ما وراء الخبر

كيف ستتعامل السعودية مع أسئلة أردوغان؟

ناقشت حلقة الثلاثاء (2018/10/23) من برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد ومآلات الموقف السعودي في ضوء الخطاب الأخير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

على الملأ، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرواية السعودية بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاسقجي، مؤكدا أن لديه ما يثبت أن الجريمة ارتكبت بترتيب مسبق، ورفض تحميل المسؤولية لأفراد من الاستخبارات والقنصلية السعودية فقط، وطالب بمحاسبة المسؤولين من أسفل السلم إلى أعلاه.

ووجه أردوغان للسعودية -على مسمع العالم- جملة من الأسئلة، مطالبا إياها بالرد عليها، ومؤكدا على حق بلاده في التحقيق في القضية لأن الجريمة ارتكبت فوق الأراضي التركية.

حلقة الثلاثاء (2018/10/23) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءل عن الكيفية التي ستتعامل معها السعودية مع أسئلة أردوغان، وعن السيناريوهات المحتملة في ضوء تطورات أزمة خاشقجي على الساحة الدولية.

هل سترد الرياض؟
وفقا لرأي الباحث السياسي والأكاديمي عماد الدين الجبوري فإن السعودية سترد، أو يتعين عليها الرد بشكل واضح ودون مواربة على أسئلة أردوغان الدقيقة.

وامتدح الجبوري خطاب أردوغان الذي رأى أن الرجل قطع نصف الطريق باتجاه السعودية دون أن يلجأ إلى التصعيد معها، مطالبا السعودية بقطع النصف الثاني من الطريق.

وعلى العكس من ذلك رأى الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة أن أرودغان حشر السعودية في الزاوية، وأنه مارس معهم دور المحقق، بعد أن نجح -وبذكاء- في تدمير الرواية السعودية من خلال التسريبات التي عمدت إليها تركيا منذ الساعات الأولى لتكشف اختفاء خاشقجي.

ووفقا لعياصرة فإن السعودية لا تملك ردا على أسئلة أردوغان، وأنها لن تجرؤ على تقديم رواية أخرى بعد "الرواية المتهالكة" التي قدمتها وفندتها التسريبات التركية، ونصح قيادة السعودية باستيعاب رسائل أردوغان وتحذيراته، قبل أن يلجأ إلى تدويل القضية ويزيد من حرج المملكة.

سيناريوهات متوقعة
ولماذا خاطب أردوغان الملك السعودي مباشرة ولم يأت على ذكر اسم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان؟ وماذا تعني الإجراءات التصحيحية التي وعد بها مجلس وزراء السعودية عقب خطاب أردوغان؟ وهل يمكن للملك السعودي أن يحاسب ولي عهده لو ثبت أن الأخير متورط في الجريمة؟.. هذه الأسئلة طرحتها مقدمة الحلقة على ضيفيها.

من جانبه دعا الجبوري إلى التريث وانتظار ما ستتخده المملكة من إجراءات في الأيام القادمة، وقال إن كل الأمور تخضع حاليا للتحليل والتأويل، معربا عن قناعته بأن القيادة السعودية ستتخذ جملة من الإصلاحات بعدما أظهرت جريمة خاشقجي أن البعض تجاوز الصلاحيات الممنوحة له.

لكن الجبوري لم يستطع التكهن هل سيتخذ الملك السعودي أي إجراء بالعزل أو غيره مع ولي عهده لو ثبت تورطه شخصيا.

أما عياصرة فعبر عن قناعته بأن السعودية ستلجأ إلى تقديم القرابين والتنازلات مرة تلو المرة، وأنها ستراقب التسريبات التركية المتوالية وردة الفعل الدولية، دون أن يستبعد أن يلجأ الملك السعودي إلى عزل ولي عهده إذا رأى أنه لا مناص من ذلك في سبيل إنقاذ المملكة.