ما وراء الخبر

تركيا وروسيا.. تطبيع بطعم الأزمة السورية

تناولت حلقة (1/7/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” فرص نجاح التفاهمات بين روسيا وتركيا بشأن الملف السوري، في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية المرتبطة به.

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في منتجع سوتشي في إطار المساعي الرامية إلى إعاة تطبيع العلاقات بين بلديهما، إن تركيا اتفقت مع روسيا على الدفع بجهود التسوية في سوريا، بينما قال لافروف إن موسكوتأمل إجراء اتصالات بشأن سوريا بين الجيشين التركي والروسي.

حلقة الجمعة (1/7/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت فرص نجاح التفاهمات بين روسيا وتركيا بشأن الملف السوري، في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية المرتبطة به.

في البداية قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني محمد قواص إن هناك تسارعا في حالة التطبيع بين البلدين، بدءا من رفع العقوبات الروسية على تركيا وفتح الطريق أمام السياح الروس إلى تركيا. ويبدو أن كلا البلدين يحتاج إلى هذا التطبيع، والسبب في ذلك يعود إلى الميدان السوري الذي يشهد حالة انسداد لروسيا بعدما أعطت دعما غير محدود، ولم تعد تستطيع التقدم أكثر من ذلك.

في المقابل، اختلف الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد مع القول بأن حركة التطبيع بين البلدين متسارعة، أو أنها ستنجز شيئا سريعا في الملف السوري، ووصف التطبيع "بالمتدرج والحذر وتكتنفه الكثير من المناورات".

وأضاف أن روسيا تعتقد أنها بمثابة "شرطي في الشرق الأوسط"، وتريد توزيع الأدوار على اللاعبين الأصغر في المنطقة بما فيها تركيا مع الحفاظ على دور مركزي للنظام السوري وإيران باعتبارهما حليفين رئيسيين.

وأشار العايد إلى الشعور التركي بالخداع الأميركي، في ظل سعي واشنطن لإنشاء كيان كردي في خاصرتها الجنوبية.

ورأى قواص أن مصير بشار الأسد على رأس النظام السوري ليس مقدسا بالنسبة لتركيا أو حتى روسيا أو إيران، وإنما هناك خلاف حول توقيت رحيله، ومن ثم فإن هذا الموضوع يمكن الاتفاق عليه.

الأكراد
من جهته، قال العايد إنه لا يوجد حضور عسكري تركي واضح في سوريا، مشيرا إلى حساسية هذه النقطة لأن التدخل التركي سيستهدف الأكراد، وهو ما قد يوجد أزمة مع الولايات المتحدة، لكن تركيا تريد القول إن بإمكانها الخروج من المنظومة الأميركية والأوروبية، وأرجع التغير التركي السريع تجاه روسيا بمحاولة استثمار مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

واعتبر العايد أن الأكراد هم عامل الالتقاء الوحيد لتركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، لكن هذا العنصر محمي أميركيا، ومن ثم ستتم المقايضة بأوراق أخرى.

غير أن قواص أشار إلى أن أوغلو قال قبل لقائه نظيره الروسي إنه يطالب الناتو بأن يشمل الدرع الصاروخي كل الأراضي التركية، ومن ثم فإنه يذهب لملاقاة نظيره الروسي بصفته عضوا كاملا في الناتو.

وأضاف أن تصريح أوغلو بأن هناك شراكة إستراتيجية تركية روسية يعني أن تأخذ روسيا بعين الاعتبار مصالح تركيا في سوريا.

وشدد قواص على أن التقدم الذي أحرزته المعارضة السورية المسلحة في بعض جبهات حلب وريف اللاذقية، لا يمكن أن يمر دون تنسيق تركي روسي.