منصور: في نهاية العام 1980 اجتمعتم في المدينة المنورة أنتم كالتنظيم العام للإخوان المسلمين وممثلين عن تنظيم عصام العطار ومن المفترض أيضا ممثلين عن تنظيم الطليعة الذي كان يقوده عدنان عقلة، واتفقتم على تشكيل قيادة مشتركة تضم 12 عضوا تكون مثالثة بينكم.

عدنان سعد الدين: صحيح هذا الكلام.

أحمد منصور: كيف تم هذا الاتفاق؟

عدنان سعد الدين: بدأ في اتصالي بالأخ عصام العطار ودعوته للتفاهم وقلت تعال تفضل تحدث مع الشيخ عبد الفتاح وكذا من شان نردم هذه الهوة اللي هي سابقا.

أحمد منصور: كان موقع الشيخ عبد الفتاح إيه في الوقت ده؟

عدنان سعد الدين: الشيخ عبد الفتاح مثل أب روحي صار، استلمت منه لكن كنا لا نخرج عن مشاورته والتعاون معه وزيارته.

أحمد منصور: الشيخ عبد الفتاح كان رجل فقيه وعالم حديث، إيه علاقته بالعمل السياسي والعمل التنظيمي؟

عدنان سعد الدين: والله هو حمل عليه حملا لأن الآخرين الذين اختلفوا مع عصام أرادوا أن يقدموا واجهة كبيرة والشيخ كان من العلماء في سوريا المعروفين، نعم معروف في سوريا وفي خارج سوريا وألزموه إلزاما فيها وهو كان عازف، فيما أعلم كان يعزف عنها ولا يريدها فالشيخ اعتذر في اللحظات الأخيرة بكلمة قالها لا زلت اذكرها، قال أنا لا أدخل في هذا المدار يعني ما بدي أدخل في هالنقاشات هاي، وأخونا عصام قال لي سأحضر لكنه لم يحضر، فاكتفي باثنين منا واثنين منهم لم يحضر من الطليعة أحد.

أحمد منصور: لم يحضر من الطليعة أحد؟

عدنان سعد الدين: لم يشارك.

أحمد منصور: لكن أنتم قررتم أن تشركوا الطليعة معكم؟

عدنان سعد الدين: نعم.

أحمد منصور: دون الرجوع إليهم؟

عدنان سعد الدين: لا، مش من دون رجوع يعني صار في ناس من قبل الطليعة موجودين معهم وللحديث معهم وما قطعوا الصلة بهم .

أحمد منصور: مين اللي كنتم على علاقة به؟

عدنان سعد الدين: المهندس عادل فارس، من الإخوان وحتى كتب بعض الكتابات كان متحمس مع عدنان عقلة ومتعاون معه وكذا وإلى آخره إيه نعم، وعدنان نفسه، كان في شاب من دمشق ما يزال حيا اسمه حمو ليلى، بيت حمو ليلى كذلك كانوا هدول اتصلنا فيهم، المهم رشحوهم أربعة ونحن أربعة، حتى نحن تنازلنا إلى ثلاثة، الشيخ نريد غضبان أن يدخل هذه القيادة ولو على حسابنا نحن نكتفي منا بثلاثة، يعني ما كنا ننظر للمحاصصات.

أحمد منصور: كان مين معك من تنظيمك؟

عدنان سعد الدين: تنظيمنا نحن؟ كنت أنا وكان الشيخ سعيد حوا، ولعلي أذكر الآن.

أحمد منصور: كلاكما من حماة.

عدنان سعد الدين: نعم من حماة.

أحمد منصور: والتنظيم الآخر، لازم أفهم الخريطة وخرائطكم لا تفهم إلا بهذه الطريقة.

عدنان سعد الدين: شيء ما كان يخطر في بالنا هذا لكن على كل حال من حماة نعم، وحماة ذات ثقل كبير إخواني يعني.

