صورة عامة - خالد حنفي - منسق المستشفى الميداني في ميدان التحرير 22/1/2012
شاهد على العصر

خالد حنفي.. شاهد على الثورة المصرية ج1

تستضيف الحلقة خالد حنفي استشاري طب العيون والمنسق العام للمستشفى الميداني في ميدان التحرير خلال أيام الثورة، ليتحدث عن النقص الحاد في المستلزمات الطبية داخل الميدان.

مشاركة واسعة في مظاهرات 25 يناير
أعمال نهب وسلب في مناطق متعددة
نقص حاد في المستلزمات الطبية
إصابات من جراء هجوم البلطجية

أحمد منصور
أحمد منصور
خالد حنفي
خالد حنفي

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة مع شاهد جديد على الثورة ضمن الشهود على الثورة المصرية، شاهدنا لهذه الحلقة والحلقات القادمة هو الدكتور خالد حنفي استشاري طب العيون والمنسق العام للمستشفى الميداني في ميدان التحرير خلال أيام الثورة ولد في حي السيدة زينب في القاهرة عام 1961 تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة عام 1985 حصل على درجة الماجستير في طب وجراحة العيون عام 1990 وعلى درجة الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة القاهرة عام 1998 مارس العمل الطبي الاغاثي في كثير من الدول ويعمل الآن استشاريا لطب وجراحة العيون دكتور خالد مرحبا بك.


خالد حنفي: مرحبا بك.


أحمد منصور: حينما تمت الدعوة لمظاهرات 25 يناير 2011 في القاهرة متى فكرت وأخذت القرار في المشاركة فيها؟


خالد حنفي: الحقيقة يعني الدعوة اللي تمت يوم 25 وجدت صدى في نفوس ناس كثير يعني إحنا كنا متلككين يعني الغيظ والألم والحسرة والضيق من الأحداث اللي كانت موجودة يعني كلنا كنا متلككين للمشاركة..


أحمد منصور: كنت بتشارك في مظاهرات قبل كده؟


خالد حنفي: آه الوقفات النوعية إلي كانت موجودة هنا وهناك كنت أشارك فيها إنما مشاركتي مش كطبيب يعني مشاركتي كناقم على الأوضاع كمعترض كثائر كمناضل إنما كطبيب دي لما اضطرينا للعمل في المستشفى الميداني لما بدأت الاشتباكات وبدأت الإصابات وجدنا إن الواجب دي الوقت إن إحنا نلبس البلاطي ونشتغل دكاترة.


أحمد منصور: إيه اللي خلاك تشارك؟


خالد حنفي: اللي خلاني أشارك في الأصل نداء الواجب يعني نداء الواجب دا الوطن بتاعنا أعز ما نملك أعز ما نرى وكانت الأحوال الحياة وصلت لحالة يعني تخلي أي حد متحفظ حتى إن هو لازم يشارك وأنا..


أحمد منصور: كان واضح عندك أنت عايز إيه من المشاركة؟


خالد حنفي: ما كنتش أزعم أبدا إن المشاركة بيها تفضي بنا إلى ثورة وإلى تغيير إنما كنت أقول إن دي مشاركة يوم 25 اعتراض على تجاوزات الشرطة اعتراض على أوضاع زي تزوير الانتخابات زي أوضاع سياسية زي مشروع توريث يجري على قدم وساق وتؤسس هذه الوقفة إلى ما بعدها إنما مل كنش في مخيلتي أبدا إن الأمور هتتطور بهذا الشكل..

أحمد منصور: أنت ناشط في الإخوان المسلمين.


خالد حنفي: آه يعني بشارك يعني بشارك على قد ما بقدر جايز العمل الطبي ياخدني شوية كده..


أحمد منصور: لكن دورك الأساسي في العمل الطبي والإغاثة.


خالد حنفي: آه صحيح.


أحمد منصور: في اتحاد أطباء العرب.


خالد حنفي: اتحاد الأطباء العرب آه إنما..


أحمد منصور: وطبعا سافرت دول كثير.


خالد حنفي: صحيح، صحيح.


أحمد منصور: لكن كلها دول مشاكل يعني.


خالد حنفي: آه وكلها بيبقى أدوار اغاثية فبتبقى دول يعني كوارث في الأساس أو نكبات يعني يحصل مثلا من أول زلزال بتاع مصر 1992 يحصل مثلا فيضان في باكستان نسافر تحصل مشكلة في دارفور تحصل مشكلة في الصومال وهكذا يعني.


أحمد منصور: متخصص دول.


خالد حنفي: متخصص دول القارة السوداء آه صحيح قليل ان اطلع فوق يعني قليل إن اطلع فوق المشهد الثاني إلي أنا فاكره يعني نظرات الأسى والحزن اللي في عيون ولادي وإحنا خارجين يوم الانتخابات التشريعية المصرية اللي تم فيها تزوير شديد وعلى مستوى واسع.


أحمد منصور: دي اللي في نوفمبر 2010؟


خالد حنفي: دي إلي في نوفمبر آه يعني ولادي يعني ولادي وولادنا كلهم يعني نظرات البراءة في عيونهم وشباب بريء يعني أنا متعود إن أنا الانتخابات تتزور ونتعافى يعني نقعد شهر زعلانين ونتكلم وبعدين نتعافى ونمارس حياتنا مرة أخرى إنما ولادي يمكن أول مرة وولاد كثير من الشباب في هذا السن أول مرة يمكن يتعرض للانتخابات بهذا الشكل وشاف حجم التزوير الواسع والمثل العليا اللي أنت بتقعد تقولها له وحب الأوطان والنزاهة والشرف والشفافية كل الكلام دا أنا كنت حاسس يعني في نظراتهم وإحنا خارجين من لجنة الانتخابات بعد الفرز ما خلص وبعد ما أعلنوا يعني التزوير الواضح والصريح الولاد منكسرين وأنا منكسر ومش قادر أقوله اعمل إيه الحقيقة المشهدين دول يعني ملئوني غم وحسرة وخلوني يعني متلكك إني أنا أشارك بأي شكل..


أحمد منصور: شاركت ازاي يوم 25؟


خالد حنفي: يوم 25 اتفقت مع 2 من زملائي الأستاذ عادل حامد والأستاذ حازم فاروق ودول من أعضاء مجلس الشعب إن إحنا ننزل في دار القضاء العالي..


أحمد منصور: اخترتوا ليه من دار القضاء العالي؟


خالد حنفي: هي كانت الدعوة الوقوف قدام دار القضاء العالي.


أحمد منصور: لكن إلي قيل إن الإخوان لن يشاركوا في يوم 25؟


خالد حنفي: الإخوان ككتلة وكمجموعة بشرية ويعني..


أحمد منصور: كل شباب إخوان نسقوا مع ائتلاف الشباب وشاركوا لكن إلي قيل إن الإخوان لم يشاركوا وان كنت أنا وجدت كل المصادر إن الإخوان شاركوا فعليا يعني.


خالد حنفي: آه لا الإخوان ككتلة وكجزء من الشعب المصري بيحسوا بآلامه بيحسوا بأحزانه وبتحركوا زي ما الشعب بيقول يعني..


أحمد منصور: لا أنا بتكلم عن يوم 25 تحديدا لأن هناك تصريح شهير للدكتور عصام العريان إن هو قال إن إحنا لا نعرف من الذي دعا و..

مشاركة واسعة في مظاهرات 25 يناير


خالد حنفي: أنا شاركت شاركت كمصري أنا اطلع بإخوان بعد كده إنما أنا شاركت كمصري يعني الإخوان كلفوني بهذا الأمر أو ما كلفونيش أنا كنت لازم أشارك لأنه دا نداء الواجب نداء الوطن.


أحمد منصور: رحت الساعة كام لدار القضاء العالي؟


خالد حنفي: صلينا الظهر في السيدة نفيسة وصلنا تقريبا بعدها بنص ساعة المواصلات كانت يعني فيها نوع من الانسيابية و..


أحمد منصور: يعني كان يوم إجازة رسمي.


خالد حنفي: كان يوم أجازة عشان عيد الشرطة آه ونزلنا أدام دار القضاء و..


أحمد منصور: لقيت إيه قدام دار القضاء يوم 25 الساعة 1 الظهر؟


خالد حنفي: تقريبا آه لقيت مجموعة من الناشطين من أعضاء مجلس الشعب الرصيف اللي أنا كنت واقف عليه كان في يعني أكثرهم سن كبير..


