ما وراء الخبر

لقاء أردوغان وترامب بباريس.. أي مستقبل لمسار قضية خاشقجي؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” الاحتمالات العملية التي تنتظر مسار قضية تصفية جمال خاشقجي في ضوء ما قد يصدر عن البيت الأبيض من مواقف بعد لقاء باريس بين أردوغان وترامب.

في أجواء إيجابية ولنحو 45 دقيقة؛ أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردودغان في باريس مباحثات مع نظيره الأميركي دونالد ترمب على هامش عشاء جماعي أقامته الرئاسة الفرنسية، وتطرق الطرفان لسبل الرد على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

حلقة (2018/11/11) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مع ضيوفها الاحتمالات العملية التي تنتظر مسار قضية خاشقجي في ضوء ما قد يصدر عن البيت الأبيض من مواقف بعد لقاء باريس؟ وإلى أي مدى قاد لقاء باريس (بين ترامب و أردوغان) الولايات المتحدة الأميركية وتركيا إلى وفاق أكثر بشأن الموقف من قضية خاشقجي ومحاسبة الضالعين فيها؟

اجتماع مهم
يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي يوسف أوغلو أن الاجتماع يحمل أهمية قصوى لتركيا؛ لأنها تبحث عن الحقيقة منذ البداية لكون الجريمة حصلت على أرضها، وهذا الاجتماع نقل ملف اغتيال خاشقجي من التعاون الثنائي بين تركيا والسعودية إلى التعاون الدولي بشأنه.

وأضاف أن موقف ترامب يشهد تحولا، فبعد أن كان داعما للسعوديين -وهم يٌعتبرون متورطين في القضية- نقل الملف إلى الكونغرس ليخفف الوطأة عن نفسه، وربما نشهد بعد اجتماع باريس تشكيل محكمة دولية وممارسة ضغط أميركي أكبر على السعودية.

ويؤكد أوغلو أن الموقف التركي واضح منذ اليوم الأول، وإذا لم يتم التعاون مع تركيا فهناك إجراءات أخرى ستستخدمها، والمماطلة لن تفيد أحدا بعد الآن لأن تركيا لن تسكت أكثر، وسيسمع العالم نتائج التحقيق من الجهة التركية المستقلة وهي مكتب المدعي العام.

ويعتقد برادلي بلايكمان المستشار السابق للرئيس الأميركي جورج بوش أن اجتماع باريس مفصلي في مسار القضية، لأن خاشقجي كان مقيما في أميركا وقتل بتركيا. ويعلل موقف ترامب بأنه كان يريد أن يعطي السعودية الفرصة لكي تكشف التفاصيل، ولكنها كذبت على أميركا والعالم وهذا ما جعل ترامب يفقد ثقته بهم.

تعاون وانسجام
ويتوقع بلايكمان أن ترامب يريد التأكد من كل التفاصيل، وأي خطوة يجب أن تأتي بالتوافق الدولي بين الجميع ووفق سيادة القانون. ويرى أنه سيكون هنالك مزيد من التعاون بين الطرفين، ولكن يجب على السعوديين تسليم تقريرهم حتى يستطيع العالم الحكم عليهم بشكل قطعي.

أما الأكاديمي والباحث السياسي التونسي محمد هنيد فقد أوضح أنه كان هناك انسجام بين ترامب وأردوغان في اجتماع باريس، لأن تركيا تريد إنقاذ نفسها بعد محاولة السعودية توريطها في القضية، ولكذب السعودية على الأميركيين فقد توعد ترامب بمحاسبة من كذب عليه، وهو يحاول إنقاذ نفسه بعد تغير المشهد الأميركي بنتائج انتخابات الكونغرس الأخيرة.

وأكد هنيد أن الدول العربية لا تمتلك أدوات لتحقيق العدالة، وهو ما يجعل الانسجام بين أنقرة وواشنطن أكبر من أجل الخروج من هذه الأزمة، خاصة أن الموقف الأوروبي ثابت ولديه اتجاه أخلاقي مربوط بالرأي العام.