ما وراء الخبر

رسائل هجومي حمص.. كيف تقرأ؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد ودلالات الهجومين المتزامنين على فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في مدينة حمص السورية، وكيف سيتأثر مسار التسوية في جنيف بعد الهجومين وتصعيد النظام؟

وقرأ مراقبون في الحدث رسائل سياسية بعد تبنيه من هيئة تحرير الشام المعارضة والتي استبعدت من الهدنة ومسار التفاوض.

وقد أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن أمله في ألا يؤثر هجوما حمص على المفاوضات الجارية في جنيف.

اهتراء مخيف
في تفسير الهجومين يقول الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2017/2/25) إن رواية جبهة فتح الشام تتحدث عن خمسة انغماسيين اغتالوا رئيسي فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة، و"هذا يعني اهتراء مخيفا في أجهزة النظام".

ويروي العايد أن المكان الذي جرى اختراقه قلعة حصينة بكل معنى الكلمة، إذ كان عليه -وهو ضابط سابق- أن يجتاز ثلاثين بابا قبل الوصول إلى رئيس الفرع، مشيرا إلى أن اجتياز كل مستويات الحراسة على أيدي الانغماسيين يجعل الأمر كما لو أنه أسطورة.

وعليه فليس لدى العايد تفسير يشرح كيفية وقوع الهجومين على يد خمسة أفراد، في الوقت الذي اقتحم فيه خمسة آلاف من الجيش الحر فرع الأمن السياسي في دير الزور، وكان بينهم عشرات الانغماسيين، وشن عشرات الهجمات بآلاف المقاتلين على فرع الأمن الجوي في حلب ولم تفلح في شيء.

القراءة الثانية للحدث التي يشير إليها مفادها أن ثمة خلافات بين المليشيات التي أنشأها النظام في حمص وحديثا عن صراعات بين الأمن العسكري ولواء الرضا الإيراني، بما يعني أن تسهيلات ربما مُنحت لتنفيذ الهجومين، مثل تمرير معلومات أو تسهيل العبور للانغماسيين. 

 

استهداف للمعارضة
بدوره قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي توفيق شومان إن ما حصل لا يمكن وصفه إلا بالاختراق الأمني الكبير، "ونحن أمام فاجعة بمقتل كبار من القادة الأمنيين". أما المستهدف فهو النظام ومسؤولوه الأمنيون من جهة والمعارضة المشاركة في محادثات جنيف من جهة أخرى.

وفي رأيه أن جبهة فتح الشام لا تعترف بالتسوية السياسية أصلا، أي أنها ليست مستبعدة من جنيف، بل هي لم تشارك في تشكيل الهيئة السورية العليا للمفاوضات في العاصمة السعودية الرياض.

وأضاف أن الجبهة -بمن التحق بها من منشقي الجيش الحر ومنشقي حركة أحرار الشام– هي القوة العسكرية الثانية على الأرض بعد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تسعى للقول إن المفاوضات مع النظام ليس لها أي فائدة.

على عكس الفصائل الأخرى التي يقول إنها تسعى لتقوية واقعها الميداني ولكنها تعترف بالمفاوضات وتحاول تقوية أوراقها السياسية فيها.

وخلص شومان إلى أن الهجومين سيلفتان النظر أكثر إلى جبهة فتح الشام بوصفها تنظيما ليس لديه أي نهج للتسوية السياسية، كما سيمتنان علاقة المعارضة السياسية والفصائل المناوئة للجبهة، الأمر الذي سيجد صداه لدى الثلاثي الروسي والتركي والإيراني.

يذكر أن "هيئة تحرير الشام" تشكلت من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وأربعة فصائل مقاتلة هي "لواء الحق" و"جبهة أنصار الدين" و"جيش السنة" و"حركة نور الدين الزنكي".