أحمد منصور: أعضاء مجلس الشعب السابقين يعني؟


خالد حنفي: آه اللي تم تزوير الانتخابات ضدهم.


أحمد منصور: واللي هم عملوا مجلس شعب شعبي أو موازي؟


خالد حنفي: آه موازي اللي هم بيتسلوا دول وبعض رموز السياسة في مصر.


أحمد منصور: كانوا بيهتفوا بيقولوا إيه؟


خالد حنفي: والله الهتافات كانت يعني تغيير حرية عدالة اجتماعية إنما برضه أنا فاكر كويس جدا تونس هل عليها النور وإحنا بكره علينا الدور الحقيقة الهتاف دا يعني أشعل الأمل في نفسي وحسسني كدا الله دا إحنا نقدر دا إحنا ممكن دا ما هي تجربة هنا نستلهمها أو نشوفها وكان في بعض الهتافات اللي أنا كنت أقول دا الناس سخنت بس في المظاهرة وقالتها.


أحمد منصور: زي إيه؟


خالد حنفي: يعني حسني مبارك برا برا أنا بقول يعني الناس دي بتقول إيه يعني بقول آه يعني طبيعة الوقفات دي إن الناس تسخن وتتجاوز الأسقف المتفق عليها أو المعقولة.


أحمد منصور: إيه التغير إلي حصل بقى في اليوم دا؟


خالد حنفي: التغير إن العدد كبير.


أحمد منصور: امتى بقى العدد كبر؟


خالد حنفي: يعني أنا كنت مش شايف إلا المكان إلي أنا فيه إنما لما ابتديت ييجي شباب ويخشوا معانا ويهتفوا في وسط الحيز الضيق دا وكان في ستات يعني الناس دول المشاركين مش هم الناس بتوع المظاهرات بتوع كل مرة لا دا مجموعة جديدة آه لا دول ناس مش محترفة في المظاهرات أو ناس مش طبيعتهم مشاركين في الحياة السياسية لا دول فعلا أول مرة ينزلوا طريقة اللبس طريقة الكلام يا عمو يا uncle يعني حتى يعني..


أحمد منصور: هنا الشباب بقى نزل أنت قلت المشهد في الأول ناس كبار في السن وأعضاء مجلس الشعب وكلام زي كده.


خالد حنفي: آه بالزبط كده أنا عايز أقولك إن حد من زمايلي راح اشترى أكل إما الوقفة طالت شوية راح اشترى أكل..


أحمد منصور: أنت هنا والساعة 1 الساعة كام راح اشترى أكل؟


خالد حنفي: لأ دا متأخر شوية.


أحمد منصور: يعني الساعة 3؟


خالد حنفي: آه مثلا قبل ذلك لا فدام دار القضاء في ناس فضلت للساعة 8 آه إنما في ناس راحت للتحرير..


أحمد منصور: يعني انتوا ما كنتوش محددين إنكم رايحين لميدان التحرير يوم 25؟


خالد حنفي: لا أول مرة أعرف الحكاية أنا ما عرفش خالص إن إحنا هنروح ميدان التحرير.


أحمد منصور: بعد ما وصلتوا التحرير هتفتوا إيه وقفتوا في أي موقع؟


خالد حنفي: آه طبعا وقفنا أدام يعني كنتاكي اللي هو فرع الطريق إلي ماشي من التحرير رايح على عبد المنعم رياض.


أحمد منصور: أنت هنا وانتوا في الميدان خيطتوا حد؟


خالد حنفي: آه الناس كانت بتقعد على الرصيف إلي أدام كنتاكي الولاد بيقعدوا كان في حوالي ست سبع أطباء موجودين.


أحمد منصور: 26 و27 عملت إيه؟


خالد حنفي: الأربعاء والخميس في يعني تنادي وتداعي أن التجربة رقم 1 حازت بعض النجاح طب ما نكررها بجمعة الغضب يعني دي كانت الجو الروحي يعني أنا ما كنتش متخيل أبدا إن النظام هيهزم بالضربة القاضية أنا كنت متخيل انه هيهزم بالنقاط يعني تعمل تعديل دستوري انك تغير القوانين دا مدخل ثغرة في النظام إنما ما كنتش متخيل أبدا إن هو يسقط بضربة قاضية فدا كان يوم أرجع ثاني ودا كان يوم الأربعاء والخميس إلي هم 26 و27.


أحمد منصور: يوم 28؟


خالد حنفي: يوم 28 قبل صلاة الجمعة ابتديت اتحرك بيتي في المقطم يعني بيت والدتي إلي في السيدة أنا بيتي في المقطم نزلت من المقطم لبست خفيف يعني ما لبستش بقى يعني بدلة وكرافتة وأنا خارج من المقطم لاحظت إن في تجمعات أمنية يعني قريبة..


أحمد منصور: مش العادة إنك تشوفهم؟


خالد حنفي: لا العادة الشرطة السرية دي وتجمعات أمنية وميكروباصات واقفة ولاحظت إن في بعض الميكروباصات بيتلم فيها شباب بس أنا قلت يعني ما جايز دي كبسة على المحلات ما جايز دي البلدية وما كنتش يعني متخيل أبدا إن ممكن يعني من البداية كده يبقى في نوع من الفلترة والحاجز يعني وأنا نازل ولادي نازلين معايا فجالهم صحابهم قالوا طب يا بابا انزل أنت وإيه وإحنا نبقى نحصلك وشفت الولاد أنا فاكر كويس شفت الولاد وكانوا يلبسوا حاجات في أيديهم يعني الولاد برضه كانوا عاملين حسابهم وكانوا يلبسوا جواكيت تقيلة وابتدوا ياخدوا حاجات زي كده وعلى أساس إن يعني لو خدوا ضرب أو خبط أو حاجة طب قلت لهم أنا هسبقكم وانتوا بقى يعني ابقوا حصلوني بقى لقيت أقرب نقطة جامع اسمه جركس جامع جركس دا يعني تقاطع صبري أبو علم مع شارع اسمه محمد مظلوم قريب قوي من باب اللوق بينه وبين ميدان طلعت حرب يعني 70 متر 80 متر حاجة زي كده يعني التاكسي وقفنا نزلنا دخلنا صلينا الجمعة لما دخلت الجامع الحقيقة يعني الناس الحقيقة بتبص لبعضها في الجامع فأنا فاهم إن هم بيبصوا لي أنا إن دا شكل غريب عن الجامع ودا شكله جاي يعمل مظاهرات فسندت على عمود وقفت عملت نفسي إيه يعني هندي زي ما بيقولوا ما بصش لحد إنما ببص الناس كلها بتبص لبعضها يعني في حاجة في جو غريب يعني في الجامع مش جو طبيعي يعني في الجامع وخطب الخطيب خطبة أنا فاكر عن الصبر يعني مل بقيتش عارف هو الصبر على إيه وبعدين يعني لم يخلص هنخرج برا أو نروح ناحية التحرير السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله يسقط يسقط حسني مبارك..


أحمد منصور: على طول جوا الجامع؟


خالد حنفي: جوا الجامع يسقط يسقط الله الله دا بقى الناس دي كلها أنا فاهم أنها بتبص لبعض..


أحمد منصور: الناس دول كلهم اللي قاعدين في المسجد؟


خالد حنفي: كل دول اللي قاعدين في المسجد كل دول بقى مرتبين نفسهم وأنا إلي فاهم إن أنا إلي ناصح وأقرب نقطة وأنا إلي يعني إلي حاسبها ومرتبها ومخططها فكل الناس دي جاية وواضح إنهم مثلا تحركوا قبل الصلاة وشافوا إن ميدان التحرير مقفول فرجعوا للجوامع القريبة..


أحمد منصور: طبعا في هذا اليوم منعت الصلاة في مسجد عمر مكرم وفي ميدان التحرير كان مغلق أمام الناس.


خالد حنفي: آه ما كنتش أعرف طبعا الكلام دا إنما جوا الجامع يسقط يسقط فابتدا الراجل يقول طب برا الجامع فقلت لا برا الجامع إيه ما هو ده يعني هو الجامع هيعلمنا إيه..


أحمد منصور: خرجت المظاهرات.


خالد حنفي: آه من جوا الجامع يسقط يسقط حسني مبارك دي من جوا الجامع آه يعني حتى الدعوات إلي كانت بتقول طب الجامع ما هي دي قدسية الجامع هيعلمنا إيه الجامع غير كده لما خرجنا برا أنا فاكر كويس عبد العظيم المغربي أنا عارفه طبعا يعني من تبعون وسائل الإعلام أو حاجة زي كده خرج وبيهتف جامد وهو مشي خطوتين..


