ما وراء الخبر

من يهدد مقتدى الصدر بالقتل؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” تصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن تلقيه تهديدات بالقتل، ودعوته إلى انفراد الجيش بالسيطرة على الأرض.

لدى حديثه عن الذين ساءتهم دعوته إلى محاربة الفساد في العراق حتى هددوه بالقتل، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدرهؤلاء بأنهم المفسدون الذين صنعتهم المناصب، وارتفعوا بجمع الأموال وزرع الخوف في قلوب الناس.

بهذا يلمح الصدر حتى يكاد يصرح بهوية مستهدفيه الذين يكشفهم أيضا منطق القرائن والسؤال عن المستفيد، لدى استحضار القضايا التي حددها الصدر عناوين لمطالبه التي دعا أنصاره إلى الاستمرار فيها حتى إذا غيبه طالبوه.

النائب عن كتلة الأحرار (التيار الصدري) ماجد الغراوي قال إن الصدر أراد بكلمته إطلاع الشعب على مشروع الإصلاح، وجاءت إشارته في الكلمة إلى ما تلقاه من تهديدات من أجل إيقاف المظاهرات السلمية التي تمثل غالبية فئات المجتمع.

جهات فاسدة
وأضاف الغراوي لحلقة الجمعة (2017/3/24) من برنامج "ما وراء الخبر" أن من يقف وراء التهديدات هي الجهات الفاسدة والأحزاب المتمسكة بالسلطة، إذ إن مشروع الإصلاح سيعرض مصالحها الشخصية للانهيار.

وخلص إلى أن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ذريعة للإبقاء على نظام المحاصصة السياسية واستغلال الحالة الأمنية لتنفيذ أجندات خارجية لدول لا تريد الاستقرار للعراق.

أما عضو ائتلاف دولة القانون محمد العكيلي فقال إن خطاب الصدر دعاية انتخابية مبكرة،سواء من حيث الشعارات الكلامية أو من حيث الملصق الذي ظهر أثناء الخطاب وعليه خارطة العراق وصورة البصمة، أي بصمة الناخب لدى إدلائه بصوته.

وعليه تساءل "لماذا لم يعلن عمن أطلق التهديدات، علما بأن معه تيارا جماهيريا يستطيع إخراجه بإشارة واحدة، أو أن يسلك السلوك القانوني بتقديم شكوى؟".

رسالة للخصوم
بالنسبة للعكيلي فإن الصدر أراد توجيه ضربة لخصومه السياسيين في الائتلاف الشيعي، مبينا أنه لم يحدث منذ العام 2003 أن استخدم التهديد بالقتل لشخصيات سياسية بارزة، سواء من قبل شخوص أو مجموعات سياسية.

وردا على العكيلي، قال الغراوي إن خروج المظاهرات ليس من أجل مكاسب انتخابية للتيار الصدري الذي تخلى عن الوزارات التي كان يشغلها.

ومضى يقول إن "المرجعية الدينية الرشيدة" دعت إلى الإصلاح، وخرج التيار الشعبي والمدني إلى الشارع قبل عام ونصف مطالبا بالإصلاح الأمني والسياسي، وجوبهت المسيرات السلمية بالصد بل وقضي عليها.

نصرة العبادي
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الأبيض قرأ في كلمة الصدر رسالة إلى "التحالف الخفي" الذي رأى أنه قائم بين الصدر ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

 

في رأي الأبيض فإن واشنطن أبلغت العبادي لدى زيارته لها بعدم رضاها عن الحشد الشعبي، وطلبت حله وضمه إلى أجهزة الدولة من شرطة وجيش.

إذن، وفق الأبيض فإن الصدر وجه رسالة مستقبلية مفادها أنه وجماهيره سيقفون مع العبادي وسينصرونه في موضوع الحشد الشعبي، ومن هنا يفهم من يهدد زعيم التيار الصدري.

هذا داخليا، أما إقليميا فإن ثمة احتمالا للتهديد -يشير إليه- قادما من إيران التي يزعجها إعراب الصدر غير مرة عن رغبته في الذهاب إلى الحاضنة العربية.

خلص الأبيض إلى أن المقلق هو أن يذهب طرف ثالث لإيقاع الفتنة في البيت الشيعي الذي هو في الأصل محتقن.