ما وراء الخبر

الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أي آفاق للأزمة الخليجية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ودور المنظمة الدولية في خضم الأزمات العالمية ومنها الأزمة الخليجية.

بدأت أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة العديد من زعماء العالم من بينهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بينما غاب قادة دول الحصار ما عدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. يأتي هذا وسط نقاش حول دور المنظمة الدولية في الأزمات العالمية.

حلقة (2017/9/19) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ودور المنظمة الدولية في خضم الأزمات العالمية ومنها الأزمة الخليجية.

وفي هذا الصدد قال باتريك ثيروس السفير الأميركي السابق في قطر وعمان والمحاضر في جامعة جورج تاون إن الولايات المتحدة لديها السبل لجلب النظام في دول الخليج وحل الأزمة الراهنة ولكنها تختار عدم فعل ذلك.

وقال إن الأزمة الخليجية حاضرة في كواليس وأروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن تلك تعد فرصة لحل الأزمة، مؤكدا أن الموضوع الوحيد الذي له أهمية في لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو حل الأزمة الخليجية.

وأعرب عن أمله بأن يقود اللقاء إلى أن يفهم ترمب خطورة الأزمة وأهمية حلها بأقل الخسائر الممكنة. واعتبر أن انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي سيكون مصدر قلق لإدارة ترمب وسياستها الخارجية.

وأضاف ثيروس أن دول الحصار "انخرطت بشكل عميق جدا في الأزمة ووضعت مطالب غير قابلة للتفاوض لأنهم كانوا يحسبون أنهم سيحظون بدعم ترمب وكانوا يتوقعون انهيار دولة قطر ولم تكن لديهم خطة بديلة، وبالتالي أدى ذلك إلى ما نراه الآن، ولا أظن أنها ستخرج من المأزق الذي وضعت فيه نفسها بمفردها".

ورأى أن لقاءات مقتضبة بين ترمب وقادة دول الخليج هي السبيل الأفضل لحل الأزمة الخليجية، لكنه قال إن ما يخيفه هو الحرب الكلامية الدائرة حاليا بين أطراف الأزمة "حيث إن هناك دولا مختلفة تصرف أموالا كبيرة لمهاجمة قطر في الولايات المتحدة ويأملون تغيير الآراء فيها حتى تستسلم دولة قطر، ويريدون من واشنطن أن تفرض على قطر التراجع".

الحل
من جهته، قال الدكتور نايف بن نهار الأستاذ في جامعة قطر إن الأزمة الخليجية لم تعرض على الأمم المتحدة أو أي منظمة دولية ولا حتى مجلس التعاون الخليجي ولا جامعة الدول العربية ولا كل المنظمات التي تنتمي إليها أطراف الأزمة، وتلك إشكالية لأنها تعطل سبل المعالجة القانونية للأزمة.

وأضاف أن قضية حصار قطر طرحتها وأثبتتها الدبلوماسية القطرية لا المنظمات الدولية، وبالتالي فإن زيارات أمير دولة قطر لتركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ليست لصناعة المواقف تجاه أزمة الخليج وإنما هي لتأكيد المواقف، وقد كان لتلك الزيارات حضور قوي في المجتمع الدولي وترجم في الأمم المتحدة من خلال كلمة الأمير في الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

 وعن غياب رؤساء دول الحصار عدا مصر عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إن عدم وجود رؤساء السعودية والإمارات والبحرين أو وجودهم لا يعني شيئا، "لأن قطر لا تستمد قوتها من غياب الآخرين وإنما من وجودها، وبالتالي فما دمت أنك مقتنع وأن لديك حججا وعلى صواب فلا يضرك إن حضر الخصم أو غاب".

وعن سبل حل الأزمة الخليجية، قال إن كل اللقاءات التي تتم تدعم حل الأزمة، لكنها ليس قادرة على إيجاد الحلول، فصناعة الحل هي حكر على الولايات المتحدة أو الرغبة الخليجية، فإما أن يسعى الخليجيون لحلها بمفردهم وهذا ممكن، أو أن تتدخل الإدارة الأميركية بشكل مباشر لحل الأزمة، وقال إنه يرى أن لقاء ولو كان عارضا بين الشيخ تميم ومحمد بن سلمان يمكن أن ينهي الأزمة.