أحمد منصور: وتنظيم دمشق، حسن هويدي؟

عدنان سعد الدين: حسن هويدي من دير الزور مثلا وهو من تنظيم بس حضر أيضا ومحمد هواري من دمشق، أيضا مع هيك حضر، عصام، هدول التنين محمد علي مشعل من حمص، حمص والدير وهدول من جماعة عصام.

أحمد منصور: والرابع.

عدنان سعد الدين: ونحن الشيخ عبد الفتاح من حلب ونحن من حماة وكذا وإلى آخره.

أحمد منصور: حلب وحماة نسايب.

عدنان سعد الدين: ما كان بذهني إنه هذا.

أحمد منصور: الطليعة  من كان منها؟

عدنان سعد الدين: الطليعة كان يعني أبرزها عدنان عقلة.

أحمد منصور: متى التقيت به لأول مرة؟

عدنان سعد الدين: التقيت به لأول مرة في ميلانو في إيطاليا.

أحمد منصور: خرج متى من سوريا؟

عدنان سعد الدين: هو كان عدنان أرسل لنا مرة صفحة من 18 صفحة، ووصلتنا إلى عمان ثم طار فيها شخص وذهب كنا بدعوة من أربكان في اسطنبول وكنا في المركب وقرأناها أنا وأخونا علي البيانوني فخلاصتها أن الذي يخرج من سوريا هو فار من الزحف، هو كان كلماته حادة جدا يعني اللي بتنصحنا إنه نبتعد عنها وهذا صحيح.

أحمد منصور: نعم.

عدنان سعد الدين: يعني فعلا اللي بشتغل بالقضايا الدعوية والقضايا السياسية بده يتجنب الكلمات هذه، هذه أشكرك أنا عليها يعني في كذا وأشكر كل من يذكرني يعني إذا ندت مني كلمة وكذا فقرأنا.

أحمد منصور: نحن نريد الخصومة لاسيما في السياسة..

عدنان سعد الدين: خصومة نبيلة..

أحمد منصور: خصومة نبيلة وشريفة

عدنان سعد الدين: مهذبة يعني صحيح يعني المهم بالموضوع رجعنا بسرعة إلى مدينة عمان يعني القضية قلنا استفحل الأمر هذا يخون كل ما انتو إلى القيادة خارج الحدود وحكا كلمات نابية شديدة كثير حادة  فينا ثم بعد ذلك سمعنا أنه عدنان عقلة خرج من سوريا.

أحمد منصور: تفتكر التاريخ أنا اللي معاك دي الوقت في بداية سنة 81 قلي يناير فبراير مارس..

عدنان سعد الدين: ما أذكر..

أحمد منصور: لأنه انتو شكلتم ما يسمى بالوفاق تيار الوفاق.

عدنان سعد الدين: أيوه.

أحمد منصور: أيوه اللي يضم المجموعات الثلاث هذه وكان هذا في بداية العام 1981 بالنسبة لترتيبي أنا للمعلومات يعني نهاية 1980 بداية 1981.

عدنان سعد الدين: يعني ما، ما عندي ما يعارضه.

أحمد منصور: طيب في هذا أنت تنازلت كمراقب عام للإخوان المسلمين..

عدنان سعد الدين: صحيح.

أحمد منصور: وأصبح حسن هويدي هو المراقب العام وأنت نائبا له يعني نقدر نقول أنت بقيت مراقب عام من العام 1975 إلى العام 1981 .

عدنان سعد الدين: أو 1982.

أحمد منصور: إلى بداية 1982.

عدنان سعد الدين: نعم

أحمد منصور: وأصبحت نائبا للمراقب العام اللي هو حسن هويدي إلي كان يمثل تيار عصام العطار رغبة منكم في الوحدة تنازلت وأصبحت نائبا للمراقب العام لكنك كنت أيضا الرجل القوي الذي يدير الأمور.