أحمد منصور: كان في المسجد معاكم؟


خالد حنفي: كان في المسجد معانا آه وخرج يهتف مش معانا 10 متر ولكن هو يعني مقدرش يكمل من صحته يعني أنا فاكر كويس جدا لما خرجنا من الجامع بنتحسس أقدامنا وبنشوف الجو شكله إيه فإذا الناس جاية من كل جهة..


أحمد منصور: كل المظاهرات.


خالد حنفي: كله، كله جاي.

أحمد منصور: يعني وسط البلد كان كله مظاهرات ومن كل مسجد تقريبا خرجت المظاهرات؟


خالد حنفي: آه كله جاي كله جاي وإحنا أصلا وإحنا بنسمع الخطبة سامعين دوي أصوات يبدو إن في جوامع بتخلص بدري جوامع بتخلص، فسامعين دوي يعني إيه وتشويش كدا إيه يعني هتافات من هنا وهناك.


أحمد منصور: توجهتم إلى ميدان التحرير.


خالد حنفي: آه توجهنا في شارع صبري أبو علم بينا وبين ميدان طلعت حرب حوالي 70 متر ما مشيناش عشرة خمس عشرة متر لأن كان الأمن واقف واخد وضع استعداد جيد جدا كردون ناس واقفة وناس قاعدة وناس مترتبة على طول قنابل مسيلة للدموع على طول يعني أنا ما مشيناش 10 متر ما مشيناش 20 متر وفضلنا في الشارع دا إلي هو صبري أبو علم أنا برضه فاهم إن المظاهرات كلها تجمعت في الشارع دا..


أحمد منصور: بصبري أبو علم ما تعرفش إن كل الشوارع وكل المساجد..


خالد حنفي: لا أنا فاهم إن دا كويس قوي العدد دوت وكثر خيرهم الناس دول إن هم كده.


أحمد منصور: العدد قد إيه تقريبا؟


خالد حنفي: يعني مش أقل من 1500 واحد بصبري أبو علم..


أحمد منصور: ودول من المسجد واحد أو في شارع واحد؟


خالد حنفي: آه في الحتة دي يعني آه.


أحمد منصور: إيه المشاهد إلي شفتها هنا في الكر والفر مع الأمن يعني كحاجة عالقة في ذهنك؟


خالد حنفي: أنا لاحظت برضه إن الشباب بقى عنده خبرة ما في الموضوع يعني إحنا مش زي يوم 25 يعني بعد فترة كانت القنابل المسيلة للدموع كان الولاد على طول يمسكوها ويرموها في اتجاه الأمن مرة أخرى إنما لاقيت بعد فترة في ناس جايبة جرادل رمل والمشهد كان لطيف جدا وهو عارف مدى القنبلة رايح فين وبيبدأ يتحرك ناحية مكان القنبلة اللي هتنزل فيها ويقوم دالق عليها جردل الرمل فتتكتم وما تؤذيش حد إنما ما كانش يعني يمنع دا إن الأمن كان بيقرب مننا جدا.


أحمد منصور: كان إحساس جديد طبعا كلها حاجات جديدة بالنسبة لنا؟


خالد حنفي: آه طبعا يعني كان بس لأن كان في وضوح في الهدف في إصرار انك تعمل حاجة مش عايز ترجع بخيبة أمل.


أحمد منصور: دخلتوا امتى الميدان؟


خالد حنفي: إحنا صلينا المغرب في ميدان طلعت حرب وكان في صعوبة جدا في دخول الميدان عبر طلعت حرب لأن كان في تمركز لقوات الأمن وبعدين ابتدينا نتكلم إن الجيش نزل.


أحمد منصور: كانت الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري.


خالد حنفي: آه أنا ما عرفش إن هم الشرطة العسكرية إنما كان بالنسبة لي يعني ملاذ وملجأ يعني عايزين نخلص بقى من الورطة دي إلي إحنا فيها الغازات الضرب النار لأ ما هو لابد في حل للموضوع فلما نزل الجيش والناس بعفوية وتلقائية الجيش والشعب ايد وحدة دي كان فيها نوع وانك أنت بتطلع على الدبابة أو على العربية مش الدبابة في هذا الوقت العربية ما بيعملكش حاجة الله يبقى مش هيؤذينا بتسلم عليه بيسلم علينا الله يبقى ما عندوش تعليمات إنه هو ييجي..


أحمد منصور: نقدر نقول دا كان بحدود الساعة ستة سبعة؟


خالد حنفي: بالزبط كده بعد المغرب.


أحمد منصور: بعد المغرب بعد كده دخلتوا الميدان؟


خالد حنفي: آه بالزبط كده ورا عربيات الجيش.


أحمد منصور: أنت كنت في منطقة لا تبعد عن ميدان التحرير أكتر من 150 متر 200 متر من بعد صلاة الجمعة لحد ما دخلت وبتحاولوا تبحثوا عن في الوقت إلي في أعداد تمكنت من الدخول قبلكم بوقت كبير يعني.


خالد حنفي: صحيح لا مش بوقت كبير إنما واضح إن هو يعني في هذا الوضع قبل ما نخش على طول مع الجيش سمعنا إن الناس إلي جت من الجيزة هي دي إلي كسرت..


أحمد منصور: هي معركة كوبري قصر النيل كانت المعركة الكبيرة إلي كان فيها أعداد ضخمة جدا والي هم مالوا الميدان لأن كانت مسيرة مهولة.


خالد حنفي: المهم لما هم كسروا حاجز الأمن ودخلوا الميدان ما عدش ليه لزمة إن هو بقى يحرس المداخل الأخرى..


أحمد منصور: وبرضه كسر الساعة الخامسة تقريبا من ميدان عبد المنعم رياض 4 ونص 5 أنت في أي منطقة من الميدان كنت موجود؟


خالد حنفي: في قلب الميدان في الجزيرة اللي في النص الجزيرة إلي في النص دي تديك يعني view كويس تشوف الدنيا حوليك شكلها إيه وفي نفس الوقت هي بعيدة نسبيا عن مدى الرصاص أو مدى الخراطيش إلي ممكن يطلق لأن كنا شايفينه بعينينا يعني الناس كانت واقفة فوق الجامعة الأميركية شايفينهم إحنا..


أحمد منصور: شفت القناصة دول وهم بيضربوا؟


خالد حنفي: آه طبعا آه شايفينهم..


أحمد منصور: ما أنت بمرماهم في الدايرة في الجزيرة..


خالد حنفي: لأ كان يجيلنا لسع الخراطيش.


أحمد منصور: انتوا امتى خدتوا قرار إنكم تنشئوا مستشفى أو بأي كيفية؟


خالد حنفي: هو يوم 28 في بعض المتطوعين جمعوا يعني بعض المصابين في الجامع إلي هو جامع اسمه عباد الرحمن.


أحمد منصور: يعني الآن يوم 28 بدأ جرحى من إطلاق الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع بدأوا الناس والميدان كان يكتظ بالناس فبدأوا بعض الأطباء أو بعض الناس يخلوا هؤلاء الجرحى إلى المسجد..


خالد حنفي: إلى مكان آمن..


أحمد منصور: انتوا امتى بدأتوا تخلوا أو بدأوا الناس يخلوا الجرحى إلى هذا المكان؟


خالد حنفي: إلى مكان آمن أنا شخصيا يوم الجمعة دا ما كنتش أعرف إن في جامع هنا إنما أنا عرفت من زمايلي بعد كده وبعض الأطباء المشتركين إن النقطة دي كانت نقطة آمنة بحيث إلي بييجي مصاب من ناحية الجامعة الأميركية أو من ناحية محمد محمود وخاصة إن كان في نوع من الكر والفر بينا وبين الشرطة.


أحمد منصور: حتى بعد الدخول إلى الميدان.


خالد حنفي: آه طبعا النقطة دي ما زالت مشتعلة يوم 28 ويوم 29 كله حتى بعد نزول الجيش للميدان وكان في توتر جدا وترقب وكان عربيات الجيش تخش في الأول ويشاع إنها يعني..


أحمد منصور: شايلة ذخيرة ومودياها للداخلية.


خالد حنفي: آه وكان بنحس إن عربيات الجيش بعد ما تخش إن الضرب بنتوهم كده إن الضرب بيزيد وإن معدل الضرب وهجوم الشرطة بيزيد فحتى الولاد في هذا الوقت حرقوا عربيات من عربيات الجيش..


