شاهد على العصر

غالي: لم أملك السلطة خلال ذبح مسلمي البوسنة ح10

يخصص الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي الحلقة العاشرة من شهادته للحديث عن دور الأمم المتحدة في أزمة البلقان، وخاصة ما يتعلق بالمذابح التي ارتكبها الصرب ضد المسلمين.

قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي في شهادته العاشرة لبرنامج "شاهد على العصر" إنه لم يكن يملك السلطة على قوات حفظ السلام التي كانت منتشرة في البوسنة والهرسك خلال فترة التسعينيات، والتي اتهمت بالسكوت بل بالتورط في المذابح والمجازر التي ارتكبتها القوات الصربية ضد المسلمين.

وقال إن السلطة الحقيقية في عمليات حفظ السلام ليست للأمانة العامة للأمم المتحدة، وإنما للدول الأعضاء التي تشترك بهذه القوات. وأقر بمسؤولية الأمم المتحدة في المذابح التي تعرض لها المسلمون، لكنه شدد على أن مسؤولية القتال في البوسنة والهرسك هي مسؤولية المجتمع، وعشرات الشخصيات التي تشترك في هذه العملية وليس مسؤولية الأمين العام فقط.

وبشأن مذبحة سربرنيتشا التي وقعت عام 1995 وراح ضحيتها حوالي ثمانية آلاف شخص على يد القوات الصربية، أكد أن الولايات المتحدة مسؤولة لأنها كان لديها 12 قمرا اصطناعيا تراقب الوضع في تلك المنطقة، كما أن القوات الهولندية التي كانت موجودة انسحبت أو لم تشترك في المعركة. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لم يكن لديها الأداة لحماية سربرنيتشا.

وأدى فشل الجنود الهولنديين المسؤولين في حماية جيب سربرنيتشا إلى استيلاء قوات صرب البوسنة عليه يوم 11 يوليو/تموز 1995 حيث نفذت أبشع مجازر حروب البلقان ضد المسلمين.

وكانت أزمة البلقان من أكبر الأزمات التي وقعت في عهد غالي، حيث اندلعت الحرب عام 1991 وبدأت يوغسلافيا بعدها بالتفتت. وفي الثالث من مارس/آذار عام 1992 تدهور الوضع سريعا واندلعت الحرب الطاحنة في سراييفو في أبريل/نيسان عام 1992 وأصبح المسلمون وقودا لها تحت سمع وبصر الأمم المتحدة.

واتهم الجنرالات الذين تولُّوا قيادة قوات الأمم المتحدة في تلك الفترة بالانحياز للصرب وبالتورط في الجرائم التي ارتكبت ضد المسلمين، بينهم لويس ماكنزي الذي خرج من الأمم المتحدة على خلفية فضائح، حيث كان يشارك مع الصرب في اغتصاب النساء المسلمات، كما كانت لفليب ميريو علاقات حميمة بجنرالات الصرب. بينما كان يعيش في بالي عاصمة الصرب ويأكل ويشرب وينام مع الصرب.

ويذكر أنه في يناير/كانون الثاني عام 1993 قُتِل حقي تورياليتش، نائب رئيس الوزراء البوسني على يد الصرب بينما كان يستقل ناقلة تابعة للأمم المتحدة. وقد اتُهمت الأمم المتحدة وقتها بالمسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكبرى.

وبحسب رسالة كتبها القائد العام لقوات البوسنة والهرسك في غروزدي، العقيد فريد بلوباسيتش ونُشِرت في مايو/آيار عام 1994، فقد كان سبعون ألف مسلم محاصرين في المدينة من قِبَّل 12 ألف جندي صربي مسلَح وأكثر من ستين دبابة، وقال إن قائد قوات الأمم المتحدة وقتها الجنرال مايكل روز جاء وشاهد الوضع وبقي ثلاث دقائق فقط ثم انصرف في عصر يوم 29 أبريل/نيسان 1994 بينما قضى مع الصرب عدة ساعات. وقال أيضا إن قوات الأمم المتحدة كانت تفعل ما عجز الصرب عن فعله.

رفض تسليح
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول عام 1992 وبينما كان المسلمون تحت الحصار منذ سبعة أشهر، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أي عملية تسليح للمسلمين في الوقت الذي كان السلاح يأتي إلى الصرب من اليونان ومن روسيا ومن كل مكان.

وبشأن موقفه ذلك، رد الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة في شهادته بالقول إن مجلس الأمن الدولي هو الذي يصدر القرارات وأن "لا سلطة للأمين العام".

ورفض غالي أن يكون قد انحاز إلى الصرب في تلك الفترة على حساب المسلمين، وتحجج على ذلك بأنه هو من أنشأ المحكمة الدولية التي حكمت وتحكم المجازر التي تمت في البوسنة، وهو من سمح بإرسال الجيوش المصرية والأردنية إلى البوسنة.