عدنان سعد الدين: بعض الناس يقولون هذا، بعض الناس يقولون هذا لكن لم أخرج على طاعته ولا عكرت له وكنت تابعا له.

أحمد منصور: لكن الدكتور حسن هويدي أنت في شخصيتك رجل ديناميكي متحرك عندك طاقة عالية جدا، الدكتور حسن هويدي عكسك تماما رجل هادئ يحب الأمور، كيف كان تتعاملوا مع بعض يعني عدنان عقلة رجل متطرف ثالث المضلع رجل آرائه حادة جدا.

عدنان سعد الدين: يا أخي، يا أحمد؛ أبو بكر غير عمر بحركته بتفكيره بأحكامه، الأسرى عمر يقول اقتلوهم أبو بكر يقول اعف عنهم فهذه طبيعة اختلاف الشخصية في الميزان، لا تتعارض مع وجود القيادة المشتركة.

أحمد منصور: كيف؟ ثلاثة أشخاص، ثلاثة أشخاص لرؤوس لمثلث بينهم تناقض شديد في شخصياتهم..

عدنان سعد الدين: مو تناقض، تباين شديد في تركيبهم النفسي في مزاجهم، حسن أخونا رحمة الله عليه فعلا كان رجلا هادئا وكان أقرب ما يكون للروح الصوفية يعني بهذا الشكل، هذا صحيح الكلام يعني وكان رجلا تقيا يعني معروف أيضا بعبادته يشدد على نفسه بعبادته وكان هو يعني بالعكس نعتبر هذا بركة نحنا، الشيخ عبد الفتاح كذلك مع أنه كان حادا الشيخ عبد الفتاح.

أحمد منصور: الأمور مش عايزة بركة دي الوقت عايزة دماغ .

عدنان سعد الدين: يا سيدي دماغ ومنكمل بعضنا أنت عم بتقلي أنت ديناميكي أنا عم كمل الشخص اللي مو ديناميكي.

أحمد منصور: والثالث سلاح وقتل وثورة، عدنان عقلة.

عدنان سعد الدين: الثورة عدنان عقلة حقيقة ما عاجبه واحد يعني وقتها ما، عمليا مو معترف على أحد.

الإخوان والتخطيط لانقلاب عسكري في الجيش

أحمد منصور: في هذه الفترة نشرت معلومات عن أنكم خططتم لانقلاب عسكري بالترتيب مع بعض قيادات ضباط السنة الذين كانوا في الجيش وكان علي البيانوني هو الذي كان على صلة بهذا الموضوع مع شخص اسمه خالد الشامي عندك معلومات عن الموضوع؟ قلي التفاصيل.

عدنان سعد الدين: نعم، نعم أيوه خالد الشامي مكتوم مو معروف في الإخوان حياته حياة modern وكان تاجرا وكان على صله برجال الحكم والضباط متنفذي الأمن إلى آخره، لكن كان يحقد عليهم كباقي الشعب السوري نعم وكان يأتينا إلى عمان ودخل معه علي البيانوني مرة صاروا بسيارة واحدة طبعا بأوراق يعني وذهب به إلى حلب ثم حصل تفتيش واسع بحلب كاد علي يلقى عليه القبض وانسحب وعاد إلى مدينة، إلى مدينة عمان لكن الحقيقة بالنسبة للتنظيم هذا الشيء صحيح كان ونحن كان في مجموعة تتبع الأستاذ عصام…

أحمد منصور: ضباط؟

عدنان سعد الدين: ضباط.

أحمد منصور: داخل الجيش؟

عدنان سعد الدين: داخل الجيش ومن فترة طويلة، من فترة طويلة وكانت مجموعة بدأت يعني تتجاوب مع تنظيم اللي يسموه الدولي واستطاع خالد الشامي بذكاء ومهارة وليونة ونعومة وكذا والى آخره أن يتصل بالفريقين مع انه نحنا لا نعرف فريق عصام يعني لا نعرف أسماءهم.