أحمد منصور: هي طلعت مدرعة للحرس الجمهوري اللي كانت تحرقت.


خالد حنفي: آه وابتدى الولاد يحتموا بصناديق القمامة.


أحمد منصور: أنت إيه إلي شفتوا من الولاد احكي لنا كده حاجة أثرت فيك في ذلك الوقت؟


خالد حنفي: يعني أولا يعني الجراءة المتناهية كل واحد حاطط قناع على وجهه وحاطط فيه حتة بصلة وداخل في وسط الغاز ومش هامه وعمال يحذف طوب والي عمال يشيل قنبلة ويحذفها في الاتجاه الآخر إلي بيحرك متاريس المرور وبيزقها في اتجاه عساكر الأمن المركزي.


أحمد منصور: أنت بقيت في الميدان لمتى؟


خالد حنفي: لحد ما خرجونا منه بالقوة.


أحمد منصور: الساعة كام؟


خالد حنفي: كان قبل 12 لأن أنا فاكر أنا شفت خطاب مبارك كان تقريبا..


أحمد منصور: اللي أعلن فيه تنحية حكومة أحمد نظيف؟


خالد حنفي: بالزبط كده آه فاكر إن أنا شفته في السيدة فكان الخطاب دا تقريبا كان 12 وربع.


أحمد منصور: بس الناس هنا فضلت في الميدان الأمن حاول يخرجهم وبرضه فضل الكر والفر ونام الناس في الميدان في ذلك اليوم وبدأ الاعتصام يوم 28؟


خالد حنفي: أنا ما شفتش أنا خرجت..


أحمد منصور: الساعة كام طلعت من الميدان؟


خالد حنفي: قبل الساعة 12.


أحمد منصور: بس في الليلة دي كان بدأت نواة المستشفى الميداني.


خالد حنفي: آه صحيح.


أحمد منصور: أنت يوم 25 طلعت تتظاهر ساعتين وتروح اليوم مد بك قلت لأ دا في حاجة ممكن نعمل بكرة دا بجمعة الغضب قلت هنحضر الجمعة ونرجع لحياتنا الطبيعية.


خالد حنفي: لا بعد جمعة الغضب آه.


أحمد منصور: أنا لسه مش أنت رحت الجمعة على أساس إنها جمعة وتروح لكن بعد إلي شفته لحد..


خالد حنفي: في هدف انك توصل التحرير طب وصلنا التحرير إنما بعد إلي شفته والعناصر الناس الشعب قرر الشعب أراد الناس نزلت.


أحمد منصور: روحت البيت؟


خالد حنفي: روحت البيت آه.


أحمد منصور: الساعة كام؟


خالد حنفي: حوالي مثلا الساعة 1 بالليل.


أحمد منصور: قسم السيدة اتحرق في الليلة دي شفته وهو بيتحرق؟


خالد حنفي: شفته لأ شفته وهو بيتحرق آه بالليل.


أحمد منصور: الساعة كام؟


خالد حنفي: كان برضه نفس قبل الخطاب يعني أنا راجع من التحرير مشي وعرفت إن القسم اتحرق فعديت بصيت عليه شفت عمليات النهب إلي موجودة في الشوارع.

أعمال نهب وسلب في مناطق متعددة


أحمد منصور: المنطقة دي منطقة تجارية بالذات منطقة الأزهر وخلف شارع بورسعيد إلي هناك كلها مناطق تجارة حسيت إن الفوضى بدأت وانتشرت؟


خالد حنفي: آه حسيت لأني أنا شفت بموقف السيدة زينب الناس بيسرقوا عربية قدامي البلطجية متجمعين وبيسرقوا عربية وشفت قدام حي السيدة الناس طالعين الحي بتاع السيدة وعمالين فاكين المكيفات فاكين كل حاجة كل حاجة الناس طالعة نازلة كده وشايلة الناس طالعين شايلين لا طبعا حسيت بانهيار أمني شديد رجعت السيدة لقيت تجمع الأنصار الوطني وأنا عارفهم وهم عارفيني كويس ويعني بصوا لي يعني إنكو انتوا انكسرتوا وانكوا يعني الأمر يوم ولا يومين ونخلص عليكو ومش هيفضي إلى شيء.


أحمد منصور: ليكو انتوا؟


خالد حنفي: آه طبعا للثائرين للمتظاهرين لأصحاب الثورة فبقيت راجع مغموم إن يعني تم إخراجي من الميدان أو يعني أنا خرجت من الميدان مقهور وإحنا بالعدد دا وإحنا بالقوة دي وإحنا بالتجمع دا..


أحمد منصور: بس في ناس فضلت في الميدان ونامت.


خالد حنفي: يعني أنا الحقيقة المشهد دا مش عندي.


أحمد منصور: ارجع لمرواحك البيت.


خالد حنفي: روحت البيت يعني تقريبا في الساعة 1 وسألت على الأولاد وأنا طول اليوم كنت بسأل على الأولاد يعني هم فين يا أولاد شفتوهم فين يا أولاد وكده يا أولاد..


أحمد منصور: في الميدان تقصد يعني؟


خالد حنفي: في الميدان آه مع أصحابهم مع زمايلهم وأنا قلت خلاص هم يعني في وسط الجمع دا بس يعني كنت بشوف شباب المقطم أصحاب ولادي لما أسألهم يقولوا إحنا ما شفناهمش يعني من الصبح خالص ما ظهروش خالص فقلت يعني العيال كبرت في دماغهم ولا عملوا إيه ولا بتاع فلما روحت البيت عرفت إن هم مش موجودين ومش عارفين هم فين فأنا راجع يعني في سنة إحباط يعني متضايق شوية مرهق جدا من اليوم يعني والقنابل والكلام اللي زي كده وأضيف عليها بقى يعني الانكسار النفسي إن أنا مش لاقي ولادي فين بعد ساعة ساعتين كده على الساعة 2 ونص ابتدوا صحابهم يقولوا دا إيه دا هم نزلوا الصبح والبوليس والمخبرين مسكوهم وحطوهم في العربيات وبعدين ابتدت المعلومات بقت تتوارد إن هم راحوا معسكر الأمن المركزي..


أحمد منصور: امتى عرفت ده؟


خالد حنفي: عرفت الساعة 2 بالليل تقريبا.


أحمد منصور: عرفت معلومات إن هم تقبض عليهم وعرفت المكان إلي هم فيه؟


خالد حنفي: آه.


أحمد منصور: استنيت للصبح طبعا؟


خالد حنفي: لأ هو بعد ساعة تقريبا هم الولاد كلمونا وقالوا دول أفرجوا عننا.


أحمد منصور: آه في نفس الليلة يعني؟


خالد حنفي: آه بنفس الليلة آه قبل الفجر وقالوا إحنا شوفوا لنا عربية تجيبنا عشان إحنا في حظر التجول يعني قبل الفجر كده اتلم شمل الأسرة ثاني ودا كان يعني الحمد لله يعني كان نوع من الانتعاش النفسي.


أحمد منصور: يوم 28 يوم 29 إلي هو السبت عملت إيه؟


خالد حنفي: صحيت قناة الجزيرة شفتها في الجرايد بتقول إن في حوالي 1000 موجودين في ميدان التحرير وفي آلاف في منطقة وسط البلد دخلت غيرت هدومي وابتديت ألبس راح الخبر تغير دول 10000 عملت حاجة مش فاكر يعني في البيت ابتدى يقولوا لأ دول 30000 نزلت ميدان التحرير لقيت بقى يعني..


أحمد منصور: الساعة كام وصلت الميدان؟


خالد حنفي: تقريبا على الظهر قبل الظهر بشوية.


أحمد منصور: يوم 29 كان إيه المشهد في الميدان؟


خالد حنفي: أنا جيت من ناحية مجلس الشعب كان عربيات الجيش منتشرة في كل حتة.


أحمد منصور: جيت من ناحية مجلس الشعب من..


خالد حنفي: من ناحية شارع القصر العيني.


أحمد منصور: آه جيت من القصر العيني.


خالد حنفي: من شارع القصر العيني وعديت من شارع القصر العيني..


أحمد منصور: مجلس الشعب على يمينك.


خالد حنفي: مجلس الشعب على يميني آه.


أحمد منصور: الشارع كان مقفول أكيد؟


خالد حنفي: كل الشوارع الجانبية دي إلي من ناحية الداخلية كانت مقفولة إنما كان في نوع..


