ما وراء الخبر

ما السر وراء تجاهل تحرير تعز؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” أسباب ودلالات التسويف في تحرير مدينة تعز على ضوء المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وقوات صالح يوم الجمعة في المدينة.

أربعة عشر شخصا معظمهم أطفال سقطوا يوم الجمعة بين قتيل وجريح جراء قصف مليشيات الحوثي وقوات صالح لمدينة تعز.

ليست هذه المجزرة الأولى التي تشهدها تعز منذ بداية المواجهات التي أعقبت زحف الحوثيين وصالح للسيطرة على البلاد، وإطلاق التحالف العربيحملته لاستعادة الشرعية.

برنامج "ما وراء الخبر" حلقة السبت (2017/9/16) تساءل عن الحسابات الغامضة التي ظلت تؤخر استعادتها ولماذا لم يضعها التحالف ضمن أولوياته رغم الأهمية الاستراتيجية البالغة لتعز محافظة ومدينة؟

تسويف التحرير
يقول صلاح القادري الأستاذ في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس إن تعز ذات الكثافة السكانية العالية وحاضنة الثقافة والفن والخالية من أي تأثير حوثي كان ينبغي تحريرها فور تحرير عدن، لكن ذلك لم يقع وجرى على الدوام تسويفه.

لماذا التسويف؟ يجيب بأن السعودية والإمارات تقاسمتا الأجندة، الأولى تريد تأمين حدودها الجنوبية، والثانية السيطرة على الموانئ والسواحل الجنوبية.

والمشترك بينهما -كما يتابع- هو تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي، وبالتالي التصالح مع المكون الحوثي، وبالعكس من ذلك فإن تحريرها كان سيمنع تقسيم اليمن ويدعم المقاومة ويهمش مليشيات الإمارات.

ولفت إلى أن تعز معقل القوى الوطنية من اليساريين والاشتراكيين والقوميين والإصلاحيين الذين هم على وجه الخصوص يواجهون بحساسية شديدة من الإمارات والسعودية.

التحالف لا يريد
الكاتب الصحفي عبد العزيز المجيدي يقول إن أهالي تعز متيقنون بأن التحالف لا يريد تحرير مدينتهم.

أما حزب الإصلاح فهو شماعة إماراتية غير منطقية، إذ إن تعز حاضنة لأطياف وطنية واسعة دمجت في الجيش الوطني، مبينا أن الأمر لعبة إماراتية، بدليل تعاملها مع حزب الإصلاح في مأرب واستضافة قياداته في أبوظبي.

أما موقف الحكومة الشرعية مما يجري في تعز فهو "يبعث على الرثاء" حسب المجيدي، مضيفا أن أهل تعز لا ينتظرون أي شيء من السلطة الشرعية التي لا تتصرف كشريك حقيقي في التحالف العربي بل إنها في الإدانات أصبحت تتأخر كثيرا.

صورة مصغرة للخذلان
ووصف تعز بأنها صورة مصغرة لحالة الخذلان التي يعيشها اليمن، فالمدينة المحاصرة هدف يومي لقنص المدنيين والانتقام منهم، لأنهم احتضنوا ثورة 2011 ضد المخلوع علي عبد الله صالح وأول من تحركوا ضد انقلاب الحوثي.

الحكومة اليمنية في رأي صلاح القادري فاقدة للمصداقية لدى الشعب ولدى المؤسسات الدولية، لأنها حتى لو زادت فاعليتها الدبلوماسية بمخاطبة المجتمع الدولي لإدانة مجازر الحوثي وصالح فإنها سكتت عن قصف التحالف للمدنيين الذي أودى بحياة أكثر من 2000 مدني.