أحمد منصور: يعني عصام العطار كان له فريق من الضباط قيل أن عمره خمسة عشر عاما داخل الجيش.

عدنان سعد الدين: ربما.

أحمد منصور: وأنتم استطعتم أن تشكلوا أيضا مجموعة من الضباط الآخرين كان تشكيلكم حديث أم مضى عليه مدة؟

عدنان سعد الدين: لا ما كان تشكيل حديث.

أحمد منصور: كان قديم؟

عدنان سعد الدين: لا حديث.

أحمد منصور: حديث.

عدنان سعد الدين: نعم حديث كان منا واحد من حماة أيضا كمان من شان ترضى الحموية يعني، من آل لطفي عميد وذاك كان عميد وخالد كان هو همزة الوصل وحطه فكرة.

أحمد منصور: اسمه العميد تيسير لطفي.

عدنان سعد الدين: نعم لطفي آه هو يعني شي لطفي وهداك شو اسمه العميد؟

أحمد منصور: العميد تيسير لطفي كان على رأس المجموعة.

عدنان سعد الدين: والثاني اللي من جماعة عصام؟

أحمد منصور: اللي من جماعة عصام ما لقيتش اسمه أنا لقيت بس خالد الشامي وهو اللي كان برتب هذا وأن عدد الضباط وصل إلى 400 ضابط من المجموعة كلها.

عدنان سعد الدين: أنا أظن فيها مبالغة هاي.

أحمد منصور: لأن 400 ضابط كثير.

عدنان سعد الدين: لا لا.

أحمد منصور: كم عدد تنظيمكم؟ كنت تعرف كم ضابط؟

عدنان سعد الدين: والله لا أعلم.

أحمد منصور: لكن من الذي كان على صلة بهم؟

عدنان سعد الدين: كان خالد الشامي.

أحمد منصور: خالد الشامي؟

عدنان سعد الدين: وجاء إلينا عفوا وأخذ مني مبلغ كبير أخذ مني مبلغ كبير يعني التقيت أنا وإياه بالرياض وأخذت من ميزانيتنا بعض الماركات الألمانية وكان معنا بعض الدولارات وبعض كذا.

أحمد منصور: ملايين يعني؟

عدنان سعد الدين: أي نعم.

أحمد منصور: ملايين الدولارات؟

عدنان سعد الدين: ملايين الليرات السورية يعني شي ست سبع ملايين يعني مجموعها لا لا ميت ألف هنا وميت كذا إلى آخره المهم شي سبع ملايين أخذ ونزل فيها وحين كشف اسمه وألقي عليه.

أحمد منصور: لا استنا أنا لسه قبل الكشف.

عدنان سعد الدين: طيب، طيب..

أحمد منصور: كيف كان ترتيبكم لعمل الانقلاب؟

عدنان سعد الدين: نحنا ما كان إلنا ترتيب هم طلبوا منا أن نزودهم بآلاف التنظيمات الشعبية لدعم الضباط لكن في الحقيقة لم يكن في مقدورنا أن نفعل هذا.

أحمد منصور: انتو وعدتموهم إنكم ممكن تحشدوا آلاف.

عدنان سعد الدين: ما وعدناهم هم طلبوا آلاف لكن إحنا قلنا لهم لا نستطيع.

أحمد منصور: انتو قلتم أنكم تستطيعوا أن تحشدوا يعني مجموعات جاهزة تدخل تدعمهم في حالة قيامهم بالانقلاب؟

عدنان سعد الدين: أنا كنت في صميم العمل ما قلنا هذا الكلام لكن هم طلبوا قالوا نحتاج على الأقل لخمس آلاف لعشر ألاف من أين نأتي بهم من الخارج، بالخارج مئات.

أحمد منصور: أنتم لم يكن عندكم في الخارج تنظيم عسكري مدرب؟

عدنان سعد الدين: كان عنا الناس اللي بتدرب وتدخل أما..