أحمد منصور: كان في سماع من إطلاق رصاص في الوقت دا؟


خالد حنفي: لأ إنما في هدوء من العساكر إلي قاعدين والي واقفين ومن حوار يعني لاحظت إن المتظاهرين كثير يكلموا بتوع الجيش إحنا أخواتكم إحنا يعني ايد واحدة ما تستجيبوش لأي حد يقول اعملوا فينا كذا أو أي حاجة ، لما دخلت الميدان كان العدد كبير جداً ويتزايد بشكل كبير وأنا فاكر عمرو الشوبكي دخل الميدان برضه معانا وأنا قلت له: يعني أنت رأيك إيه؟ قال: (game over ) وأنا حسيت فعلاً ده (game over ) يعني الضغط إلي حصل علينا يوم الجمعة والناس ما خافتش وسرعة رد الفعل إلي موجود والناس نزلت الميدان ثاني والجيش نزل العدد الضخم ده لا ده (game over ) ده (game over ) أكيد.


أحمد منصور: فكرة المستشفى جت إزاي؟

خالد حنفي: جاءت بقى من ضرب الرصاص الحي اللي حولين وزارة الداخلية.


أحمد منصور: ده كان مستمر 28 و29؟


خالد حنفي: كان 29 الصبح أنا ما لاحظتوش إنما بعد كده ابتديت ألاحظ أن في مجموعات من الشباب في منتهى الجرأة، مصرين إن هم يوصلوا لوزارة الداخلية عن طريق محمد محمود وفي الجامعة الأميركية وبعدين كل شوية يقولوا ده في حد أصيب، كل شوي يقولوا ده في حد أصيب ورحت ساعتها وعرفت يعني إيه جامع عباد الرحمن ويعني إيه إن ممكن نعمل المكان ده مستشفى ميداني.


أحمد منصور: رحت لقيت إيه في المكان ؟


خالد حنفي: رحت لقيت فوضى شديدة فوضى شديدة جداً جداً جداً ومصابين على متطوعين على مسعفين على أطباء ما فيش نظام خالص.


أحمد منصور: أنت شفت لما رحت معلش صفي لي ذهنك أوصف لي المشهد بجرحاه بوضع الناس بالشهداء إلي على الأرض بكل حاجة؟


خالد حنفي: متخيل إن أننا شايف ناس في رصاصة في دماغه شايف المشهد إلي فيه رصاصة في دماغ واحد، وشايف الرصاصة إلي موجودة هنا..


أحمد منصور: دي في القلب يعني؟


خالد حنفي: أه يعني هنا شايف المدخل بتاعها وشايف ناس برضه ناس من المضروبين دول وعمالين نقلب فيه وعمالين ندور هو مغمى عليه ليه؟ عمالين نقلب في جسمه..


أحمد منصور: بتشوف الرصاصة فين؟


خالد حنفي: بنشوف الرصاصة فين، علشان نعرف هو..


أحمد منصور: ولقيتها فين؟


خالد حنفي: أعتقد إن الشخص ده أنا لقيتها في رأسه بس جائز هي تكون في فروه رأسه مش باينه، نقعد ندور برضه على أماكن خروج الدم وأماكن الرصاص ..


أحمد منصور: كان عددهم قد إيه؟


خالد حنفي: والله إحنا برضه فكرة الحصر والتوثيق ما جاءت لنا إلا بعد كده.


أحمد منصور: في فوضى؟


خالد حنفي: في فوضى، فوضى عارمة!

[فاصل إعلاني]

نقص حاد في المستلزمات الطبية


أحمد منصور: في ظل الفوضى دية وأنت كراجل استشاري وطبيب وكده قررتم تعملوا إيه؟


خالد حنفي: أولا إحنا ابتدأنا نمسك ميكروفون الجامع ونقول الدكاترة اللي برا يجيئوا، يعني أنتم معتصمين برا والمعتصمين كثير ما هو اللي يزعق أي حد ممكن يقوم بالدور ده!


أحمد منصور: وأنت كنت تقوم بالدور ده لحد اللحظة دي؟


خالد حنفي: طبعاً، طبعاً حنجوري ، لأ تعال بقى شوف واجبك إلي ما حدش يقدر يقوم به ألا هو ، فابتدأنا نقول من ميكروفون الجامع يا جماعة الدكاترة إلي موجودين يا جماعة إلي عنده أي مستلزمات طبية يجيبها، إلي يقدر يشارك معانا يشارك فابتدأ فعلاً على استحياء كده يجيء الدكاترة ونبدأ نتعرف على بعضنا وكنا في المقام الأول حابين دكاترة الجراحة والعظام والعناية المركزة على أساس إن هي دي أكثر الإصابات إنما دكاترة الباطنية مثلاً والأنف والأذن والرمد والأطفال والصدرية يعني يبقى دورهم أقل في هذه المرحلة، وبعدين ابتدأنا ننادي على المستلزمات الطبية إلي معه قطن إلي معه شاش حظر التجول مفروض وحظر التجول كان من أربعة العصر لستة الصبح فابتدأنا برضه يعني مش عارفين .


أحمد منصور: كان من الساعة ثلاثة؟


خالد حنفي: مش عارفين سنمشي إزاي إنما ابتدأت تجيء قطن ابتدأ يجيء شاش ابتدأنا نقول طب ما نحط الأودية هنا يعني مكان الكتب بتاعة الجامع طب نحط إلي هنا، هنا مكان الجزم بتاعة الجامع طب العمدان بتاع الجامع دي ما نفصل المكان ده عن ده طب نفصله بإيه؟ طب ما ننقي أي حصيرة من بتوع الجامع ونربطها علشان نبدأ ننظم الناس لأن الحقيقة كان الجريح يخش ومعه عشرة فأنت كدكتور مش عارف، مش عارف تسيطر على الحالة من الناس الموجودين وكل واحد يقترح حاجة وإحنا معناش بلاطي وما فيش حاجة تميزنا، حتى في فترة من الفترات كنا نضطر نقسو على الناس نزعق يعني شبه نطرده.


أحمد منصور: كل ده يوم الأحد؟


خالد حنفي: كل ده يوم السبت بالليل.


أحمد منصور: السبت بالليل.


خالد حنفي: السبت بالليل، أه نقسو عليه نطرده، الله طب ما إحنا محتاجين أمن بقى في المكان دوَّت مننا من المتطوعين علشان يضبط المدخل ويضبط المخرج ويدخل ناس مين ويخرج ناس مين، وبعدين كان عندنا مشكلة كبيرة دورة المياه إلي في الجامع سنوقف الناس إزاي هي دي كانت في الأول من الدورات المتاحة للناس فكان يخش كانت دي مشكلة فعلاّ فكان يخش الجريح أو المصاب أنت مش قادر تقدم له خدمة طبية أنت ولا معك جهاز ضغط ولا معك سماعة لسه الأمور ما وقفتش على رجلها ابتدأنا نتصل بإيه؟ كل واحد يتصل بالجهة بتاعته كما يتفق كل دكتور إلي يعرفهم، أنا أعرف ناس في اتحاد الأطباء العرب في لجنة الإغاثة والطوارئ، أعرف حد من صحابي في المنطقة، أعرف حد مدير مستشفى أقول له ألحقنا بأي مستلزمات طبية، وده كما يتفق برضه وبشكل عشوائي، إنما كل العشوائيات دية اجتمعت في يوم الأحد إن لقينا عندنا كم من الأدوية ومن المستلزمات وعدد من الأطباء لا بأس به إن إحنا نقوم على رجلنا ونقول طب ما نعملها مستشفى ميداني يا جماعة.


أحمد منصور: ده كان يوم الأحد 30 يناير؟


خالد حنفي: صحيح.


أحمد منصور: الحالات إلي كانت تجيء لكم كنتم تعملون فيها إيه مساء يوم السبت؟


خالد حنفي: لو واحد..


أحمد منصور: واحد جاء لك برصاصة هتعمل إيه في الحالة دي؟


خالد حنفي: كنا عمالين نصرخ على الإسعاف!


أحمد منصور: كان يجيء الإسعاف؟


خالد حنفي: آه كان يجيء الإسعاف.


أحمد منصور: وكان ينقلهم إلى فين ما تعرفوش؟


خالد حنفي: وكان ينقلهم فين ما نعرفش آه دي كانت مشكلة يعني، إنما عرفنا بعد كده لأننا تابعنا إحنا عندنا في المستشفى الميداني مسجلين عشرين واحد عارفين إنهم ماتوا سواء ماتوا عندنا في المستشفى أو ماتوا في مستشفى قريبة معنا بياناتهم..


أحمد منصور: دول العشرين دول يوم الأحد؟


خالد حنفي: لأ .


