ما وراء الخبر

ماذا بعد دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس؟

تضاربت آراء ضيوف حلقة (30/3/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” بشأن مآلات الأوضاع في ليبيا بعد دخول حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج إلى طرابلس ومباشرة مهامها.

بعد دخول حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج إلى طرابلس، يعود الجدل مجددا حول مصير الأوضاع في ليبيا في ظل الخلافات الموجودة حول هذه الحكومة من أطراف سياسية وعسكرية، حتى إن خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الوطني المنبثقة عن المؤتمر الوطني الليبي العام طالب حكومة السرّاج بتسليم نفسها أو العودة من حيث أتت.

حلقة الأربعاء (30/3/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءلت مع ضيوفها عن تداعيات دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق -المدعومة من الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي- إلى طرابلس، والسيناريوهات المرتقبة.

الكاتب والمحلل السياسي صلاح البكوش شدد على وجود توافق "كبير" على حكومة السراج من النخب السياسية ومن قوى الثوار في طرابلس وجميع مناطق البلاد، ليس لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف الليبية مثاليا وممتازا، وإنما لكونه أحسن الحلول المطروحة على الساحة الليبية.

وتشكلت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في ديسمبر/كانون الأول الماضي برعاية الأمم المتحدة، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، وهو مجلس منبثق عن الاتفاق ذاته ويضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.

واعتبر أن عودة حكومة التوافق جاء في توقيت مناسب، واتهم من أسماها أقلية متطرفة بمعارضة المجلس الرئاسي لأنها تريد التمسك بمكاسبها، وقلل في نفس السياق من حدوث مواجهة محتملة بين الليبيين بحجة ما اعتبره التوافق الكبير حول الحكومة.

توقيت خاطئ
غير أن الكاتب والمحلل السياسي فتحي الفاضلي انتقد دخول حكومة السراج إلى طرابلس لغياب التوافق بشأنها، ولأن توقيت دخولها "خطأ" وآلية اختيارها واختيار رئيسها "غلط"، إضافة إلى أن ما عدّه الإصرار الغربي الغريب على هذه الحكومة يثير الشك، خاصة أن أولويات المجتمع الدولي وهي مكافحة الإرهاب والهجرة السرية، تختلف عن أولويات الشعب الليبي.

واتهم الفاضلي المجتمع الدولي بمحاولة إدخال العاصمة طرابلس في نفق آخر من التصادم بدل الدفع بها نحو الحلول السلمية، وقال إن المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر أصر على أسماء معينة في الحكومة وهمّش تيارا وطنيا عريضا من الليبيين.

وقال إنه يختلف مع برلمان طبرق الذي يركز في معارضته لحكومة الوفاق على قضايا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما لا تحظى هذه الحكومة بالتوافق وقد تتسبب في تعميق الأزمة الليبية، وكشف عن تحركات قام بها "لواء الصمود" بعد دخول الحكومة، لكنها هدأت بعد تدخل جهات.

وأشار الفاضلي إلى تخوف بعض الجهات -ومنها الثوار- من تعريف حكومة السراج للإرهاب، وهل هو تعريف حفتر وروسيا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؟

"غياب النضج"
الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري رأى من جهته أن المشكلة لا تتعلق بتوقيت دخول حكومة الوفاق، وإنما بما عده غياب النضج والوعي السياسي لدى الطبقة السياسية الليبية، وهو ما يؤكد -بحسب المتحدث- الصراع الموجود بين المؤتمر الوطني وبرلمان طبرق وحكومة السراج، وأيضا عدم التوصل إلى حل سياسي وبناء مؤسسات دولة تمثل كل الليبيين.

وأشار إلى غياب سياسة واضحة من المجتمع الدولي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن في تعاملهما مع الأزمة الليبية، وتساءل: هل كانت هذه الأطراف تؤمن بالحل السيسي واحترام إرادة الليبيين دون فرض أجندات عليهم؟

وعن الحلول، تساءل القادري عن مدى قدرة القوى السياسية والعسكرية الليبية الفاعلة على الاتفاق والحوار، وعن دور دول الجوار في كل ذلك.   

يذكر أن حكومة الوفاق الوطني باشرت مهامها من العاصمة طرابلس، بحسب ما أعلنه رئيسها السراج الذي وصل بحراً نهار الأربعاء، والذي قال إنها ستعمل على بدء مرحلة جديدة بمشاركة جميع الليبيين وكل الأطراف على أرضية الوفاق الوطني.