أحمد منصور: كان عددهم أد أي مئات آلاف؟

عدنان سعد الدين: ما في آلاف لأ.

أحمد منصور: عشرات؟

عدنان سعد الدين: ما في آلاف كنا ندربهم بالمعسكرات في المئات فعلا.

أحمد منصور: تفتكر كم كان عدد التنظيم المسلح لكم في الداخل في ذلك الوقت في 1981؟

عدنان سعد الدين: في داخل سوريا أو في بره سوريا؟

أحمد منصور: نعم، داخل سوريا.

عدنان سعد الدين: ما نعرف.

أحمد منصور: خارج سوريا؟

عدنان سعد الدين: خارج سوريا كما قلت كانت دورات تقوم مرة عشرة مرة عشرين مرة خمسين مرة مية مثلا مرة نكون كنا ندرب لدورة شهر أو شهرين وكذا على صنوف الأسلحة.

أحمد منصور: إذن أعضاء التنظيم العسكري كانوا عند خالد الشامي؟

عدنان سعد الدين: ما عرفته في خالد الشامي هو اللي استطاع  فعلا أن يتصل بالتنظيمين العسكريين اللي تابع واحد هذا وما أريد أن أذكر مع انه دخل السجن بعدين يعني عميد آخر دمشقي يعني كذا إلى آخره وسمعت تيسير طلع من فترة بسيطة يعني حكم بالمؤبد هو والأخ كذلك من آل حلاوة أو كذا وإلى آخره مسكوهم كلهم يعني ألقوا القبض عليهم.

أحمد منصور: في شهر مارس آذار عام 1982 أقمتم ما يسمى بالتحالف الوطني لتحرير سوريا.

عدنان سعد الدين: صحيح.

أحمد منصور: ضم الإخوان مع البعثيين وغيرهم، هنا عدنان عقلة وقف ورفض هذا التحالف وخرج من تحالفكم الثلاثي.

عدنان سعد الدين: صحيح.

أحمد منصور: هو أصدر بيان في 11 مارس آذار يعلن فيه المفاصلة بين الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين والتنظيم العام هل كان هذا نهاية التنظيم الوفاق الثلاثي الذي شكلتموه؟

عدنان سعد الدين: نعم .

أحمد منصور: وبقي التنظيم الآن ثنائي فقط؟

عدنان سعد الدين: لا ،لا أكثر الطليعة دخلوا معانا مثل عادل فارس رئيسي وعنده نائبه فرأسا بقي معانا أي نعم، وحتى الأستاذ عصام عندما لم يحضر استمر حسن هويدي واستمر أبو نزار واستمروا يعني ما أثر عدنان خروج عدنان من التحالف لم يؤثر على الوفاق اللي تم  وأنه أيضا كسب بعض العناصر من الطليعة.

أحمد منصور: ألم يكن تأسيس هذا التحالف إعلان لهزيمتكم أمام النظام في سوريا؟

عدنان سعد الدين: لا أنا بعتبره من أكبر الانجازات التي حققها الإخوان في الروح التحالفية اللي كانوا عنها بعيدين لأنه ضم البعثيين طبعا مو العراقيين السوريين الذين يعني اللي هم.

أحمد منصور: انشقوا عن البعثيين في سوريا.

عدنان سعد الدين: اللي هم أكثرن يعني حقيقة بعيدين عن الطوائف اللي هم ودخل الناصريين مثلا باللواء محمد الجراح، ودخل من جماعة أكرم حوراني أيضا فريق يمثله مصطفى حمدون صاحب الانقلاب على أديب الشيشكلي سنة 1954 ودخلته الجبهة الإسلامية اللي كانت اللي نحن في اتفاق معها ممثلة في رحمه الله أبو نصر البيانوني ودخله أيضا أشخاص مستقلين.