أحمد منصور: يوم السبت ولا يوم موقعة الجمل؟


خالد حنفي: لا كل إلي حصل في ميدان التحرير، العشرين دول اللي مسجلينهم عندنا.


أحمد منصور: لا بس اللي حصل في ميدان التحرير العدد أكبر من كده بكثير؟


خالد حنفي: اللي مسجلين له عندنا، يعني أنا مثلاً لما تقول لي عدد الجرحى كام في ميدان التحرير أقول لك 1087 .


أحمد منصور: ده من إيه ده من أول يوم إيه؟


خالد حنفي: دي مثلاً في الأربعاء والخميس بتاعة واقعة الجمل.


أحمد منصور: لأ خليني في دي الوقتِ أنا لسه في يوم السبت والأحد.


خالد حنفي: ما كنش في فكرة التوثيق عندنا الحقيقة


أحمد منصور: يعني التوثيق بدأ متى؟


خالد حنفي: هو بدأ في اليوم دوت، يعني جاء لنا واحد إصابته خطيرة طب بطاقته فين؟ مش عارفين نكتب فين طب من اللي سيقوم بالتوثيق؟ ما كناش إحنا كمستشفى لسه بعد كده نما الحال في المستشفى بقى عندنا قسم توثيق وإعلام وقسم مثلاً خدمة وقسم نظافة وقسم أمن إنما في هذا اليوم..


أحمد منصور: نقدر نقول أنه يوم الأحد 30 فيه حاجات من دية كثير تبلورت.


خالد حنفي: بالضبط.


أحمد منصور: يوم الأحد هل بدأ يجيء لكم أطباء بزيادة بدأ يجيء لكم مواد طبية بدأتم تنظموا أموركم وتستعدوا؟


خالد حنفي: طبعاً.


أحمد منصور: من الأحد إلى يوم الثلاثاء مساء لما خطب مبارك الخطاب العاطفي بتاعه اللي استعطف به الناس إيه طبيعة الحالات إلي كانت تجيء لكم في المستشفى؟


خالد حنفي: لأ هدأت الأمور بقى نوع من العمل الروتيني نرتب نفسنا يجيء الأطباء يعني نقول له إحنا مش محتاجين لك دي الوقتِ نسجل اسمه وتليفونه ونقول له لما سنحتاج سنقول لك خليك تظاهر دي الوقتِ وفي الوقت المناسب سنستدعيك وابتدأنا نسجل الأطباء.


أحمد منصور: العدد كان قد إيه بعد الخطاب العاطفي؟ قلوا الناس في الميدان؟


خالد حنفي: لأ كان في مليونية يوم الثلاثاء!


أحمد منصور: كان في مليونية يوم الثلاثاء لكن بعد المليونية ألقى مبارك خطاب عاطفي الناس بدأت تنفض وتروح؟


خالد حنفي: يعني كان فعلاً الخطاب ده مؤثر في الناس، ولاحظت إن في ناس ابتدأت تقول طب ما كفاية كده، طب ما هو في الخطاب طلب تعديلات دستورية وفي الخطاب هيلغي حالة الطوارئ وفي الخطاب لم أكن انتوي الترشيح مرة أخرى، وإحنا بوسنا أيديه علشان يعلن قبل كده!


أحمد منصور: علشان ينتوي دي!


خالد حنفي: يعني خلاص بقى الراجل منّ علينا وقال لنا نيته بقى أنه ما كانش ينتوي وانه سيسلم السلطة في سبتمبر وإن هو دافع عن أرض الوطن.


أحمد منصور: فكرت تروح يوم الأربعاء الصبح؟


خالد حنفي: لا أنا روحت يوم الثلاثاء بعد المليونية لأن حسيت أن الأمور أهدأ وما فيش عمل وكان بقى لي ثلاثة أيام في الميدان متصلين وقلت أروح بقى أغير هدومي وأتشطف وأعمل زي الناس ورجعت يوم الأربعاء الصبح برضه وأنا مش في دماغي أنه في هجوم هيحصل على الميدان!


أحمد منصور: بس الميدان كان أعداد الناس فيه قلت؟


خالد حنفي: قلت، الميدان قلت والناس تتكلم تقول والمكالمات التليفونية من زمايلنا إلي حولينا فيها الروح دية إحنا كفاية كده البلد هتروح على فين؟ وخاصة إن كان فيه الخطاب كان فيه إشارات إن مش سيخضع لضغوط أجنبية وكأن في ضغوط أجنبية هي إلي داخلة أن هو كذا وكذا و كذا.


أحمد منصور: على الساعة اثنين؟


خالد حنفي: على الساعة اثنين أنا كنت في الجزيرة الرئيسية اللي موجودة كنا سمعنا عن فيه تجمعات هنا وهناك في مصطفى محمود وأنصار الوطني موجودين إنما ما تخيلتش أبداً إن سيحصل اقتحام بهذا الشكل!

إصابات من جراء هجوم البلطجية


أحمد منصور: بدأ إزاي الاقتحام؟ إيه اللي أنت شفته؟


خالد حنفي: أنا شفت ناس من ناحية قصر النيل وشفت ناس من ناحية عبد المنعم رياض يندفعوا بأعداد شديدة ومترتبين ومعهم لوحات يافطات هتافات إلي يحب مصر ما يخربش مصر والأولاد بتوعنا بقى عمالين يقولوا: ارحل ارحل بس اتاخدت في الخبطة دي، الهجمة الأولانية دي اتاخدت العدد كبير، يعني إحنا الله، الثقة اللي الواحد حس فيها في الثورة أنت عارف يعني هول المفاجأة يؤثر عليك يخليك تكش يخليك تقلق يخليك ترتبك جريت بقى ساعتها على المستشفى الميداني، ليه؟ لأن لقيت المشهد اللي عند عبد المنعم رياض ولما ابتدأ الأولاد يحجزوا أنصار مبارك ويدفعوهم خارج الميدان بكردون بشري ابتدأ ..


أحمد منصور: كان هجوم الخيل بدأ هنا؟


خالد حنفي: أيوه بعد شوي بدا هجوم الخيل ما كانش مترتبين الأولاد إن في حد هيعتدي عليهم نوع من التحجيز بس وسيزوقهم وسيخرجوهم بس برا الميدان أو حاجة زي كده إنما أنا ابتدأت ألاقي أمواج من البشر رايح ناحية عبد المنعم رياض أنا فاكر المنظر ده كويس وأمواج من البشر كانوا راجعين من عبد المنعم رياض كلهم بجروح، مصابين.


أحمد منصور: أنت واقف في الميدان؟


خالد حنفي: أنا واقف في الميدان! يعني رايح شايف أمواج رايحة الناحية دي وأمواج جاية اللي واخد حاجة تحت عينيه وإلي واخذ حاجة هنا وإلي الدم سائل في وجه كله وإلي متشال 3أو 4 شايلينه وإلي ماسك رأسه وإلي ماسك ذراعه..


أحمد منصور: المشهد تغير؟


خالد حنفي: يعني تغير أه وبعدين ابتدأت أشوف أقفال جنبيه أقفال حديدية وقطع حجارة وطوب..


أحمد منصور: محذوفة عليكم؟


خالد حنفي: آه محذوفة آه ابتدأت أشوف المنظر ده فأنا قلت ساعتها ده يعني كل دول هيجوا إلى المستشفى أكيد سوف يجيئوا بشكل أو آخر جريت على المستشفى يعني حوالي كانت الساعة مثلاً اثنين، اثنين ونصف في الوقت ده لقيت المشهد أسوأ مما أتصور!


أحمد منصور: جوا المستشفى؟


خالد حنفي: أه طبعاً، أسوأ مما أتصور!


أحمد منصور: شفت أيه؟


خالد حنفي: كل أرضية ما فيش مكان تحط رجلك فيها في الجامع ده 100 متر دول ما تعرفش تحط رجلك فيها!


أحمد منصور: من إيه ؟


خالد حنفي: من الجرحى إلي قاعد والي نائم والي مربوطة أيديه والي شايل كده والي مناخره مكسورة والي أيده مكسورة كل واحد خد حاجة كما يتفق، يعني كل واحد لأن كان فيه اشتباك بالأيدي، وابتدأت تجيء إصابات في العين وابتدأنا الأمر كأنه كابوس!


أحمد منصور: عملت إيه؟


خالد حنفي: خرجنا برا المستشفى جمعت بعض الأطباء ابتدأت أقول للأمن اقفل الشارع دوّت بتاع الأمير..


