ما وراء الخبر

لماذا غيرت النصرة اسمها إلى "فتح الشام"؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” قرار جبهة النصرة حل نفسها وتشكيل تنظيم جديد لا يرتبط بأي جهة خارجية بعد رسالة “القاعدة” التي تفوضها بالبت في مصيرها.

أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولانيحل الجبهة وتشكيل جماعة جديدة باسم "جبهة فتح الشام"، وأضاف الجولاني أن التنظيم الجديد ليست له علاقة بأي جهة خارجية.

يأتي هذا بعد بيان لتنظيم القاعدة فوّض فيه جبهة النصرة بتحديد مصيرها، بعد علاقة استمرت أربعين شهرا، وذلك من أجل المحافظة على "جهاد أهل الشام"، بحسب البيان.

وفي قراءته هذه الخطوة، قال محرر شؤون الجماعات الإسلامية في قناة الجزيرة تيسير علوني إنه من المؤكد أن جناحا في التنظيم دفع باتجاه فك الارتباط، حتى يمنع قصفه من الغرب بذريعة ارتباطه بالقاعدة.

انعكاسات الخطوة
وحول الانعكاسات المحتملة على تماسك التنظيم الجديد قال في حلقة (28/7/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" إن جناحا آخر يرى أنه من المحرمات إرضاء الغرب.

ومع عدم استبعاده حدوث انشقاق، قال علوني إن بيان أبو الخير المصري نائب زعيم القاعدة "ربما يكبح جماح هؤلاء، باعتبار أن فك الارتباط أمر متفق عليه، وبالتالي التوجيه بالالتزام بذلك".

من ناحيته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية إن التطور الكبير في بيان النصرة هو التأكيد على أن أيديولوجيتها الجديدة وإستراتيجيتها شأن داخلي في سوريا.

ومضى يقول إنها لم تنفذ عمليات خارج سوريا، رغم أنها كانت مرتبطة بالقاعدة "التنظيم النخبوي المعولم" الذي يستهدف الغرب، لكن هذا التطور يراد منه نسج العلاقات مع المجتمع المحلي على مستوى إدارة المناطق والتنسيق مع قوى الثورة السورية.

ولفت أبو هنية إلى أن التحول إلى جماعة محلية يرفع الحرج عن الفصائل الأخرى المسلحة المندرجة في إطار جيش الفتح وفي مقدمتها "أحرار الشام".

لكن هذا التغيير في نظر تيسير علوني ليس أكثر من تغيير في الصورة لا الجوهر؛ إذ إن بيان الجولاني لم يتحدث عن المنهج الجديد، ولم يقل إنه تخلى عن منهج القاعدة ووضع محددات جديدة.

كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي وليام دانفر رأى أن تغيير اسم النصرة "مطلقا" لا يعني شيئا، وأن أميركا وروسيا تحاولان التوصل لاتفاق لمطاردة النصرة مهما كان اسمها، كما تطاردان تنظيم الدولة.

وواصل القول إنه ليس متأكدا مما تريده النصرة من هذه الخطوة: هل هو دفع واشنطن وموسكو للتراجع عن ضربها، أو جذب الجماعات الأقل تطرفا، علما بأنها استقطبت ثلاثة آلاف عضو خلال العام الماضي.

ولتوضيح الفارق بين ما كانت عليه النصرة وما صارت إليه، قال المتحدث باسم جبهة فتح الشام حسام أبو عمار إن النصرة تشكلت من أهل الشام، وكان مشروعها داخليا، لكنها مرت بمراحل حرجة جعلتها تبايع القاعدة، بيد أن مشروعها كان دائما منصبا على قتال النظام وحلفائه.

وتمنى أبو عمار أن تفيد هذه الخطوة في إزالة المخاوف وتقريب المسافات بين النصرة والفصائل الأخرى، لحماية "كيان أهل السنة"، وكذلك من أجل زيادة المجندين والحاضنة الاجتماعية، حيث يوجد بين الشعب من لا يوافق على استهداف الغرب وأميركا كما تتبنى ذلك القاعدة.