أحمد منصور: هل عدنان عقلة خرج في ذلك الوقت في يناير 1982 وجاء إليكم في العراق وفي الأردن وأطلعكم على وضع حماة كما كان مستهدف وطلب منكم المساعدة؟

عدنان سعد الدين: عدنان هو اللي عمل قضية هي اللي ضربت سوريا ضربة شديدة.

أحمد منصور: كيف؟

عدنان سعد الدين: عدنان كان نزل إلى سوريا سرا من ورائنا واتصل بأخ عمر جواد إلي مسؤول عن العمل العسكري في مدينة حماة.

أحمد منصور: اللي هو أبو بكر المشهور باسم أبو بكر.

عدنان سعد الدين: اسمه عمر جواد اتصل فيه ووعده وقال له نحن نستطيع أن نفصل سوريا إلى شمال وجنوب وأن نزودكم بـ 300 سيارة وبكذا ألف مقاتل وكذا وأوهمه يعني بهذا الموضوع وعاد إلى بغداد، في بغداد وزع نشرة قال أنا التقيت بقيادة العمل العسكري وأشار إلى المكان اللي التقى فيه وهو في وسط المدينة في حي اسمه البارودية ما سمى البارودية لكن .

أحمد منصور: وصف المكان.

عدنان سعد الدين: وصف يعني قال جنب الجسر جنب كذا إلى أخره المهم فاعتبر الإخوان أن هذا كان كارثة منه ثم أرسل بالشيفرة عن طريق إذاعتنا في بغداد انه انتو ابدءوا وأنه نحنا جاهزين لتزويدكم بالسيارات والمقاتلين والسلاح ونفصل سوريا ولم يكن لنا علم بهذا الموضوع فتورط الناس فيه.

أحمد منصور: يقول يعني، المصادر تقول أنه أطلعكم على هذا الأمر وقال لكم أن الثورة ستندلع كان في يوم 25 يناير ثم أجلوها أسبوعا حتى ترسلوا لهم أنتم المساعدات.

عدنان سعد الدين: وكتبنا كتابا سريعا وحجب بغداد ولا إياكم وكان شخص سعيد حوا علينا أمليته بنفسي يعني وموجود عنا صورة عن الكتاب لا تتحركوا لا نستطيع أن نفعل لكم شيئا والذين يطاردون إن استطاعوا أن يخرجوا إلى الشمال المقصود تركيا أو إلى الجنوب المقصود العراق أو إلى الغرب نقصد لبنان أو إلى الشرق فليذهبوا وليتجنبوا الصدام لأننا لا نستطيع أن نمدكم بشيء وأعطينا الشيخ سعيد حوا ليسافر للعراق كان السفر للعراق بالهوية كان ما في مشكلة سافروا فورا هنا صار التباس شديد اللي أرسلناه له.

أحمد منصور: قلي بقى الالتباس الأحداث التفصيلية التي سبقت اندلاع ما وقع في حماة.

عدنان سعد الدين: لأن، لأن مندوبنا لم يرسل الرسالة .

أحمد منصور: ماذا كان في الرسالة؟

عدنان سعد الدين: الرسالة التي قلتها لك.

أحمد منصور: هذه الرسالة؟

عدنان سعد الدين: لم يرسلها لأنه يقول الشيخ سعيد حوا قال لي لا ترسل الرسالة ونحن الحقيقة أنكرنا هذا الكلام وسعيد عضو بالقيادة والقيادة كلها قررت الشيخ حسن هويدي جالس وأنا جالس وسعيد حوا إذن إياكم أن تفعلوا شيئا لا نستطيع، يقولون أن الرسالة لم تصل، وعرفنا هذا فيما بعد أن الرسالة لم ترسل وفعلا قالوا مثلما قلت هذا الكلام صحيح نحنا بدنا عدنان قلهم بتتحركوا بـ 25 أو قالوا لا نستطيع لكن أخر أسبوع.

