ما وراء الخبر

الأزمة الخليجية.. ماذا بعد اجتماع القاهرة؟

ناقش “ما وراء الخبر” مستقبل الأزمة الخليجية على ضوء نتائج اجتماع وزراء خارجية دول الحصار لإعلان موقفها من الرد القطري على مطالب بلدانهم.

قال وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين إنهم اتفقوا على استمرار التشاور بشأن الخطوات التي سيتخذونها مستقبلا ضد قطر إذا لم تستجب لمطالبهم، وأعرب وزراء خارجية دول الحصار في مؤتمر صحفي عقب اجتماعهم في القاهرة عن أسفهم لما سموه الرد القطري السلبي على مطالبهم.

حلقة (2017/7/5) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مستقبل الأزمة الخليجية على ضوء نتائج اجتماع وزراء خارجية دول الحصار لإعلان موقفها من الرد القطري على مطالب بلدانهم.

الأستاذ في جامعة قطر نايف بن نهار قال "منذ أن سمعت أن وزراء خارجية دول الحصار سيجتمعون لمناقشة الرد القطري علمت أن الرؤية السياسية غير واضحة لتلك الدول، وذلك لأن قائمة المطالب لم تأت من وزراء خارجية تلك الدول".

وأضاف "إذا نظرنا إلى السياق التاريخي للأزمة سنجد أنها مبنية على مقدمات عشوائية بداية من مقدمات الترتيب، فمن المفترض أن يكون هناك مطالب ثم مفاوضات وفي النهاية اتخاذ إجراءات عقابية، لكن الذي حدث هو العكس تماما فقد بدؤوا بالحصار ثم طالبهم العالم بالمطالب فلبثوا أسابيع حتى وصلوا إلى المطالب".

وبحسب بن نهار، فإن ما صدر اليوم خلال المؤتمر "يدل على أن شعرة معاوية لم تقطع مع قطر وهذا أمر إيجابي، فنحن في قطر لا نريد أن تقطع العلاقة مع دول الخليج أو أن يصدر تصعيد من دول الحصار يدفع قطر إلى إقامة تحالفات جديدة".

عرض مسرحي
من جانبه، أكد عضو مجلس الأمة الكويتي السابق مبارك الوعلان أن مؤتمر القاهرة بكل أسف خيب آمال الشعوب الخليجية التي كانت تراهن على أن تحكم تلك الدول لغة العقل والاتزان، واصفا المؤتمر بأنه أقرب للأسلوب المسرحي منه إلى اللغة الدبلوماسية الراقية.

ومضى قائلا "بيان الدول الأربع يدل على استمرار اللهجة التصعيدية ضد قطر، وإصرار على التمسك بالمطالب المجحفة التي وضعت لكي ترفض من خلال ما تضمنته من انتقاص واضح للسيادة القطرية".

وشدد الوعلان على أن المؤسف في الأمر هو أن الحديث عن التهدئة والحوار يأتي على لسان وزراء الخارجية في الدول الغربية، بينما وزراء خارجية الدول الأربع يصرون على حصار بري وجوي وبحري لدولة شقيقة وقطع للأرحام، وهي إجراءات لم تتخذ بحق دول سفكت دماء الأبرياء في فلسطين وسوريا والعراق.

أما المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية باتريك ثيروس فاستبعد أن تكون لمكالمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أي علاقة بنتيجة اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قائلا "أعتقد أن الكلام الذي أوصله ترمب للسيسي هو الكلام المعتاد كالإعراب عن الأمل في حل المشكلة بالطرق السلمية".

لكن المسؤول الأميركي السابق ألمح إلى أن الدول الأربع تخندقت في موقف يجعل من الصعوبة عليها التحرك بعد ذلك، وأفضل ما يمكن أن يقال عن المؤتمر الصحفي أنه يجمد الوضع على ما هو عليه ولكن لا يفاقمه نحو الأسوأ.