ما وراء الخبر

محادثات السويد.. هل بدأ العد التنازلي لإعلان إنهاء الحرب باليمن؟

ناقشت هذه الحلقة الجهود الجارية لوقف الحرب في اليمن، على ضوء إعلان جماعة الحوثي وقف استهدافها للرياض وأبو ظبي، وذلك قبيل انطلاق مباحثات السلام التي ستعقدها الأمم المتحدة في السويد.

رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتين غريفيث بإعلان جماعة الحوثي مبادرة لإيقاف هجماتها التي تستهدف السعودية والإمارات وحلفاءهما في اليمن. وهي الخطوة التي استبق بها الحوثيون جولة المباحثات المرتقبة في السويد لإنهاء الصراع، وأعلنت أطراف الحرب قبولها المشاركة فيها.

حلقة (2018/11/18) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مآلات مبادرة الحوثيين بوقف الهجمات في ظل جولة المباحثات هذه التي ستعقدها الأمم المتحدة، وتساءلت عن الخلفيات التي أطلق على أساسها الحوثيون مبادرتهم لإيقاف استهدافهم السعودية والإمارات وحلفاءهما في اليمن؟ وماذا ينتظر مباحثات السلام في السويد بعد هذه المبادرة وفي ظل آخر المواقف الصادرة عن أطراف الحرب في اليمن؟

توقيت الإعلان
بخصوص اختيار الحوثيين لهذا الوقت بالتحديد لإعلان مبادرتهم بوقف الهجمات من جهتهم؛ يرى نبيل خوري -النائب السابق لرئيس البعثة السياسية الأميركية في اليمن- أن الحوثيين أحسنوا اختيار التوقيت، خاصة في ظل التضييق الممارس على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوقف الحرب.

وأضاف أنه من المعلوم أن قرار إيقاف الحرب إن صدر من السعودية فسيكون استجابة لقرار من الولايات المتحدة الأميركية أولا، وأوضح أن جماعة الحوثيين استغلت هذه العوامل لتعلن استعدادها لحل سلمي مع التحالف العربي لوقف الحرب.

وقال خوري إن هذا الإعلان مهّد بشكل جيد للوصول إلى سلام، ولكنه أشار إلى أن إصرار التحالف العربي على تنفيذ الحوثيين لكل شروط إيقاف الحرب ومطالبتهم الانسحاب من كافة المناطق التي سيطروا عليها؛ سيتسبب في عرقلة تحقيق السلام في البلاد.

ودعا طرفيْ النزاع (الحوثيين والتحالف العربي) إلى التحلي بالمرونة في التفاوض، والاتفاق المبدئي على وقف كامل لإطلاق النار، وتبادل الانسحاب من خطوط التماس.

أما الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس رامي العلي فإنه يرى أنه من المبكر التنبؤ بهزيمة التحالف العربي والوصول إلى السلام، واستدل على ذلك بوجود عدة عوامل تسبب ما أسماها "انفراجة مؤقتة"، وهي:

أولاً: التقدم العسكري للتحالف تجاه ميناء الحديدة الذي تسبب في وقف الحرب هناك، مما أعطى فرصة للجانب الحوثي بالموافقة على المباحثات التي تجرى في السويد.

ثانيا: وجود اهتمام دولي في مختلف العواصم الغربية بما يحدث في الملف اليمني بعد تجاهله في السنوات الأربع الماضية.

ثالثاً: التقارير الصادرة من مجلس الأمن والأمم المتحدة التي تهدد بحدوث مجاعة في اليمن إن لم يتم التحرك السريع لوقف الحرب، مما يشكل ضغوطا على طرفيْ الصراع وخاصة الحوثيين.

اقتراب السلام
وإجابة على السؤالين: هل اقترب وقت انتهاء الحرب في اليمن؟ وكيف تساعد جولة المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث في الوصول إلى ذلك في ظل المرجعيات التي يتبناها التحالف في كل المفاوضات؟ يرى خوري أن فرص نجاح هذا الحوار كبيرة رغم أن مرجعياته هي ذات المرجعيات التي رفضها الحوثي سابقا.

وأكد عبثية هذه الحرب منذ البداية قائلا إنه كان الأجدر بالسعودية التحرك بقواها الدبلوماسية عوضا عن التحرك العسكري. لكنه أعرب عن تفاؤله بالدور الهام الذي تمثله بريطانيا وأميركا بدعمهما للمبعوث الدولي وضغطهما على التحالف العربي لوقف هذه الحرب.

أما عضو وفد الحوثيين إلى مشاورات جنيف حميد عاصم فيقول -نيابة عن جماعته- إن التفاوض يأتي خطوة بعد إيقاف الحرب، وإنه يجب على الرياض السعي لحوار ثنائي مع الحوثيين إذا أرادت وقف الحرب.

وأشار عاصم إلى خسارة السعودية المتواصلة في الحرب أمام قوات الحوثي، وأكد أن أميركا وبريطانيا تملكان القرار الأول والأخير في هذا الشأن.