ما وراء الخبر

روسيا وإيران جمعتهما سوريا.. فهل تفرقهما أستانا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” مستقبل التوافق الروسي الإيراني بعد انتقاد روسيا علنا الموقف الإيراني الرافض مشاركة أميركا بمحادثات أستانا، المشاركة التي ترى موسكو أنه من غير الممكن الاستغناء عنها.

بموافقتها على المشاركة في مباحثات أستانا، وتحديد ممثلها سلفا، حسمت واشنطن جدلا بين طهران وموسكو، حمل الأخيرة على التبرم علنا من رفض إيران المشاركة الأميركية في جهود حل الأزمة السورية.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف اتهم إيران ضمنا بإعاقة فرص تحقيق تسوية للأزمة السورية، بسبب رفضها مشاركة واشنطن في محادثات أستانا.

يفتح هذا التطور جملة من الأسئلة حول ما يجمع طهران وموسكو وما يفرقهما؛ المرحلي التكتيكي والإستراتيجي ونقاط الالتقاء واحتمالات الصدام.

علاقة معقدة
الكاتب والمحلل السياسي الروسي في صحيفة "غازيتاـ رو" الإلكترونية ألكسندر براتيرسكي يوضح أن علاقات روسيا وإيران كانت على الدوام معقدة وسيئة أثناء الحرب الباردة، وأصبح بينهما تحالف فقط بسبب الوضع في سوريا.

طهران وموسكو خصمان. هذا ما يراه براتيرسكي، ويذهب للقول إنهما خصمان يريدان توفيق مصالحهما في سوريا، دون إغفال التعقيدات العميقة، إذ إن روسيا ليست حريصة على بقاء بشار الأسد، بينما إيران لا تريد إلا الأسد.

ومع ذلك، يقول إن الاحترام المتبادل بين روسيا ولاعب إقليمي كبير كإيران سمح لهما بالتفاهم حول سوريا، إلا أن الاختلاف بينهما أن طهران تريد سوريا تحت نفوذها السياسي والاقتصادي بينما تريدها موسكو حليفا إقليميا.

اللحظة الفارقة
الباحثة في الشؤون الإيرانية فاطمة الصمادي رأت أن حديث بعض النخبة السياسية في طهران عن تحالف إستراتيجي بين إيران وروسيا لا يسنده الواقع.

ولفتت إلى أن علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية الذي يعد وزير خارجية الظل ممن يتصدرون الدعوة لتحالف إستراتيجي بين روسيا وإيران.

ورأت الصمادي أن سياستي البلدين متضاربتان في غير مكان، والتقتا لظرف ما في سوريا، وحالما ينجح الحل السياسي سيكون لحظة فارقة بينهما.

لماذا فارقة؟ لأن الحل السياسي بأي حال لن يلبي ما أرادته إيران من وجودها في سوريا، والذي كلفها عاليا بشريا وماليا، وفق ما أشارت.

عدم الثقة
بالنسبة للمشاركة الأميركية التي أثارت الجدل، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان إن عدم الثقة هو ما جعل إيران ترفض مشاركة الولايات المتحدة التي "دعمت الجماعات المسلحة؛ مما أطال أمد الصراع في سوريا".

غير أن براتيرسكي يرى أنه لو فاز الحزب الديمقراطي في أميركا لربما لم يكن لدى طهران مشكلة في مشاركتها بأستانا، إذ اقترب البلدان من بعضهما، وبنيا علاقات جيدة على المستوى الشخصي بين وزيري خارجية البلدين كيري وظريف.

وعليه، يرى أن الإيرانيين ربما اتخذوا هذا الموقف ليقولوا لدونالد ترمب إن عليه أن يجد طريقا للتفاهم معهم.

أما الاختلاف في بعض التفاصيل بين روسيا وطهران -من وجهة نظر صدقيان- فهو أمر طبيعي باعتبار الأولى دولة عظمى والثانية دولة إقليمية، لكنهما متفقتان على الخطوط العريضة في ما يتعلق بالأزمة السورية.

لكنها ليست -في المطلق- خلافات حول تفاصيل -بحسب الصمادي- إنما جوهرية تدور أساسا حول ما الذي تريده موسكو وطهران لشكل الدولة السورية.