أحمد منصور: الأمن بتاعك ده كان يجيء على دماغي أنا، كل ما آجي أروح المستشفى ألاقي الأمن يقول الدكتور ممنوع الدخول!


خالد حنفي: صحيح قلت لهم اقفلوا الشارع ده اللي هو الأمير قدادر ده من برا ولما يجيء الناس شايلين المصاب يخش المصاب والناس الباقيين يخرجوا، عشان أعرف أسيطر على الوضع وفرشنا الشارع إلي قدام المستشفى حارة كده ضيقة أظن اسمها منشية كرمان حاجة زي كده..


أحمد منصور: في الآخر قفلتوها كده وحرصتوا عليها.


خالد حنفي: وكان في عربيات واقفة وابتدأنا نفرش الحصر بتاع الجامع برا وابتدأنا تجيء الحالة ونجيب الأطباء أبدأ دي الوقتِ لأن المتطوعين زادوا وكانوا ساعات يعوقونا عن العمل ابتدأت أقول للدكتور هات وريني كرينهاك أنت تخصصك إيه وأقطع البلاستر وأحطه على كتفه وأكتب الدكتور ده كذا وتخصصه كذا عشان نتعرف ببعضنا نجيب الكرنيه ونلصقه ببلاستر، ما فيش بلاطي مش مترتبين لحاجة زي كده ما كناش نتوقع حاجة زي كده خالص وابتدأنا نوزع الأطباء كل حالة تخش نخلي طبيب يسيطر على الحالة ويبدأ يقول الحالة دي عايزة كذا والحالة دي عايزة كذا.


أحمد منصور: نوعية الحالات دي إيه؟


خالد حنفي: كل ما تشتهيه الأنفس كل حاجة أنت تفكر فيها من أول كدمات يعني دي بونيات ولكوميات ولجروح قطعية وبعدين رضوض، كسور بالأنف، كسور في عظام الوجه، كسور بالرجل والساقين ، كان يجيء واحد على رجل واحدة يجيء واحد متشال يجيء واحد شايل ذراعه يجيء واحد شايل رجله، أنا فاكر كويس واحد ده متأخر شوية جاء على نقاله وده جاء بإصابة بالغة في الرأس لأنه أغمى عليه وفقد الوعي وده فضل قاعد عندنا في المستشفى لأن الإسعاف مش قادر يخش للساعة سبعة بالليل لحد ما نقلناه فضل قاعد قدمنا كده ويصيبنا باليأس والإحباط قاعد قدامنا وإحنا مش عارفين نعمل له حاجة! إحنا نقول عليه في الطب Gasping يعني عمال كده إيه في النزع الأخير.


أحمد منصور: وكأنه يموت يعني؟


خالد حنفي: ركبنا له كمحاليل وكلام زي كده إنما أنت مش قادر تعمل حاجة فيه إصابة..


أحمد منصور: كان عندك مواد طبية لإسعاف الحجم الهائل؟


خالد حنفي: لا الحجم ده انكشفنا على الساعة ستة.


أحمد منصور: يعني أنت فضلت من الساعة 2:30 للساعة 6:00 تخيط وتجبر وتعمل كل حاجة.


خالد حنفي: آه إلى حد ما إنما..


أحمد منصور: طب أنت كان عندك عجز في الأطباء ولا الأطباء كان عددهم كبير؟


خالد حنفي: لا المتظاهرين كفوا


أحمد منصور: الأطباء جم.


خالد حنفي: آه جم كله جه..


أحمد منصور: كان احتياجك إيه؟ كل التخصصات؟ ولا تخصصات معينة؟


خالد حنفي: لا طبعاً الجراحة والعظام والرعاية المركزة.


أحمد منصور: كنتوا بتوصلوا لحد أنكم تجبصوا الذراع مثلاً؟


خالد حنفي: آه يعمل جبيرة يعني الرعاية الأولية ديه ممكن تفرق مع المريض ممكن..


أحمد منصور: أنت كنت بتقدر تحدد من نوعية الإصابة ده مضروب بإيه؟


خالد حنفي: اللي حصل إلي أن أنا لقيت أكثر الذي جاء يعني في الأول كان فيه كدمات وحاجات زي كده إنما لاحظت انه فيه جروح غائرة وإحنا نقول عليها في الطب Clean cut يعني مقطوعة بنصل حاد ديه مش كدمة، مش متهتكة الحدود لا دي مقطوعة بنصل حاد وغائرة فأنا فكرت إنه ديه فعلاً أسلحة..


أحمد منصور: أنت ورجيتنا على كم هائل من الصور وإنك في وسط ده كنت بتصور..


خالد حنفي: آه صحيح، صحيح أنا خرجت لأن كانت الشبكات قريبة جداً فخرجت شارع التحرير وشارع محمد محمود وشفت السنج هناك وشقت الأسلحة البيضاء وشفت..


أحمد منصور: في ايدين البلطجية..


خالد حنفي: بالضبط، بالضبط كده..


أحمد منصور: شاركت بقى؟


خالد حنفي: لا أنا ما شاركتش أنا رحت بصيت عليهم بس ورجعت..


أحمد منصور: عشان تشوف الناس ديه مصابة بإيه؟ يعني كنوعية إصابة..


خالد حنفي: آه، ما أنا مش متفهم إيه إلي يعمل الجروح القطعية دي الطوب ما يعملش كده الكدمة ما تعملش كده البونية ما تعملش كده وأنا ما كنتش متخيل، كنت متخيل إنه دول أنصار مبارك وفيه تدافع بالأيدي وفيه اشتباك وكل واحد ساعة الاشتباك إلي بيمسك حجر إلي بيمسك عصاية..


أحمد منصور: الحالة النفسية للمصابين كانت إيه؟


خالد حنفي: لا مرتفعة جداً.


أحمد منصور: إزاي؟


خالد حنفي: يعني أنا أفتكر إنه فيه واحد أحاول أكشف عينيه هو جاي طبعاً كمية من الدم على عينيه وعلى وجهه وكنت أحاول أكشف عينه عشان أعرف عينه اتفتحت ولا لا وبالتالي هيحتاج مستشفى ولا لا. قال لي: يا دكتور سيبها أنا عارف إنها اتصفت يعني غطيها وسيبني أنا هأرجع ثاني، كثير من المصابين كنا نضمد جراحهم وبعد شوية يجيلنا مصاب مرة أخرى.


أحمد منصور: نفس الشخص رجع..


خالد حنفي: نفس الشخص آه رجع 3 و 4 مرات، برضه نوعية الجروح كلها يا أستاذ أحمد كلها في الوجه وفي أعلى الصدر، أنا ما شفتش على مدى ألف حالة جرح في ظهر إنما كله في الوجه الأولاد كانوا بيواجهوا..


أحمد منصور: ده يعني المواجهة والإقدام..


خالد حنفي: الوجه آه بيواجه، بيستبسل، بيقاتل، بيرفع علامة النصر بإيده روحه المعنوية سيبوني رجعوني أنا عايز أستشهد، طيب معلش يا بطل فيه جرح في قرطك كده هيسيب أثر، يقول لي: جرح إيه يا دكتور أنا كان نفسي أبقى شهيد وبعد كده لما تطورت الأوضاع بعد كده إلى ضرب الرصاص..


أحمد منصور: يعني خليني هنا أنت بتقول لي: انكشفت الساعة ستة..


خالد حنفي: آه طبعاً..


أحمد منصور: انكشفت إزاي؟


خالد حنفي: انكشفت المستلزمات الطبية خلصت ما بقاش قادر أوقف نزيف أمبولات الخيط خلصت المستلزمات خلصت، الشاش والقطن خلصت.


أحمد منصور: أنت فجأة الحاجات ديه خلصت؟


خالد حنفي: ما أنت بدا الأمر كأنه كابوس أمواج من الإصابات أمواج وأنت مش عارف تسيطر إزاي.


أحمد منصور: كنت بتسجل؟


خالد حنفي: لا كان التسجيل عفوي وعشوائي إلي كان بيقول اسمه كنا بنسجله أنا كان فيه دكتور بيقعد أربعة مرضى مرة وحدة قدامه كلهم بجروح قطعية ويمشي عليهم..


أحمد منصور: ده ورا ده..


خالد حنفي: بالخيط والإبرة، آه واحد يمشي يطهر الجروح يعني كان عامل زي خط إنتاج زي مصنع، واحد يمشي يطهر الجروح بيتادين وواحد يمشي..


أحمد منصور: ودي حاجة ما تشوفهاش إلا في الحروب أو في الكوارث الكبيرة..


