ما وراء الخبر

الأزمة الخليجية.. ماذا بعد الرد القطري؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” المسارات المحتملة للأزمة الخليجية بعد تسليم قطر الكويت ردها على مطالب دول الحصار.

حلقة (2017/7/3) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت المسارات المحتملة للأزمة الخليجية بعد تسليم قطر الكويت ردها على مطالب دول الحصار.

وفي هذا الشأن، قال مدير تحرير صحيفة العرب القطرية جابر بن ناصر المري إن الرد القطري على قائمة مطالب دول الحصار واضح، وكان ردا شعبيا قبل أن يكون حكوميا، مؤكدا أن فرض إملاءات على قطر هو تدخل سافر في سيادتها كما أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأكد أن قطر قيادة وشعبا لن تسمح بفرض إملاءات عليها، وهي جاهزة للدفاع عن سيادتها، وأضاف أن الرسالة التي تريد قطر إيصالها لدولة الكويت هي رسالة احترام واعتزاز بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لمجهوده البدني والنفسي الذي بذله في الوساطة لحل الأزمة التي فاجأته دول الحصار بها وبضخامتها، كما أن الرسالة موجهة من قطر لدول الحصار برفض الإملاءات.

وحول التمديد الذي سمته دول الحصار مهلة الرد على مطالبها ليومين لدراسة الرد القطري، قال المري إن دول الحصار تفاجأت بثبات قطر على موقفها وبردود الفعل الغربية المنتقدة للمطالب، مشيرا إلى أن تمديد المهلة تم بإيعاز من دول الحصار لحفظ ماء الوجه أمام شعوبها.

وحول المسارات المحتملة للأزمة بعد تسليم الدوحة ردها على تلك المطالب، توقع المري تصعيدا اقتصاديا ضد الدوحة، التي أكد أنها مستعدة لأي تداعيات، مبينا أن قطر ستفك الحصار المضروب عليها بموجب القانون الدولي لأنه مرفوض دوليا وقانونيا.

نقاط إيجابية
من جهته، قال الباحث الكويتي في الشؤون الخليجية علي الكندري إن هناك نقاطا إيجابية حدثت في اليومين الماضيين تمثلت في الإصرار على إبقاء النزاع داخل البيت الخليجي مع دعم أميركي وأوروبي لوساطة أمير الكويت، والمفاوضات التي جرت في واشنطن بين الأطراف القطرية والسعودية بوجود الطرف الكويتي الوسيط وتحت المظلة الأميركية، والاتصال المباشر بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي بدّد المخاوف بشأن المطالب التي سربت، ومنها موضوع دعم قطر للإرهاب. 

وأضاف أن من الإيجابيات أيضا جولة وزير الخارجية الألماني زاغمارغابرييل في المنطقة لحلحلة الأزمة، وكذلك تصريحات المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفد بترايوس التي قال فيها إنه يتعين على شركاء الولايات المتحدة تذكر أن استضافة قطر لوفود من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة طالبان الأفغانية كانت بطلب أميركي.

وأعرب الكندري عن اعتقاده بأن تمديد ما سمته دول الحصار مهلة الرد على مطالبها ليومين لدراسة الرد القطري، يأتي لمزيد من الحوار بين الأطراف وبحث المواطن الدقيقة للخلاف، وتوقع أن يُطلب من قطر تعهدات في ما يتعلق بموضوع محاربة الإرهاب تمويلا ودعما وعلاقات مع فصائل في بعض الدول.

إعادة اللحمة
بدروه، رأي البروفيسور كينث كوتزمان كبير الباحثين بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن أن إعادة اللحمة بين الدول الخليجية محور إستراتيجي لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن ترمب تقدم بخطة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو يسعى لتوسيع نطاق الصفقة عن طريق دمج إسرائيل في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تطبيق تلك الخطة يقتضي لمّ شمل دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف أن ترمب يريد تحالفا في المنطقة ضد إيران، مشيرا إلى أن الخلاف الخليجي الراهن سيقوض هذا التحالف الرامي للحد من نفوذ طهران، كما أنه يريد من دول الخليج الإسهام في تعمير المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وأشار إلى أن أميركا تحاول التوسط في الأزمة الخليجية وإيجاد قائمة مطالب أقل من تلك التي قدمتها دول الحصار، مشددا على أن بعض تلك المطالب غير معقولة مثل إغلاق القاعدة التركية في قطر، وتلك المتعلقة بحركة حماس، موضحا أن واشنطن لا تعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.