ما وراء الخبر

موسكو وواشنطن.. هل عاد السباق النووي؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” التأثيرات المحتملة لتعهد ترمب بتعزيز الترسانة النووية وانتقاده اتفاقية نيو ستارت مع روسيا وإذا ما كان تصريحه مبشرا بسباق نووي جديد أم للاستهلاك المحلي؟

في مقابلة مع رويترز هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب معاهدة "نيو ستارت" التي وقعتها إدارة سلفه باراك أوباما مع روسيافي 2010، بهدف الحد من التسلح النووي في العالم.

وصف ترمب المعاهدة بأنها اتفاق سيئ آخر، وتعهد بالسعي لما سماها اتفاقيات جيدة، وبتوسيع ترسانة بلاده النووية وجعلها الأكثر تفوقا في العالم.

تصريحات تبدو وكأنها خلط للأوراق تزامنت مع تعمد روسيا تأكيد قدرتها النووية، إذ أعلنت على لسان وزير دفاعها سيرغي شويغو أن 99% من منظومات إطلاق قواتها الاستراتيجية، في حالة جاهزية قتالية دائمة.

استهلاك داخلي
الدبلوماسي الروسي السابق فاتشيسلاف ماتوزوف تحدث لبرنامج "ما وراء الخبر" (2017/2/24) عن رد فعل روسي هادئ تجاه تصريحات ترمب.

ورأى أنه لا يريد خرق اتفاقية "نيو ستارت" أو "ستارت 3" التي ينتهي مفعولها في عام 2021، وإنما فقط يصرح للاستهلاك الداخلي نتيجة الضغوط التي يتعرض لها.

ومضى يقول إن الرئيس الأميركي تحت ضغط قوي من الحزب الديمقراطي والمحافظين الجدد باتهامه بالتنازل أمام الروس، وعليه يريد ترمب إثبات أنه يخدم أميركا فجاء تصريحه فقط لكي يثبت الأرض تحت قدميه.

أما وليام كيغن المستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي فقال إن من غير المنطقي القول إن ترمب مقرب من روسيا.

الردع الأميركي
وفي رأي كيغن لا تتعارض تصريحات الاستهلاك الداخلي مع النهج الذي سيسلكه ترمب، وهو تحقيق الردع، فهو يريد أن يبدو رئيسا قويا.

وأضاف أنه لا يمكن رؤية أميركا تتخلى عن الاتفاقية، بل هي ستسعى إلى تحديث ترسانتها وتغيير أنظمة الصواريخ وما إلى ذلك، دون أن يكون في هذا انتهاك لستارت 3.

وخلص إلى أن الحلول مع روسيا سياسية وينبغي التخفيف من التوتر معها، دون أن يتناقض هذا مع الردع، ومع الانتباه إلى أن دولا خطرة تطور أسلحة نووية قد تهدد هذا الردع.

بدوره وصف ماتوزوف الاتفاقية بأنها توفر توازنا آمنا بعد 45 سنة من المفاوضات حول نزع السلاح النووي والصواريخ الاستراتيجية.

فالقول -يضيف- إن أميركا تستطيع تدمير روسيا مئة مرة وروسيا تستطيع تدمير أميركا 50 مرة أوصل الطرفين إلى أن هذه مزايدات سياسية، فلا يحتاج الطرفان سوى مرة واحدة فقط لكي يدمر كلاهما الآخر.

أما التفوق الأعلى عالميا الذي قال به ترمب فرد عليه ماتوزوف بأنه لا أحد يستفيد منه متسائلا "ماذا يعني أن تكون ميزانية أميركا العسكرية سنويا 850 مليار دولار، وهذه تساوي ميزانيات دفاع ست دول؛ هي روسيا والصين والهند وبريطانيا والسعودية واليابان.