ما وراء الخبر

تحركات شعبية وقانونية تحاصر بن سلمان بجولته الخارجية.. كيف سيواجهها؟

ناقشت هذه الحلقة أبعاد التحرك الشعبي والقانوني ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع بدئه أولى جولاته الخارجية منذ اغتيال خاشقجي؛ متسائلة عن خيارات الأمير في مواجهة هذه التحركات؟

قرر محامون تونسيون رفع دعوى قضائية للمطالبة بمنع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبلدهم ضمن أولى جولاته الخارجية منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وذلك قبل مشاركة بن سلمان في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين. وقد أشار حقوقيون إلى إمكانية إلقاء القبض عليه أثناء حضوره القمة العشرين إذا قدمت شكوى ضده.

حلقة (2018/11/23) من "ما وراء الخبر" تناولت هذا الموضوع متسائلة: ما أبعاد ودلالات التحرك الشعبي والقانوني ضد ولي العهد السعودي مع بدئه أولى جولاته الخارجية منذ اغتيال جمال خاشقجي؟ وما خيارات الأمير محمد بن سلمان في مواجهة هذه التحركات؟

ترميم الصورة
إجابة على سؤال وجه إليه عن السياق الذي تندرج فيه زيارة بن سلمان لبعض الأنظمة الحليفة له أصلا؟ أجاب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري بأن ولي العهد السعودي يحاول احتواء آثار جريمة اغتيال خاشقجي المتهم بالوقوف خلفها، وإعادة تأهيل نفسه وترميم صورته التي تضررت عالميا بسبب هذه الجريمة.

وأضاف أن ولي العهد السعودي قرر اللجوء إلى حلفائه الإقليميين -عبر هذه الجولة- لمواجهة الضغوط الدولية الساعية لمنع بيع السلاح للسعودية، وللتصدي للإعلام الدولي الذي يهاجمه ويتهمه بالأمر بارتكاب الجريمة.

ورأى البراري أن بن سلمان ليس هو صاحب المبادرة بل هو متلقّ من موجهه محمد بن زايد، وبما أن كل محاولته للظهور كمصلح فشلت فهو يحاول بيع الوهم داخليا للشعب السعودي بأن المجتمع الدولي يتعامل معه بشكل طبيعي.

أما المحامي والمحلل السياسي محمود إبراهيم فقد أبدى تحفظه على وصف ما تلاقيه زيارات بن سلمان من معارضة بالتحرك الشعبي، وقال إنه "تحرك نخبوي" تقوم به مجموعات تعارض أصلا ولي العهد السعودي لأسباب عديدة ومختلفة، نافيا قدرة هذه التحركات على التأثير على علاقات البلدان التي تجري فيها مع الرياض. وأكد أن التفسير الحقوقي للعلاقات الدولية غير موضوعي ولا يعطي نتيجة.

محاولات يائسة
ورأى إبراهيم أن الخيارات السعودية تكمن في مواصلة التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي التي وصفها بأنها "سائرة في مجراها"، بدليل أن أكبر دولة في العالم -وهي أميركا– قدمت بيانا قويا في دعمه للسعودية، وهو لم يبرئ بن سلمان صراحة لأنه أصلا غير متهم بشيء إلا من بعض وسائل الإعلام. وقال إن إصلاحات بن سلمان هي الطريق المضمون للرد على مهاجميه وليس حضوره قمة العشرين.

وبدوره؛ رأى الخبير في القانون الدولي سعد جبار أن بن سلمان يواجه تهمة خطيرة تتمثل في كونه الآمر بقتل خاشقجي لأن منفذي الجريمة مجموعة لصيقة بمكتبه، ولذلك فإنه فشل في تقديم نفسه –عبر شركات العلاقات العامة- بوصفه رجلا منفتحا وحداثيا.

وأضاف أن ولي العهد السعودي الآن يزور الرجل الذي قدمه إلى العالم وهو محمد بن زايد، وهو يريد أن يظهر كما لو كان رجل دولة طبيعيا ليتمكن من حضور قمة العشرين بالأرجنتين، كما أن جولته تشمل زيارة بعض الدول الاستبدادية الناصحة له مثل مصر.

ووصف جبار كل تلك الزيارات بأنها محاولة يائسة لتلميع بن سلمان وكذلك محاولة ترامب التماس التخفيف عنه بعد إدانته، لأن الضمير الجمعي العربي والعالمي اتفقا لأول مرة في التاريخ على إدانة اغتيال النظام السعودي لخاشقجي، والقضية لن تموت لأن هذه جريمة إرهابية ولا تسقط بالتقادم، وكثير من الدول لا تعترف بالحصانة التي لدى بن سلمان لأن ما جرى جريمة ضد الإنسانية.