ما وراء الخبر

هل تنجح مساعي السعودية للتقارب مع إيران؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الترحيب الإيراني بإعلان بغداد عن وساطة بين طهران والرياض، والاشتراطات الإيرانية لقبول هذه الوساطة.

رحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بإعلان بغداد عن وساطة بين بلاده والسعودية ووصفها بأنها خطوة إيجابية، شرط أن تكون قادرة على دعم أمن المنطقة واستقرارها، وطالب بإشارات واضحة تفيد برغبة المملكة في تحسين علاقاتها مع إيران.

حلقة (2017/8/15) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت الترحيب الإيراني بإعلان بغداد عن وساطة بين طهران والرياض، والاشتراطات الإيرانية لقبول هذه الوساطة.

الخبيرة بالشؤون الإيرانية فاطمة الصمادي قالت "لا أرى أن هناك سعيا سعوديا للتقارب مع إيران، بقدر ما هو سعي سعودي للخروج من المأزق اليمني، وإلا فنحن أمام ارتجال كبير في السياسة السعودية لأنه قبل أسابيع قليلة كانت السعودية تعد لناتو أسمته الناتو الإسلامي لمواجهة إيران، وعقدت قمة كبيرة في الرياض من أجل هذا الهدف".

وأضافت: أنا أشكك في موضوع الوساطة العراقية ليس لأن السعودية لا تريد وسيطا ولكن لأن الوسيط عراقي، وذلك لأن العراقيين لا يملكون القدرة على القيام بدور الوساطة لأن علاقتهم بإيران علاقة تبعية، كما أن الفترة التي أعلن فيها العراقيون عن طلب السعودية لوساطتهم كان هناك طلبات من الصين وباكستان للتوسط، وهما أكثر قدرة على التوسط.

لكن الصمادي توقعت أن تكون السعودية قالت للعراقيين إنها ترحب بأي دور يقومون به للوساطة مع إيران، ضمن خطة أميركية تريد أن تدخل السعودية للساحة العراقية وتعمل على اختراق الصف الشيعي عبر مبادرات سياسية.

وشددت على أن السعودية المتأزمة في اليمن -والتي خسرت الحرب في سوريا– لن تستطيع مهما بذلت أن توسع نفوذها في العراق أو غيره، دون تغيير إستراتيجيتها في المنطقة العربية، لافتة إلى أن ذلك يجب أن يبدأ بإعادة الاعتبار لثورات الربيع العربي والاعتذار عن دعمها لنظام انقلابي قتل الآلاف في مصر وزج بعشرات الآلاف في السجون.

 تخبط سعودي
من جانبه، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن السعودية تعيش عدة أزمات، وبما أن إيران تشكل ملفا إقليميا في وجه السعودية فقد شهدت العلاقة بين البلدين تضاريس متضاربة ومتناقضة، ومنها مقتل الحجاج الإيرانيين في منى، وأزمة حرق السفارة السعودية في إيران وموضوع تهديد ولي العهد السعودي بنقل المعركة مع طهران داخل العمق الإيراني قبل أن تنقل إيران المعركة إلى داخل العمق السعودي.

ووفق أفقهي فإن السياسة الخارجية السعودية تشهد تخبطا كبيرا، فقبل شهر وضعت السعودية على رأس المطالب الـ 13 التي قدمتها إلى قطر مطلب قطع علاقة الدوحة مع طهران، ثم تأتي اليوم (أي السعودية) وتقول إنها تريد تحسين علاقتها مع إيران.

ومضى قائلا "حتى في هذه الوساطة نشاهد تخبطا سعوديا، فقد كان العراقيون مجرد صندوق بريد أرسلت من خلاله الرياض رسالة إلى طهران، ولا نعرف هل تثق السعودية في العراقيين أم لا، وهل ستطلب منهم تكرار إرسال الرسائل لإيران أم لا؟".

وفيما يتعلق بالشروط التي وضعتها طهران للحوار مع السعودية، شدد أفقهي على أن إيران تريد أن تعرف هل ترغب السعودية حقا في حل مشكلتها في اليمن أم لا، وكذلك هل تريد الرياض مناقشة القضايا العالقة بين البلدين؟