ما وراء الخبر

تنظيم الدولة بأفغانستان.. حقيقة أم لعبة باكستانية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالات تبني كل من حركة طالبان وتنظيم الدولة تفجير كابل الانتحاري وانعكاسات هذا الهجوم على دول الإقليم ودورها في أفغانستان.

قتل خمسة عشر حارس أمن نيباليا على الأقل وأصيب نحو عشرة جراء هجوم انتحاري على حافلة صغيرة كانت تقلهم في العاصمة الأفغانية كابل. وسارعَ كل من حركة طالبان وتنظيمِ الدولة الإسلامية إلى إعلان مسؤوليته عنه.

وبقدر ما تسلط هذه الهجمات الضوء على مدى خطورة التهديد الأمني الذي يواجه الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين، ترد تساؤلات كبيرة عمّا إذا كان تنظيم الدولة قد نقل جانبا من عملياته إلى العاصمة الأفغانية بعدما كان ناشطا في شرق البلاد.

ضيفا حلقة 20/6/2016 من برنامج "ما وراء الخبر" ذهبا إلى أن العملية في شكلها وطريقة تنفيذها، لا بصمات عليها سوى بصمات طالبان.

ليست طالبان
وقال محرر شؤون الجماعات الإسلامية في قناة الجزيرة تيسير علوني: طالبان لم تعودنا على تبني عملية ليست لها.

وإذ ينشط تنظيم الدولة في ولاية ننغرهار المتاخمة لباكستان، تعيد العملية على الطاولة طرح العلاقة الصعبة بين طالبان وباكستان. وهنا ينسب علوني إلى قادة في طالبان القول إنهم لاحقوا عناصر تنظيم الدولة وأعدموا بعضهم، أما من فروا إلى باكستان فلم يتعرضوا لأي أذى.

ويضيف أن طالبان تعلم علم اليقين أن الاستخبارات الباكستانية تستخدم تنظيم الدولة للقول لطالبان "إنكم لستم وحدكم"، ومن أجل إخضاعها في المفاوضات السياسية وفرض الشروط عليها.

واستبعد علوني أن يكون لتنظيم الدولة حظ في الوجود بالبيئة الأفغانية، مفيدا أن المجتمع الأفغاني في غالبيته العظمى لا يكفر الآخرين.

صنيعة استخبارية
وهذا ما ذهب إليه الصحفي والباحث السياسي الأفغاني محب الله شريف، مبينا أن أفكار التنظيم صنيعة استخباراتية باكستانية وغريبة عن المجتمع، وأنه استهدف قبائل حدودية بين أفغانستان وباكستان وجند عناصر منها "يشبهون المرتزقة".

وزاد في القول إن العملية الأخيرة تمثل عودة طالبان لضرب الحكومة والقوات الدولية بعد أن تفرغت فترة "لمحو" عناصر تنظيم الدولة والسلفيين شرق أفغانستان.

وأوضح أن حركة طالبان كانت لا تقبل كل الأفكار التي تطرحها الاستخبارات الباكستانية، فتبدأ الأخيرة بالتلويح بأنه يمكن دعم وتمكين جهة أخرى بديلة عنكم وتأخذ مكانكم، وهو الأمر الذي تنبهت له طالبان فصبت جهدها على شرق أفغانستان قبل أن تعود إلى العاصمة الأفغانية لتضرب من جديد.

هذا عما يقال إنه دور باكستاني، أما إيران والهند فقال علوني إن لهما حضورا واضحا في أفغانستان، الأمر الذي تتوجس منه باكستان خصوصا الوجود الهندي، بينما تواصل إسلام أباد خسارة رصيدها في بلاد  تعدها حديقتها الخلفية.