ما وراء الخبر

ما دلالات اعتراف واشنطن بمقتل جندي لها بالعراق

تناول برنامج “ما وراء الخبر” دلالات اعتراف الولايات المتحدة بمقتل أحد جنودها في عملية قتالية شمالي العراق، وتساءل عن المهام التي يقوم بها الجنود الأميركيون في هذا البلد.
أكّد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر مقتل جندي أميركي في عملية قتالية قرب أربيل والموصل شمالي العراق، وقال متحدث باسم البنتاغون إن ذلك الجندي قتل في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع لقوات البشمركة الكردية.

وهذا هو ثالث جندي أميركي يعلن مقتله بنيران معادية في العراق، منذ استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة في البلاد منتصف 2014.

حلقة (3/5/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت اعتراف الولايات المتحدة بمقتل الجندي الأميركي ووصْف وزير دفاعها الأمر بأنه خسارة فادحة، حيث اعتبر مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق مارك كيميت مقتل الجندي نتيجة طبيعية لما يحدث في ميدان المعركة، مؤكدا أن المهمة الأميركية لا بد أن تمضي قدما رغم ذلك.

وحول المقصود مما قالته الإدارة الأميركية إن الجندي قتل أثناء عمليات قتالية، قال كيميت إن ما تقوله الإدارة هو أن الجندي قتل أثناء عمليات قتالية لكنه كان على بعد كيلومترات من الخطوط الأمامية حيث كان يقوم بدور المساعدة والمشورة لقوات البشمركة، مشددا على أنه لا داعي لاستمرار الإدارة في إنكار وجود جنود لها على الأرض، وأضاف "الحقيقة أن هذا الجندي قتل في عملية قتالية مباشرة على يد عدو هو تنظيم الدولة الإسلامية".

ورغم ذلك أكد كيميت أن مقتل الجندي لن يكون له تأثير على عمليات القوات الأميركية على الأرض أو على المساعدة التي تقدمها للقوات العراقية.

واعتبر كيميت أن الإستراتيجية الأميركية في العراق التي تقوم على تقديم الدعم والإسناد والمشورة للقوات العراقية، هي إستراتيجية ناجحة، والدليل على ذلك أن القوات العراقية تحقق تقدما لا يستهان به بينما تنظيم الدولة الإسلامية الآن في وضع دفاعي، بحسب اعتقاده.

وعما إذا كانت واشنطن ستغير سياستها وتقوم بإرسال مزيد من الجنود إلى الميدان في العراق، قال كيميت إن ذلك لن يحدث في ظل الإدارة الحالية أو المقبلة، داعيا إلى عدم وضع إطار زمني للحكم على الإستراتيجية الأميركية في العراق.

 

فشل أميركي
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي أن الجندي الأميركي عندما يقتل وهو يحمل صفة مستشار كما تقول الإدارة الأميركية، فهذا يعني أنه ليس في الخط الأول للمواجهة وإنما في مواقع محصنة، وهذا يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك أسلحة ثقيلة تستطيع النفاذ للمواقع المحصنة للجنود الأميركيين، وهذا يهددهم بشكل فاعل.

وأضاف أنه إذا ما استمر استهداف الجنود الأميركيين وقتلهم في العراق فإن ذلك سيؤثر على الرأي العام الأميركي ويعيد إلى أذهانهم صور الجنود القتلى العائدين إلى بلادهم في نعوش خشبية، كما سيشعر الجنود الأميركيون الذين يقدمون الدعم للقوات العراقية بخطر داهم من أسلحة تنظيم الدولة.

ووصف الزبيدي الإستراتيجية الأميركية في العراق -التي تريد أن يكون المقاتلون العراقيون في الصفوف الأولى والجنود الأميركيون في الصفوف الخلفية- بأنها فاشلة وخاطئة وستعيد الجنود الأميركيين مقتولين إلى بلادهم.

وقال إن الأميركيين جاؤوا إلى العراق عام 2003 وفشلوا في إنفاذ الجانب العسكري لغزوهم على يد المقاومة العراقية التي أرغمت جنودهم على الهروب، وهم فاشلون في تجربة العراق من الألف إلى الياء.