أحمد منصور: يعني التحفيز كان من الخارج وليس من الداخل؟

عدنان سعد الدين: كان بعدما إن دخل عدنان إلى الداخل مناهم بهذا الموضوع وحينما ذهب إلى الخرج ووصل بغداد أرسل لهم تأكيدا على هذا بالشيفرة عن طريق الإذاعة ونحن ما كنا نعرف هذا الشيء.

أحمد منصور: يعني كان الترتيب الآن بين عدنان عقلة وبين؟

عدنان سعد الدين: أبو بكر.

أحمد منصور: أبو بكر في حماة أنه سيتم دعمهم بآلاف المقاتلين و300 سيارة على أنهم يقسموا سوريا نصفين.

عدنان سعد الدين: ويقسموا الشاطئ نعم وهذا كله كان من ترتيبات عدنان عقلة وكان من وراء الجماعة.

أحمد منصور: وأنتم لا تعلمون شيئا عن هذا؟

عدنان سعد الدين: ونحن لا نعلم شيئا.

أحمد منصور: وأنتم أرسلتم رسالة إلى المقاتلين في الداخل تحذروهم.

عدنان سعد الدين: إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تفعلوا لأننا لا نستطيع أن نفعل لكم شيئا ولكن الرسالة وآسفاه لم تصل، كان في سبع أيام.

أحمد منصور: النقطة، النقطة المهمة هنا هو كيف كان يدار العمل العسكري؟ وكيف كان يدار العمل السياسي؟ وكيف كانت العلاقات؟ وفي النهاية هناك دماء وهناك شعب وهناك مسؤوليات دينية وأخلاقية وإنسانية كبيرة، كيف كانت تدار الأمور بهذه الفوضى وفي النهاية دماء، دماء ناس مسلمين

عدنان سعد الدين: نحنا القضية من البداية كما ذكرت لحضرتك اليوم أننا لا نعرف تفصيلات العمل العسكري في الداخل نعرف مين رأسه مين كذا إلى آخره أما شو في مجموعات أسمائها مخابئها .

أحمد منصور: لكن كان عندكم مسئول عسكري عنده التفاصيل أكيد كان علي البيانوني.

عدنان سعد الدين: أنا أرجح انه ما كان عنده التفاصيل .

أحمد منصور: يعني ترجح علي البيانوني ما كان عنده التفاصيل؟

عدنان سعد الدين: ما كان عند التفاصيل.

أحمد منصور: إذن كيف كان يتعامل مع الناس بالداخل؟

عدنان سعد الدين: بالمجموعات كان رؤساء مثل أبو بكر مثلا أو مثل غيره بحلب أو كذا إلى آخره كان يرسل إليهم، لكن تفصيلات ما وجدنا أي مصلحة بمعرفة الخارج بالداخل حتى لا تتسرب الأخبار.

أحمد منصور: هل سألتم سعيد حوا عما طلبه من حامل الرسالة لماذا طلب منه ألا يرسلها وهذا مخالفة للقيادة؟

عدنان سعد الدين: شوف سعيد أنكره وأنكره على ملئ من مركز الشورى قال أنا ما أرسلت وصار ملاحاة بينه وبين الأخ اللي لم يرسل الرسالة والذي قال أن الشيخ سعيد أرسل له مشافهة، قلنا له ولو مشافهة القيادة رأي أكبر من شخص عضو وكذا إلى آخره، والشيخ سعيد قال أنه هذا الموضوع لماذا لم ترسلوها قالوا في ظروف أمنية وفي ظروف كذا وكان الأمير عبد الله اللي أصبح الملك عبد الله كان يقنص في البادية وكان في حرب بالبادية وما كنا نستطيع أن نرسلها هذه حجتهم كانت يعني.

أحمد منصور: وأدى الأمر إلى كارثة حماة التي سأتناولها معك في الحلقة القادمة شكرا جزيلا، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ عدنان سعد الدين المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.