ما وراء الخبر

ماذا بعد خسارة المحافظين البريطانيين أغلبيتهم؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” تفسير فقد حزب المحافظين البريطاني أغلبيته البرلمانية في الانتخابات النيابية المطلقة، وفرص تشكيل تيريزا ماي حكومة بريطانية مستقرة.

يعود حزب المحافظين وزعيمته تيريزا مايإلى مقر رئاسة الحكومة البريطانية مثخنين بجراح الانتخابات، ومتعكزين على الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية الذي فاز بعشرة مقاعد في مجلس العموم مما يوفر لهما أكثرية ضئيلة.

فللمرة الثانية في غضون عام تخطئ قيادة المحافظين في تقديراتها السياسية باستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقد أظهرت نتائج الانتخابات تقدما مفاجئا لحزب العمال بزعامة جيرمي كوربين حيث حظي بدعم أغلبية الناخبين من الشباب.

كيف يمكن تفسير فقد حزب المحافظين أغلبيته المطلقة في مقابل تقدم حزب العمال المعارض في هذه الانتخابات؟

الطبقة المتوسطة والعاملة
يقول المحلل الإعلامي والسياسي فيليب بلوند إن السياسات التي حكمت العالم الغربي على مدى عقود ومنها التشدد الليبرالي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لم يعد يخدم مصالح الطبقات المتوسطة والعاملة.

ويضيف لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة الجمعة (2017/6/9) أن الطبقة العاملة لم تر أي زيادة حقيقية في أجورها خلال العشرين سنة الماضية، بينما يزداد الأثرياء ثراء، وهذا مدعاة للشعور بفقدان الأمن.

ومضى يقول إن حزب العمال البريطاني أعاد صياغة عروض السبعينيات، فبدلا من الخصخصة تحدث عن تأميم الخدمات العامة وإلغاء رسوم الدراسة الجامعية، أما البرنامج الانتخابي للمحافظين فبقي تقليديا "بخيلا" لم يعرض أي تغيير بل استمر في سياسة التقشف.

هزيمة مريرة
من ناحيته قال الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي فتحي المسعودي إن الجميع هزم في الانتخابات لكن ثمة هزيمة مريرة وأخرى بطعم النجاح، مشيرا إلى الخسارة التي مني بها حزب المحافظين، وتمسك تيريزا ماي بالسلطة عبر "تآلف" -وفق تعبير ماي- مع الحزب الديمقراطي الوحدوي بأيرلندا الشمالية.

وواصل المسعودي -وهو عضو حزب العمال- قوله في هذه النقطة إن ماي وضعت مستقبل بريطانيا في كفة الحزب الديمقراطي ذي النواب العشرة، والذي يختلف في كثير من مبادئه مع حزب المحافظين، مبينا أن طريق بريطانيا بعد الانتخابات يحيطه الشوك والخوف.

غضب المحافظين
وعن مدى قدرة ماي على تشكيل حكومة مستقرة قادرة على قيادة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال فيليب بلوند إن حزب المحافظين يشعر بالغضب، لأنه لم تكن هناك حاجة للانتخابات التي أدت لفقدان الأغلبية ووضعت جيرمي كوربين على باب قيادة البلاد.

لكن -يضيف- إذا استطاعت ماي إعادة صياغة أهدافها فستمهد الأرضية لمن يخلفها في ذلك، لكنها حتى الآن تتخذ موقفا دفاعيا، وإذا استمرت هكذا ولم تتخذ موقفا ابتكاريا جديدا فستكون نهايتها.

بدوره قال فتحي المسعودي إن على حزب العمال استثمار حالة الضعف التي يعيشها حزب المحافظين بعد "عنتريات" ماي التي أدت إلى هذه النتائج، مشيرا إلى أن المقاعد التسعة والعشرين التي حصل عليها العمال تطور لم يحدث منذ سبع سنوات.

وخلص إلى أن عشرة أيام تفصل بريطانيا عن الحوار مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية الخروج، ومع نتائج الانتخابات "لا نعلم كيف ستؤول الأمور".