ما وراء الخبر

الحوثيون يسيطرون على مركز مديرية العبدية بمأرب.. ما دلالات ذلك؟

اتهم وكيل وزارة الإدارة المحلية للشؤون المالية والإدارية اليمنية عبد اللطيف الفجير الحوثيين بإطلاق صواريخ باليستية على مديرية العبدية (جنوبي مأرب)؛ أدت إلى تدمير 40 منزلا والمستشفى الوحيد بالمنطقة.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/10/15) من برنامج "ما وراء الخبر" أن مليشيا الحوثي لم تتمكن من التقدم العسكري البري على المديرية إلا بعد الحصار العسكري على مدار 28 يوما، وما حدث فيها كارثة إنسانية لا مثيل لها في أي حرب شنت في العالم.

وتابع أن العبدية لم تحصل على أي مساعدات من أي جهة محلية أو دولية جراء الحصار الحوثي الجائر الذي منع عنها الغذاء والدواء، مستغربا من صمت المنظمات الحقوقية والإغاثية الدولية مما حصل لليمنيين في العبدية.

وأكد الفجير أن التماهي الدولي مع مليشيات الحوثي هو السبب الرئيسي وراء إيقاف تقدم الجيش اليمني نحو العاصمة صنعاء ووضع الخطوط الحمراء على تحركاته، ما سمح للمليشيا بالتقدم من دون إيقافها، منوها إلى أن الجيش اليمني ينتهج مبدأ الدفاع لاستنزاف مليشيا الحوثي، وهو ما كلف الجماعة آلاف المقاتلين، حسب قوله.

وكانت مصادر يمنية محلية أكدت سيطرة مقاتلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) على مركز مديرية العبدية (جنوبي مأرب). يأتي ذلك في وقت تشهد فيه جبهات مختلفة في جنوب المحافظة معارك منذ أيام بين الحوثيين وقوات الحكومة ورجال القبائل المنخرطين في المقاومة.

وقال التحالف إنه نفذ 40 عملية استهداف لعناصر من الحوثيين وآليات تابعة لهم في العبدية وقرى محيطة بها خلال 24 ساعة الماضية.

في المقابل؛ نفى وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر التهم الموجهة لجماعته بقصف منازل المدنيين والمستشفيات ومنع الغذاء والدواء عن سكان المدينة، البالغ عددهم نحو 36 ألف شخص، وأكد أن الجرحى المقاتلين من أبناء المنطقة تم إسعافهم إلى مستشفيات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي لتلقي العلاج، حسب زعمه.

وأضاف أن هدف جماعته "تحرير كل الأراضي اليمنية" مما أسماهم الأجانب والغزاة أو وكلائهم في أي منطقة كانوا، وأن تركيزهم على مأرب يأتي لأنها منطلق العمليات العسكرية ضد جماعته، وبالسيطرة عليها ينتهي التواجد الفعلي العسكري السعودي في اليمن.

وأعلنت السلطات الصحية في محافظة مأرب مديريةَ العبدية منطقة منكوبة، مضيفة أنها تعيش مأساة إنسانية، نتيجة الحصار وقصف المستشفى الوحيد فيها من قبل الحوثيين. وذكرت مصادر محلية أن أكثر من 70 جريحًا في مديرية العبدية يعانون من أوضاع حرجة، في ظل استمرار منع دخول المؤن الغذائية والدوائية.

وقال الباحث بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي إن التقدم الذي أحرزه الحوثيون في العبدية اليوم يمكن أن يستثمر عسكريا في قادم الأيام إذا حصل تراخ في الجيش اليمني، ولم تتمكن الحكومة الشرعية أيضا من حل الخلافات الداخلية، خاصة مع المجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد جهد الحكومة في معركتها الأساسية.

وأضاف أن الهدف الأساسي وراء سعي الحوثي للسيطرة على مأرب لأنها أغنى محافظة يمنية، وبالسيطرة عليها سيتمكن اقتصاديا من إدارة البلاد بعيدا عن المساعدات.

وتابع مكي أن الجيش اليمني يعاني من مشاكل عدة منذ تأسيسه عام 2015، إذ لم يتلق الداعم اللازم الذي يمكّنه من القيام بواجباته على أكمل وجه، كما أنه الآن يعاني من عدم تسلم رواتبه بصورة منتظمة، بالإضافة إلى الخطوط الحمر التي وضعت أمام هذا الجيش ومنعته من تحرير أرضه.