ما وراء الخبر

ما أهمية معركة تدمر لتنظيم الدولة والنظام؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” العوامل التي أدت إلى تقدم قوات النظام بتدمر بعد عشرة أشهر من سيطرة تنظيم الدولة عليها، وتأثير نتائج المعركة على أطراف الصراع المسلح في سوريا؟

بسرعة كبيرة استولى  تنظيم الدولة الإسلامية قبل عشرة أشهر على مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وبسرعة مشابهة تعلن وسائل إعلام النظام السوري أن قواته تسترجع مناطق في المدينة ومحيطها.

وفي آخر مستجدات الوضع الميداني قال مراسل الجزيرة في حمص جلال سليمان لحلقة 24/3/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" إن محيط تدمر من الناحية الغربية يشهد معارك عنيفة بين النظام وتنظيم الدولة.

وأضاف أن النظام أعلن سيطرته على تلال الطار والهيال وأن قواته وصلت دوار الزراعة الذي يبعد عن المدينة كيلومترين إضافة إلى قصر القطري، وأن ما يعيق تقدمها تمركز مقاتلي التنظيم في بساتين المدينة وقلعة تدمر.

تعزيزات للتنظيم
التنظيم بدوره -كما أضاف مراسلنا- نفى وصول قوات النظام السوري إلى المدينة وأنها ما زالت تبعد ثمانية كيلومترات عن تدمر، علما بأن العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة خففت من حدة القصف. وفي هذه الأثناء استقدم التنظيم -بعد طلبه إخلاء المدينة من المدنيين- تعزيزات ضخمة.

حول خصوصية معركة تدمر قال الخبير الأمني والإستراتيجي هشام جابر إن ثمة قرارا باستعادة المدينة. وأضاف أن سقوطها السهل قبل أشهر كان بسبب إرهاق قوات النظام، إلى أن جاء التدخل الروسي الذي لم يكن مساندا بالطيران فقط، بل دفع للجيش السوري أسلحة متطورة جعلته ينتقل من الدفاع إلى الهجوم.

لكنه أضاف عاملا آخر لسهولة وصول التنظيم عبر صحراء شاسعة إلى تدمر، وهو عدم تعرضه لأي ضربة جوية من التحالف الدولي، عكس ما حصل في عين العرب (كوباني).

وواصل القول إنه من الطبيعي أن تهاجَم قوات تنظيم الدولة، فهي مستثناة من قرار وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة وضمن في قرار أممي.

تمسك التنظيم بتدمر
غير أن هشام جابر يفترض أن تنظيم الدولة لن يتخلى بسهولة عن تدمر، إذ لديه عناصر مسلحة بعقيدة قتالية ويملك أسلحة ثقيلة متطورة استولى عليها في الموصل ومن بينها دبابات برامز، ويستطيع كذلك الانتقال من الحرب التقليدية إلى قتال الشوارع.

وخلص أخيرا إلى أن خسارة تدمر ستمثل انتكاسة كبيرة لتنظيم الدولة، إذ إنه يسيطر على مجمل البادية وكل الحدود السورية مع العراق.

بدوره قال المحلل العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد: هدف معركة تدمر إعلامي لإعادة تأهيل النظام والقول إنه الوحيد الذي يمكنه مقاتلة تنظيم الدولة.

أما اعتبار تدمر بوابة لدير الزور والرقة فإن ذلك -بحسب العايد- ليس دقيقا، فتدمر ليس لها أهمية إستراتيجية إلى هاتين المدينتين، وثمة مئات الطرق الأخرى خالية من المقاتلين.

ورأى أن هذا يندرج ضمن خطة روسية طويلة المدى لجعل المعركة في البلاد محصورة بين النظام وتنظيم الدولة. أما المعارضة السورية المسلحة فقال إنها نوعان: واحد غارق في عسل الأوهام بحل سياسي يغفل ما تخطط له روسيا، وواحد تتفشى بينه الخلافات البينية كما هي الحال في الجبهة الجنوبية، مبينا أن بقاء المعارضة على هذه "البلادة" سيكون وخيما عليها.