خالد حنفي: طبعاً آه وبعدين قس إنه ده أولادك وبعدين أنت مش عارف يعني هيجيئ لك واحد بتعرفه أو واحد ما تعرفوش ولا ابنك ولا أخوك ولا عمك ولا خالك ولا..


أحمد منصور: لما انكشفتوا والمواد الطبية خلصت عملت إيه؟


خالد حنفي: في وسائل الإعلام بقى يعني أطلقنا نداء يا جماعة إحنا اللي عنده أي مستلزمات طبية أو إسعافات أولية والخيوط والقطن والشاش والكلام زي كده يجيبوا لنا بأي شكل من الأشكال ولكن كانت المشكلة كان فيه حظر تجول..


أحمد منصور: البلطجية كانوا مانعين التجول؟


خالد حنفي: آه طبعاً.


أحمد منصور: في قصص كثيرة إنه فيه ناس كثير جابوا مستلزمات والبلطجية أخذوها منهم ورموها في النيل..


خالد حنفي: صحيح.


أحمد منصور: عندك معلومات عن دي؟


خالد حنفي: آه طبعاً في معلومة بالتحديد إن فيه ناس من مدينة نصر جمعوا كم من الأطعمة والمستلزمات الطبية وبعثوهم بعربية وعند شارع الأزهر وقفوهم واستولوا على الحاجات ديه ومنعوا وصولها للميدان، في برضه أعرف ناس حكوا لنا إن كان فيه مستلزمات طبية ألقيت في النيل، أنا المشهد دي الوقتِ أًستدعي لي وأنا في وسط الكابوس ده إن كان فيه نوعيات من المصابين على غير غرار مصاب الثورة..


أحمد منصور: إزاي؟


خالد حنفي: يعني مصاب الثورة جاي يهتف منتشي أنا مش خايف يسقط يسقط حسني مبارك، الشعب يريد إسقاط النظام، رجعوني الميدان ثاني، سيبوني أرجع لأخواتي إنما كان فيه مصاب قلق متوتر بيبص حوليه إيه ده إلي بتعمله؟ أنت ماسك الحقنة ديه فيها إيه؟ وبعدين شكله مش زي الأولاد بنوع الثورة عرفنا بعد كده إنهم بلطجية.


أحمد منصور: آه..


خالد حنفي: إنما بيوقع بيتجرح الناس بتشيله وتجيبه فكان ده إيه؟ هتعملوا فيا إيه؟ الحقنة إيه ديه؟ نقول له: بنج فعرفنا دي الوقتِ، فابتدينا بمرور الوقت نتعرف على النوعيات ديه..


أحمد منصور: أنت للساعة ستة بعد الساعة ستة كان عندك نوعيات من الجروح مختلفة عن نوعيات النهار؟


خالد حنفي: لا كلها زي ما قلت..


أحمد منصور: لحد إطلاق الرصاص بالليل الساعة 2:00 ما كانت الجروح نوعيتها واحدة؟


خالد حنفي: بالضبط كده.


أحمد منصور: طيب إزاي قدرت تواصل ونسبة الجرحى بعد الساعة ستة لحد الساعة عشرة برضه كانت عالية؟


خالد حنفي: كانت عالية بس أقل حدة يعني واضح أنه الاشتباكات قلت، أصبح فيه فاصل أصبح فيه تحديف طوب وقنابل مولوتوف إنما الاشتباك اللي هو كان وجهاً لوجه اللي في الأول ده إلي طلعت فيه أسلحة وأنصال ودي اللي عملن أزمة كبيرة دي اللي أوشكت إنه إحنا نصاب بانهيار.


أحمد منصور: عملت إيه في الجرحى اللي كانوا بيجوا لك بعد الساعة ستة وما عندكش معدات طبية؟


خالد حنفي: أولاً كنا إحنا كأطباء ابتدأنا نحط إستراتيجية للتعامل أقل عدد من الخياطة، اللي نوقف نزيفه بضمادة بقطن وشاش نوقفه من دون خياطة نعمل كده، اللي حالته stable ثابتة مش محتاج حاجة يأخذ علبة عصير ويخرج برا عشان أفضي مكان وكنا نقوم الناس بالعافية قم نام في حتة ثانية قوم اقعد في حتة ثانية من الجرحى..


أحمد منصور: حاولت تفكر إيه إلي بعد ده؟ إيه إلي ممكن يؤدي ليه ده؟ حسيت إن ده ممكن ينهي الثورة والناس تروح؟


خالد حنفي: آه طبعاً بس..


أحمد منصور: عدد الجرحى الكبير.


خالد حنفي: بس حسيت إنه إحنا في أزمة وإنما كان اللي يغلب علي في هذا الوقت نداء الواجب كطبيب.


أحمد منصور: المعنويات بتاعة الشباب لما كانت بتيجي لك كانت بتقول بك إنه دول هيستمروا ولا ممكن يروحوا؟


خالد حنفي: يستمروا، لا الأولاد فاتحين صدروهم بشكل لا استحالة..


أحمد منصور: إيه أعمار المصابين اللي كانوا..


خالد حنفي: أكثرهم من عشرين سنة ثلاثين إنما ابتدينا نشوف بعد كده ناس أكبر في السن نسبياً إنما كان في الأول كله من عشرين إلى ثلاثين.


أحمد منصور: وبعدين؟


خالد حنفي: لما أطلقنا النداءات..


أحمد منصور: كنت بتتكلم مع الناس بتقول له: أنت بتشتغل إيه؟ أنت..


خالد حنفي: ما كانش فيه وقت، أستاذ أحمد اليوم ده إحنا صلينا العصر والمغرب والعشاء بالليل، ما كنتش تقدر تلتفت حوليك، تقريباً أنا كنت فاكر أنا اللي عملت كده إنما لقيت أكثر زملائي الأطباء صلوا العصر والمغرب الساعة 11 بالليل.


أحمد منصور: عايز تقول لي برضه إن المكان كان مليان بالدم وقطن وشاش..


خالد حنفي: آه طبعاً، زي ما حضرتك شفت في الصور.


أحمد منصور: مجزرة يعني..


خالد حنفي: مجزرة، مجزرة منظمة، جريمة إنسانية وأخلاقية ودينية يعني هيروح صاحبها إلى مزبلة التاريخ..


أحمد منصور: فكرت تمشي واللي عند عبد المنعم رياض تخرج من المستشفى شوية


خالد حنفي: آه..


أحمد منصور: ترتاح وتروح، رحت؟


خالد حنفي: آه..


أحمد منصور: الساعة كام؟


خالد حنفي: حوالي الساعة عشرة بالليل يعني تلقيت اتصال تلفوني من الجزيرة وقالوا لي: دكتور خالد إحنا عايزينك تصف لنا الوضع، فقلت لهم: طيب اتصلوا بيّ بعد شوية أشوف الوضع على حقيقته أنا..


أحمد منصور: أنت عايش الوضع جوا المستشفى الميداني..


خالد حنفي: آه عايش الكابوس يعني أنا اليوم ده بدأته بانقباض وفي النصف كابوس، عايز أقول لك أن اليوم دوت قبل ما أخرج للمستشفى الميداني بدأنا فعلاً نتصل ببعض الجهات فاكر منهم الدكتور محمد سليمان في اتحاد الأطباء العرب وده أنا ما أعرفش عمل إيه عشان يبعث مستلزمات طبية..


أحمد منصور: يعني جاء لك من عنده..


خالد حنفي: آه جاء لي ما اعرفش عمل إيه إزاي فوتهم للميدان ازاي فوتهم لحد عندنا..


أحمد منصور: يعني فيه ناس حاولوا وأخذت منهم وضرب ناس و..


خالد حنفي: أنا عرفت بعد كده إنه فتح أحد مستشفيات يمكن مستشفى الفاروق اللي في المعادي فتح المخزن بتاعها بالليل وبعث لنا إلي إحنا عايزينه، كلمني في التلفون قال لي: أنت عايز إيه؟ قلت له أنا عايز خيوط كذا وكذا وكذا وعايز قطن وعايز شاش ومضادات حيوية وعايز كل مستلزمات الجراحة.


أحمد منصور: بعد الساعة 12 تقريباً أو الساعة 2 بدأ إطلاق الرصاص في الحلقة القادمة أكمل معك المشهد في ميدان عبد المنعم رياض يوم موقعة الجمل، شكراً جزيلاً لك كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور خالد حنفي منسق المستشفى الميداني في ميدان التحرير خلال أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.