شاهد على العصر

كامب ديفد والأمم المتحدة برؤية بطرس غالي ج1

يروي الأمين العام الأسبق بطرس غالي في شهادته على العصر تاريخه ودوره في مجال السياسة الخارجية المصرية، خاصة دوره في المفاوضات بين مصر وإسرائيل في السبعينيات.

خص الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق بطرس غالي الحلقة الأولى من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر" بالحديث عن نشأته وبداية دخوله معترك عالم السياسية، وكذلك تداعيات خطاب الرئيس الراحل أنور السادات بشأن رحلة القدس.

ولد غالي عام 1922 بالفجالة في القاهرة -حسب شهادته- ونشأ في أسرة قبطية مصرية كانت واحدة من مائتي عائلة كان لها النفوذ بمصر في تلك الفترة، فقد كان جده بطرس غالي رئيس وزراء واغتيل بعد ذلك، وكان عمه وزيرا.   

حصل الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون بفرنسا عام 1949 ويقول في شهادته إن اهتمامه كان أكاديميا على أساس أن السياسة ستأتي بعد ذلك، وإنه بدأ يكتب وهو طالب في مجلة اسمها "الشعلة" وكانت تنافس وقتها مجلة "روز اليوسف".

عند قيام ثورة 23 يوليو 1952 استمر غالي بالتدريس في الجامعة، ويؤكد أنه كان من أنصار الثورة، وكان متحمسا للفكر الجديد في ما يتعلق بالسياسة الخارجية المصرية. 

عام 1977 دخل غالي عالم السياسة بتعيينه في سبتمبر/أيلول 1977 وزير دولة مكلفا بمساعدة رئيس الوزراء بتحضير مجلس الوزراء، وأُعطي من ضمن الاختصاصات التكامل بين مصر والسودان.

في شهادته الأولى تحدث غالي عن خطاب الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر/تشرين الثاني 1977، وكشف أن ثلاث شخصيات فقط كانت على علم مسبق بما جاء في ذلك الخطاب الذي أعلن فيه استعداده حتى للذهاب للكنيست الإسرائيلي.

وقال إن الثلاثة هم: السفير الأميركي في تلك الفترة هيرمان إيلس، ووزير الدفاع عبد الغني الجمصي، ووزير الخارجية إسماعيل فهمي، بينما بقية أعضاء مجلس الشعب لم يفهموا أي شيء من الخطاب.

يذكر أن فهمي كشف في مذكراته بشأن التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط أن السادات فكر في مشروع زيارة إسرائيل أو فاتحه فيها أثناء زيارة قاموا بها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 1977 إلى رومانيا. وبحسب فهمي، فقد طلب السادات رأيه "في رحلة خاصة إلى القدس وإلقاء خطبة في الكنيست".

وردا على سؤال بشأن تأكيد السادات أن ما جاء في خطابه عن رحلة القدس كان "زلة لسان" وأنه طلب حذف هذه الجملة، قال الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق إنه لا يملك معلومات حول هذا الأمر وإنه لأول مرة يسمع بهذا الكلام.

في الحلقة القادمة يواصل الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق شهادته على تداعيات خطاب السادات على المصريين ثم على الخارج.

يذكر أن حلقة اليوم وما سيتبعها من حلقات "شاهد على العصر" مع بطرس غالي سجلت بين القاهرة وباريس في عام 2004.